حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف

حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف من الأمور التي يتساءل عنها كثير من المغتربين، وفي هذا المقال سنوضح  حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف، كما سنبين هل تنتقض الطهارة بالعلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف، وسنوضح تعريف الزواج ومشروعيته، ويساعدنا موقع المرجع على معرفة المعلومات والأحكام الشرعية الهامة التي تفيد المسلم في شتى جوانب حياته.

الزواج ومشروعيته

إن تعريف الزواج في الاصطلاح اللغوي: الضم والجمع والتداخل، وسمي التزوج نكاحا، لما فيه من ضم أحد الزوجين إلى الآخر، وأما الزواج في الاصطلاح الشرعي: هو عقد يفيد حل استمتاع الرجل بامرأة ما لم يمنع من نكاحها مانع شرعي، وقد شرع الله -سبحانه وتعالى- الزواج رحمة ومودة بين الزوجين، وعفة لهم ولاستمرار النسل، وأما مشروعيته فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز: “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”.[1][2]

حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف

الأصل أن المرأة تحل لزوجها بعد عقد النكاح، ولكن هناك محاذير قد تحدث إذا مارس الزوجان العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف، وهذا الأمر هو أن يسمع أحد هذا الكلام، وهذا النوع من الكلام محله الخلوة، فالهاتف وسيلة غير آمنة لمثل الكلام في أمور الجماع، فمن السهل التنصت على تلك المكالمات وتسجيلها، بل ان شركات الاتصال والانترنت طرف ثالث بين الزوج والزوجة، وقد وصل الأمر في بعض الأزواج أن سجلوا هذه المكالمات والفيديوهات وبعد طلاقهم ابتزوا زوجاتهم بها!! فهذه الأمور يجب الحذر منها وقد فسر بعض أهل العلم اللباس في قوله تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ”،[3] بالستر، وقال القرطبي رحمه الله: “وأصل اللباس في الثياب، ثم سمي التزام كل واحد من الزوجين بصاحبه لباساً، لانضمام الجسد وامتزاجهما وتلازمهما تشبيها بالثوب”، وهناك سبب أخر للتحريم وهو أنه قد يقع الزوجان في شيء محرم بعد هذا الكلام، كالاستمناء، فقد لا يملك الزوج أو الزوجة نفسه بعد هذه المحادثة، فيصرف شهوته بالاستمناء، ولا شك أن المباح يكون محرماً إذا ترتب عليه الوقوع في شيء محرم، فيجب على الأزواج البعد عن هذه الطرق الغير آمنه في العلاقة الزوجية، والتي قد تفضي إلى محرم.[4]

هل تنتقض الطهارة بالعلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف

إن الطهارة لا تنتقض بمجرد العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف، ولكن إذا ترتب على هذا الأمر إنزال المني فقد انتقضت الطهارة الكبرى ووجب الغسل، والمني هو: بالنسبة للرجل ماء غليظ أبيض، أما بالنسبة للمرأة فهو أصفر رقيق، وإن ترتب عليه نزول المذي فقد انتقضت الطهارة الصغرى ووجب إزالة النجاسة والوضوء، والمذي هو  فهو ماء أبيض لزج يخرج عند التفكير في الجماع أو إرادته ولا يجد لخروجه منه شهوة ولا دفعا ولا يعقبه فتور، ويكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر من الرجال.[4]

بينا في هذا المقال حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف فإن حكمها الحرمة لأنه لا تكون في الخلوة بل هناك طرف ثالث وهو جهات الانترنت والاتصال كما أنه يسهل تسجيل هذه الأمور ومن ثم نشرها، وقد يترتب عليها أمر محرم مثل الاستمناء.

المراجع

  1. dorar.net , تعريفُ النِّكاحِ , 2021-1-11
  2. سورة الروم - الآية 21.
  3. سورة البقرة - الآية 187
  4. islamweb.net , حكم تحدث الزوجين في أمور الاستمتاع عبر الهاتف , 2021-1-11

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *