حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة إن من عظمة الشريعة الإسلامية المباركة، أنها ما تركت خيراً في قليل ولا كثير إلا أمرت به ودلت عليه، ولا شراً في قليل ولا كثير إلا حذرت منه ونهت عنه، فكانت كاملة حسنة من جميع الوجوه، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، وعن حكم الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، وعن آداب قضاء الحاجة.

حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

إن حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة هو الندب، حيث يندب لمن أراد قضاء الحاجة إذا كان في الفضاء أن يبعد عن أعين الناس؛ وقد نص على هذا الجمهور: المالكية، والشافعية، والحنابلة، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: “كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ، فقال: يا مغيرةُ، خُذِ الإداوةَ، فأخذتُها، فانطلَقَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى توارى عنِّي، فقضى حاجتَه”،[1] وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: “أردَفَني رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ خلْفَه، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أحدِّثُ به أحدًا مِن النَّاسِ، وكان أحبَّ ما استَتَرَ به رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لحاجَتِه هَدَفٌ أو حائشُ نَخلٍ”.[2][3]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من النهي عن الاستنجاء باقل من ثلاثة احجار

حكم الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة

إن حكم الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة هو الوجوب، حيث يجب الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة؛ قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}،[4] وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه، قال: “قلتُ: يا رسولَ الله، عَوْراتُنا؛ ما نأتي منها وما نذَرُ؟ قال: احفظْ عَورتَك إلَّا مِن زَوجَتِك أو ما ملكَتْ يمينُك. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان القومُ بعضُهم في بعضٍ؟ قال: إنِ استطعتَ ألَّا يَرَيَنَّها أحدٌ فلا يَرَينَّها. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: اللهُ أحقُّ أن يُستحيَا منه مِن النَّاسِ”،[5] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَنظُرُ الرَّجُلُ إلى عورة الرَّجُلِ، ولا المرأةُ إلى عورةِ المرأة، ولا يُفضي الرَّجُلُ إلى الرَّجُلِ في ثوبٍ واحدٍ، ولا تُفضي المرأةُ إلى المرأةِ في الثَّوبِ الواحِدِ”،[6] وقد نقل الإجماع على وجوب ستر العورة: الجصاص، وابن عبد البر، وابن رشد الحفيد، وابن رجب الحنبلي.[7]

آداب قضاء الحاجة

وردت في الشريعة الإسلامية عدة آداب وأحكام في قضاء الحاجة ومنها:[8]

• أن يقول عند دخول الخلاء: “اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث”، وعند الخروج يسأل الله المغفرة فيقول: “غفرانك”.
• تقديم القدم اليسرى عند الدخول لمكان قضاء الحاجة، واليمنى عند الخروج.
• أن يستتر عن أعين الناس عند قضاء الحاجة.
• عدم ذكر الله تعالى باللسان عند قضاء الحاجة، ومن ذلك ترديد الأذان، وتشميت العاطس، ورد السلام.
• عدم إدخال ما فيه ذكر الله تعالى إلى الخلاء كخاتم أو كتاب أو غيره.
• عدم الكلام أثناء قضاء الحاجة لغير ضرورة.
• يحرم استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة في الفضاء، ويجوز في البنيان، وهذا مذهب جمهور الفقهاء.
• عدم استقبال الريح بالبول، وذلك خشية أن ترد عليه الريح بوله.
• عدم البول في الماء الراكد كبرك السباحة.
• عدم قضاء الحاجة في الطريق، وظل الناس النافع، وتحت الشجر المثمر، وغير ذلك من أماكن تجمع الناس، أو مواطن انتفاعهم.
• عدم البول في الشق والجحر ونحو ذلك.
• عدم التغوط والتبول في المستحم الذي ليس له منفذ.
• عدم الاستنجاء باليمين، وعدم مس الذكر باليد اليمنى وهو يبول.
• عدم إطالة المكث بمكان قضاء الحاجة.
• الاعتناء بإزالة النجاسة بعد الفراغ من قضاء الحاجة.
• أن يكون غسل النجاسة أو مسحها ثلاث مرات أو وترا بعد الثلاث بحسب ما تدعو إليه حاجة التطهير.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، وعن حكم الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، وعن آداب قضاء الحاجة.