حكم قراءة الأبراج
جدول المحتويات
حكم قراءة الأبراج، من الأحكام الشرعية التي لا بُد من التطرق لمعرفتها، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الكريم؛ أدلة تبين الحكم الشرعي لقراءة الأبراج، التي ظهرت في العصر الحالي بكثرة؛ فهنالك أشخاص يبدأون يومهم بسماع هذه الأبراج أو قراءتها، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم قراءة الأبراج، وما حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها ومنها ما يكون مع عدم التصديق بها، وسنتعرف على حكم القراءة من باب التسلية والفضول، وهل تبطل الصلاة عند قراءتها، وما كفارة قراءة الأبراج، وما أسباب تحريم قراءة الأبراج، وما حكم معرفة الصفات الشخصية، وكل ذلك في هذا المقال.
حكم قراءة الأبراج
إنَّ حكم قراءة الأبراج مما أجمع العلماء على أنه غير جائز شرعًا، ولا سيما هذه الأبراج التي قد تنشر في المجلات والصحف اليومية، فهذه الأبراج ما هي إلى ضربٌ من ضروب الكهانة والشعوذة التي لا يجوز للعبد المسلم أن يقوم بمعرفتها ولا قراءتها أو سماعها، وهذا بدليل ما جاء في القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”،[1] وعليه فإن قراءة الأبراج تعد كفر بما أُنزل على رسول الله وقد جاء في كتاب الله العزيز قوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}،[2] فعلى العبد المسلم أن يبتعد عن سؤال الكهنة وأن لا ينظر إلى هذه الأبراج لمعرفة حظه وما سيحصل في يومه؛ لأنه ما هو إلا تكهن وخدع يقع بها الإنسان.[3]
حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها
يكون لأحدهم القرينُ من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يستَرِقُه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب”. فالواجب عدم التعلُّقِ بقول هؤلاء، فَمَنْ تَعَلَّقَ بأقوالهم وَكَلَه الله إليهم، وحَرَمَهُ من توفيقه وهدايته. وقد ورد في ذلك الوعيدُ الشديدُ. قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَتَى كاهِنًا أوْ عرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بما أَنْزِلَ على مُحَمَّدٍ”.
حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق بها
حكم قراءة الأبراج للتسلية والفضول
إنَّ قراءة الأبراج من باب التسلية والفضول مما حرمه الشرع الإسلامي أيضًا، حيث إن الإنسان الذي يعلق النحس والسعد في قراءة الأبراج ما هو إلا شرك وكفر كما بينا فيما سبق، فهذا مما كان في الجاهلية وعند المجوس القائمين على قراءة الحظ، وعليه فإن قراءة الأبراج للتسلية والفضول ولو من غير تصديق مما نهى عنه الدين الإسلامي، لأنه يعد سؤال للكهنة والعارفين وتصديق ما يقول، ولهذا فعلى العبد المسلم أن يبتعد كل البعد عن القراءة بقصد التسلية؛ حتى لا يدخل في أمور لا يحمد عقبها، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة”.[5][6]
شاهد أيضًا:
حكم قراءة الأبراج جهلًا بحكمها
إنَّ من عظيم شأن الدين الإسلامي أنه يحاسب العبد المسلم على ما يقترف من الذنوب بعد معرفة الحكم الرشعي، متى ما عُرف الحكم الشرعي؛ أصبح العبد محاسبًا ومكلفًا بما علم وسمع، ولهذا فإن قراءة الأبراج مع الجهل بالحكم الشرعي؛ مما لا يأثم عليه العبد المسلم، وهذا بدليل ما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه”،[7] ولهذا فإن العبد لا يحاسب على ما قرأ من الأبراج قبل معرفة الحكم الشرعي الذي جاء به التحريم القطعي.
قراءة صفات الأبراج
أجمع العلماء على أن قراءة صفات الأبراج مما نهى عن الشارع الحكيم، فهو قول لا أصل ولا علم له، فالصفات التي تؤخذ نسبة لتاريخ الميلاد ورؤية البرج الذي ينتمي له مما لا يعود إلى أي أصل سوى التنجيم والتكهن، حيث إن علم التنجيم ما هو إلا نوع من الكهانة التي حرمها الله تعالى لما فيها من ادعاء لعلم الغيب والتقول على الله سبحانه وتعالى بغير علم، لا يمكن أن يحمل كل شخص ينتمي لبرج معين نفس الصفات ونفس الحظ، فهذا مما لا دليل له، وقال اللجنة الدائمة في ذلك:[8]
(أبراج الحظ) يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور، وذكر ابن عطية: حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل.
وقد بيّن الحافظ أن المنهي عنه من علم النجوم هو ما يدعى من معرفة الحوادث التي ستحدث في المستقبل كمجيء المطر وهبوب الريح وما إلى ذلك، وعليه فإنه لا يجوز الاعتماد في تحديد صفات الأشخاص بناءً على معرفة تاريخ الميلاد والبرج الذي يعود لهم، فهذا باطل بلا شك، وما هو إلا تضييع للوقت بغير فائدة، والاستمرار في ذلك قد يوقع العبد في الشرك الأكبر والعياذ بالله.
شاهد أيضًا: حكم قراءة صفات الأبراج
هل الأبراج تبطل الصلاة
بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرمة النظر إلى الأبراج في العديد من الأحاديث، ومن الأحاديث التي يتساءل عنها العبد في ما رواه مسلم عن رسول الله حيث قال: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا”،[5] هل تقبل أم ماذا؟ فنقول أن العبد لا يثاب ولا يؤجر على الصلاة طيلة هذه المدة؛ ولكن يجب عليه أن يحافظ على أدائها في وقتها، حيث إنه ليس المقصود من الحديث أنه يقضيها بعد الأربعين يوم؛ بل تبرأ ذمته من هذه الصلوات في هذه المدة، ولا يطالب بها مرة أخرى، وعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى حيث قال في محكم آياته: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.[9] [10]
شاهد أيضًا: كم عدد الابراج الفلكية
كفارة قراءة الأبراج
إنَّ الله سبحانه وتعالى قد فرض على العباد العبادات والطاعات وأداءها على أتم وجه، إلا أن يقصّر الإنسان فيها أو يقوم بفعل ينافي ما نهى عنه الشرع الإسلامي؛ فإنه يلجأ إلى التوبة النصوح؛ التي تكون بالعزم على عدم العودة والاستغفار والصلاة والصدق، ولهذا نقول يقرأ الأبراج عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يعود إلى النظر لها وأن يستمر بالصلاة والاستغفار، حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له“.[11]
أسباب تحريم قراءة الأبراج
حرّم الله سبحانه وتعالى قراءة الأبراج والاعتماد عليها في الحظ وتحديد الطبع والصفات، لأن ذلك مما يدخل في الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ حيث قال في كتابه العزيز: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}،[2] وبيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف حيث قال: “كتب اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يخلق السمواتِ والأرض بخمسينَ ألفَ سنةٍ – قال – وعرشه على الماء”،[12] فالله سبحانه وتعالى قد حدد الأرزاق والأعمار والصفات منذ خلق الخلق، فلا يمكن لهكذا أبراج وأفلاك أن تغير ما كتبه الله تعالى، ولهذا يجب أن لا يلتفت الإنسان إليها.
وبهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم قراءة الأبراج، وبينا حرمة ذلك، ومن ثم تعرفنا على حكم قراءتها مع الإيمان أو من غير تصديق، ومن ثم تعرفنا على حكم القراءة من باب الفضول والتسلية، وهل تقبل الصلاة حينها أم لا، ومن ثم تعرفنا على قراءة الصفات الشخصية بالعودة إلى الأبراج، وجميع هذه الأحكام أخذت الحرمة؛ لما جاء النهي عنه في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
المراجع
- المهذب , الذهبي، أبو هريرة، 6/3228، صحيح
- سورة النمل , الآية 65
- www.islamweb.net , أبراج الحظ , 29/11/2021
- alukah.net , أنت والنجوم , 29/11/2021
- صحيح مسلم , مسلم، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، 2230، صحيح
- www.islamweb.net , حكم سماع الابراج بقصد الترفيه , 29/11/2021
- صحيح ابن حبان , ابن حبان، عبدالله بن عباس، 7219، صحيح
- www.islamweb.net , حكم الاعتماد على الابراج في معرفة صفات الاشخاص , 29/11/2021
- سورة الشورى , الآية 25
- www.islamweb.net , حرمة النظر في الابراج ولم تقبل له صلاة , 29/11/2021
- مختصر المقاصد , الزرقاني، عبدالله بن مسعود، 288، حسن
- صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عمرو، 2653، صحيح
التعليقات