حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين
جدول المحتويات
حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين وما حكم تقديمها أسبوع كامل عن يوم العيد، وذلك بحسب ما ورد عن أهل العلم في وقتها، فزكاة الفطر فريضة على المسلمين، والمسلمون أجمع يهتمون بالاطلاع على أحكامها الشرعية وكلّ المعلومات التي تتعلق بها، حتى يضمنوا أن يتقبلها الله سبحانه وتعالى منهم بتمامها وكمالها، ومن خلال موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على زكاة الفطر، مقدارها وحكمها وما هو افضل وقت لاخراج زكاة الفطر بالتحديد.
زكاة الفطر
زكاة الفطر هي من النماء والزيادة، وفي الاصطلاح هي صدقةٌ مقدرة شرعًا تُخرج قبل صلاة العيد وأضيفت للفطر من باب إضافة الشيء لسببه، فسببها الفطر بعد رمضان، وهي فريضةٌ واجبة على كلّ مسلم الكبير والصغير، الذكر والأنثى والحر والعبد، والأدلة كثيرة على ذلك في الشريعة الإسلامية، وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، وتكون بقدر صاع من البر أو الشعير أو الزبيب أو من قوت أهل البلد والصاع هو ما يقارب أربعة حفناتٍ بكف الرجل المعتدل الخلقة.[1]
شاهد أيضًا: حكم اخراج زكاة الفطر نقدا
حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين
ذهب بعض أهل العلم إلى أنّه يجوز تقديم وتعجيل زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، فزكاة الفطر في الأًصل تجب بالفطر من رمضان باتفاق العلماء، والاختلاف كان في تحديد وقت الوجوب، ووقت الإخراج يكون قبل صلاة العيد، وكان مما اختلفوا فيه حكم تعجيل زكاة الفطر، فقال ابن حزم لا يجوز تعجيلها عن وقتها بالمطلق، واختار مالك وأحمد في المشهور أنّه يجوز تقديمها يومًا أو يومين قبل رمضان، أمّا الشافعي فقال أنّها تجوز أن تخرج من أول رمضان، وأما أبو حنيفة قال أنّه يجوز إخراجها قبل رمضان، والراجح في القول أنه يجوز إخراجها قبل العيد بيومين، أي اعتبارًا من اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك، ولا يجوز تعجيلها أكثر من ذلك وقد ورد عن الصحابة الكرام أنهم كانوا يعجلونها بيوم أو يومين قبل الفطر.[2]
شاهد أيضًا: متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر
حكم إخراج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع
ببيان حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، فإن أهل العلم اختلفوا في حكم إخراجها قبل العيد بأسبوع، فقال بعضهم يباح تقديمها يومين فقط، وآخرون قالوا ثلاثة أيام وهو اختيار الشيخ ابن باز، وفي القول الثاني وهو ما اختاره الشافعية والأحناف أنّه يجوز إخراجها من أول الشهر، وبعضهم قالوا يجوز إخراجها من أول السنة، إلا أن القول الراجح هو جواز إخراجها قبل يوم أو يومين فقط، فقد قال ابن قدامة في المغني: “سبب وجوبها الفطر ، بدليل إضافتها إليه ، والمقصود منها الإغناء في وقت مخصوص ، فلم يجز تقديمها قبل الوقت” واختار ابن عثيمين تحريم إخراجها قبل العيد بأكثر من يومين فقال: “فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان ، إلا أنه رُخص أن تُدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط ، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان” فبأصح الأقوال عن أهل العلم أنّ إخراجها قبل أسبوع غير مجزئ والله ورسوله أعلم.[3]
وقت زكاة الفطر
اختلف أهل العلم في وقت زكاة الفطر، وقد فصّلوا فيه من الكلام الكثير، وكلّ فريقٍ استدل على رأيه بأدلةٍ شرعية وبقياسٍ منهجي، وقد قسّموا وقت صدقة الفطر إلى وقت وجوب ووقت إجزاء ووقت أفضلية ووقت تحريم ونهاية، وكانت أحكامهم على هذه الأوقات مفصلة كما سيتم بيانه فيما يأتي:[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز دفع زكاة الفطر على أكثر من شخص
وقت وجوب زكاة الفطر
وقت وجوب زكاة الفطر من الأمور التي اختلف فيها أهل العلم على قولين اثنين، وهما:
- القول الأول: إن زكاة الفطر واجبةٌ على المسلمين بغروب شمس آخر يومٍ من شهر رمضان المبارك، وهو ما اختاره الشافعية على الأصح والحنابلة وبعض المالكية واختاره ابن عثيمين وابن باز، والدليل عليه قول ابن عباس رضي الله عنهما: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.[5]
- القول الثاني: والذي يقول أنّ وقت وجوب زكاة الفطر من طلوع الفجر يوم الفطر وهو مذهب الأحناف وبعض المالكية، وابن منذر وغيرهم، وذلك لما ورد عن رسول الله أنه أمر أن تؤدى زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة.
وقت إجزاء زكاة الفطر
يجزي عن زكاة الفطر أن تُخرج قبل وقت وجوبها بيوم أو يومين، وهو ما قال به المالكية والحنابلة واختاره الشوكاني وابن باز وابن عثيمين، فالصحابة الكرام كان يعطونها لمستحقيها قبل الفطر بيوم أو يومين، فالمقصود من صدقة الفطر إغناء الفقراء يوم العيد، وتقديمها عن زمانها يخل بمقصودها أما اليوم واليومين لا يخل به والله أعلم.
وقت فضيلة زكاة الفطر
وقت الفضيلة في إخراج زكاة الفطر هو الوقت المسنون الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرجه فيها، وقال أهل العلم أنّه يوم العيد قبل صلاة العيد، وذلك لقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.[6] والمراد بمن تزكى أي أخرج زكاة فطره ثم غدا إلى المصلى، وذكر ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ونقل أهل العلم الإجماع على ذلك.
آخر وقت زكاة الفطر
ذكر فريقٌ من أهل العلم أن آخر وقتٍ يحرم تأخير زكاة الفطر عنه هو غروب الشمس يوم عيد الفطر، وهو ما قال به الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، لأن المقصود منها الإغناء عن الطواف والطلب في يوم العيد، وهو يتحقق بالإخراج في عموم اليوم، أما القول الثاني فاختاره الظاهرية وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن باز وابن عثيمين، ولديهم أن آخر وقت لزكاة الفطر هو صلاة العيد ولا يجوز تأخيره عنها والله أعلم.
بهذا القدر نكون قد سلطنا الضوء على حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، وبيّنا وقتها الشرعي كما ورد عن أهل العلم، وذكرنا عديد المعلومات الشرعية عن زكاة الفطر.
المراجع
- saaid.net , زكاة الفطر ، ( تعريفها - حكمها - فضلها - مقدارها - متى تخرج - على من تجب -لمن تعطاء ) , 20/03/2024
- islamweb.net , حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها , 20/03/2024
- islamqa.info , أخرج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع , 20/03/2024
- dorar.net , الفصل الثالث: وقتُ زكاةِ الفِطرِ , 20/03/2024
- صحيح أبي داود , الألباني/ عبد الله بن عباس/ 1609/حسن
- سورة الأعلى , الآية 14-15
التعليقات