اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما شرح
جدول المحتويات
اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما شرح هذا البيت الشّعري هو ما يتساءل عنه كثير من الطّلبة وهُواة الشّعر بالتّزامن مع إقتراب فصل الرّبيع، فصل الجمال والأزهار، فالكثير منّا لا يعلم ما هو معنى هذا البيت الشّعري، وهل هو يصف فصل الرّبيع أم هو تشبيهٌ آخر، لذا ومن خلال هذا المقال ضمن موقع المرجع سنوضّح لكم معنى هذا البيت الشّعري ونعرّفكم من هو القائل.
اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما شرح
إنّ قائل هذا البيت الشّعري هو الشّاعر المعروف (البُحتري)، حيثُ كتب أشعارًا كثيرة في المدح وبعضها في الغزل والحِكَم والرّثاء والوصف، ومن الأبيات الوصفية كان هذا البيت الّذي قال فيه في وصف فصل الرّبيع:
أتاك الرّبيع الطّلق يختال ضاحكا** من الحُسْن حتّى كاد أن يتكلّما
والمقصود من هذا البيت الشّعري هو:
- تشبيه فصل الرّبيع على أنّه إنسان يتمشّى ويتبختر من شدّة جماله وأناقته، وهو متبسّم من كثرة التّباهي إلى درجة أنّك تشعر به وكأنّه سوف ينطق من شدّة الفخر بنفسه وبجماله ، فهو أكثر فصول السّنة جماليّةً لتفتّح الأزهار والأشجار فيه، وسماعك صوت تغريد العصافير في كلّ مكان ابتهاجا بقدوم فصل الدّفء والإطلالات الجميلة.
شاهد أيضًا: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك شرح
لمحة عن حياة البحتري
هو الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان التّنوخي الطّائي والمعروف بأبا عبادة، من شعراء العصر العبّاسي وأكثرهم شُهّرةً، وُلد في منبج في حلب عام (204 للهجرة الموافق 821 ميلادي)، انتقل إلى بغداد ليقول الشّعر في مدح الخليفة العبّاسي المتوكّل، وقد حظِيَ بالهدايا والمال الكثير منه، ولكن بعد مقتل الخليفة عاد إلى مسقط رأسه منبج ليقضي بقيّة حياته هناك، حيثُ وافته المنيّة في عام (280 للهجرة الموافق 897 ميلادي) وتمّ دفنه في مدينة الباب في حلب.[1]
قصيدة البحتري في وصف الربيع
لقد كتب الشّاعر أبو عبادة البُحتري أشعارًا في وصف الطّبيعة وجمالها، حيث كتب هذه القصيدة في وصف فصل الرّبيع قائلًا:
أتاك الرّبيع الطّلق يختال ضاحكا ** من الحُسن حتّى كاد أن يتكلّما
وقد نبّه النّيروز في غسق الدُّجى** أوائل وردكن بالأمس نوما
يفتقها بـــرد النّـــدى فكأنّـــه** يبثّ حديثًا كان قبل مُكتما
فمن شجر ردّ الرّبيع لباسه** عليه كما نشرت وشيا منمما
أحلّ فأبدي للعيون بشاسةً** وكان قذى للعين إذا كان محرّما
نوع الاستعارة في البيت الشعري
لقد استخدم الشّاعر الاستعارة المكنيّة في هذا البيت الشّعري الّذي قال فيه أتاك الرّبيع الطّلق يَختال ضَاحكًا من الحُسْنِ حتّى كاد أن يتكلّما، حيثُ شبّه فصل الرّبيع بالإنسان المُتكبّر الّذي يمشي على الأرض فخورًا بنفسه وجماله، وهو يتباهى بكلّ ذلك ويضحك ضحكة غرور بالنّفس من شدّة جماله وثقته الكبيرة في نفسه المغرورة، إلى درجة أنّك تشعرُ وكأنّه سوف ينطق من شدّة الغرور بنفسه، حيثُ أنّ هذه الصّورة من التّشبيه تُظهر لنا روعة هذا الفصل وجماليّته وكثرة الحيويّة والنّشاط في طقسه الجميل، حيثُ ظهر إبداع الشّاعر أبو عبادة البُحتري في وصف الرّبيع وقدرته الجماليّة على التّشبيه وانتقاء مفردات بسلاسة وبساطة مما جعل شعره يتّصف بسلاسل الذّهب.
إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نِهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما شرح، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن لمحة من حياة الشّاعر البُحتري، بالإضافة إلى نوع الاستعارة في التّشبيه ضمن ذلك البيت الشّعري.
المراجع
- wikiwand.com , Buhturi , 03 32022
التعليقات