حكم النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام

حكم النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام، حيث إنّ اعتناق الدّين الإسلاميّ له ضوابط شرعيّة قد أوضحها النبيّ الكريم سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولا بدّ لكلّ من يريد اعتناق الإسلام أن يمتثل لهذه الضوابط والأحكام، وإنّ عدد الداخلين إلى دين الله الحنيف يتزايد كلّما مرّت الأيّام، لذا لا بدّ للمسلم أن يتفقّه في أحكام الإسلام والأحكام الفقهية والعقائدية في اعتناق الإسلام، ويهتمّ موقع المرجع ببيان الحكم الشرعيّ الذي بيّنه النبيّ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- للنطق بشهادة ألا إله إلا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله لمن أراد اعتناق الإسلام.

الشهادتان

قبل الخوض في بيان حكم النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام لا بدّ من التعريف بالشهادتين، وهما: “أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله”، وهما أوّل أركان الإسلام فلا يصحّ إسلام المرء إن لم يردّدهما ويؤمن بهما، فهما أصل كلّ شـيءٍ للمسلم في مجمل الإيمان، وأمّا عن معناهما، فهو الإقرار بأحقيّة المولى عزّ وجلّ بربوبيّته وأنّه لا معبود بحقٍّ إلّا الله وحده لا شريك له، وكذلك تصديق الجوارح والجنان برسالة نبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- المرسل إلى العالمين أجمعين ليخرجهم من الظلمات إلى النور.[1]

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركنا من أركان الإيمان

حكم النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام

إنّ النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام هو واجبٌ على كلّ من أراد الدخول إلى دين الإسـلام، فقد أوضح الله سبحانه وتعالى الطريق المستقيم البيّن لدخول الدّين الحنيف، ألا وهو النطق بالشهادتين والاعتقاد والإقرار بالمعاني التي تحمله تلك الكلمات مع الجزم واليقين في القلب، فلا يكفي أن ينطق المرء بهما لسانًا وقلبه لم يصدقهما، لأنّ ذلك من أبرز علامات النفاق، وأمّا من صدقهما بقلبه وكابر عن ترديدهما على لسانه فهو كافرٌ عند الله عزّ وجلّ، وقد قال الإمام النوويّ رحمه الله: [2]

اتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقادًا جازمًا خاليًا من الشكوك ونطق بالشهادتين فإن اقتصر على إحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلاً إلا إذا عجز عن النطق لخلل في لسانه أو لعدم التمكن منه لمعاجلة المنية أو لغير ذلك فإنه يكون مؤمنًا.

شاهد أيضًا: كم عدد اركان الاسلام وما هي

هل يكفي النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام

وقد يتساءل البعض فيما إذا كانت الشهادتان تكفي لمن أراد اعتناق الإسلام أم لا بدّ من فعل أشياءٍ أخرى من أجل اكتمال إسلام المـرء، وبيان ذلك يكمن في أنّ ركن التوحيد هو ما يدخل به الكافر إلى صنف المسلمين، فإذا شهد بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله عن يقينٍ وصدق، عومِل بعدها معاملة المسلم الذي تنطبق عليه الفروض والواجبات من أركان الإيمان وأركان الإسلام وغيرها ممّا أمر به الدّين الحنيف، وفي ذلك قد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- فيما صحّ من الحديث، قال: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ“.[3] فلا يكون على المرء شيءٌ من الواجبات والفروض التي يحفظ بها ملّته إلّا بعد إقراره بربوبيّة الله ورسالة سيّد الخلق.[4]

شاهد أيضًا: كيف اقوي ايماني بالله

حكم الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام

كذلك الخوض في بيان حكم النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام يدفع إلى بيان حكم الاغتسال كما بيّنته الشريعة الإسلاميّة، حيث يرى أغلبيّة أهل العلم مشروعيّة الاغتسال لمـن أراد الدّخول إلى دين الإسـلام، وقد استدلّوا بذلك إلى قصّة إسلام الفاروق عمر بن الخطّاب، لمّا خرج إلى بيت أخته فسمع صوتهما يقرآن القرآن الكريم، فدخل إليهما وضرب زوج أخته وكذلك أخته، فلمّا يأس منهما أن يرتدّا طلب منهما القرآن ليقرأ منه، فقالت له أخته: “إنك مشرك نجس، ولا يمسه إلا المطهرون”، فدخل الفاروق واغتسل ونطق بالشهادتين وقرأ من القرآن في سورة طه.[5]

شاهد أيضًا: ما هي أركان الإيمان

حكم النطق بالشهادتين لمن أراد الدخول في الإسلام مقالٌ فيه تمّ التعريف بماهيّة الشهاتين وبيان مكانتهما في الدّين الإسلامي، وكيف أنّه لا يمكن لأيّ امرئٍ أن يدخل دين الإسلام دون ترديدهما والتصديق بهما بالقلب والجوارح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *