استراتيجيات القراءة السريعة

استراتيجيات القراءة السريعة من الأمور المهمة التي يبحث عنها معظم الأشخاص الذين لديهم هجس في القراءة، فإتقان هذا النمط من القراءة يختصر الكثير من الوقت والجهد على القارئ ويتيح له الفرصة لتلقي أكبر عدد من المعلومات، ولهذا النوع من القراءة أهمية كبيرة سوف تعرفوها بعد قراءة هذا المقال، فمن هذا المنطلق سوف نسلط لكم الضوء من خلال سطورنا التالية في موقع المرجع على تعريف هذا النوع من القراءة وأهدافها وتقنياتها واستراتيجياتها وخطوات القراءة السريعة وأنواعها وكيفية تحسينها.

تعريف القراءة السريعة

القراءة السريعة هي نوع من أنواع القراءة القائم على زيادة السرعة أثناء قراءة أي موضوع مع فهم آلية عمل القراءة، فعند النظر في أي كلمة يستغرق هذا ما يقارب حوالي 0.25 ثانية ليتم تثبيت الكلمة في الدماغ، والتنقل بين كلمة وأخرى يستغرق 0.1 ثانية، وبعد أن يتم تثبيت جملة في الرأس يعالجها الدماغ لمعرفة المعنى وتستغرق هذه العملية نصف ثانية، وهذا يعني أن الشخص يقرأ حوالي 200 إلى 300 كلمة في الدقيقة، والقراءة السريعة تقوم على تسريع هذه العملية عن طريق تكرار القراءة واستخدام مهارة القراءة الصامتة بشكل دوري ومتواصل للوصول إلى القراءة السريعة.[1]

شاهد أيضًا: في مرحلة ما قبل القراءة؛ السؤال الذي يساعدك على رسم خطة للقراءة هو

أنواع القراءة السريعة

القراءة السريعة بشكل عام تعني الانتقال في النص وقراءة الكلمات المهمة فقط، وقد يتم التركيز على كلمة واحدة تحتوي على جوهر النص المقروء، وهذه القراءة أنواع إليك أبرزها:[2]

• القراءة الجهرية: القراءة الجهرية السريعة نوع من أنواع القراءة الذي يقرأ فيه بصوت عالي وبسرعة، ويبلغ عدد الكلمات التي يصل لها القارئ حوالي 400 كلمة في الدقيقة.
• القراءة الصامتة: القراءة الصامتة السريعة نوع من أنواع القراءة الذي يقرأ فيه من دون إصدار صوت أو جعل الصوت مسموع وبسرعة أكبر من القراءة الجهرية وقد يصل القارئ إلى قراءة 700 كلمة في الدقيقة.
• القراءة العقلية: يطلق عليها أيضاً اسم النطق الداخلي وفي هذا النوع من القراءة يصدر القارئ صوت داخلي كأنه يحادث نفسه، وهو أبطأ نوع من أنواع القراءة السريعة فلا يتجاوز قراءة الشخص أكثر من 250 كلمة في الدقيقة، وقد أثبتت الأبحاث أن عدد الكلمات الذي يصل إليه أمهر القراء في هذا النوع من القراءة بين 280 و 310 كلمات في الدقيقة حتى يقدر على فهم النص.

شاهد أيضًا: خطوات القراءة المتعمقة

استراتيجيات القراءة السريعة

هناك أربع استراتيجيات لتتعلم القراءة السريعة، إليك استراتيجيات هذا النوع من أنواع القراءة:[3]

إجراء مسح للكلمات الرئيسية

يركز القارئ على الكلمات الرئيسية التي يدور عنها النص، وينقل نظره بين الكلمات الرئيسية ولكن يشترط التركيز للوصول إلى هذه الاستراتيجية وزيادة سرعة القراءة، بمعنى أدق القارئ يجب أن يركز على الكلمات التي تؤدي إلى الفكرة الرئيسية في النص المقروء، وبطريقة إعرابية يتم التغاضي عن أحرف الجر ويقرأ بشكل رئيسي الفعل والفاعل والمفعول والصفة والحال، أي يستغنى عن الكلمات الثانوية والوصول إلى الكلمات المهمة فقط، وفي الحقيقة يلاقي معظم القراء صعوبة في بداية اتباع هذه الاستراتيجية لكن سوف يعتاد مع الممارسة.

التصفح

استراتيجية التصفح أيضاً من الاستراتيجيات التي يتبعها الأشخاص للوصول إلى القراءة السريعة، فعند التصفح يبدأ القارئ بقراءة الجمل الأولى والأخيرة فقط في الفقرة، غالباً ما تكون الجملة الأولى الفقرة تحتوي على فكرة العامة للموضوع، وكذلك الأمر بالنسبة لآخر جملة من الفقرة فتحتوي على تلخيص كامل لها، هذه الاستراتيجية تساعدك في فهم الفقرات والتنقل بينها بسرعة.

الربط

يخزن الدماغ كل المعلومات التي نقرأها أو نحصل عليها ويستطيع الإنسان استرجاع هذه المعلومات لأنها تصبح مخزنة في العقل الباطن هذا ما يفسر نسيان الأشياء التي رأيتها أو سمعتها سابقاً، فينصح علماء النفس أن تربط كل ما تقرأه بأمور أو بتجارب حدثت معك بالفعل فتتذكر أن ما قرأته يشبه موقف حدث معك أو مع أحد من أقربائك، مثال على ذلك ربط علوم الطب الشرعي في حلقة مسلسل إجرامي أخافك أو بعملية قمت بها أو بحيوان مدهوس مرت فيه وهكذا.

تدوين الملاحظات

بعض الأشخاص مصابون بحالة يطلق عليها اسم متلازمة فرط التذكر فيتذكرون كل ما يقرأونه بشكل تام، لكن ليس الكل لديهم هذه المتلازمة لذلك لا بد من إيجاد استراتيجية تساعدهم على التذكر فالتدوين تساعد أي شخص على ذلك، ويقصد بالتدوين كتابة رؤوس أقلام لكل ما قرأته بعد الانتهاء من القراءة أي كتابة الأفكار الأساسية والمعلومات المهمة التي قرأتها فالتدوين يساعد بشكل كبير على حفظ المعلومات واسترجاعها في حال تريد، وإذا كنت تقرأ قصة ضع ملخص لما قرأته أو موضوع ومحاور الكتاب الذي قرأته لتتذكره في وقت لاحق.

شاهد أيضًا: القراءة التي تجمع المعلومات الأساسية من سطور النص كما هي هي قراءة

أهداف القراءة السريعة

تعد أبرز أهداف القراءة السريعة توفير الوقت والجهد، فعند استخدام تقنيات واستراتيجيات هذا النوع من القراءة تستطيع قراءة نص مؤلف من 2500 كلمة في خمس دقائق فقط، فعند اتباع هذا النهج في القراءة سيكون متوسط قراءة الكلمات في الدقيقة 500 كلمة مما يتيح لك الفرصة إلى قراءة كم كبير من الكلمات، فالأشخاص الذين لا يمتلكون مهارة القراءة السريعة يحتاجون من 10 إلى 12 دقيقة لإنهاء نص 2500 كلمة أي بمتوسط 200 إلى 250 كلمة في الدقيقة الواحدة أي ما يقارب أربعة أضعاف وقت القراءة السريعة.[4]

شاهد أيضًا: القراءة التي يكون الهدف منها إهدار الوقت هي

فوائد القراءة السريعة

لا تقتصر فوائد القراءة السريعة على السرعة في الأداء فحسب، فهناك عدة أمور نظهر فيها فوائد هذا النمط القرائي، إليك أبرز فوائد هذا النمط من القراءة:[1]

• تحسين عمل الذاكرة: تحسن القراءة السريعة عمل الدماغ، فمن المعروف أن كل يوم لا يقرأ فيه الشخص تموت من دماغه 100 خلية، أي أن القراءة بشكل مستمر تحسن عمل الذاكرة، فتجعل القارئ يتذكر أكثر من ذي قبل وتحميه من الإصابة بالخرف أو مرض ألزهايمر.
• تسريع عمل الدماغ: فالقراءة السريعة لها دور في استقرار عمل الدماغ مما يجعله يعمل بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
• تحسين التركيز: فأثناء القراءة السريعة يتلقى الدماغ عدد كبير من المعلومات هذا الأمر الذي يحسن القدرة على التركيز لأنه لا يوجد وقت للإلهاء في شيء الآخر فيكون تركيز الدماغ فقط على التقاط أكبر عدد من المعلومات.
• تمرين رياضي للعقل: يعد الدماغ نوع من أنواع العضلات، كذلك فإن القراءة السريعة تعد بمثابة تمرين رياضي للعقل، فتنشطه كما تنشط أي عضلة في الجسم وكلما زادت عدد ساعات التمرين على القراءة السريعة أصبحت الذاكرة أقوى.
• تحسين التمرين المنطقي: فعندما تمرن دماغك على القراءة السريعة يعتاد العقل على التفكير المنطقي لأن الدماغ يتلقى عدد من المعلومات ويساهم في تنظيمها بشكل أسرع، كما سوف تساهم في استرداد المعلومات التي تم تخزينها والتوصل إلى الحلول المناسبة لكل مشكلة في وقت قصير.
• تقليل التوتر: إن أهم فائدة للقراءة هي المساهمة في تقليل نسبة التوتر مما يمنح الشخص القارئ صحة العقل، فيستطيع العقل معالجة أي مشكلة حاصلة بكفاءة عالية فتكون حياة القارئ خالية من القلق والتوتر.

شاهد أيضًا: ماذا تمهد القراءة التمهيدية السريعة للقراءة المتعمقة؟

كيفية إتقان القراءة السريعة

هناك عدة طرق من شأنها أن تساعد أي شخص في إتقان مهارة القراءة السريعة، إليك أبرز هذه الطرق:[5]

• المنجاة أو المونولوج الداخلي للفرد: من أكثر الطرق الشائعة بين القراء، أي عليك أن تنشأ حوار بينك وبين نفسك عما يدور في النص لتزيد سرعتك في القراءة، فتشعر عندها كأنك تنطق الكلمات في رأسك كما هو الحال في الكتب التعليمية عن القراءة الذهنية عندما يطلب المعلم من الطلاب أن يقرأوا قراءة صامتة. 
• ضبط مؤقت لوقت قراءتك: راقب نفسك عندما تقرأ أي نص وعد الوقت الذي تحتاجه لقراءته، حاول مراراً وتكراراً حتى تسطيع تقصير المدة التي تقرأ فيها النص بأقصى سرعة هذا التمرين المستمر سوف يساعدك على زيادة السرعة أثناء قراءة أي نص.
• حدد وقت للانتهاء من النص: فقبل أن تبدأ بقراءة أي نص انتبه لعدد كلماته وضع في اعتبارك وقت معين للانتهاء منه، وحاول أن تقسم عدد الكلمات أو عدد الصفحات (إذا كنت تقرأ كتاباً) لتنجزها مع المهلة التي وضعتها لنفسك هذا الأمر سوف يسهم في تسريع قراءتك.
• زيادة عدد الصفحات التي تقرأها: فأمر طبيعي أن لا تستطيع اتباع منهج القراءة السريعة من أول مرة تريد فيها القراءة، بل لا بد من تمرين نفسك على هذا الأمر، فكل يوم تقرأ فيه عليك زيادة الكم من الكلمات أو الصفحات التي قرأتها في المرة السابقة، ستساعدك هذه الوتيرة إلى الوصول لهدفك المنشود.

شاهد أيضًا: من فوائد القراءة التمهيدية السريعة

كيفية تحسين القراءة

إليك بعض النصائح التي من شأنها أن تحسن سرعة القراءة لديك:[6]

• اختيار بيئة هادئة: من الطبيعي أنك لا تستطيع التركيز في بيئة مليئة بالمشتتات، لذلك عليك خلق بيئة بعيدة عن كل الأشياء التي تشتت انتباهك أثناء القراءة، لكي تركز تركيزاً تاماً بما تقرأه وتستطيع إنجاز مهامك بوقت قياسي.
• التقنين: لا يجدر بك عندما تبدأ في استخدام استراتيجيات القراءة السريعة في قراءة كتاب من 700 صفحة، بل عليك البداية بصفحات صغيرة أو قصص قصيرة حتى تعتاد على نمط القراءة السريعة فتنتقل لقراءة الكتب والروايات المشهورة، يمكنك في البداية قراءة بعض القصص على صفحات الإنترنت حتى تصل لهدفك.
• التركيز على العنوان أو الفكرة الرئيسية: عندما تطلع في بداية القراءة على العنوان أو الفكرة الرئيسية لما تقرأه على فهم الموضوع بوقت أسرع مما يسرع من عملية القراءة لديك.
• حدد المهم: فإذا كنت تقرأ في الإنترنت عن أمر ما مثل معالجة البشرة بالثوم، فعندما تقلب بالصفحات أنت تركز على شي مهم بعينه وهو العلاج بالثوم وستقرأ كل ما يخص هذا الموضوع وتتغاضى عن الأمور الأخرى من غير أن تحس فقط لأنك حددت من البداية ما تريد قراءته.
• قيم قراءتك: عليك أن تقوم في تقييم قراءتك هل تقدمت أو ما زالت كما كانت، أجري هذا التقييم كل فترة وأخرى وضع لنفسك مؤقت لقياس الوقت هل أصبحت أسرع في القراءة أو لا زلت على حالك.
• الاستمرار: حتى لو لم تستجب في بداية الأمر ولم تستطع تحسين القراءة فلا تقلق ولا تتوقف بل عليك أن تستمر في المحاولة حتى تصل إلى ما تصبو إليه.

تقنيات القراءة السريعة

تعد القراءة واحدة من أهم الوسائل لاكتساب مهارات المعرفة الجديدة أو الوصول إلى المعلومات، لذلك تجد الكثير مهتم بتقنيات هذا النوع من القراءة، إليك أبرز هذه التقنيات:[6]

• التتبع باليد: تعد من أبرز التقنيات السهلة والقديمة التي تسرع من عملية القراءة، وهذه التقنية قائمة على الإشارة بإصبع السبابة إلى النص المقروء وتسيير الإصبع معه.
• المسح: تعد من أبرز تقنيات تسريع القراءة، تقوم على قراءة تفاصيل الكتاب والرسوم البيانية والفهارس والعناوين الفرعية، والعناصر الرئيسية قبل البدء في القراءة مما يسهل العملية ويسرعها.
• التصور: من التقنيات المهمة جداً تعتمد على الفهم البشري وهذه التقنية تستخدم بشكل خاص في القصص أو الخرائط أو التاريخ لأن التصور يساعد على حفظ المعلومات في الذاكرة والتسريع في القراءة لمواكبة الأحداث.

بهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان استراتيجيات القراءة السريعة والذي عرفنا من خلاله هذا النوع من القراءة وتحدثنا عن أهميتها وتقنياتها وأنواعها وكيفية إتقان هذا النوع من القراءة، وفي نهاية المقال أرفقنا لكم طرق لتحسين عملية القراءة وتسريعها لنغني فكر قرائنا الأعزاء.