الفرق بين الاحساس والشعور

الفرق بين الاحساس والشعور، كثيرا ما نستخدم كلمتي الإحساس والشعور للتعبير عما يخالجنا من أفكارٍ وأحاسيس وعواطف وربما مخاوف، إلّا أنّ قلّةً قليلةً من الأشخاص يعرفون أن هنالك فرق بين كلمة إحساس وكلمة شعور، وهذا ما سيوضحه موقع المرجع من خلال المقال التالي، كما سيسلط الضوء على كل معنى من المعنيين على حدة، كما سنتحدث عن طريقة ضبط الاحساس والشعور، وتحقيق التوازن بينهما.

ما هو الإحساس

يشير الإحساس إلى العملية التي يتم أخذ المعلومات وتفسيرها من قبل الدماغ البشري. من أجل اتخاذ المعلومات وقد تم تجهيز جسم الإنسان مع خمسة الحواس. هذه هي المعروفة باسم النظم الحسية. فهي الرؤية، والرائحة، والسمع، واللمس، والذوق. وهذه الحواس تسمح لنا لتجربة والتمتع البيئة التي تحيط بنا.

على سبيل المثال، تخيل أنك في حديقة جميلة. كنت أشعر الشمس على بشرتك، ورائحة عطرة من الزهور، والرياح في شعرك وترى الجمال من حولك. هو الإحساس الذي يسمح لك أن تتمتع هذه الرؤية الرائعة. كل نظام الحسي يعمل على نقل المعلومات إلى الدماغ من أجل أن تستمتع بالنظر. من أجل نقل المعلومات، تتكون النظم الحسية من المستقبلات الحسية. هذه المستقبلات هي قادرة على تحديد المحفزات وتحويلها إلى نبضات الكهروكيميائية العصبية التي يمكن تفسيرها من قبل الدماغ.[1]

أنواع الإحساس

من أنواع الإحساس في الجسم البشري:

  • الإحساس الحركي: والذي يرتبط بالنشاطات البدنية، ويتعلق بالمستقبلات الحسية المتواجدة في منطقة العضلات والمفاصل، ويمكّن هذا الإحساس من التحكم بالعضلات بشكل دقيق وطبيعي.
  • الإِحساس اللمسي: يتعلق هذا الإحساس بالمستقبلات الحسية المتواجدة في الجلد، وفي النهايات العصبية المتواجدة، حول بصيلات الشعر في الجلد، وهي تمكن الإنسان من الإحساس بخصائص الأشياء التي تدور من حوله ومعرفة طبيعتها من الليونة والصلابة والخشونة والنعومة، وذلك من خلال لمس هذه الأشياء بواسطة الجلد.
  • الإحساس البصري: ويتعلق بالمستقبلات الحسية المتواجدة في العينين، وذلك من خلال الشعور بالضوء ونقله إلى الدماغ لتحليله، ومن ثم عكس الصورة في العينين. الإحساس بالتوازن: وهو متعلق بجهاز حفظ التوازن المتواجد في الأذن الداخلية.

شاهد أيضًا: هل الاحساس بالموت صحيح؟

ما هو الشعور

الشعور حالة عاطفية تنشأ من داخل أعماق الإنسان، تلك الحالة معقدة ومركبة لا يمكن التخلص منها بسهولة أو تجاوزها إلا بعد المرور بكافة مشاعرها وتجاوزها تماماً، والشعور عبارة عن نشاط عقلي وهو يأتي نتيجة تجربة تكون لها درجة معينة من المعاناة الصعبة والمتعبة، وبرغم من كل هذه لا يوجد تعريف للشعور.

وبمعنى آخر الشعور هو ردّ فعل مؤقت تجاه العوامل الخارجية والداخلية التي يمكن أن يكون من ضمنها الشعور أيضاً. ويبدأ الشعور مع الإنسان عند اختلاطه بمن حوله فتبدأ مشاعر الحب والكره والإعجاب والحزن والسعادة بالتحرك داخلة وتنمي شعوره باختلاف شعور الإنسان تنعكس حالته.[2]

أهمية الشعور

دون مشاعر لا يوجد فرق بين الإنسان وباقي المخلوقات على وجه الأرض، لأن المشاعر تولد من رحم المواقف التي نمر بها كما تعد تلك الأهمية من ضمن الفرق بين الشعور والإحساس  وتكمن أهمية المشاعر لدينا في الآتي:

  • تساهم المشاعر بشكل كبير في تكوين شخصية الإنسان وتحديد اتجاهاته وعواطفه مثلها مثل الأفكار التي تحدد السلوك الذي يخلق بيئة حوله مشابه له تماماً.
  • تنمية المشاعر الإيجابية تعد من أهم المخططات التي يجب أن يغرسها الآباء والأمهات في أولادهم منذ الصغر لأن تحليهم بالمشاعر يكسبهم عاطفة وحب ينعكس فيما بعد على الوالدين ومن حولهم، ويكسبهم مهارة خاصة في كافة مجالات حياته.
  • كما أن التحلي بالمشاعر الطيبة تغيير مسار البشرية وخلق الحجج والأعذار للأشخاص فيما بينهم يساعد على تنمية بيئة خصبة بنشر الوعي والعاطفة والترابط لأن كلاً منهم يشعر بالأخر ويقدر ما يمر به.
  • مرور الإنسان بمجموعة من المشاعر المختلطة يساعده على بناء شخصية قوية، تستطيع فيما بعد تحمل ومواجهة أشد الصعاب.
  • كما تساهم في القدرة على تجاوز عنصر المفاجأة بالإضافة إلى القدرة على التحكم بالمشاعر و التصرف بحكمة أكثر من قبل في المواقف التي تحتاج ذلك نتيجة للتعرض لكافة أنواع المشاعر من قبل.

الفرق بين الاحساس والشعور

يكثر الخلط بين مفهومي الإحساس والشعور، وفيما يلي توضيح للفرق بينهما من عدة نواحي:[3]

من حيث المفهوم

نحن نعبر عن عواطفنا عادةً باستعمال الكلمتَين (أُحِس، أَشعُر)، لكن هاتين الكلمتين تبدوان مترادفتين ظاهريًا، إلا أنهما مختلفتان في المعنى:

  • فالمعنى اللغوي لكلمة الإحساس هو: شعورٌ يستَوْلي على الشخص، وجمع الإحساس: أحاسيس وإحساسات، وهو مصدر أحسَّ، وأما المعنى الاصطلاحي للإحساس فهو: ظاهرة فسيولوجية متولدة من تأثرِ إحدى حواس الإنسان بمؤثرٍ ما، وفي علم النفس فإن الإحساس هو: فرع من فروع علم النفس البدني، يقيس متغيرات الإحساس بالنسبة إلى متغيرات المنبهات.
  • أما معنى كلمة الشعور لغةً: هو الإدراك بلا دليل، وشعور جمعُ شَعر، ومصدر شَعَرَ وشَعُر، والشعور اصطلاحًا عند علماء النفس: هو العلم بما في النفس أو بما في البيئة، وعلى ما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانيات ونزعات.

من حيث الخصائص

تتميز الأحاسيس بأنها ملموسة من الوسط الخارجي عن طريق حواس الإنسان الخمس: السمع والبصر والشم والتذوق واللمس، إذن معظم أحاسيسنا هي انعكاس لما تتلقاه حواسنا الخمسة. ويعرف الإحساس على أنه عملية جمع البيانات من المحيط لاكتشافه، كإحساسنا بالبرودة والحرارة، أما المشاعر فهي تحليلات وإدراكات، منطقية وغير منطقية نابعة من داخل الإنسان؛ نتيجة أحساسيسه، وكردة فعلٍ على عواطفه.

من حيث المدة الزمنية

يشير الإحساس إلى عملية أخذ البيانات، وتفسيرها من قبل الدماغ البشري، لإنتاج المعلومات عن البيئة المحيطة، كاستمتاعنا مثلًا برائحة زهرة، حيث يعد الإحساس أمرًا خارجيًا، يمكن أن يتغير أو ينتهي بسرعة، بينما من ناحيةٍ أخرى، يعبر عن الشعور بأنه حالة عاطفية تنشأ عند تحليل وتفسير العقل البشري للمشاعر والعواطف، وهي تتأثر بالتجارب الشخصية والذكريات والمواقف والمعتقدات الموجودة لدى الفرد، إذن فالمشاعر تستمر فترة طويلة مقارنة بالأحاسيس.

من حيث مستوى العملية

كما ذكرنا فإن الإحساس عملية جمع بيانات، وإعطاء نتيجة مباشرة للحكم على الوسط الخارجي، كرؤية شيء ما أو لمسه، لذا يعد الإحساس عملية أقل تعقيدًا من الشعور، فالشعور يتعدى ذلك إلى إضفاء قيمة معينة للأشياء أو الأشخاص: كشعور الرضا أو الإعجاب أو الكراهية، فالشعور يعتبر من أنواع التقييم أو الحُكْم على الأشياء والأشخاص؛ بل يحتل الشعور دورًا بارزًا في تشكيل معتقداتنا وسلوكياتنا ومواقفنا؛ لذا فالشعور عملية معقدة للغاية مقارنةً بالإحساس.

بعد أن تكون لدينا فكرة واضحة عن الفرق بين الشعور والإحساس، أصبح بإمكاننا سرد عدة خطوات نستطيع من خلالها تحقيق التوازن بين الشعور والإحساس وهي كالتّالي:

  • عدم الاستسلام للعقل الباطن، بل يجب تحفيز المخ بالإيجابيات التي من شأنها أن تزيد عملية التركيز بالإضافة إلى ولادة حالة من المشاعر الإيجابية، ومحاولة تجنب المشاعر السلبية بكل الطرق.
  • الحصول على قسط من الراحة والقيام خلاله ببعض تمارين اليوغا التي تساعد على الاسترخاء والتخلص المؤثرات التي يمكن أن تشوش على المشاعر والأحاسيس النقية. بل تساهم بشكل كبير على تنميتها والتأمل بها فتخلق حالة من النشاط والإقبال على الحياة واكتساب المهارات.
  • تخصيص ساعة يومياً قبل النوع، يتم تجميع المشاعر والأحاسيس التي مر بها الإنسان خلال اليوم وانتقاء الإيجابي والتخلص من السلبي بشكل نهائي بعد وضع حلول جذرية له.
  • كما أن للإحساس وظيفة هامة وهي القدرة على التعرف على أعراض التعب والآلام المختلفة والقدرة على تحديد موقعها بالجسم بكل بساطة.

في نهاية مقال اليوم الذي حمل عنوان الفرق بين الاحساس والشعور نكون قد تحدثنا باستفاضة عن كلٍ من الاحساس والشعور. فبدأنا الحديث بتعريف الاحساس والشعور، ومن ثم تحدثنا عن طريقة ضبط الإحساس والشعور، وختمنا المقال بالحديث عن كيفية تحقيق التوازن بين الاحساس والشعور.

المراجع

  1. collinsdictionary.com , sense , 03/02/2022
  2. wikiwand.com , شعور , 03/02/2022
  3. askdifference.com , Sense vs. Feeling , 03/02/2022
  4. healthline.com , How to Become the Boss of Your Emotions , 03/02/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *