تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان من التجارب التي تستحق أن تنشر لكي تعم الفائدة على الجميع، فمن المعروف أن شهر رمضان الكريم من الشهور المباركة التي يستجيب المولى تبارك وتعالى فيها الدعاء، لاسيما في العشر الأواخر منه، وذلك بسبب وجود ليلة القدر فيه كما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، ومن خلال موقع المرجع سوف يتم ذكر التجربة بالتفصيل، مع ذكر أفضل الأدعية التي يمكن الاعتماد عليها بهذا الصدد.  

تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

بدأت تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان حينما كنت أرغب في البحث عن عمل وقد قمت بتقديم السيرة الذاتية الخاصة بي في أكثر من مكان، إلا أنني لم ألقى قبولًا على الرغم من حصولي على شهادات وخبرة لا بأس بها في مجالي، وقد سمعت من الشيخ على شاشات التلفاز قبيل شهر رمضان بأيام قليلة، أن الدعوات في رمضان مستجابة بأمر الله تعالى، لاسيما في العشر الأواخر منه.

لن أخفى الأمر فقد شعرت أن هذا الكلام كأنه موجه إلي بشكل شخصي، لذا أخذت أعد العدة للاعتكاف في تلك الأيام والحرص على الدعاء بما أتمنى، عسى الله تعالى أن يستجيب لي، وبالفعل ذهبت إلى مسجد قريب من منزلي قبل العشر الأواخر بيوم واحد وصليت فيه العشاء ومن ثم التراويح وقررت أن اعتكف إلى آخر الشهر، وبفضل الله تعالى ومنه وجوده، لم تمضي العشر الأواخر إلا وقد اتصل علي أحد العاملين في الشركة وأخبرني أنه تم قبولي السيرة الذاتية الخاصة بي ويرجى التوجه لإجراء المقابلة الشخصية، وها أنا أحدثكم وأنقل إليكم التجربة بعد عمل دام لأكثر من 9 أشهر في الشركة.[1]

شاهد أيضًا: متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

تجربتي مع دعاء ليلة القدر

لكي تعم الفائدة ويتم نقل التجربة كاملة، لابد من أن يتم ذكر تجربتي مع الدعاء في ليلة القدر، فقد عرفت أن ليلة القدر في الغالب تكون في الليالي الوترية من العشر الأواخر من الشهر الكريم كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لذلك كنت أتحرى تلك الليالي وأُكثر من الدعاء والصلاة والأعمال الصالحة المختلفة، وذات ليلة أعتقد أنها كانت ليلة الخامس والعشرين أو السابع والعشرين من شهر رمضان، شعرت باطمئنان شديد وهدوء في القلب وأنا أصلي صلاة التهجد في المسجد الذي كنت أعتكف فيه، فذرفت الدمعات والعبرات وسألت الله تعالى بكل ما أرغب به، وبفضل الله تعالى قد استجاب الله دعواتي.

قصص واقعية عن ليلة القدر

قبل أن أبدأ تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان فضلت أن أطلع عن بعض القصص الواقعية عن العشر الأواخر بشكل عام وليلة القدر بشكل خاص، وقد قرأت عدة قصص ومنها ما يلي:

قصة الشاب المجتهد

كان هناك شاب مجتهد في دراسته وعبادته في أواخر العشرينات، كان هذا الشاب حديث التخرج وليس له من الدنيا سوى أمه المسنة، كانت هي كل عائلته وأحبته، وذات يوم مرضت الأم مرضًا شديدًا وتألمت كثيرًا، فأخذها الشاب إلى المستشفى العام نظرًا لعدم امتلاكه المصاريف الكافية التي تغطي المستشفيات الخاصة، وعندما أجرى الطبيب السونار للأم أخبر الشاب بأنها في الغالب تعاني من ورم خبيث في المعدة.

نزل هذا الخبر على مسامع الشاب كالصاعقة، فهو لا يرغب في أن يفقد والدته، كما أنه لا يمتلك النقود التي قد يتطلبها العلاج، كانت تلك الأحداث في شهر رمضان الكريم، عاد الشاب إلى المنزل بأمه وكان ذلك في وقت صلاة التراويح، فأدخل أمه إلى السرير وأحسن الوضوء وذهب إلى المسجد، ظل يبكي ويدعوا الله تعالى أن يشفي أمه وأن يبارك في عمرها حتى شرقت الشمس، وكانت المفاجأة أن ظهر الورم حميدًا في الفحوصات وتجاوزت المرأة تلك المحنة بسلام بفضل من الله.

قصة الفتاة الصالحة

تحكي هذه القصة فتاة لا تزال في المرحلة الجامعية فتقول؛ لم يكن لدي عائلة كبيرة أو ذات أصول كباقي زميلاتي، وكنت دائمًا أشعر بالضعف وطالما تمنيت أن يرزقني الله تعالى بمن يدعمني ويقف إلى جانبي، وقد تحريت ليلة القدر وسألت الله تعالى أن يعوضني خيرًا وأن يرزقني زوجًا صالحًا يكون عونًا في الدنيا والآخرة، وبعد العيد بأيام قليلة تقدم إلي شاب من أعيان بلدتي وبفضل الله تم الزواج، ورزقت الأهل والعزوة والمال، وما زلت أحمد الله كل يوم وليلة أن استجاب دعواتي.

أشخاص نزلت عليهم ليلة القدر

قد يبحث الأشخاص عن الذين قد نزلت عليهم ليلة القدر أو قدر لهم رؤيتها رغبةً في التعرف موعدها بالتحديد، ويمكن القول إن ليلة القدر نزلت على شخص واحد وهو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يقم بتحديد تلك الليلة حتى يتحراها المسلم قدر المستطاع ولا يركن ويتكاسل عن أداء العبادات، هذا ولا يشترط أن يراها المرء بأم عينيه، بل يمكن أن يراها خلال نومه، فقد ورد أن بعض صحابة رسول الله صرح بأنه رآها في منامه وكان ذلك في السبع الأواخر من شهر رمضان، وعندما أخبر النبي قال له أن رؤياك قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحراها في هذا الوقت والله أعلم.

الدعاء في العشر الأواخر من رمضان

يفضل دائمًا للمسلم أن يدعو الله تعالى في العشر الأواخر من رمضان بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ينال بذلك ثواب الدنيا والآخرة، وهذا بالفعل ما اتبعته في تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان، ومن تلك الأدعية ما يأتي:

• (اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).[2]
• (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا).[3]
• و (اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ.).[4]
• (اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا).[٥]

شاهد أيضًا: طريقة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

أدعية قصيرة عن العشر الأواخر من رمضان

خلال تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان، كنت حريصة أشد الحرص على أن أدعو الله تعالى بالدعوات القصيرة كونها أسهل في الحفظ، كما أن فضل الدعاء في العشر الأواخر في رمضان كبير، ومن الدعوات التي يمكن الاعتماد عليها بهذا الشأن:

• يا رب، أنت تعلم حاجتي، وأنت رجائي وبيدك حاجتي، استجب يا رب دعواتي ولا تحوجني إلى أحد من خلقك ما أبقيتني.
• إلهي، وقفت بباب كثير من خلقك ولم يسد أحد احتياجي ولم يلبي ندائي، لكنك رب المستضعفين وربي ورب كل شيء، لا ترد يدي خائبة صفرًا فحشاك أن تخذل من وقف ببابك.
• اللهم لا تجعل تلك الأيام الكريمة المفترجة تنتهي إلا وقد استجبت الدعاء وعتقت الرقاب وقضيت المسائل.
• اللهم لك الحمد أن وفقتني إلى أن أقف بين يديك اليوم، ولك الشكر أن جعلت لي صحبة صالحة تأخذ بيدي إليك، ولك يا رب المنة والفضل على ما رزقتني به بسؤال أو دون سؤال.

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان

ورد في فضل العشر الأواخر من رمضان بعض الأحاديث النبوية المطهرة التي كان لزامًا أن يتم ذكرها خلال الحديث عن تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان، ومن تلك الأحاديث:

• عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال“– كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دخلَ العَشرُ الأواخرُ شدَّ المئزرَ وأيقَظَ نساءَه قال ابنُ وكيعٍ : رفعَ المِئزرَ”[6]
• عن أنس أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال– لمَّا حضَرَ رمضانُ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “قد جاءَكم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترَضَ اللهُ عليكم صِيامَه، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجَحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشَّياطينُ، فيه لَيلةٌ خَيرٌ مِن ألْفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خَيرَها فقد حُرِمَ”.[7]
• وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”- مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[8]

وبذلك يكون قد تم ذكر تجربتي مع الدعاء في العشر الأواخر من رمضان كاملة، إلى جانب ذكر بعض الأدعية المأثورة عن النبي والتي يفضل أن يداوم عليها الفرد في تلك الأيام المباركة، كما تم ذكر بعض الأحاديث عن فضل العشر الأواخر، لا سيما ليلة القدر.