استمرت الدولة العباسية نحو

استمرت الدولة العباسية نحو حقبة من الزمن من التاريخ الإسلامي والتي أخبرتنا عنها مآثرها الثقافية والحضارية التي ارتبطت بالقيم الإسلامية، والخلافة العباسية حالها كحال الدول التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه من خلال الرقعة الشاسعة التي بسطت نفوذها عليها إضافةً إلى ذلك وصول النفوذ الإسلامي إلى بلاد الغرب آنذاك، سوف يعرفكم موقع المرجع من خلال هذا المقال على كل ما يخص هذه الخلافة مؤسسها والمدة التي دامت خلالها وأسباب انهيارها ونهايتها.

الدولة العباسية

الدولة العباسية أو الخلافة العباسية ثاني أكبر  سلالة إسلامية حاكمة وثالث خلافة إسلامية شهدها التاريخ كبرى سلالات المسلمين، أطاحت الخلافة العباسية بالخلافة الأموية عام 750 م، قتلوا الكثير من أبنائها ولم ينجُ منهم سوى القليل منهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، سيطرت الخلافة العباسية على أكثر من 37 دولة ومكتنف، واتخذت خلال فترة الحكم ما أربعة عواصم هي الكوفة وسامراء وبغداد والقاهرة، وكان نظام الحكم فيها وراثياً، صمدت هذه الخلافة الإسلامية حتى دمرها الغزو المغولي عام 1258 للميلاد في بغداد.[1]

شاهد أيضاً: انتهى حكم الدولة العباسية بسقوط مدينة

مؤسس الدولة العباسية

مؤسس الدولة العباسية أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عَبْد الله بن العباس بن عَبْد المُطَّلِب الهاشمي القرشي، أي أن أصوله تعود إلى جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء اسم هذه الدولة كناية له  وتعود أصوله لعشيرة الهاشمية من قبيلة قريش في مكة المكرمة، هو الخليفة التاسع عشر من خلفاء الإسلام، ولد في الحميمة في أرض البلقاء في الأردن ثم انتقل إلى الكوفة آخذاً معه أخويه مروان وإبراهيم، فبويع خليفة فيها بعد أن قتل أخيه مروان، توفي العباس في 754 ميلادي بمرض الجدري.[1]

استمرت الدولة العباسية نحو

عمل أفراد الخلافة العباسية للسيطرة على أرض الخلافة الأموية، فبعد كسب المؤيدين لهم وخاصة من العرب الشيعة والفرس في خراسان، بدأوا ثورتهم ضد الأمويين في عام 747 تحت قيادة أبو مسلم مما أدى إلى هزيمة مروان الثاني آخر الخليفة الأموي في معركة نهر الزاب العظيم (750) في بلاد ما بين النهرين وإعلان الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح، فتكون الإجابة الصحيحة:

• استمرت الدولة العباسية نحو حوالي سبعة قرون و67 عام، أي 767 عام منذ إسقاط حكم الأمويين في عام 750 ميلادي إلى أن دمرت بيد الاحتلال العثماني عام 1517 للميلاد.

مرت خلال السنين هذه دولتهم في أربع أدوار رئيسية بين القوة والضعف، كان نظام الحكم لديهم وراثي يتناقل بين أفرادها حسب العمر والصلة التي تجمعه بالخليفة الراحل.[2]

أسباب سقوط الدولة العباسية

ساهمت العديد من الأسباب في ضعف الخلافة العباسية حتى انتهى المطاف بسقوطها على يد المغول، إليك أبرز أسباب سقوط الخلافة العباسية:[3]

• انتشار فساد الحكام: كان الفساد متفوقًا في السنوات الأخيرة من الخلافة العباسية، حصل العديد من غير العرب على مناصب سياسية واقتصادية وعسكرية عالية بعد وفاة الخليفة المأمون ونظام شقيقه المعتصم، وقد بنى معتصم جيشا تحت قيادة جنرالات أتراك فاسدين سرعان ما بدأوا في السيطرة على الإمبراطورية.
• ظهور حركات سياسية جديدة: ظهرت حركات سياسية كثيرة فضلت الأجانب عن العرب وأدت إلى انقسام حاد بين الطوائف.
• ظهور ديانات جديدة: ظهرت العديد من الأديان الجديدة في طول الفترة التي استمرت الدولة العباسية فيها بما في ذلك الزرادشتية والمانوية والمازداقية، مما أدى لضعف الخلافة بعد أن بدأ الناس في الانشقاق عن بعضهم البعض.
• استقلال البلدين: في أوقات ضعف الخلافة العباسية وانتشار الفساد أعلنت منطقة المغرب استقلالها عن السلالة العباسية لتشكيل السلالة الإدريسية في عهد إدريس الأول، في نفس الفترة أعلنت مصر واليمن والحجاز الاستقلال عن العباسيين وشكلت السلالة الفاطمية.
• ضعف الحكام وقلة الخبرة: أدى ضعف ونقص خبرة المديرين الاقتصاديين والسياسيين العباسيين إلى فقر الإمبراطورية إضافة إلى كثرة الغزوات التي أهلكت الجيش.
• سلالة ذاتية الحكم: في فترة ضعف الدولة العباسية كان الخليفة مسؤول عن إقطاعيته ونظام الحكم مركزي، أما بقية الإقطاعيات كانت شبه مستقلة ذاتياً وتعتمد على الحكم الذاتي.
• سوء الأوضاع الاقتصادية: نظراً لضعف الخلفاء عم الفساد الدولة كلها حيث اتجهوا الحكام إلى اللهو والترف فازدادت النفقات على الدولة تزامناً مع تراجع الإيراد الاقتصادي إثر عجز الدولة عن تحصيل ضرائبها، فعمت الفوضى وسوء الوضع الاقتصادي بالبلاد، مما مهد للحركات الطريق لتشكيل تمرد على الدولة.

شاهد أيضاً: من هو الخليفه العباسي الذي حكم يوم واحد فقط ؟

نهاية الدولة العباسية

بدخول الدولة العثمانية الوطن العربي على الرغم من أنهم في البداية ساعدوا هذه الإمبراطورية على نشر أراضيها لأنهم كانوا مقاتلين، ساهموا تدريجياً وخطوة بخطوة في العديد من المشاكل والمتاعب ليس فقط للخلفاء العباسيين ولكن أيضًا لغيرهم من الناس، قام الرجال الأتراك بفساد اجتماعي وسياسي ومالي وخلال الفترة الزمنية حصلوا على السلطة وأبعدوا الخلافة الإسلامية عن الساحة، فقد كان العثمانيين الحكام الحقيقيين للمجتمع الإسلامي، ووضعوا هذا الحق لأنفسهم في اختيار الخليفة وعزله، من ناحية أخرى كان من بين الخلفاء العباسيين أولئك الذين أرادوا البقاء في وضعه ومكانته لفترة طويلة وأن يعيشوا حياة الفجور عليهم أن يكرموهم وأن يعهدوا إليهم بالوظائف الإدارية، واستمر هذا الوضع في عهد آل بويا والسلاجقة الأتراك، من جهة أخرى لعب  استياء الحلفاء وغيرهم من الحكومة التي تسببت في تمردات مختلفة ضد العباسيين دوراً كبيراً في نهايتها حتى استمرت الدولة العباسية نحو هذه الفترة، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك العديد من القواعد شبه المستقلة أو المستقلة حول أراضي الإمبراطورية العباسية التي فرضت العديد من الحروب والقتال ضد الإمبراطورية، لذلك عندما هاجم المغول الحدود الإسلامية لم يكن هناك أي دفاع أو حماية ملحوظة وقوية ضدهم لأنه لم يكن هناك جيش كافٍ لحماية الدولة، ثم دخلوا بلاد المسلمين وقتلوا الكثير من الناس وحدثوا مذبحة كبرى، مما أدى إلى نهاية عصر الإمبراطورية العباسية بقتل مستعصم على يد هولاكو خان.[4]

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد انهينا لكم مقالنا الذي حمل عنوان استمرت الدولة العباسية نحو والذي تحدثنا فيه عن الدولة العباسية وعن مؤسسها وأسباب سقوط هذه الدولة وكيف كانت نهايتها لنغني فكر قرائنا الأعزاء.