ما حكم استقبال القبلة عند الذبح

ما حكم استقبال القبلة عند الذبح؟ وهو أحد الأحكامٌ المهمّة لجميع الأمّة الإسلاميّة مع اقتراب عيد الأضحى، واقتراب أيّام العشر من ذي الحجّة خير أيّام الدّهر، التي جعل الله -سبحانه وتعالى- الأعمال فيها أفضل من الجهاد، وهي أحبّ إلى الله من الأعمال في غيرها، حيث تعتبر الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، ومن السنن النبوية المؤكدة ولها أحكام معينة، لذلك يهتم موقع المرجع في بيان حكم استقبال القبلة عند ذبح الأضحية، بالإضافة إلى بيان.

حكم استقبال القبلة عند الذبح

يُعتبر حكم استقبال القبلة عند الذّبح بأنّه مستحب، ولكن من السّنة في الذّبح أن يتم توجيه الذبيحة إلى القبلة، وذلك اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث إنّ ذلك ليس بلازم،  فلو ذبحها إلى جهة أخرى حلت الذبيحة، لكن استقبال الذبيحة إلى القبلة يكون أفضل، فقد روى جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: ذبح النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الذّبح كَبشَين أقرَنَين، فلما وجههما قال:(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ، بِاسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ ذَبَحَ)[1][2].

حكم التسمية عند الذبح

أوضح ابن باز -رحمه الله- بأنّ التسمية عند الذّبح واجبة مع الذكر، لأن الله أمر بها رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ولكن اختلف العلماء في حكم التسمية عند الذبح حيث كان اختلافهم على النحو الآتي:[3][4]

  • القول الأول: تجب التسمية عند الذبح، لكن إذا نسي فجائز أكل الذبيحة، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وذلك بالاستناد إلى قوله -تعالى-: (وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)[5]، فجاء النهي في الآية صريحاً بعدم أكل الذبيحة التي لم يُذكر فيها اسم الله، وهذا النهي يقتضي وجوب التسمية، كما جاء حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل)[6]، حيث يوضح بعدم الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه.
  • القول الثاني: غير واجبة التسمية وهي سنة مؤكدة، وهذا مذهب الشافعية، فقد استدلوا على ذلك بما رواه البخاري: “أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِالْجُبَيْلِ الَّذِي بِالسُّوقِ، وَهُوَ بِسَلْعٍ، فَأُصِيبَتْ شَاةٌ، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا بِهِ، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا”.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الاضحية في بلد اخر

صيغة التسمية عند الذبح

ينغي على المسلم أن يقول عند الذّبح “باسم الله والله أكبر”، فقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يذبح يقول” باسم الله، والله أكبر”، ثم يذبح الذبيحة، كما يمكن القول “بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني (وإن كان يذبح أضحية غيره قال: هذا عن فلان) اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه)”،حيث يقصد بقول “اللّهمّ هذا منك ولك”: أي هذه الأُضحيّة عَطيَّة ورزق وصل إِليّ مِنك خالصة لَك، كما أنّ الواجب من هذا هو التسمية، وما زاد على ذلك فهو مستحب وليس بواجب.[6]

ما حكم عدم توجيه الحيوان إلى القبلة عند الذبح

لا حرج في عدم توجيه الحيوان إلى القبلة عند الذبح، حيث إنّ توجيه الذبيحة نحو القبلة هي من الأمور المستحبة وليست شرطًا، فهو ليس بلازم فلو تمّ ذبح الحيوان إلى جهة أخرى حلّت الذبيحة، ولكن استقبال الذبيحة إلى القبلة أفضل كما ورد عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد  قال الشافعي في مختصر المزنى: “وأحب أن يوجه الذبيحة إلى القبلة”، كما قال في مختصر كتاب الأم: “وإن أخطأ أو نسي فلا شيء عليه إن شاء الله”.[7]

شروط الذبح

أوضح أهل العلم بأن ذبح الأضحية يكون تقربًا لله -سبحانه وتعالى، وقد ذكر العلماء أنه لا بد أن يكون هنالك من اتباع للشروط المترتبة على الذابح وآلة الذبح، وهي على النحو الآتي:[8]

  • أن ينوي الذابح الذبح في قلبه ثم يُسمي الله -تعالى-.
  •  أن يكون الذابح عاقلًا بالغًا ومسلمًا، أو من أهل الكتاب.
  •  أن تكون الآلة حادّة، بحيث تقطع بسهولة، مع الحرص ألا تكون سنًا أو ظفرًا.
  • أن يكون المسلم حلالاً ليس مُحرماً بحج أو عمرة، وهذا القيد خاص بذكاة الصيد.

شروط ذبح الذبيحة

أوضح أهل العلم بأن هنالك بعضاً من الشروط الواجب اتباعها عند ذبح الذبيحة حتى تحلّ له، وهي كالآتي:[8][9]

  • أن تكون الذبيحة مما تحله الذكاة.
  • يكون الذبح بسكين حادة قوية، حتى لا يعذبها، ويكون في الحلق.
  • أن يقطع منه ما يجب قطعه في الذكاة، وهو قطع كل من الحلقوم، والمريء، والودجان.
  • أن يكون زهوق روحه بمحض الذبح.
  • وإن كانت الذبيحة بعيرًا يطعنه باللبة، بالحربة في لبته الذي بين الصدر والرقبة.
  • إن كانت الذبيحة بقرة أو من المعز والغنم، يذبحها على جنبها، ثم يضع رجله على رأسها وينحرها.

شاهد أيضًا: الأضحية في عيد الأضحى ، حكمها شروطها ووقتها

إلى هنا نصل إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه ما حكم استقبال القبلة عند الذبح، وانتقلنا عبر سطوره وفقراته ببيان حكم استقبال القبلة عند الذبح، بالإضافة إلى حكم التسمية عند الذبح، وصيغة التسمية، ولنختم مع تحديد شروط الذبح وأيضًا شروح ذبح الذبيحة.

المراجع

  1. تخريج مشكاة المصابيح , الألباني ، جابر بن عبدالله، 1406، حسن.
  2. islamqa.info , من السنة توجيه الذبيحة إلى القبلة , 05/06/2024
  3. islamqa.info , يسأل عن سبب اختلاف العلماء في حكم التسمية عند الذبح. , 05/06/2024
  4. سورة الأنعام , الآية 121
  5. تخريج صحيح ابن حبان , شعيب الأرناؤوط ، رافع بن خديج، 5886 ، إسناده صحيح على شرط البخاري.
  6. islamqa.info , ماذا يقول عند ذبح الأضحية ؟ , 05/06/2024
  7. islamweb.net , استقبال القبلة عند الذبح في المذاهب الأربعة , 05/06/2024
  8. islamweb.net , شروط الذابح وشروط المذبوح وشروط آلة الذبح , 05/06/2024
  9. binbaz.org.sa , الطريقة الشرعية في الذبح , 05/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *