فضل دعاء ربي اني مسني الضر

فضل دعاء ربي اني مسني الضر من الأدعية الهامة جدًا وقد ورد على لسان سيدنا أيوب -عليه السلام- الذي يضرب به المثل في صبره، وفي هذا المقال سنتحدث عن فضل الاستغفار في رفع البلاء، كما سنبين فضل دعاء ربي اني مسني الضر، وسنذكر مرض سيدنا أيوب ونبذة مختصرة عن سيرته عليه السلام، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة المعلومات والأحكام الشرعية الهامة التي تنفع المسلمين.

فضل الاستغفار في رفع البلاء

إن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم الاستغفار لكي يطهرهم من الذنوب ويرفع عنهم البلاء، فقد قال الله -تعالى-: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون”،[1] وقد ذكر أهل العلم أنّ أبا جهل قبل نزول هذه الآية قال: “اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم”، وأنـزلت هذه الآية على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مقيم بمكة ثم عندما خرجَ النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة، خشي المسلمون من العذاب فاستغفروا الله تعالى، وعندما غادرها المسلمون، عذب الله الكافرين، فإنّ أثر الاستغفار في دفع البلاء ظاهرٌ قبل وقوع العذاب، وقد قال النّبي الكريم: “العَبدُ آمِنٌ مِن عَذابِ اللهِ، ما استَغْفَرَ اللهَ “،[2] وعندما حصل خسوف للشمس في زمن النبي -عليه السلام- فقام صلى وأطال في القيام والركوع والسجود، ثم أخبر المسلمين أن يستغفروا الله ويذكروه ويدعوه لرفع هذا البلاء.

فضل دعاء ربي اني مسني الضر

إن من فضل دعاء “ربي اني مسني الضر” أنه:

  • أولا: ورد في القرآن الكريم: على لسان سيدنا أيوب فقال -تعالى- :”وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”،[3] فقد أصاب سيدنا أيوب -عليه السلام- من البلاء، في ماله وولده وجسده، وكان له الكثير من الدواب والأنعام والحرث، وكان عنده ذرية كثيرة، ومنازل مرضية، فابتلاه الله -تعالى- في ذلك كله، ثم ابتلي في جسده وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل”،[4] واختلف العلماء في السبب المهيج له على هذا الدعاء.
  • ثانيًا: من أسباب رفع البلاء: وقال ابن القيم-رحمه الله- في كتابه الفوائد: إنَّ هذا الدعاء قد جمع ما جمع من التوحيد والافتقار والإقرار برحمة الله والتوسُّل إليه وحب القرب والمناجاة، فعندما يصل العبد المسلم إلى هذه المرحلة من اللجوء يكرمه الله بكشف بلواه”،[5] فقال تعالى: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ”،[6]  فبفضل تضرع نبي الله أيوب عليه السلام ودعاءه لله -تعالى- عوضه عما فقده في الدنيا، من المال والأهل والولد، وعافاه في جسده، رحمة به، وتذكيرا للعابدين بالاقتداء به، والصبر كما صبر.[7]

مرض نبي الله أيوب

كان مرض نبي الله أيوب -عليه السلام- طويل المدة، فقيل: ثماني عشرة سنة، وقيل: ثلاث عشرة سنة، وقيل: سبع سنوات ونيف، على حسب الروايات، ولم يبق من الناس أحد يحنو عليه سوى زوجته، فكانت تقوم بأمره، وقد كان نبي الله أيوب -عليه السلام- مثل أعلى ومشهور في الصبر على المحنة والبلاء، حتى صار يضرب به المثل، ومن الأمور الخاطئة التي تشاع عند الناس أن مرض سيدنا أيوب كان جلدي منفر للناس، ومشوه لجسده، وهذا غير صحيح لأن الأنبياء معصومون، سالمون عن الأمراض المنفرة لكي يستطيعوا دعوة العباد إلى الله تعالى.[7]

أيوب عليه السلام

هو أحد الأنبياء الذين بعثهم الله -تعالى- لدعوة العالمين لعبادته وحده، وهو أيوب بن أنوص، وقال ابن عباس -رحمه الله- أنه: “سمي أيوب لأنه آب إلى الله تعالى في كل حال”، وقد ذكر اسمه في كتاب الله -عز وجل-  أربع مرات: في سور النساء، وسورة الأنعام، وسورة الأنبياء، وسورة ص، وكان رجلا من الروم ذا مال عظيم وهو من ولد يعقوب بن إسحاق عليهما السلام، وكان موطنه أرض عوص من جبل سعير أو بلاد أدوم، وقيل: أنه كان قبل موسى، أو قبل إبراهيم بأكثر من مائة سنة، وقال ابن إسحاق: “الصحيح أنه كان من بني إسرائيل، ولم يصح في نسبه شيء، إلا أن اسم أبيه: أموص”، وأمه من ولد لوط عليه السلام، وكان برا تقيا رحيما بالمساكين، يكفل الأيتام والأرامل، ويكرم الضيف، ويبلغ ابن السبيل، شاكرا لأنعم الله تعالى، وبسط عليه الدنيا، وكثّر أهله وماله، فكان له سبعة بنين، وسبع بنات، وذلك تعويضا عما ابتلاه الله من محنة في نفسه، وزوجته: هي رحمة بنت أفرايم بن يوسف، وقيل: ماخر بنت ميشا “منسا” بن يوسف، وقيل: ليا بنت يعقوب.[7]

بينا في هذا المقال أن من فضل دعاء ربي اني مسني الضر أنه ورد في كتاب الله -تعالى- على لسان سيدنا أيوب عليه السلام، وأنه من أسباب رفع البلاء فعندما يصل العبد المسلم إلى هذه المرحلة من اللجوء يكرمه الله بكشف بلواه، كما بينا مرض أيوب عيله السلام.

المراجع

  1. سورة الأنفال، آية 33.
  2. الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 23953 | خلاصة حكم المحدث : حسن بمجموع طريقيه وشاهده
  3. سورة الأنبياء، آية: 83.
  4. الراوي : - | المحدث : ابن باز | المصدر : مجموع فتاوى ابن باز الصفحة أو الرقم: 146/7 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  5. al-maktaba.org , كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب , 2021-1-25
  6. سورة الأنبياء، آية: 84.
  7. د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، دار الفكر المعاصر - دمشق، الطبعة الثانية، ١٤١٨ هـ، الصفحة 109، الجزء 17.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *