تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر

تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر هو ما سيتمّ ذكره في هذا المقال، فها الدّعاء هو الدعاء المبارك الذي دعا به نبي الله أيوب عليه السلام عندما ابتلاه الله بالمرض والفقر، وهو من الأدعية العظيمة التي تنفع عند ترديدها عند نزول المرض أو الابتلاء على العبد المسلم، فالله سبحانه وتعالى قد دلّ عباده المسلمون على الوسائل التي تعينهم في هذه الحياة الدنيا ومنها هذا الدعاء وذلك لرحمته بهم، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان فوائد تكرار ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين.

فضل الدعاء والذكر من الكتاب والسنة

قبل ذكر تجربتي مع دعاء ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فإنّ من المهم للمسلم أن يعلم فضل الذكر والدعاء في الإسلام من الكتاب والسنة، وهما من أعظم العبادات أجرًا وأيسرها جهد وتعب، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الذاكرين والداعين بعظيم الذكر والثناء، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.[1] وقد جعل للداعين والذاكرين الأجر العظيم والثواب الكبير، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم”.[2]  فالدعاء والذكر سبب ليكون العبد في معية الله سبحانه.[3]

تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “ادْعُ إلى ربِّكَ الَّذي إنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فدعوْتَهُ كشَفَ عنْكَ، والَّذِي إنْ أضلَلْتَ بأرضٍ قَفْرٍ فدعوتَهُ رَدَّ عليْكَ، والذي إنْ أصابتْكَ سَنَةٌ فدعوتَهُ أنْبَتَ لكَ”.[4] ومما ورد في الإسرائيليات: “أيؤمل غيري للشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم ويرجى غيري ويطرق بابه بالبكرات وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوح عند دعائي. من ذا الذي أحلت به بنائبة فقطعت به أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت به أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له أنا غاية الآمال كيف تنقطع الآمال دوني أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟”.

تروي سيدة مسلمة تقول إنّ تجربتي مع دعاء ربي إني مسني الضر، أنّي كنت أعيش حياةً هانئة مع زوجي وأولادي، ولكن ظهرت على أعراض المرض النفسي والعضوي، فقد شعرت بالقلق والحزن والاكتئاب دون سبب، وهزل جسمي وشحب لوني، وبدأت رحلة العلاج في المشافي وفي المصحات وحالتي تزداد سوءًا حتّى فقدت الأمل ووصل بي الحال إلى أن فكرت بالانتحار والعياذ بالله، لكن جاءت إحدى السيدات ونصحتني بدعاء سيدنا أيوب، فرددته وواظبت عليه، وما هي إلا أيام إلا وكانت بوادر الشفاء تظهر علي، فسبحان الله الشافي.

شاهد أيضًا: قصتي مع دعاء ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث

تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر للزواج

إنّ الدعاء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ينفع في كلّ الأمور، حتّى في الزواج، حيث تروي إحدى الفتيات تجربتها مع دعاء ربي إني مسني الضر للزواج، حيث تقول إنها كانت قد عانت نفسيًّا بسبب عدم زواجها وزواج رفيقاتها وصديقاتها الأخريات، وحتّى أخواتها الأصغر سنًا، حتّى بدأ الناس ينظرون لها نظرة شفقة لعدم زواجها، فتأثرت سلبًا وباتت حزينة للغاية، ولكنّ أباها نصحها بترديد دعاء النبي أيوب عليه السلام ونصحها بالاستمرار عليه، ففعلت وواظبت عليه، ولم تكد تنهي عامها الأول بعد مواظبتها على هذا الدعاء إلا وقد رزقها الله بشابٍّ مسلمٍ صالحٍ تقيٍّ ناجحاً في حياته، وهي الآن مقبلة على الزواج منه ولله الحمد.

تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر للحزن

إنّ طبيعة الإنسان تتقلب بين صحة ومرض وبين سعادة وبين حزن، بين رخاءٍ وبين شقاء، والسعيد الذي يشكر النعم ويصبر على البلاء ويتغفر للذنب، ولو كان الإنسان عرضة للحزن عليه أن يلجأ للواحد القهار بالدعاء، وفيما يأتي تجربتي مع دعاء نبي الله أيوب عليه السلام للحزن:

إنّ الظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد دفعتني للمغادرة منها في وقتٍ مبكّرٍ من عمري، فابتعدت عن أهلي وعن بيتي وعن إخوتي ووالداي، ابتعدت عن كلّ شيءٍ تعلقت فيه وأحببته، فنزل على قلبي غمٌّ وهمٌ وحزنٌ لا يعلمهما إلا الله، ولكن ومن خلال بحثي وتصفحي للكتب قرأت قصة دعاء ربي اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فرددته، وأكثرت منه، واستمرّيت عليه، حتى شرح الله صدري وأزال همّي وأبدلني حزني فرحًا وسرورًا وجعل حياتي هانئةً سعيدةً بفضله والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: تجربتي مع دعاء التسخير

حكم الدعاء بدعاء ربي اني مسني الضر

يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما شاء من الدّعاء بما يتناسب مع حاله وظروفه، ولقد أنزل الله تعالى في القرآن الكريم الكثير من الأدعية الّتي دعا بها الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام، ومن ضمنها دعاء أيوب عليه السّلام ربي إنّي مسني الضر، حيث أنّه من الأدعية الحسنة الّتي يُستجاب بها الدّعاء بإذن الله تعالى، ويدعو بهذا الدّعاء كلّ مريضٍ محتاجٍ مسّه ضرٌّ وآذاه شر، وأمّا من كان يتمتّع بالصّحة والنّعم من حوله، فلا يستحبّ له الدّعاء بهذا القول، بل من الأفضل الدّعاء بما فيه ثناءٌ على الله تعالى وحمدٌ وشكرٌ له على نعمه الكثيرة والله أعلم.[5]

قصص عن دعاء ربي اني مسني الضر

يبحث الكثير من المسلمين عن القصص والتجارب مع بعض الأدعية والأحاديث، حيث يشارك بعض المجربين مع الآخرين تجاربهم، فالله تعالى يجزل الخير وينزّل نعماته على من يناجيه ويدعوه، وحاشاه أن يردّ الدّاعي خائبًا، وسنعرض في الآتي، قصّتان وتجربتان مع دعاء ربي اني مسني الضر.

القصة الأولى

تقول إحدى الشّابات: أنّا فتاةٌ في بداية شبابي قد بلغت من العمر أربعًا وعشرين عامًا، قبل أربع سنواتٍ أصبت بشللٍ في الأطراف السّفليّة، على إثر حادثٍ أُصبت به وأنا ذاهبةٌ إلى جامعتي، حيث تعرضت لحادث سيارةٍ مأساويّ ممّا أدّى إلى إصابةٍ في العمود الفقريّ فتوقفّت رجلاي عن العمل تمامًا، دخلت في اكتئابٍ حادٍّ فامتنعت عن الطّعام والشّراب والجلوس مع العائلة والأصدقاء، كنت أجلس وحدي في غرفتي وأبكي بشدّة، وفي يومٍ رجع أخي الكبير من السّفر وقد كنت متعلّقةً به كثيرًا، ورأى حالي الّتي وصلت إليها بعد الحادث، حاول كثيرًا أن يخرجني من اكتئابي ولم يُفلح، وتذكّر أنّي أحب القراءة والمطالعة، فاشترى لي عدّة كتبٍ من بينها قصّة نبيّ الله أيوب عليه السّلام، خرجت قليلًا من عزلتي وبدأت بالقراءة، وقرأت قصة أيوب عليه السّلام وما عاناه وكيف صبر على الابتلاء الّذي امتحنه به الله تعالى، فحفظت دعاؤه ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الرّاحمين، وبكيت بشدّة وأنا أقرأ قصّته وأشعر بأنّ حالي تشبه حاله بعض الشّيء، ورحت أدعو كلّ ليلةٍ دعا أيوب عليه السّلام، ورجعت إلى الله وتقرّبت إليه بالصّلاة والذّكر والدّعاء، كما بدأت المعالجة الطبيعية، وبعد ثلاث سنواتٍ من الدّعاء والمعالجة شفاني الله تعالى وردّ عليّ صحّتي، والآن أنا أمشي كالسّابق بفضل الله تعالى ورحمته.

القصة الثانية

قال أحد الرّجال المسلمين وقد شارك قصّته مع هذا الدّعاء: بعد تزوّجت بعامٍ واحدٍ اكتشفت أنّي لا أستطيع الإنجاب، فحزنت وزوجتي كثيرًا، وكتمت هذا الحزن بقلبي ولم أفصح عنه وأبثه إلّا لله جلّ وعلا، وكانت تشعر زوجتي بحزني فتخفّف عني هول الأمر بكلماتها الحانية جزاها الله تعالى عنّي كلّ خير، وذات يومٍ وأنا أقرأ القرآن مررت على الآية الّتي تحمل دعاء أيوب ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فبكيت ورحت أرددها علّ الله تعالى يرحمني من هذا البلاء، ورحت أدعو الله تعالى كثيرًا وأناجيه وأرجوه وأردّد هذا الدّعاء كثيرَا، وظللت على هذا الحال شهورًا طويلة، والله أكرمني وغمرني بلطفه وكرمه، وبعد الفحوصات والعلاج شُفيت والحمد لله من هذا البلاء، ورزقني الله تعالى بتوأمٍ من الأطفال ذكرًا وأنثى، والحمد لله على كلّ حال فلا تقنطوا من رحمة الله تعالى.

شاهد أيضًا: دعاء لراحة البال وتيسير الأمور

قصة نبي الله أيوب مع دعاء ربي اني مسني الضر

إنّ أكثر النّاس بلاءً هم الأنبياء، فقد كان الله تعالى يبتليهم بأشدّ الامتحانات والبلاء، وكان يجعلهم مثالًا رفيعًا للصبر والاحتساب، ولقد ابتلى نبيّه أيّوب عليه السّلام بعد العزّ والغنى، بالفقد والفقر واستثقال النّاس منه وفقد الصّحة والعافية، فكان لا يعمل من أعضائه سوى قلبه ولسانه اللذين لم يفترا عن عبادة الله تعالى ولا عن ذكره ودعائه، وظلّ على هذه الحال ثمانية عشر عامًا، حتّى هداه الله تعالى إلى الدّعاء بنفسٍ منكسرةٍ وقلبٍ مثقّلٍ بالهموم والآلام بقوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.[6] فشفاه الله تعالى بعد هذا الدّعاء بأن نبع الماء من موضع قدمه فاغتسل به وشرب، وأغناه الله تعالى من فضله ورزقه البنين والبنات، والله أعلم.[7]

فوائد تكرار ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين

بالاطلاع على تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر فإنه بالإمكان استنباط الفوائد من تكرار هذا الدعاء المبارك، والتي منها:

• ينال المسلم بتكراره الكثير من الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
• يشعر العبد المسلم بترديد هذا الدعاء بالطمأنينة والأمان.
• يكون سببًا ليذكره الله في السماء بترديد هذا الدعاء.
• يشفه الله من كلّ مرضٍ وداء في حال ردد هذا الدعاء بنيّة الشفاء.
• تكرار هذا الدعاء سبب في رفع البلاء ورفع الهمّ والغمّ والحزن عن العبد المسلم.
• ينال العبد به البركة في الرزق والبركة في الأولاد والعمر وينفع للزواج بإذن الله.

شاهد أيضًا: دعاء تفريج الهم والكرب وتيسير الامور

بهذا نختتم مقال تجربتي مع دعاء ربي اني مسني الضر والذي بيّن فضل الدعاء والذكر من القرآن والسنة، وذكر عدّة تجارب وقصص لترديد دعاء نبي الله أيوب عليه السلام، وذكر فوائد تكراره وفضائلها.