الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم

ما الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم؟، فهناك بعض الأعراض المشتركة بينهما، والتمييز بين كل منهما، يعد أمرًا في غاية الأهمية، فلكل منهما طريقة علاج تختلف عن الأخرى، كما أن سرطان المستقيم، يعد حالة خطرة، مقارنة بالبواسير، والتي تعد حالة بسيطة، شائعة الحدوث، ويقدم موقع المرجع، في هذا المقال، تعريفًا بنزيف المستقيم؛ العرض المشترك الأول لكلا المرضين، ثم يتبع ذلك بذكر الفروقات بين البواسير، وسرطان المستقيم، فيبدأ بتعريف كل منهما، ثم ذكر أعراضهما، مع التنبيه على بعض الأعراض المشتركة بينهما، ثم ذكر الأسباب المؤدية لكل منهما، وذكر طريقة تشخيصهما بشكل مبسط.

نزيف المستقيم

إن نزيف المستقيم، لا يعني فقط رؤية دم في حوض المرحاض، فهناك عدة أمور أخرى تشير إلى هذا النزيف؛ فقد يرى الشخص علامات وجود هذا النزيف، من خلال النظر إلى ورق التواليت بعد استخدامه، أو قد يراه في البراز، كما أن لون النزيف، يتراوح ما بين الأحمر الفاتح، إلى الكستنائي الداكن، إلى الأسود، وفي بعض الأحيان، لا يكن رؤية نزيف المستقيم بالعين المجردة، ويتطلب الأمر أخذ عينة براز، من أجل فحصها تحت المجهر.[1]

في بعض الحالات، من الممكن أن يكون نزيف المستقيم، عرضًا بسيطًا، لحالة من السهل علاجها؛ على سبيل المثال؛ البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids)، قد تتسبب بنزيف في المستقيم، إلا أن هذا النزيف لا يدوم طويلًا، ومن السهل علاج البواسير، ولكن من جهة أخرى، قد يكون نزيف المستقيم، علامة على حالة خطيرة، مثل؛ سرطان القولون والمستقيم، ولذلك من المهم تتبع أي نزيف في المستقيم، والاتصال بمقدم الرعاية الصحية، حال الشعور بالقلق تجاهه.[1]

الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم

إن الخطوة الأولى لمعرفة الفرق بين البواسير، وسرطان المستقيم، تكمن في التعرف على ماهية كل منهما، وفيما يأتي ذكر ذلك:

تعريف البواسير

تمثل البواسير أوردة منتفخة، في الجزء السفلي من فتحة الشرج، والمستقيم، إذ تميل الأوردة حول فتحة الشرج، إلى التمدد حال وجود ضغط إضافي، مسببة بذلك انتفاخًا أو تورمًا، ويمكن للبواسير أن تظهر نتيجة زيادة الضغط في أسفل المستقيم، وهي تصنف إلى نوعين:[2]

• البواسير الداخلية: تقع هذه البواسير داخل المستقيم، وهي مغطاة بالخلايا التي تبطن بقية الأمعاء، وعادة لا يمكن رؤيتها أو الشعور بها، إلا أنها قد تظهر من خلال المستقيم، نتيجة الإجهاد أثناء التغوط.
• البواسير الخارجية: وهي البواسير التي تصيب الأوردة خارج فتحة الشرج، وبالإمكان رؤيتها ولمسها حول منطقة الشرج، وهي مغطاة بخلايا تشبه الجلد، وعادة ما يكون لونها ورديًا، أقل قليلاً من الجلد المحيط.

تعريف سرطان المستقيم

إن سرطان المستقيم، والذي يطلق عليه في بعض الأحيان، سرطان القولون والمستقيم، هو مرض تتشكل فيه الخلايا السرطانية، في أنسجة المستقيم، وتمثل الخلايا السرطانية، خلايا غير طبيعية، وغير خاضعة للرقابة، ومن الممكن أن تنتشر وتصل إلى أعضاء أخرى، في أجهزة أخرى من جسم الإنسان، وفي بعض الأحيان، تكون الأورام السرطانية، قريبة من القناة الشرجية؛ والتي تمثل أنبوبًا قصيرًا، في نهاية المستقيم، يخرج من خلاله البراز، إلى خارج الجسم، عبر فتحة الشرج، ومن الشائع إيجاد هذا السرطان، عند كلا الجنسين، ويرتبط العامل الرئيسي، الذي يساهم في الإصابة بسرطان المستقيم، بالتاريخ العائلي للسرطان، ولا سيما عند الأقارب من الدرجة الأولى.[2][3]

أعراض البواسير وسرطان المستقيم

تشترك البواسير مع سرطان المستقيم، في أعراض معينة، وفي مقابل ذلك، فهي تتميز عنه بأعراض أخرى، وفيما يأتي ذكر هذه الأعراض:

أعراض مشتركة للبواسير وسرطان المستقيم

يعد نزيف المستقيم، أكثر الأعراض أو العلامات شيوعًا، التي يشترك بها كلًا من؛ البواسير، وسرطان المستقيم، وإلى جانب ذلك، فهناك مجموعة أخرى من الأعراض المشتركة، والتي تمثل ما يأتي:[3]

• وجود دم مختلط مع البراز.
• وجود تغيير في عادات الأمعاء؛ على سبيل المثال: تغيير في حجم البراز، الإسهال، والمزيد من الغازات.
• الزحير (بالإنجليزية: Tenesmus)؛ وهو شعور الشخص، بشعور مشابه، لشعوره وقت حاجته إلى إخراج البراز.
• الشعور بالألم أو عد الراحة، أثناء حركة الأمعاء.

شاهد أيضًا: الفرق بين الناسور والبواسير

أعراض تفرق بين البواسير وسرطان المستقيم

هناك مجموعة من الأعراض، التي تساعد في التفريق، بين سرطان المستقيم، والبواسير، والتي تظهر بوضوح من خلال الجدول الآتي:[2][3]

أسباب البواسير وسرطان المستقيم

إن الأسباب الواقفة خلف الإصابة بالبواسير، تختلف في معظمها، عن تلك المسببة لسرطان المستقيم، وفيما يأتي ذكر أسباب كل منهما على حدة:

أسباب البواسير

من الممكن لأي شخص أن يعاني من البواسير، فهي تحدث بشكل طبيعي، إلا أن هناك مجموعة من العوامل، التي تلعب دورًا في زيادة خطر حدوث البواسير، ومن بينها ما يأتي:[4]

• التقدم في العمر.
• الحمل بالنسبة للمرأة.
• زيادة الوزن أو السمنة.
• الإصابة بالإمساك.
• اتباع نظام غذائي منخفض الألياف.
• الإجهاد أو الشد أثناء التبرز.
• وجود نمط حياة خامل (بالإنجليزية: Sedentary lifestyle).

شاهد أيضًا: فوائد الأطعمة الغنية بالألياف

أسباب سرطان المستقيم

إن العوامل التي تتسبب بزيادة خطر الإصابة بسرطان المستقيم، هي ذات العوامل التي تتسبب بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:[5]

• التقدم في العمر، ولا سيما فوق 50 عامًا.
• وجود تاريخ شخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو البوليب (بالإنجليزية: polyp).
• أن يكون من أصل أمريكي أفريقي.
• مرض الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease).
• متلازمات موروثة تزيد من خطر الإصابة بسرطان المستقيم، من مثل؛ متلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch syndrome).
• وجود تاريخ عائلي، لسرطان القولون والمستقيم.
• اتباع نظام غذائي منخفض الخضار.
• ممارسة القليل من التمارين.
• السكري.
• السمنة.
• التدخين.
• شرب الكحول.
• العلاج الإشعاعي الموجه للبطن، أثناء علاج سرطانات سابقة.

شاهد أيضًا: هل السرطان وراثي

تشخيص البواسير وسرطان المستقيم

يمكن للطبيب عادة تشخيص البواسير، عن طريق أخذ التاريخ الطبي، وإجراء فحص بسيط للمستقيم، وفي حال لاحظ نموًا غير عاديًا، ولم يكن باسورًا فإنه قد يوصي بأخذ خزعة من هذا النمو[4]، وأما فيما يتعلق بسرطان المستقيم، فإن مما تشمله الاختبارات، والإجراءات التشخيصية، ما يأتي:[2]

• أخذ التاريخ الطبي.
• إجراء الفحص السريري بالكامل.
• الفحوصات المخبرية.
• صورة باريوم.
• الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للقولون.
• تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy).
• تحليل مستوى بروتين المستضد السرطاني الجنيني (CEA) في الدم.
• أخذ الخزعة من المناطق المشبوهة أثناء التنظير.

لقد تبين ما سبق، أن نزيف المستقيم قد يكون عرضًا لحالة بسيطة، مثل البواسير، وقد يكون أيضًا، عرضًا لحالة خطيرة، مثل سرطان المستقيم، وأن الفرق بين البواسير وسرطان المستقيم، كبير وإن تشابها في بعض الأعراض، فهناك العديد من الأعراض الأخرى التي تميز كل منهما عن الآخر، بالإضافة إلى اختلاف معظم الأسباب المؤدية لكل منهما، وسهولة تشخيص البواسير من خلال الفحص السريري والتاريخ الطبي فقط، في حين أن سرطان المستقيم بحاجة إلى العديد من الفحوصات والصور.