حكم بيع الكالىء بالكالىء

حكم بيع الكالىء بالكالىء هو موضوع هذا المقال، حيث يتساءل الكثير من الناس عن حكم هذا النوع من البيع، والذي قد درج بين الكثيرين وكثر استخدامه من غير رأي الشّرع فيه وحكمه، وقد يستغرب الكثير من الناس من هذا المصطلح الغريب والذي من النادر أن يُسمع به، ولعلّ المصطلح المشهور الذي يدلّ عليه هو بيع الدين بالدين، والذي يهتم موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان معناه وحكمه وبعض أحكامه وصوره.

معنى بيع الكالئ بالكالئ

قبل الخوض في حكم بيع الكالئ بالكالئ لا بدّ من بيان معناه، وهو البيع الذي يعرف أنه بيع الدين بالدين، وذلك ما أوضحه الحافظ بن حجر، وأكّده ابن القيم، ويمكن تقريبه بوصفه كأن يكون للإنسان دينٌ عند رجلٍ من الناس، فيبيعه على شخص آخر بالدين، أو يبعيه على من هو عليه بالدين، وهو من الغرر وعدم التقابض.[1]

شاهد أيضًا: اذا حلف على ترك واجب أو فعل محرم فحكم حنثه

حكم بيع الكالىء بالكالىء

شرّع الإسلام البيع والشراء للمسلمين ووضع لهما الأحكام والضوابط الشرعية، التي تنظّم عمليات البيع والشراء وتجعلها مباحة ما إن التزم المسلم بالضوابط الشرعية، وقد تعددت أشكال البيع المعروفة بين الناس، ومنها بيع الدين بالدين، وفيما يأتي بيان حكم بيع الكالئ بالكالئ:

  • حرامٌ شرعًا ولا يجوز.

وقد ورد عن ابن المنذر أنّه لا يجوز بيع الدين بالدين بإجماع أهل العلم، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه قال: “نهى عن بيعِ الكالئِ بالكالئِ”.[2] ومنه ما يكون بيع ما في الذّمة حالًّا من عروض أو أثمان بسعرٍ إلى أجل ممّن هو عليه، أو جعل رأس مال السلم دينًا، وكذلك كما لو كان على كلّ واحدٍ من اثنين دينٌ على صاحبه من غير جنسه، وتصارفا ولم يحضرا شيئًا فإنّه لا يجوز، والصّورة الأوضح أن يشتري الإنسان سلعةً ما بدين أي بثمن مؤجل ثم يبيعها بدين وبنقدٍ أعلى، وهي من صور الربا والله أعلم.[3]

علة النهي عن بيع الكالئ بالكالئ

إنّ حكم بيع الكالئ بالكالئ حرامٌ في الإسلام ومجمعٌ على منعه، وعلّة المنع له لأنّه يشمل الغرر ويفضي إلى الرّبا ويقود للخصام والمنازعة في المال، وفي مخاطرة في البيع، وقد ورد عن الزّحيلي قوله: “بيع الدين نسيئة: هو ما يعرف ببيع الكالئ بالكالئ أي الدين بالدين، وهو بيع ممنوع شرعاً، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم نهى عن بيع الكالئ بالكالئ، كأن يقول شخص لآخر اشتريت منك مداً من الحنطة بدينار على أن يتم تسليم العوضين بعد شهر مثلاً، فيكون هذا رباً حراماً تطبيقاً لقاعدة: زدني في الأجل، وأزيدك في القدر” وعلى الإنسان المسلم أن يبتعد عن هذا النوع من البيع لأنّه ممنوعٌ في الشريعة، ويتّجه لما شرّعه الله من معاملات البيع الغنية والكثيرة.[4]

شاهد أيضًا: حكم الكهانة والعرافة

البيع في الإسلام

في ختام مقال حكم بيع الكالئ بالكالئ، لا بدّ للمسلم أن يعرف معنى البيع بصورةٍ عامة، والبيع في اللغة العربية هو مقابلة الشيء بالشيء، وهو تمليك المال بالمال، ويقال أنّه إخراج ذات عن الملك بعوضٍ عنها، وهو عكس الشراء، والبيع مشروعٌ في الإسلام وثابتٌ ذلك في الكتاب والسنة، قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.[5] وللبيع أركانٌ وشروط، كصيغة البيع والإيجاب والقبول ووجود العاقدان والمعقود عليه، وكلٌّ من تلك الأركان والشروط لها أحكامها وضوابطها ولا بدّ للمسلمين من الالتزام بها.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الدعاء لغير المسلم

إلى هنا نصل لنهاية مقال حكم بيع الكالئ بالكالئ، وقد بيّن لنا تعريف مفهوم بيع الكالئ بالكالئ أو ما يعرف ببيع الدين بالدين، وبيّن علّة تحريم هذا النوع من البيع، وختم ببيان معنى البيع وتوضيح مشروعيته في الإسلام.

المراجع

  1. binbaz.org.sa , معنى بيع الكالئ بالكالئ , 30/12/2021
  2. الجامع الصغير , السيوطي/ عبد الله بن عمر/ 9417/ صحيح
  3. islamqa.info , علة تحريم بيع الدين بالدين وهل يدخل في ذلك المواعدة في بيع المرابحة؟ , 30/12/2021
  4. islamweb.net , علة النهي عن بيع الكالئ بالكالئ , 30/12/2021
  5. سورة البقرة , الآية 275
  6. alukah.net , تعريف البيع ومشروعيته وأركانه , 30/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *