وضع الشيء في غير موضعه

وضع الشيء في غير موضعه هو تعريفٌ لفعلٍ مشهورٍ ومعروف بين الناس، وهو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، حيث إنّ الله -جلّ جلاله- خلق الخلق وقدّر المقادير، وأعطى كلّ ذي حقٍّ حقّه، وجعل لكلّ شيءٍ مكانًا ودورًا في الحياة، وقد يأتي بعض الناس ممن انحرفوا عن جادة الصواب، فيغيروا الأشياء ويضعوا الأمور في غير موضعها، ويتجاوزون الحدود مع الآخرين بغير رضاهم، ويهتم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح المصطلح الدال على وضع الأمور في غير موضعها المختصّ بها.

وضع الشيء في غير موضعه

جعل الله -سبحانه وتعالى- البشر خلفاء في الأرض وجعلهم شعوبًا وقبائل، وبيّن ميزان التفاضل بالتّقوى بينهم، ولو قام بعض النّاس بوضع الشيء في غير موضعه فهذا ما يسمّى:

  • الظلم.

فالظلم في الأصل هو الجور والمجاوزة الحد في التعامل، ويقال في اللغة ظلم فلانًا ظلمه ظلمًا، ويقال عن واقعة الظلم مظلمة، ويعرف الظلم اصطلاحًا أنّه وضــع الشــيء في غيــر موضعــه المختص به إمّا بزيادة وإما بنقصان، أو بعدول وقتٍ أو بتجاوز مكان، وعُرّف أيضًا أنّه التّعدي عن الحق ومجاوزته إلى الباطل، والتصرف في ملك الغير من غير وجه حق، وهو منهيٌّ عنه في الإسلام.[1]

شاهد أيضًا: الذين لا يدخلون الجنة أبدا ويخلدون في النار هم من وقعوا في الشرك الأكبر

الفرق بين الظلم ومترادفاته

إنّ الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه لكن يوجد في اللغة العربية بعض المتدرادفات والمصطلحات التي تقارب هذا المعنى، وفيما يأتي سيتمّ التعرف عليها:[2]

  • الفرق بين الظلم والهضم: يعرف الهضم أنّه نقصان بعض الحق أمّا الظلم فيكون في بعض الحقّ أو كلّه، فالهضم النقص من الشيء.
  • الفرق بين الظلم والغشم: يعرف الغشم أنّه كره الظلم، وهو ما يوصف به الحكّام والولاة، لأنّ ظلمهم يعمّ وينتشر لو كانوا ظالمين، ويقال غشمني أي عاملني بظلم.
  • الفرق بين الظلم والجور: الجور معروفٌ أنّه عكس الاستقامة في الحكم، ويقال جار السلطان أي ظلم في حكمه وفارق الاستقامة، وقال إنّ أخذ الدرهم بغير حق يسمّى ظلمًا، ولو تم أخذه قهرًا سمّي جورًا، والظلم هو وضــع الأمور في غير حق، أما الجور فهو العدول عن الحق.

شاهد أيضًا: المراد باليم الذي أمرت أم موسى بإلقائه فيه هو

أقسام الظلم

عرف أهل العلم الظّلم بأنّه وضــع الشــيء في غيــر موضعــه، وقسّموه لثلاثة أقسام أساسية وهي:[3]

  • ظلمٌ بين الإنسان وبين ربّه، وأعظم ما يكون الكفر والشرك والنفاق.
  • ظلمٌ بين العبد وبين الناس ويكون ذلك بالاعتداء عليهم بالقول واللسان والعمل باليد.
  • الظلم بين الإنسان ونفسه، ويكون ذلك ببعده عن الحق والعدول عنه في أيّ صورة وأي شكل، وكلّ الثلاثة أنواع ظلمٌ للنفس.

شاهد أيضًا: البقاء عند القبور وغيرها تعظيما لها أو طلبا للبركة من أصحابها ، هو تعريف

آثار الظلم

إنّ الخوض في بيان المصطلح الدال على وضع الشيء في غير موضعه وهو الظلم، يدفع لبيات آثار الظلم ونتائجه، ويمكن أن يذكر منها ما يأتي:[4]

  • يصرف الله سبحانه وتعالى الظالمين عن الهداية.
  • يُحبط الله أعمال الظالمين فهم لا يفلحون أبدًا.
  • على الظّالمين لعنةٌ من الله سبحانه.
  • يُحرم الظالمون من الشفاعة يوم القيامة.
  • ينال المظلوم الذي يحلّ عليه الظلم دعوةٌ لا ترد.
  • يحل البلاء والعقاب والوباء على الظالمين بسبب ظلمهم.
  • وعد الله سبحانه وتعالى الظالمين أنّ جزاهم نار جهنّم.

شاهد أيضًا: الاعتقاد بأن لبعض الأولياء، أو الصالحين، أو الأئمة التصرف في الكون،

ذم الظلم والنهي عنه

قد ورد في الشريعة الإسلامية الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تذم وتحذّر وتنهى من وضــع الشيء فــي غيــر موضعــه وتنهى عن الظلم، وممّا ورد في السّنة والقرآن الكريم في ذلك ما يأتي:[5]

  • قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}.[6]
  • قال تعالى: {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ}.[7]
  • عن أبو ذر الغفاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا”.[8]
  • عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ”.[9]

شاهد أيضًا: هو كل معصية ورد في الشرع تسميتها كفرا، ولم تصل إلى حد الكفر الأكبر

إلى هنا نصل لنهاية مقال وضع الشيء في غير موضعه والذي بيّن معنى الظّلم وبيّن الفرق بين الظلم ومترادفاته، وذكر أقسام الظلم، ووضّح آثاره، وختم ببيان ذمّ الظلم والنهي عنه في القرآن والسنة.

المراجع

  1. dorar.net , معنى الظلم لغةً واصطلاحًا , 30/12/2021
  2. dorar.net , الفرق بين الظلم ومترادفاته , 30/12/2021
  3. dorar.net , أقسام الظلم , 30/12/2021
  4. dorar.net , آثار الظلم , 30/12/2021
  5. dorar.net , ذم الظلم والنهي عنه , 30/12/2021
  6. سورة النساء , الآية 40
  7. سورة سبأ , الآية 42
  8. صحيح مسلم , مسلم/ أبو ذر الغفاري/ 2577/صحيح
  9. صحيح مسلم , مسلم/ جابر بن عبد الله/ 2578/صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *