حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي

حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي من الأحكام الشرعية ذات الأهمية البالغة، خاصة ونحن مقبلين على عيد الأضحى المبارك؛ فينبغي على كل مسلم قادر يريد أن يضحي في العيد أن يتعلم هذه الأحكام كي يؤدي ما عليه ويطبق السنة على الوجه الأكمل. ونحن هنا في موقع المرجع نساعدكم في ذلك من خلال بيان هذه الأحكام الشرعية بأخذها عن أهل العلم المتخصصين.

حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي

هناك خلاف كبير ومعروف بين العلماء في حكم الأخذ من الشعر لمن أراد أن يضحي، لكن ما عليه جمهور العلماء هو استحباب الامتناع عن قص الشعر للمضحي، [1] وبالنسبة لتركه فهو مكروه عند الإمام الشافعي، وغير مكروه عند مالك وأبي حنيفة، وحرام عند أحمد بن حنبل، وكل منهم أخرج الحكم لعلة معتبرة عنده، وبناءً على هذا فإن الأحوط هو ترك الأخذ من الشعر أو الأظفار شيئًا، وهو المندوب عند الجمهور، والأفضل من أجل الخروج من الخلاف. [2]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

صحة حديث قص الأظافر والشعر لمن أراد أن يضحي

ورد في قص الأظافر والشعر لمن أراد أن يضحي حديث عن أم المؤمنين السيدة أم سلمة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: ” مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ.”، [3] وظاهر هذا الحديث هو المنع من قص الشعر والأظفار لمريد التضحية، وبه أخذ الحنابلة، وهذاالحديث وارد في صحيح مسلم أي أنه من درجة الحديث الصحيح.

لكن عارضه حديث آخر ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُهْدِي مِنَ المَدِينَةِ، فأفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِهِ، ثُمَّ لا يَجْتَنِبُ شيئًا ممَّا يَجْتَنِبُهُ المُحْرِمُ”، وهو حديث صحيح أيضًا ورد في صحيح البخاري. [4] وقد قال الإمام الشافعي معلقًا على هذا الحديث: إن البعث أبلغ من الهدي، فيدل ذلك على عدم الحرمة. [5]

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الاضحية في بلد اخر

أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي

ذكرنا سابقًا أن الأئمة الأربعة اختلفوا في حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي، فبعضهم قال بالحرمة والبعض بالكراهة، والبعض بالجواز وهذا الخلاف بين الأئمة معروف، نوضح لكم فيما يأتي أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي على الترتيب الزمني للأئمة:

• قول الإمام أبي حنيفة: قال الإمام أبو حنيفة بأنه لا يكره على المضحي أن يأخذ من شعره شيء؛ لأنه لا يحرم على المضحي الوطء ولا اللباس أيضًا، وعليه لا يكره حلق الشعر أو تقليم الأظفار له كما لو أنه لم يرد أن يضحي. [2]
• قول الإمام مالك: قال رحمه الله أن الأخذ من الشعر والأظفار إذا دخل العشر لمن أراد التضحية مباح غير حرام ولا مكروه، [2] وذلك لأنه لم يأخذ بحديث أم سلمة لعلة معتبرة عنده، وكان يقول أن حديث السيدة عائشة أثبت وأصح. [5]
• قول الإمام الشافعي: قال الإمام الشافعي بكراهة قص الشعر لمن أراد أن يضحي، فقد عمل الإمام الشافعي بالحديثين المذكورين سابقًا حديث أو سلمة وحديث السيدة عائشة، لأن أعمال الدليل أولى من إهماله، فأخذ حديث أم سلمة على كراهة قص الشعر والتقليم للمضحي. [5]
• قول الإمام أحمد بن حنبل: قال الإمام أحمد بن حنبل بحرمة قص الشعر والظفر لمن أراد التضحية، فهو -رحمه الله- أخذ بظاهر النهي الوارد في حديث أم سلمة، فحرم أخذ شيء من الشعر والظفر لمريد التضحية. [5]

شاهد أيضًا: هل قص الشعر والأظافر يبطل الأضحية

لماذا لا يجوز قص الشعر والأظافر للمضحي

هذا السؤال عن سبب عدم جواز قص الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي كان قد تناوله بعض العلماء ونبهوا عليه، حتى أنه قد ورد في قول للإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ما بين فيه الحكمة وراء عدم قص الشعر والأظافر للمضحي وهو: “قال أصحابنا: والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار”. كما أنه قد ورد في فيض القدير نص معناه؛ أن على المضحي اجتناب إزالة أي شيء من شعر نفسه حتى يبقى المسلم كامل الأجزاء وبالتالي يعتق كله من النار. [3]

وورد عن التوربيشي أيضًا نص في هذا الأمر: “كأن سر ذلك أن المضحي يجعل أضحيته فدية لنفسه من العذاب حيث رأى نفسه مستوجبة العقاب وهو القتل ولم يؤذن فيه ففداها وصار كل جزء منها فداء كل جزء منه، فلذلك نهى عن إزالة الشعر والبشر لئلا يفقد من ذلك قسط ما عند تنزل الرحمة وفيضان النور الإلهي لتتم له الفضائل وينزه عن النقائص والرذائل”. [3]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد وضحنا لكم فيه حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي ، وذكرنا مذاهب العلماء في جواز قص الشعر والتقليم من الأظافر للمضحي بالتفصيل.