حكم المبيت بمنى لمن ليس له سكن

حكم المبيت بمنى لمن ليس له سكن من الأمور الهامة التي تتعلق بنسك الحج، فيجب على المسلم عند ذهابه للحج أن يطلع على الأحكام المتعلقة بهذا النسك العظيم، وفي هذا المقال سنوضح حكم المبيت بمنى لمن ليس له سكن، كما سنبين حكم المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، ومتى يسقط وجوب المبيت بمنى، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة المعلومات والأحكام الشرعية الهامة,

حكم المبيت بمنى ليالي أيام التشريق

إن حكم المبيت بمنى ليلة الثامن من ذي الحجة سنة اتفاقاً، ولكن اختلف أهل العلم في حكم المبيت بمنى في ليالي أيام التشريق وهي ليلة الحادي عشر والثاني عشر بين الوجوب والندب على التفصيل التالي:[1]

  • الوجوب: وهذا عند جمهور أهل العلم، وهو مذهب المالكية، والحنابلة، والشافعية، وذلك لحديث عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: “أفاض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن آخِرِ يَومِه حين صلَّى الظُّهرَ، ثم رجَعَ إلى مِنًى، فمكَثَ بها لياليَ أيَّام التَّشْريق”،[2] فمن ترك المبيت في منى كان عليه دم عند المالكية والشافعية، ويجب عليه أن يمكث فيها أكثر الليل، وهو مذهب المالكية، والشافعية في الأصح، وذلك لأن مسمى المبيت لا يحصل إلا بمعظم الليل.
  • الندب: وهو قول الحنفية، فإن أقام بمنى لأجل الرمي فعل الأفضل، وإن تركه فلا شيء عليه.

حكم المبيت بمنى لمن ليس له سكن

 بينا فيما سبق أن حكم المبيت بمنى واجب على رأي جمهور أهل العلم، واخلتف أهل العلم في حكم من لم يجد مكانا مناسبا للمبيت بمنى  على قولين وهما كما يلي:[3]
  • القول الأول: يجب عليه أن يبيت في أقرب مكان يلي منى، وهو قول ابن عثيمين، وقد استدل على ذلك أن المقصود من المبيت في منى هو أن يكون المسلمين مجتمعين أمة واحدة، فيجب على الحاج أن يكون عند أخر خيمة حتى يكون مع الحجيج، كما أنه قاس امتلاء المسجد على امتلاء منى، فعند امتلاء المسجد يجب على المصلين أن يصلوا حوله لتتصل الصفوف، ويكونوا جماعة واحدة.
  • القول الثاني: له أن يبيت خارج منى في مزدلفة أو العزيزية أو غيرهما، ولا شيء عليه، وهو قول ابن باز، وقد استدل على هذا القول بالعديد من الآيات التي تبين أن الله لا يكلف المسلم فوق قدرته فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز:” فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”،[4] وقد قال رسوله الكريم – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “إذا أمرْتُكم بأمرٍ فأْتُوا منه ما استطَعْتُم”.[5]

متى يسقط وجوب المبيت بمنى

إن من قال بوجوب المبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر على الحاج، أسقط عنه المبيت بمنى في حالتان وهما كما يلي:[3]

  • يسقط المبيت بمنى عن أصحاب سقاية الحجيج ورعاة الإبل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للعباس -رضي الله عنه- أن يبيت بمكة في ليالي منى من أجل سقايته، وهذا هو مذهب الجمهور المالكية، والشافعية، والحنابلة.
  • يجوز المبيت خارج منى، لمن كان له عذر آخر غير السقاية والرعي، وتسقط عنه الفدية، والإثم، وذهب إلى ذلك الشافعية، وبعض الحنابلة، وذلك قياسًا على ترخيص النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحاب سقاية الحجيج، ورعاة الإبل، فكلاهما تخلف عن المبيت للضرورة.
بينا في هذا المقال حكم المبيت بمنى لمن ليس له سكن، على خلاف بين أهل العلم فمنهم من قال أن الحاج يبيت في أقرب مكان يلي منى، ومنهم من قال أن الحاج يبيت خارج منى في مزدلفة أو العزيزية أو غيرهما، كما بينا بعض الاحكام المتعلقة بالمبيت بمنى ليالي أيام التشريق.

المراجع

  1. islamport.com , الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ , 11/06/2024
  2. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حزم | المصدر : المحلى الصفحة أو الرقم: 7/141 | خلاصة حكم المحدث : احتج به
  3. dorar.net , المَبيتُ بمِنًى لياليَ أيَّام التَّشْريق
  4. سورة التغابن - آية 16.
  5. الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : الشوكاني | المصدر : إرشاد الفحول الصفحة أو الرقم: 1/384 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *