حكم حلق اللحية وقص الاظافر للمضحي

حكم حلق اللحية وقص الاظافر للمضحي هو أحد الأحكام التي يتزامن البحث عنها مع بداية شهر ذي الحجة المبارك، حيث تبدأ طقوس أحد أهم الأركان التي يُبني عليها الاسلام وهي فريضة الحج على من استطاع إليه سبيلا، ويستطيع الإنسان المسلم أن يغتنم فضل تلك الايام بالأعمال الصالحة ومنها الاضحية التي سنّها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة، وعبر موقع المرجع يمكن للمسلم أن يتعرّف على حكم حلق اللحية وقص الاظافر للمضحي.

حكم أداء الاضحية 

يختلف قول العلماء وفقهاء الأمو في الحكم الواضح على الاضحية، فمنهم من راح بها إلى أنّها سنة مؤكدة، ومنها من رأى فيها أنّها واجبة، وقد كانت الآراء على الشكلل الآتي:

  • الأضحية سنّة مؤكّدة: 
    • وفريق هذا الحكم هم ( الشافعية، والحنابلة، والأصح عند المالكية، وقال به أبو بكر، وعمر، وبلال -رضي الله عنهم- من الصحابة، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وغيرهم من التابعين).
    • الدليل في قولهم عدد من الآيات، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[1]
    • روي عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- أنهم كانوا لا يضحون السنة والسنتين (وعبر فقرات الحديث الآتي تمّ استنتاج أن الأمر يعود إلى ارادة الشخص).
    • أمّا عند أبي يوسف فقد قال إنّ الأضحية سنّة عين، فلا يجب أن تجزئ الأضحية الواحدة عن الشخص وأهل بيته أو غيرهم، ومنهم من يقول إنها سنة عين حكمًا فلو ضحى الشخص عن نفسه وعن أهل بيته سقط الطلب عن الذين قد أشركهم معه، ومنهم من يجعلها سنة عين في حق الفرد، وسنة كفاية في حق أهل البيت الواحد وأصحاب القول هم  الشافعية والحنابلة، واستدلوا على ذلك بعمل الصحابة الكرام من غير إنكار من النبي -صلى الله عليه وسلم عليهم.
    • وذهب المالكية إلى القول بالكراهة لمن تركها مع قدرته عليها.
  • الاضحية واجبة على كل مسلم: 
    • صاحب القول هو الامام أبو حنيفة (رحمه الله) حيث قال بأنّه الالاضحية واجبة على كل مسلم وفق شسروط  على أن يستثنى من أدائها الحاج في منى،.
    • أمّا عند الماوردي فقد كانت واجبة في حق المقيم فقط، واستندوا على ذلك عبر عدد من الأدلة، كقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} فجاءت كلمة النحر بصيغة الأمر، ومطلق الأمر للوجوب، وقول جندب بن عبد الله رضي الله عنه: “شَهِدْتُ الأضْحَى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ بالنَّاسِ نَظَرَ إلى غَنَمٍ قدْ ذُبِحَتْ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيَذْبَحْ شَاةً مَكَانَهَا، وَمَن لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ”[2]
    • وينضوي الحديث على امر بإعادة الذبح للشخص الذي قام بالاضحية قبل  موعد الصلاة، وفي ذلك دلاله على الوجوب.

شاهد أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

حكم حلق اللحية وقض الاظافر للمضحي

إنّ حكم حلق اللحية وقص الاظافر للمضحي هو المنع وهو سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم على استحباب الامتناع عن قص الشعر للمضحي، وترك الامتناع عن حلق اللحية أو الاظافر للمضحي هو أحد الأمور المكروهه كونه يخالف السنو الواضحة في حديث زوج رسول الله صى الله عليه وسلم أم سلمة: إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا.[1]

وذلك عند الامام الشافعي وهو غير مكروه عند الامام مالك وأبي حنيفة، واستنادًا على ذلك الخلاف فأنّه يستحب على من أراد أن يقوم بعبادة الأضحية ان يلتزم بعد الأخذ من شعر أو جسده شيئاً وذلك لما في تلك القضية من أجر سنقوم على تبيانه كما ورد عن السلف السصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

أقوال العلماء في حلاقة اللحية وقص الاظافر للمضحي

لا بدّ من خلاف عابر في الاحكام التي تتناول الحكم الشرعي في حلاقة اللحية وقص الاظافر للمضحّي حيث استند كل من العلماء والأئمة الكبار ر(رحمهم الله) على آيات وأحاديث قوية، وكانت أقوالهم على النحو الآتي:[3]

  • الحكم عند أبي حنيفة: يقول الامام أبو حنيفة (رحمة الله) لا يكره على المضحي أن يأخذ من شعره شيء، لأنّه لا يحرم على المضحي الوطئ ولا اللباس أيضًا، وعليه لا يكره حلق الشعر أو تقليم الأظفار له كما لو أنه لم يرد أن يضحي.
  • الحكم عند الإمام مالك: يقول الإمام مالك(رحمه الله): إنَّ الأخذ من الشعر والأظفار إذا دخل العشر لمن أراد التضحية مُباح غير حرام ولا مكروه.
    حيث لم يأخذ بحديث أم سلمة( رضي الله عنها) لعلة معتبرة عنده، وكان يقول أن حديث السيدة عائشة أثبت وأصح.
  • الحكم عند  الإمام الشافعي: فقد قال الامام الشافعي(رحمه الله) أنّ قص الشعر مكروه لمن أراد أن يضحي، حيث نجد انَّ الامام الشافعي قد عمل بالحديثين المذكورين سابقًا حديث أم سلمة وحديث السيدة عائشة(رضي الله عنهما).
    • لأنَّ إعمال الدليل أولى من إهماله، فأخذ حديث أم سلمة على كراهة قص الشعر والتقليم للمضحي.
  • الحكم عند الإمام أحمد بن حنبل: ذهب الامام احمد بن حنبل(رحمه الله) إلى تحريم قص الشعر والظفر لمن أراد التضحية.
    • وقد أخذ الامام بظاهر النهي الوارد في حديث أم سلمة، فحرم أخذ شيء من الشعر والظفر لمريد التضحية.

اقرأ ايضًا: حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي

 الحكمة من منع المضحي من حلاقة اللحية وقص الأظافر

إنّ الحكمة في منع المضحي من حلق الشعر أو قص الأظافر هو ان تكون أضحيته كفّارلاةً لجسده من النار، جسد بجسد، فلا ينقص منه شيئًا(والله أعلم) وهذا ما بيّنه العلماء وفقهاء الأمة(رحمهم الله) في أقوالهم التي استندو عليها، وهي:[4]

  • عند الامام المناوي (رحمه الله):
    • وقد اتى التفسير واضحًا في كتاب (فيض القدير) حيث  قال الإمام المناوي عن الحكمة من عدم قص الشعر لمن أراد أن يضحي: “فليجتنب المضحي إزالة شعر نفسه ليبقى كامل الجزاء فيعتق كله من النار”.
  • عند الامام النووي(رحمه الله):
  • وقد أتى التفسير في كتابه (شرح صحيح مسلم) حيث يقول الإمام النووي عن الحكمة من عدم قص شعر المضحي: “والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار”.
  • عند الامام التوربيش(رحمه الله):
    • وقد أبدى الامام التوربيش (رحمه الله) قوله في أنَّ الحكمة من عدم قص شعر المضحي أو أظفاره: “كأنَّ سر ذلك أن المضحي يجعل أضحيته فدية لنفسه من العذاب حيث رأى نفسه مستوجبة العقاب وهو القتل ولم يؤذن فيه ففداها وصار كل جزء منها فداء كل جزء منه”.

شاهد أيضًا: الأضحية في عيد الأضحى ، حكمها شروطها ووقتها

ما حكم من قام بحلاقة اللحية أو قص الأظافر قبل الاضحية

إنّ الحكم الشرعي في من أراد الاضحية وقام بالحلاقة قبلها هو يختلف حسب أقول الأئمة، بيد أنّه قد ورد انّ قص الشعر أو الأظافر لا يبطل الأضحية وهو جائز حسب اغلب أقوال الفقهاء، ولكن الأفضل أن يقوم الشخضص الذي أراد الأضحية بالامتناع عن حلق الشعر او قص الأظافر حتّى أداء أضحيته على خير حال، وذلك ليحظى بأجر الأضحية عن جسده كاملًا استنادًا على ما ورد من سبب منع قص الشعر أو الاظافر لمن عقد النية على اداء طاعة الأضحية تقربًا لله عزو وجل، الاختلاف بين العلماء والفقهاء الكبار رحمهم الله جميعًا إلى اختلاف تفسيرهم للأحاديث الوارة في شأن المضحي واحكام الاحرام، وكذلك اختلاف تفسيرهم لحديث الشريف الذي ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في منع قص الشعر أو الأظافر للمضحّي.

شاهد أيضًا: ما الحكمة من عدم قص الشعر والاظافر للمضحي

ما هي الحكمة من ذبح الأضحية

تمّ تشريع الأضحية من السنة الثانية بعد الهجرة النبوية، حيث تعد أحد الاعمال الاسلامية المميّزة والتي تحمل أجرًا عظيمًا للمضحّي، لما فيها من خير وإقبال على الله، وفي ذلك نقوم على تبيان الحكمة من مشروعيتها:[5]

  • شكر الله عز وجل:
    • إنّ الاضحية سبب في شكر الله تعالى على نعمة الحياة.
  • سنة عن نبي الله ابراهيم(عليه السلام):
    • ففي عبادة الاضحية يقوم العبد بإحياء سنة إبراهيم الخليل -عليه السلام-  وذلك حين أمره الله -عز وجل- بذبح الفداء عن ولده إسماعيل -عليه السلام- في يوم النح.
    •  يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل-عليهما السلام- وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصبر على طاعة الله.
    • العمل على تقديم محبة الله عز وجل على هوى النفس وشهوتها.
  • وسيلة للتوسعة والفرح لاهل البيت:
    • إنّ في أداء الاضحية وسيلة للتوسعة على النفس وأهل البيت.
    • تحمل أيضًا إكرام للجار والضيف، والتصدق على الفقير، وهذه كلها مظاهر للفرح والسرور بما أنعم الله به على الإنسان، وهذا تحدث بنعمة الله تعالى، كما قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
    • أن في الإراقة تطبيقًا لأمر الله تعالى، من أنه خلق الأنعام لنفع الإنسان، وأذن في ذبحها ونحرها، لتكون طعامًا له.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه حكم حلق اللحية وقص الاظافر للمضحي وانتقلنا عبر سطوره في تعريف الاضحية وحكمها الشرعي عند أئمة المسلمين|، وانتقلنا في شرح الحكمة من منع حلق اللحية وقص الاظافر، لنختم اخيرا مع الحكمة من مشروعة الاضحية ومن حكم حلق اللحية وقص الاظافر للمضحي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *