هل العمره برمضان تعدل حجه

هل العمره برمضان تعدل حجه؟، يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة ثواب العمرة في رمضان نظرًا لأن أغلب المسلمين حول العالم قد يعجزون عن آداء فريضة الحج لارتفاع تكاليفها، لذلك سوف يقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح كم تساوي العمرة في رمضان حتى يستطيع كل من يرغب في آداء الحج ولا يستطيع إليه سبيلًا معرفة هل ثواب الاعتمار برمضان يعادل ثواب الحج أم لا لكي يقوم به ويتحصل على الثواب إذا كانا متساويين.

هل العمره برمضان تعدل حجه؟

روي عن رسول الله ﷺ ” أنه قال لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ  مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض ، قَالَ : فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً معي”[1] وهذا الحديث هو الأساس في اعتقاد إمكانية كون العمرة في رمضان تعدل الحجة، لكن الفقهاء قد اختلفوا في هل تعدل العمرة برمضان حجة لجميع الناس أم لا، وسنقوم بتبيين آرائهم فيما يلي:[2]

رأي سعد بن جبير وجماعة من التابعين

يرى هذا الفريق أن كون الحجة في رمضان تعادل عمرة هو أمر يختص بالمرأة التي تحدث إليها الرسول وأخبرها بهذا الأمر فقط، واستدلوا على ذلك بما يلي:

  • أن رسول الله ﷺ لم يحج رمضان أبدًا حال حياته، ولو كانت الحجة فيه تعدل حجة لجميع المسلمين لأرشدهم الرسول إلى ذلك.
  • كون الأقرب للمنطق أن الرسول ﷺ لما تعاطف مع هذه المرأة خصها بأمر يميزها هي وحدها دون سائر المسلمين، لذلك فلا داعي لتعميم المخصوص.
  • أن لو كانت العمرة في رمضان تعدل حجة لقال الرسول ذلك بصراحة، ولدل على هذا أحاديث أخرى غير حديث المرأة المذكور أعلاه.

رأي ابن تيمية وابن كثير ومجموعة من الفقهاء

أن العمرة في رمضان لا يجزى عليها بأجر الحجة إلا لو كان فاعلها لا يستطيع الوصول إلى مكة المكرمة لآداء فريضة الحج في موعده الطبيعي، واستدلوا على ذلك بما يلي:

  • أنه لو قيل أن العمرة في رمضان تعدل أجر الحج مطلقًا لتجاهل الناس فريضة الحج لكونها أكثر في المشقة وأغلى في السعر واستبدلوها بالاعتمار في رمضان.
  • أنه لا يتم القياس إلا على المتشابهات، فلما كان إرشاد الرسول قد تعلق بامرأة غير قادرة على آداء فريضة الحج وجب تعميم هذا الأمر على كل من لا يستطيعون آداء الفريضة وإخراج من يستطيعوا آدائها لأن حالهم ليس متشابهًا مع حال المرأة التي ذكرها الحديث.

الرأي الذي اجتمع عليه الفقهاء من المذاهب الأربعة

هذا الرأي هو الرأي الصحيح الذي عليه الإجماع، وهو يقول أن العمرة في رمضان يؤجر عليها كالحجة مطلقًا، واستدلوا على ذلك بالأمور الآتية:

  • كونه ليس من المنطقي تخصيص العمرة في رمضان التي تعادل أجر الحجة بمن لا يستطع الحج، لأن من لا يستطيع الحج تسقط من عليه الفريضة مطلقًا، فكيف يتم ذكر عمرة رمضان على أنها أمر تعويضي عن الحجة مع إن الحج نفسه لا يكون واجبًا على المسلم في هذه الحالة.
  • أن العام لا يتم تخصيصه إلا بدليل، فما دام لم يذكر في الحديث تخصيص اعتبر إرشادًا عامًا من الرسول للمسلمين، فالرسول يبين الشرع حسب المواقف الحياتية لا بدون أسباب، وأحكام الرسول لا تميز مسلم عن مسلم آخر.
  • كون هذا هو ما أجمع عليه الفقهاء وأغلب التابعين وما جرت عليه الفتوى الإسلامية في جميع العقود، وقد قال رسول الله ﷺ ” إنَّ اللَّهَ لا يجمعُ أمَّتي – أو قالَ : أمَّةَ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – علَى ضلالةٍ ويدُ اللَّهِ معَ الجماعةِ ، ومَن شذَّ شذَّ إلى النَّارِ “[3].

هل العمره برمضان تعدل حجه؟

شاهد أيضًا: ما هو فضل العمرة في رمضان

كم تساوي العمرة في رمضان؟

إن العمرة في رمضان تساوي أجر حجة، لكنها مع ذلك لا تساوي الحجة نفسها للأسباب الآتية:

  • أن الحج فريضة والعمرة سنة، وإذا كانت العمرة الرمضانية تساوي حجة فإن هذا يعني إمكانية إسقاط الفرض بالسنة وهذا لا يجوز، فتم الجمع بين الدليلين بأن العمرة الرمضانية تساوي أجر حجة لا الحجة نفسها.
  • أن الحج يحتوي على أفعال أكثر بكثير من التي تحتوي عليها العمرة، فلم يجز أن يكونا متساويين معنويًا حتى ولو تساويا في الأجر، ولذلك قيل بأن العمرة الرمضانية تعادل أجر الحج فقط.

شاهد أيضًا: افضل الادعية في العمرة مكتوبة

الحكمة من عدم اعتمار الرسول ﷺ في رمضان

لم يعتمر رسول الله ﷺ في رمضان خشية منه أن يعتبر الناس هذا من السنة المؤكدة عن النبي فيبادروا إلى فعلها كل عام نظرًا لسهولتها فيجتمع عليهم مشقة الصيام ومشقة الاعتمار، فقد ورد عن الرسول امتناعه عن فعل الكثير من الأمور خشية أن يعتبرها الناس من أصول الدين ويقوموا بفعلها إلى قيام الساعة.

شاهد أيضًا: تفاصيل إلغاء شرط المحرم للنساء في العمرة

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح إجابة سؤال هل العمره برمضان تعدل حجه؟ حتى يستطيع كل من يرغب في الاعتمار برمضان للحصول على أجر الحج نظرًا لعدم استطاعته تنفيذه لبعده عن مكة المكرمة وعدم قدرته على تحمل التكاليف أن يتأكد من كون الاعتمار في هذه الفترة يعادل أجر الحج فعلًا.

المراجع

  1. عبد الله بن عباس , مسلم ، صحيح مسلم ، 1256 ، صحيح
  2. islamqa.info , معنى أن العمرة في رمضان تعدل حجة , 26/03/2024
  3. عبدالله بن عمر , الألباني ، صحيح الترمذي ، 2167 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *