يفضل الرباط في سبيل الله على صيام شهر وقيامه

يفضل الرباط في سبيل الله على صيام شهر وقيامه، مما يتساءل عنه العبد المسلم، فجميع العبادات والطاعات التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على العباد فيها الخير والأجر الكثير؛ إلا أن هنالك عبادات وأمور أجرها وفضلها أعظم، وهذا يعود لحكمة الله -عز وجل- في ذلك، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على ما هو الرباط في سبيل الله، ونجيب عنوان المقال يفضل الرباط في سبيل الله على صيام شهر وقيامه، وسنذكر بعضًا من الأمثلة على الرباط في سبيل الله.

ما هو الرباط في سبيل الله

إنَّ الرباط في سبيل الله تعالى مما ينال به العبد المسلم الأجر العظيم، فهو باب من أبواب الجهاد في سبيل الله؛ والذي حث عليه الله -عز وجل- ورسوله الكريم في الكتاب العزيز والسنة المطهرة، والرباط هو الذي يقوم على مراقبة الأعداء لمنع دخولهم إلى بلاد المسلمين، فيقوم المرابطين بحراسة حدود البلاد والقيام على أمنها وآمانها في الثغور؛ فقد جاء الرباط من الربط؛ أي الشد، فالمقصود هنا هو ربط وشد النفس إلى حماية وطنها؛ لينال بذلك الأجر الكبير والفوز العظيم في الدنيا والآخرة، ومن الجدير بالذكر أن هنالك تناوب بين المرابطين سواء للنوم أم لقضاء الحاجة، وهذا مما لا بأس ولا حرج به؛ إلا أنه لا يأخذا الأجر الكامل كما في الرباط يوم وليلة كاملة، وقد قال القرطبي والنووي في ذلك:[1]

قال القرطبي: يعني في حال الرباط جرى عليه عمله الذي كان يعمله في حال رباطه، وأجر رباطه. قال النووي: وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد. قال: وقد جاء صريحا في غير مسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة وأجري عليه رزقه.

يفضل الرباط في سبيل الله على صيام شهر وقيامه

إنَّ الرباط في سبيل الله مما جاء فضله في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومما حث عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث الشريفة، التي ذكرت أجر وفضل الرباط والمرابطين  القائمين على حماية أمن البلاد وحفظ الإسلام والمسلمين، مع أهمية الإخلاص في عند القيام على الرباط في سبيل الله، ولا سيما أن المرابط ينال الأجر الكامل عند رباط يوم وليلة؛ فهذا مما يكون أفضل من صيام شهر وقيامه، وقد جاء دليل ذلك في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رباط يوم أو ليلة خير من صيام شهر وقيامه”، وعليه فإن العبارة السابقة:

  • الإجابة: عبارة صحيحة.

شاهد أيضًا: استعادة بيت المقدس بعد أن احتلها الصليبيون ما يقارب 90 عام من نتائج معركة

فوائد الرباط في سبيل الله

القيام على الثغور الإسلامية بنية الرباط مما حث عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث النبوية، فقد كان الرباط منذ عهد رسول الله للحفاظ على المسلمين؛ ولهذا فإن من فوائد الرباط في سبيل الله ما يأتي:[2]

  • القيام على الحفاظ على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.
  • جعل العدو في حالة منع من دخول البلاد لعلمه باستعداد المرابطين في كل وقت وحين.
  • القيام على استقرار بلاد المسلمين؛ فلا يشعر العبد المسلم بأي خوف أو قلق لوجود المرابطين على الحدود.
  • نيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

هل هنالك مدة محددة للرباط في سبيل الله

لا يوجد وقت محدد للرباط في سبيل الله، ولا سيما وأن للمرابط على الثغور الخيار في المدة التي يريدها، ولذلك فإن أي مدة يختارها المرابط مع وجود نية الرباط في سبيل الله تعد رباط في سبيل الله وينال الأجر عليها؛ سواء أكانت المدة كثيرة أم قليلة، وقد جاء دليل ذلك في قول الإمام أحمد بن حنبل-: “يوم رباط وليلة رباط وساعة رباط”، وفي قول أبي هريرة: “من رابط ثلاثة أيام فقد رابط، ومن رابط أربعين يومًا فقد استكمل الرباط”.[2]

شاهد أيضًا: حدثت معركة عين جالوت عام 658 وانتهت بإنتصار المسلمين

أمور يجب على المرابط أن يتحلى بها

إنَّ الرباط في سبيل الله شأنه كشأن سائر العبادات والطاعات، يحتاج إلى نية وإخلاص وصدق، وهذا الرباط يحتاج الصدق لأن ملاقاة العدو والنصر عليه مما يكون له الفضل العظيم، وعليه فإن على المرابط أن يتحلى ب:[3]

  • الإخلاص لله سبحانه وتعالى؛ بدليل قول أبو موسى الأشعري: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: “مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللّه هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللّه”.[4]
  • القيام على الطاعات وعدم تضييع الصلوات والفرائض وسائر العبادات، قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.[5]
  • الثبات عند ملاقاة الأعداء، وذكر الله تعالى، حيث قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[6]
  • البعد عن العجب والتكبر والرياء، لأن النصر والقوة من عند الله تعالى، حيث قال في محكم آياته: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.[7]

ومن هنا نصل إلى ختام مقال يفضل الرباط في سبيل الله على صيام شهر وقيامه، والذي يعد من أحاديث رسول الله التي فضلت الرباط على الصيام والقيام، وقد تطرقنا للحديث عن مفهوم الرباط، وفوائد الرباط في سبيل الله، وما هي الأمور التي يجب أن تكون لدى المرابط، وتعرفنا على أنه ليس هنالك مدة محددة للرباط في الثغور.

المراجع

  1. ar.islamway.net , معنى الرباط في سبيل الله , 08/10/2021
  2. www.noor-book.com , الرباط في سبيل الله , 08/10/2021
  3. www.alukah.net , فضل الرباط في سبيل الله , 08/10/2021
  4. صحيح البخاري , البخاري، أبو موسى الأشعري، 3126، صحيح
  5. سورة الأنفال , الآية 46
  6. سورة الأنفال , الآية 45
  7. سورة آل عمران , الآية 160

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *