ما حكم الاسراف في الصدقة والمأكل والمشرب
جدول المحتويات
ما حكم الاسراف في الصدقة والمأكل والمشرب، فقد يفعل الإنسان أشياء يظن أنها محمودة ولكنها على عكس ظاهرة مذمومة، وفي زماننا قد كثرت البدع والأهواء أصبح على الإنسان المؤمن بالله عز وجل تحري الحلال من الحرام، وخاصة الشبهات الذي قد يظنها الإنسان حلال وما هي في الأصل إلا أمر محرم، وسيقوم موقع المرجع بالإجابة على مسألة من المسائل التي قد تتشابه على البعض وهي مسألة الإسراف في الصدقات وفي المأكل والمشرب وهل لهم نفس الحكم أم أحكام مختلفة.
ما معنى الإسراف
الإسراف في اللغة هو مجاوزة القصد، مصدره أسرف إسرافًا، والسَّرَف هو الاسم، يقال: أسرف الرجل في ماله، وأصل هذه الإسراف يدل على تعدِّي الحدِّ للشيء، ومعنى الإسراف اصطلاحًا، هو صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، وقال الراغب: (السرف:تجاوز الحد في كلِّ فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر).
شاهد أيضًا: اتهام شخص بتهمة لم يرتكبها
الفرق بين الاسراف والتبذير
الإسراف في اللغة يشبه التبذير، فكلاهما يشير إلى الزيادة عن الحد المعقول في جميع نواحي الحياة، ولكن يبقى بينهم اختلاف بسيط وجوهري، فالإسراف هو الزيادة عن الحد المعقول ولكن في أمر ضروري، أما التبذير هو الزيادة عن الحد المعقول ولكن في أمور غير ضرورية، فيستمر الشخص في شراء الأشياء التي تحقق الرفاهية دون الحاجة لها.
اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدقة
ما حكم الإسراف في الصدقة والمأكل والمشرب
نهى الله تعالى عن الاسراف بشكل عام سواء كانت في الصدقات أو المأكل أو المشرب، فقال الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)[1]، وقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[2]، ،وقول الله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ)[3].
الإسراف في الصدقة
فالصدقات نوعين، صدقة مفروض وصدقة تطوع، فالصدقات المفروضة فليس فيها إسراف لأنها معلومة القدر، أما صدقات التطوع فحددها الشرع بأنها الصدقة التي يظل للمتصدق بعدها من المال ما يغنيه عن الحاجة، فيجب على المسلم ألا يتصدق بكل ماله بل يمسك له ما يكفيه للعيش بأمان، فجاء في الصحيحين عن كعب بن مالك: قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ مِن تَوْبَتي أَنْ أَنْخَلِعَ مِن مَالِي صَدَقَةً إلى اللَّهِ، وإلَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهو خَيْرٌ لَكَ، قُلتُ: فإنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الذي بخَيْبَرَ.[4]، وقال تعالى {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [1].
شاهد أيضًا: ما حكم اهداء الام في عيد الام
الإسراف في المأكل والمشرب
نهى الله تبارك وتعالى عن الإسراف في المأكل والمشرب فقال تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[2]، وعن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث، وقال: (إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ)، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ [أي نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام]، قَالَ: (فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ) [5]، لذلك يجب على المسلم أن يعد من الطعام قدر حاجته ولا يزيد عن ذلك حتى لا يتبقى لديه طعام فيضطر للتخلص منه، وإذا زاد الإنسان من غير قصد فعليه بمنحه لمن يحتاجه.
وفي ختام مقال ما حكم الاسراف في الصدقة والمأكل والمشرب، نكون قد أجبنا على السؤال المطروح ووضحنا حكم كل منهما على حدة، وذكرنا الأبيات والأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الشأن.
التعليقات