هل صوت الرعد هو صوت ملك

هل صوت الرعد هو صوت ملك سيتم التعرف على ذلك في هذا المقال، حيثُ أنَّه ورد ذكر الرعد في القرآن الكريم، وفي الأحاديث النبوية الشريفة، ومع ظهور العلم في العصور اللاحقة قد يظنُّ بعض الناس أنَّ هناك تعارضًا بين الدين والعلم، سواء في موضوع صوت الرعد أو في غيره، ولكن يمكن للإنسان العاقل أن يوفق بين مختلف الروايات الواردة، وبين ما يكتشفه العلم الحديث، وسوف يقدم موقع المرجع تفصيلًا حول صوت الرعد ويوضح ما هو صوت الرعد في الإسلام وسنتعرف على صوت الرعد والبرق حسب العلم الحديث.

ما هو الرعد

يصدر عادةً ولا سيما في فصل الشتاء أصوات قوية ترافق عادة هطول المطر، وهي أصوات تشبه أصوات الانفجارات الهائلة في السماء، وتسبقها البرق وهو أضواء لامعة وامضة تضيء قبة السماء وتختفي بلحظات، ثمَّ بعد البرق يصل الصوت الهائل ويزلزل الأرض، ويتبع ذلك هطول الأمطار بشدة، وقد وردت في بعض الأحاديث النبوية تفسيرات حول ذلك الصوت، وأيضًا في العصر الحديث تمَّ إيجاد تفسيرات لتلك الأصوات، وسوف نتعرف على ذلك في الفقرات التالية.

اقرأ أيضًا: علام يدل فرض الصلاة فى السماء السابعة

هل صوت الرعد هو صوت ملك

إنَّ صوت الرعد في الإسلام هو بالفعل صوت ملك، وهذا ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة ودلَّت عليه بعض الآيات من كتاب الله تعالى، فقد ورد أنَّ البرق هو شواظ من نار يزجر به الملك السحب في السماء، وأنَّ الله تعالى جعل ملكًا موكلًا بالمطر، مثل ما جعل ملكًا موكلًا بالموت وآخر بالنفخ بالبوق وآخر بالوحي وغير ذلك، وقد ورد في الحديث الذي صححه الألباني وورد في سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد أنَّ عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ؛ أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ، قَالُوا صَدَقْتَ”،[1] ويقول الله تعالى في كتابه العزيز: ” وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ”،[2] وعلى هذا فإنَّ صوت الرعد هو صوت الملك الذي يزجر السحاب في السماء حتى يؤدي ما أمره الله تعالى به، ويقول ابن عبد البر في الاستذكار حول هذا الموضوع: “جمهور أهل العلم يقولون: الرعد ملك يزجر السحاب، ويجوز أن يكون زجره لها تسبيحًا، لقول الله تعالى: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ”.[3]

شاهد أيضًا: الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب

هل صوت الرعد هو صوت ملك ابن باز

ذهب الشيخ ابن باز إلى ما ذهب إليه جمهور العلماء وهو أنَّ صوت الرعد هو صوت ملك موكل بالسحاب كما أشار الحديث الصحيح السابق، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول ذلك أيضًا: “وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك، كقول من يقول إنه ـ أي الرعد ـ اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه، فإن هذا لا يناقض ذلك، لأن الرعد مصدر رعد يرعد رعداً، وكذلك الراعد يسمى رعداً، كما يسمى العادل عدلاً، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة”.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة

هل صوت الرعد ملك ينافي الحقيقة العلمية

إنَّ الإيمان والتصديق بما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أنَّ صوت الرعد هو صوت الملك الذي يزجر السحاب في السماء لا يتنافى مع الحقيقة العلمية، حيثُ أنَّ ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من الغيبيات التي لا يمكن التأكد من صحتها إلا بما ورد في الأحاديث النبوية، أمَّا الحقائق العلمية فهي التي يتم اكتشافها بالعين المجردة أو الأدلة المادية الملموسة، ولذلك يمكن أن يكون اصطدام السحب ببعضها وما ينتج عنه من برق ورعد هو بالرياح أو غيرها، وفي نفس الوقت نتيجة الرعد الذي يزجر السحاب بأمر الله تعالى، والله تعالى يقول أيضًا في كتابه العزيز: “اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”،[4] وهذا أيضًا يدل على أنَّ الرياح في القرآن هي التي تثير السحاب وليس الملك وحده، ولذلك يمكن الجمع بين الحقائق العلمية وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.[5]

دعاء البرق والرعد

يستحب للمسلم أن يدعو عند هطول المطر بما شاء لأنَّه في ذلك الوقت يرجى أن يكون فيه الدعاء مستجابًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يسمع صوت الرعد يقول: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: “أنَّه كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال: سبحان الَّذي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِه، ثمَّ يقولُ: إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ”،[6] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند هطول المطر ويقول: اللهم صيبًا نافعًا.

في نهاية مقال هل صوت الرعد هو صوت ملك تعرفنا على طبيعة الرعد وعلى حقيقة الرعد في الإسلام، وعرفنا كيف أنَّه يصدر عن زجر الملك في السماء للسحب، وهو أيضًا اصطكاك الغيوم ببعضها نتيجة لذلك، وهنا لا بأس من اجتماع السبب الشرعي للأمر والسبب الدنيوي أو الكوني في آنٍ واحد.

المراجع

  1. مسند أحمد , أحمد شاكر، عبد الله بن عباس، 4/161، إسناده صحيح
  2. سورة الرعد , آية 13
  3. islamweb.net , صوت الرعد ولمعان البرق.. حقائق نبوية وعلمية , 15/11/2021
  4. سورة الروم , آية 48
  5. ibn-jebreen.com , بيان ذكر صفة الرعد والبرق , 15/11/2021
  6. صحيح الأدب المفرد , الألباني، عبد الله بن الزبير، 556، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *