هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم

هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم؟، ترغب الكثيرات من النساء في معرفة حكم سفر المرأة للحج بدون محرم معها خاصة بعد أن سمحت المملكة العربية السعودية للنساء بدخول المملكة وحدهن لأداء فريضة الحج ، لذلك سوف يقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح حكم سفر المرأة بمفردها لأداء فريضة الحج حتى تتأكد كل امرأة أن سفرها لا ينطوي على حرمانية شرعية بعيدًا عن القوانين المدنية الوضعية.

ما هو المقصود بالمحرم؟

إن المحرم بالنسبة للمرأة هو كل رجل يحرم عليها على التأبيد، أو ربطتها به علاقة زواج، فالغرض من وجود المحرم مع المرأة هو حفظها من المخاطر ومن أطماع الرجال الآخرين فيها، ويشترط في محرم المرأة الذي يجوز لها مرافقته في السفر الشروط الآتية:

  • البلوغ: فالطفل لا يعتد به في أمور الحماية والصيانة.
  • الإسلام: فالمحرم ولي على المرأة بصورة ما ولا تجوز ولاية الكافر على المسلم.
  • العقل: لأن المجنون لا يستطيع أن يقوم على أمور نفسه فالأولى أن لا يسمح له القيام على أمور غيره.

شاهد أيضًا: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم؟

مما لا شك فيه أن الحج هو أحد أهم الأمور في الإسلام لأنه يعد من ضمن الأركان الثابتة له، فقد قال رسول الله ﷺ “بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا”[1]، لذلك فنظرًا لأهمية هذه العبادة قد اختلف الفقهاء في حكم سفر المرأة وحدها لأداء فريضة الحج على ثلاثة آراء نقوم بتوضيحهم فيما يلي:

رأي الحنفية والحنابلة في سفر المرأة للحج بدون محرم

يرى الحنفية والحنابلة أنه لا يجوز للمرأة أن تسافر حتى ولو للحج إلا بمرافقة محرم، واستدلوا على ذلك بما روي عن رسول الله ﷺ أنه قال “لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلَّا ومعها ذو مَحْرَمٍ، ولا تسافِرِ المرأةُ إلَّا مع ذي مَحْرَمٍ، فقام رجلٌ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امرَأتي خرجت حاجَّةً، وإنِّي اكْتُتِبْتُ في غزوةِ كذا وكذا، قال: انطَلِقْ فحُجَّ مع امرأَتِك”[2].

رأي المالكية في سفر المرأة للحج بدون محرم

يرى جمهور المالكية أنه يجوز للمرأة أن تخرج للحج مع رجال مأمونين أو نساء مأمونات واستدلوا على ذلك بما روي أنه “أَذِنَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه لأزْوَاجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، فَبَعَثَ معهُنَّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ”[3]، فنساء النبي في هذه الحالة اكتفين فقط بالسفر مع رجال يخشون الله ويتقونه، فسُمح لهن بالسفر، ولو كان هذا حرامًا لامتنع عنه نساء النبي من تلقاء أنفسهن.

رأي الشافعية في سفر المرأة للحج بدون محرم

رأى الشافعية أنه يجوز للمرأة أن تسافر للحج في رفقة مأمونة من النساء، حتى لو كان للمرأة محرم قادر على السفر معها لأن الغرض من وجود المحرم هو قطع الأطماع في المرأة وحمايتها وسفرها مع نساء في الأساس يوحي بأنه من الصعب أن تتعرض لخطر لانتفاء سبب الخطر في السفر، واستدلوا على ذلك بحديث الرسول ﷺ “فإنْ طَالَتْ بكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حتَّى تَطُوفَ بالكَعْبَةِ، لا تَخَافُ أحَدًا إلَّا اللَّهَ”[4]وهو ما يدل على أن النساء يأتي عليهن زمن يسافرن فيه وحدهن ولا يحتجن لمرافقة الرجل، وهو ما لم يقبحه الرسول ولم يحذر منه.

هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم؟

شاهد أيضًا: رابط تقديم أمن الحج والعمرة 1443 نساء

هل يشترط إذن الزوج في حج النفل؟

أجمع فقهاء الأربعة مذاهب على أنه لا يجوز للمرأة أن تحج النفل إلا بإذن زوجها، واستدلوا على ذلك بما يأتي:

  • أن للزوج حقًا على زوجته لا يجوز لها إسقاطه على سبيل التنفل والتطوع، وإنما يجوز لها ذلك فقط إذا كانت ستقوم بحج الفرض.
  • أن المرأة قد أمرها الله بتنفيذ أوامر زوجها فمخالفتها لرأي زوجها حرام بينما سفرها لحج التنفل مباح فبما إن الأشد حرمة هو عدم السماع لأوامر الزوج قُدم حق الزوج على حقها في القيام بحج التنفل لكسب الحسنات.

شاهد أيضًا: تفسير حلم ذهاب أحد الأقارب إلى الحج في المنام

حكم منع الزوج امرأته من حج الفرض إذا وجدت محرمًا

لا يحق للرجل أن يمنع زوجته من حج الفرض إذا وحدت محرمًا يقبل السفر معها، لأن سفرها للحج هو حق الله عليها الذي ستحاسب عليه بينما أمر زوجها لها هو حق زوجها عليها، فلما تعارض حق الزوج مع حق الله جل وعلا وجب تقديم حق الله على حق الزوج، ويدل على صحة هذا قول رسول الله ﷺ “لا طاعَةَ في معصِيَةِ اللهِ، إنَّما الطَّاعَةُ في المعروفِ[5].

شاهد أيضًا: ما هي تأشيرة عمرة مضيف التي أعلنت وزارة الحج السعودية إلغاءها؟

لقد قمنا في هذا المقال بتوضبح إجابة سؤال هل يجوز للمرأة الحج بدون محرم؟ حتى تستطيع كل امرأة ترغب في الوقوف على حل هذا الأمر من عدمه لكي تقوم بفرضها الذي فرضه الله عليها الوقوف على جميع الآراء الفقهية ثم اختيار ما يطمئن إليه قلبها من هذه الآراء وتنفيذه.

المراجع

  1. عبدالله بن عمر , البخاري ، صحيح البخاري ، 8 ، صحيح
  2. عبدالله بن عباس , مسلم ، صحيح مسلم ، 1341 ، صحيح
  3. عبدالرحمن بن عوف , البخاري ، صحيح البخاري ، 1860 ، صحيح
  4. عدي بن حاتم الطائي , مسلم ، صحيح مسلم ، 1016 ، صحيح
  5. علي بن أبي طالب , البخاري ، صحيح البخاري ، 7257، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *