حكم تغطية الوجه في الصلاة

ما هو حكم تغطية الوجه في الصلاة كما جاء في النصوص الشرعيّة كالقرآن والسنّة، وكيف فصّل أئمّة هذه الأمّة في ذلك الحكم وكيف وجّهوه في الأمور العارضة أو الطّارئة كما في العصر الحديث الذي نعيشه اليوم، في هذا المقال يتوقف موقع المرجع لبيان هذا الحكم في الشريعة الإسلامية مع تفصيله بنصوص ذكرها أئمّة الفقه في المذاهب الأربعة، مع التفصيل في حديث اللثام وبيان صحّته من عدمها، والوقوف على أمور أخرى في نهاية هذا المقال.

حكم تغطية الوجه في الصلاة

إنَّ حكم تغطية الوجه في الصلاة مكروه عند أئمة الأمة، فقد أجمع الفقهاء من المذاهب الأربعة على أنَّ تلثُّم المرأة والرجل أثناء الصلاةِ مكروهٌ استنادًا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه “أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نهى عن السَّدْلِ في الصلاةِ وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ”.[1][2]

والتلثم عند الشافعية هو تغطية الفم، وعند الحنفية والحنابلة: تغطية الفم والأنف، أما عند المالكية فهو: ما يصل لنهاية الشفة السُفلى، وبناءً على ذلك فإنَّ صلاة الرجل أو المرأة باللثام مكروهة، لكنَّ القول بأنَّ صلاة المرأة المتلثمة لا يجوز غير صحيح وإنَّما هي مكروهة، وتفصيل أقوال الأئمة من المذاهب الإسلامية كما يلي:[2]

  • قال الشيخ خليل المالكي في مختصره عن انتقاب المرأة: وهو يُعدُّ مكروهات الصلاة.
  • وقال الخطيب الشربيني الشافعي: “أن يُصلِّي الرَجُل متلثمًا والمرأة مُتنقّبة يُكرَه ذلك، ونَصَّ النووي في المجموع على أنَّها كراهة تنزيهية ولا تمنع صحة الصلاة”.
  • وقال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: “ويُكرَه أن تُصلّي في نِقاب وبرقع بلا حاجة”.

ونقل ابن عبد البر المالكي الأندلسي إجماع الأمّة وفصّل في المسألة فقال: “أجمعوا على أنّ على المرأة أن تكشف وجهها في الصلاة والإحرام، ولأنّ ستر الوجه يخل بمباشرة المُصلّي بالجبهةِ والأنفِ ويُغطي الفم، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل عنه، فإن كان لحاجةٍ كحضورِ أجانبٍ فلا كراهة، وكذلك الرَّجُل تزول الكراهة في حقه إذا احتاج إلى ذلك”.[2]

شاهد أيضًا: حكم سب الريح والدهر على أنهما الفاعل للأحداث أو الفاعل مع الله عز وجل

صحة حديث النهي عن تغطية الفم في الصلاة

إنّ حديث النهي عن تغطية الفم في الصلاة قد ورد في كثير من كتب الحديث النبوي الشريف، ومنها الرواية التي في صحيح ابن خزيمة التي يرويها أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول فيها إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم “نهى عن السَّدْلِ في الصلاةِ وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ”،[1] وهذا الحديث يأخذ رتبة الحَسَن كما ذهب غير واحد من علماء الحديث النبوي.[3]

وفي هذا الحديث يعلَّم الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسلمين آدابَ الصلاةِ التي يجب مُراعاتها وما ينبغي فِعلَهُ وما ينبغي الابتعادَ عنه، فَنَهى في الحديثِ الشريف عن تغطيةِ الفَمِ بأيِّ شيءٍ أثناء الصلاة سواء كانَ تلثُّمًا بِثَوبٍ أو طرفِ العمامةِ؛ إذ يُعيقُ ذلك القراءة وإتمام السجود.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن

هل يجوز الصلاة بالكمامة

يجوز الصلاة بالكمامات ولا حَرَج في ذلك كما ذهب بعض أهل العلم؛ لأنَّهُ يُتَوَخَّى منها الحذر، والأصلُ في الصلاة باللثامِ مكروهٌ لأنَّ الإنسانَ مأمورٌ بالسجودِ على سبعةِ أعظُمٍ دونَ أن يكونَ بينها وبين الأرضِ حائل، وصحيح أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن أن يُغطي المُصلّي فاه، ولكنَّ الحديث محمول على عدمِ الحاجة، ولكن إن دَعتِ الحاجة لأن يُصلِّي المُصلّي وعلى فَمِه كمامة فلا حرجَ في ذلك، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم الكلام والإمام يخطب

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم تغطية الوجه في الصلاة بعد الوقوف على الحكم الشرعي لهذه المسألة والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع.

المراجع

  1. صحيح ابن خزيمة , الألباني، أبو هريرة، الرقم: 918، حديث إسناده حسن.
  2. islamweb.net , أحكام التلثم في الصلاة للرجل والمرأة , 31/10/2021
  3. dorar.net , الموسوعة الحديثية - شروح الأحاديث , 31/10/2021
  4. youtube.com , حكم لبس الكمامة في الصلاة , 31/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *