الفرق بين الناسور والبواسير

الفرق بين الناسور والبواسير، الكثير من الأشخاص يخلطون بين الناسور والبواسير، وكلا المرضين يسببان الإزعاج وفي بعض الأحيان يؤثران على القيام بالأنشطة اليومية، وفي هذه المقالة سيتم توضيح الفرق بين الناسور والبواسير من خلال توضيح كل مرض وتوضيح أعراضه وأسبابه، كما سيتم توضيح المضاعفات التي قد تحدث، أيضًا سيتم توضيح الطرق التي يمكن من خلالها علاج كلا المرضين.

الفرق بين الناسور والبواسير

كلا المرضين يختلفان عن بعضهما البعض، فالناسور عبارة عن فتحة تشبه النفق، أما البواسير فهي عبارة عن أوردة منتفخة، وسيتم توضيح الناسور والبواسير بشكلٍ أكثر تفصيلًا، وهما كالآتي:

الناسور

يسمى بالناسور الشرجي Anal Fistula، وهو عبارة عن فتحة صغيرة تشبه النفق تتشكل بين نهاية الأمعاء والجلد القريب من فتحة الشرج، غالبًا ما تحدث هذه الحالة بسبب الالتهابات، أيضًا قد يصاب بها الأشخاص نتيجة بعض الأسباب الأخرى التي سيتم توضيحها لاحقًا، ويتشكل الناسور بسبب تجمع الصديد في الأنسجة المجاورة لفتحة الشرج، ومن ثم يجف هذا الصديد تاركًا خلفه فتحة صغيرة، تجدر الإشارة إلى أنَّ الناسور يسبب الإزعاج وتهيج الجلد، وعادةً ما لا يشفى من تلقاء نفسه، ويُنصح بأنَّ يتم علاجه عن طريق إجراء عملية جراحية.[1]

البواسير

البواسير Hemorrhoids تحدث عند انتفاخ الأوردة في المنطقة السفلية القريبة من المستقيم وفتحة الشرج، وتنقسم إلى ثلاث أنواع وهم البواسير الخارجية والبواسير الداخلية والبواسير المخثرة، في بعض الحالات قد تنتفخ جدران الأوردة بشكلٍ كبير وستصبح مزعجة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ البواسير هي واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى حدوث نزيف في المستقيم، عادةً ما تشفى البواسير من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل علاجي، لكن يفضل في جميع الأحوال التوجه للطبيب عند ظهورها، ذلك للتأكد من أنَّها لا تشكل أي خطر.[2]

أعراض الناسور والبواسير

في ضوء توضيح الفرق بين الناسور والبواسير، سيتم توضيح الأعراض التي تظهر على المصاب في كل حالة، والتي من خلال التعرف عليها يمكن التفريق بين كلتا الحالتين، والأعراض تشمل الآتي:

أعراض الناسور

في معظم الأحيان لا يكون الناسور خطيرًا، ويصاب به الأشخاص في أي مرحلة عمرية، لكن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالناسور، وذلك بسبب كثرة تعرضهم للإمساك، وعند الإصابة بهذا المرض ستظهر على المريض العديد من الأعراض، والتي تشمل الآتي:[3]

• تمزق الجلد المجاور لفتحة الشرج.
• ظهور نتوءات صغيرة على الجلد بجانب التمزق.
• الشعور بآلام حادة في منطقة الشرج، خاصةً أثناء حركة الأمعاء.
• خروج دم مع البراز.
• الشعور بحرق أو بحكة في منطقة الشرج.

شاهد أيضًا: متى يكون نزول الدم مع البراز خطير وما اسبابه وطرق علاجه والوقاية من حدوثه

أعراض البواسير

الأعراض التي تظهر عند الإصابة بالبواسير تعتمد بشكلٍ رئيس على نوع الباسور، وسيتم توضيح هذه الأعراض، وهي كالآتي:[2]

أعراض الباسور الداخلي

تتشكل داخل المستقيم ولا يستطيع الشخص رؤيتها أو الشعور بها، وعادةً ما لا تسبب الألم، ذلك لأنَّ الأعصاب القريبة من تلك المنطقة قليلة، والأعراض التي تظهر في هذه الحالة تشمل الآتي:

• نزول دم أثناء التبرز.
• الشعور بألم أثناء التبرز، خاصةً عندما تنتفخ الأوردة وتصبح بارزة خارج فتحة الشرج، بحيث يمكن رؤيتها، وتكون على شكل نتوء وردي رطب.

أعراض الباسور الخارجي

هذا النوع يتشكل تحت الجلد المحيط بفتحة الشرج، وهو مؤلم جدًا، ذلك لأنَّ تلك المنطقة مليئة بالأعصاب، ويوجد العديد من الأعراض التي ستظهر في هذه الحالة، وتشمل الآتي:

• الشعور بألم.
• حدوث نزيف.
• حدوث حكة.
• تورم المنطقة المحيطة بفتحة الشرج.

أعراض الباسور المخثر

هذا النوع يحدث نتيجة الجلطات الدموية، والباسور المتشكل بسبب الجلطات الدموية يكون لونه أرجواني أو أزرق، وستظهر في هذه الحالة العديد من الأعراض، والتي تشمل الآتي:

• الشعور بألم حاد.
• الشعور بحكة.
• حدوث نزيف.

شاهد أيضًا: أفضل كريم للحساسية والحكة

أسباب الناسور والبواسير

معرفة الأسباب يساعد على معرفة الفرق بين الناسور والبواسير، كما يساعد على تحديد طريقة العلاج المناسبة، وسيتم توضيح أسباب كل حالة، وهي كالآتي:

أسباب الناسور

السبب الرئيس لحدوث الناسور هو انسداد الغدد الشرجية، أيضًا هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة، لكنها غير شائعة، وسيتم توضيحها، وهي كالآتي:[4]

• داء كرون، وهو عبارة عن مرض التهابي يحدث في الأمعاء.
• التعرض للأشعة، خاصةً أثناء العلاج.
• الإصابة بالأمراض التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي.
• مرض السل الرئوي.
• مرض الرداب القولوني، والذي تتشكل فيه حبوب صغيرة في الأمعاء الغليظة وتلتهب.
• مرض السرطان.

شاهد أيضًا: كم يعيش مريض السرطان بدون علاج

تشخيص الناسور والبواسير

التشخيص يساعد على تحديد نوع المرض، أيضًا يساعد على معرفة الأسباب التي أدت إلى حدوث ووضع خطة علاجية مناسبة، وسيتم توضيح كيف يتم تشخيص الناسور والبواسير، وهو كالآتي:

تشخيص الناسور

في البداية سيقوم الطبيب بتشخيص الناسور عن طريق الفحص الجسدي والذي يتم من خلاله فحص منطقة الشرج، ذلك للبحث عن وجود فتحة خارجية على الجلد، وعند رؤية الناسور فسيتم تحديد عمق واتجاه الفتحة المتشكلة، وعندما تكون الفتحة غير مرئية فسيقوم الطبيب بإجراء اختبارات إضافية كالتنظير الداخلي، والذي يتم عن طريق إدخال أنبوب مرن يحتوي على كاميرا إلى فتحة الشرج لرؤيتها ولرؤية المستقيم، أيضًا قد يقوم الطبيب بأخذ صور لمنطقة الشرج بالموجات الفوق صوتية أو قد يقوم بأخذ صورة باستخدام الرنين المغناطيسي، وتساعد هذه الاختبارات على تحديد مكان الناسور، وفي بعض الحالات وعند الشك بأنَّ الناسور حدث نتيجة مرض كرون فقد يقوم الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات كاختبار تنظير القولون أو اختبار تحليل الدم أو اختبار التصوير بالأشعة السينية للتأكد من ذلك.[4]

تشخيص البواسير

قد يتم تشخيص البواسير باستخدام اختبار واحد أو عدة اختبارات، يتم من خلالها فحص منطقة الشرج أو المستقيم، وسيتم توضيح هذه الاختبارات والتي تشمل الآتي:[5]

• الفحص الجسدي: عادةً ما يستخدم هذا الاختبار لفحص الباسور الخارجي أو الداخلي المتدلي، ويقوم الطبيب من خلاله برؤية منطقة الشرج والمستقيم للبحث عن علامات واضحة تدل على الإصابة بالبواسير.

• فحص المستقيم بالإصبع: سيقوم الطبيب خلال هذا الفحص بارتداء قفاز ومن ثم إدخال الإصبع في فتحة الشرج أو المستقيم للبحث عن البواسير.

• الفحص باستخدام المنظار: يستخدم لتشخيص البواسير الداخلية، ويتم من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن يحتوي على ضوء وكاميرا إلى الجزء الداخلي من المستقيم.

علاج الناسور والبواسير

سيقوم الطبيب بوضع خطة علاجية مناسبة بناءً على شدة الحالة وعلى أسباب حدوثها، وسيتم توضيح كيف يتم طرق علاج الناسور والبواسير، وهي كالآتي:

علاج الناسور

لا يوجد أدوية تساعد على علاج الناسور، لذلك سيقوم الطبيب المختص بعلاجه عن طريق الجراحة، فعندما تكون الحالة خفيفة سيقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية يتم من خلالها إزالة الجلد والعضلات المحيطة بالناسور، ذلك حتى يسمح لفتحة الناسور بالشفاء من الداخل إلى الخارج، أيضًا قد يقوم الطبيب بإغلاق الفتحة المتشكلة، وعندما تكون الإصابة شديدة سيقوم الطبيب بوضع أنبوب خاص في الفتحة، ذلك للسماح بتصريف الصديد الموجود في مكان الناسور، عادةً ما يستغرق علاج الناسور بهذه الطريقة 6 أسابيع أو أكثر، وفي بعض الأحيان قد يقوم الطبيب بإزالة جزء من العضلات العاصرة التي تعمل على فتح وإغلاق فتحة الشرج أثناء العلاج، لكن هذه الطريقة قد تؤدي إلى حدوث مشاكل في السيطرة على الأمعاء.[6]

علاج البواسير

يعتمد علاج البواسير على نوع ودرجة التدلي وشدة الأعراض، وعادةً ما تتحسن البواسير دون علاج، مع ذلك قد يكون هناك حاجة للعلاج في بعض الأحيان، ويوجد العديد من طرق العلاج، وسيتم توضيحها، وتشمل الآتي:[8]

العلاجات المنزلية

تساعد على تخفيف الأعراض، ويمكن أن يتم العلاج المنزلي من خلال اتباع إحدى الطرق الآتية:

• الكريمات والمراهم الموضعية: استخدام الكريمات أو التحاميل التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون تساعد على تخفيف الألم.
• كمادات الثلج: وضع هذه الكمادات على المنطقة المصابة يساعد على تخفيف التورم.
• الجلوس في ماء دافئ: يساعد ذلك على تخفيف الحكة والشعور بالحرق.
• المناديل المبللة: استخدامها يساعد على منع تفاقم الحالة على عكس المناديل الجافة.
• مسكنات الألم: كالأسيرين أو الإيبروفين أو الأسيتامينوفين يساعد على تخفيف الألم وتقليل الشعور بعدم الراحة.

الأدوية

معظم الأدوية المستخدمة في علاج البواسير لا تتطلب وصفة طبية، وتحتوي على مادة الهيدروكورتيزون، وقد تكون على شكل مراهم أو فوط أو تحاميل، تجدر الإشارة إلى أنَّه وفي حال لم تتحسن الحالة بعد أسبوع من أخذ تلك الأدوية فيجب استشارة الطبيب.

الإجراءات الغير جراحية

سيتم إزالة البواسير من خلال استخدام تقنيات غير جراحية، ومن هذه التقنيات الآتي:

• ربط الشريط المطاطي: يتم من  خلاله ربط قاعدة البواسير لقطع إمداد الدم عنه، هذا سيؤدي إلى تقلص حجمه ومن ثم وقوعه.
• العلاج بالتصلب: يتم خلاله حقن محلول في البواسير الداخلية، ذلك لتكوين ندبة تعمل على قطع إمداد الدم عن البواسير وبالتالي تقلص حجمها وسقوطها.
• التخثير الضوئي: يتم من خلاله استخدام الأشعة تحت الحمراء، أيضًا قد يتم استخدام التخثير الكهربائي.

الإجراءات الجراحية

يتم من خلال الجراحة استئصال البواسير بشكلٍ كامل أو قد يتم تدبيس البواسير، والتي تتم عن طريق إرجاع البواسير المتدلية إلى مكانها بعد تخدير المريض بشكلٍ كامل.

مضاعفات الناسور والبواسير

في بعض الأحيان قد يؤدي ترك الناسور والبواسير دون علاج إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة، وسيتم توضيحها، وهي كالآتي:

مضاعفات الناسور

عند الإصابة بالناسور قد يحدث إمساك، أيضًا قد لا يستطيع المريض التبرز بسبب الألم الناتج عن هذا الناسور، ويوجد العديد من المضاعفات الأخرى التي قد تحدث، وعادةً ما تحدث عند علاج الناسور عن طريق التدخل الجراحي، وهذه المضاعفات تشمل الآتي:[4]

• حدوث احتباس في البول.
• حدوث نزيف.
• تشكل خراجات.
• تكرر حدوث تشققات في الجلد.
• التبول اللاإرادي. 

مضاعفات البواسير

حدوث مضاعفات بسبب البواسير هو أمر نادر، مع ذلك يوجد العديد من المضاعفات التي تم ملاحظتها على بعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة، وسيتم توضيحها، وهي كالآتي:[5]

• انسداد الشرايين التي تغذي البواسير بالدم، ذلك سيسبب الشعور بألم شديد لا يمكن تحمله.
• فقر الدم نتيجة حدوث نزيف شديد بسبب البواسير، ذلك سيؤدي إلى الشعور بالتعب وضيق التنفس والصداع والدوخة.
• تدلي البواسير، والذي سيؤدي إلى الشعور بانزعاج عند الجلوس أو إلى حدوث مشاكل في حركة الأمعاء.
• تكون جلطات دموية، خاصةً عند الإصابة بالبواسير الخارجية.
• التهاب الأنسجة المحيطة بالبواسير، هذا الالتهاب قد يسبب موت الأنسجة أو تشكل الصديد أو حدوث الحمى.

الوقاية من الناسور والبواسير

أيضًا وفي ضوء توضيح الفرق بين الناسور والبواسير، سيتم توضيح الطرق التي تساعد على الوقاية من الإصابة بكلا المرضين، والطرق تشمل الآتي:

الوقاية من الناسور

لا يمكن تجنب حدوث الناسور دائمًا، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة به من خلال اتباع بعض النصائح، والتي تشمل الآتي:[3]

• الحفاظ على منطقة فتحة الشرج جافة.
• تنظيف منطقة فتحة الشرج بلطف باستخدام الصابون والماء الدافئ.
• تجنب حدوث الإمساك من خلال شرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالألياف وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• علاج الإسهال على الفور.
• عند الأطفال تغيير الحفاضات باستمرار.

الوقاية من البواسير

سيتم تقديم العديد من النصائح التي يساعد اتباعها على تجنب الإصابة بالبواسير، وهذه النصائح تشمل الآتي:[7]

• اتباع نظام غذائي غني بالألياف.
• تناول مكملات الألياف أو ملينات البراز.
• شرب كمية كافية من السوائل بشكلٍ يومي.
• عدم الجلوس على المرحاض لفترات طويلة.
• تجنب إجهاد الأمعاء.