الفرق بين علم اللغة وفقه اللغة

الفرق بين علم اللغة وفقه اللغة، قد يظن البعض أن كلاً من مصطلح علم اللغة ومصطلح فقه اللغة مُتشابهان، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ بالتأكيد، حيث أن كلا المصطلحين يختلفان بشكلٍ جوهري عن بعضهما البعض، لذلك خصص موقع المرجع هذا المقال للحديث عن الفرق بين علم اللغة وفقه اللغة بالتفصيل، وبيان تعريف علم اللغة، وتعريف فقه اللغة، وذكر أهداف علم اللغة، بالإضافة إلى أهداف فقه اللغة.

الفرق بين علم اللغة وفقه اللغة

يختلف علم اللغة عن فقه اللغة في العديد من الجوانب، بحيث لا يُمكن استخدام أي من المُصطلحين لذات المعنى، ولتوضيح ذلك يجب معرفة الفرق بين علم اللغة وعلم الفقه، والتي تكمُن بالفروقات الآتية:[1]

من حيث الهدف

علم اللغة يعد من العلوم التي تعتمد بشكلٍ أساسي على تدريس اللغة لذاتها؛ بمعنى أدق أنه يتم التركيز على توضيح جميع المُرتكزات أو القوانين العامة للغات كأصل عام بالنسبة إلى اللغات المُختلفة؛ كنظريات نشأة اللغات، وكيفية انتقال اللغة من السلف إلى الخلف، أيضًا تقسيم اللغات إلى فصائل، بالإضافة إلى توضيح احتكاك اللغات مع بعضها البعض.

أما فقه اللغة فهو العلوم التي تسعى بشكلٍ مُباشر إلى النظر إلى اللغة كوسيلة، حيث يتم انتقاء لغة مُعينة وخاصة ومحددة من حيث الزمان أو المكان؛ كاللغة العربية على سبيل المثال، أو الهندية، أو اللغة الإنجليزية، أو غير ذلك من اللغات الأخرى حول العالم، ويقوم بدراسة جميع مستوياتها اللغوية؛ سواء الصوتية أو الصرفية أو النحوية أو الدلالية، كما يسعى إلى توضيح ويدرس آدابها والدخيل عليها.

من حيث التركيز

يقوم على اللغة بشكلٍ رئيسي على التركيز على الجوانب التحليلية، أو الجوانب الوصفية لتراكيب اللغة، بالإضافة إلى بيان مدى علاقة هذه اللغة بالعلوم الأخرى، أما فيما يتعلق بفقه اللغة فهو من العلوم التي تُركز بشكلٍ جوهري على المظاهر الحضارية، بالإضافة إلى المظاهر الثقافية، والآداب، وجميع النواحي المُتعلقة بالحياة كشكل عام، أيضًا يُركز هذا العلم على العلاقات التي تصل الظواهر اللغوية بغيرها، ومعرفة القوانين التي تكمُن خلف الصراع اللغوي والاحتكاك.

من حيث النشأة

يجدر بالذكر هنا إلى أن فقه اللغة أقدم من حيث النشأة مُقارنة بعلم اللغة، ومن الأدلة على ذلك جميع المؤلفات التي انطوت عناوينها على فقه اللغة؛ كسر العربية للثعالبي، والصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس، وغيرهما من الكتب التي ارتكزت على الألفاظ والدلالات، أما فيما يتعلق بعلم اللغة هو علم حديث النشأة، كما أن له العديد من المسميات، وهي: علم اللسان واللسانيات والألسنية.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الميثاق والقانون

تعريف علم اللغة

علم اللغة (بالإنجليزية: Linguistics) هو الدراسة العلمية للغة، إذ إنه يشمل تحليل كل جانب من جوانب اللغة، وكذلك طرق دراستها ونمذجتها، أيضًا تشمل المجالات التقليدية للتحليل اللغوي علم الأصوات، والصرف، والنحو، وعلم الدلالات، والبراغماتية، بحيث يتوافق كل مجال من هذه المجالات تقريبًا مع الظواهر الموجودة في الأنظمة اللغوية البشرية: كالأصوات (والإيماءات ، في حالة اللغات الموقعة)، والوحدات الدنيا (الكلمات، والأشكال)، والعبارات والجمل، والمعنى، والاستخدام.

يدرس علم اللغة هذه الظواهر بطرق متنوعة ومن وجهات نظر مختلفة، كما يهتم علم اللغة النظري (بما في ذلك علم اللغة الوصفي التقليدي) ببناء نماذج من هذه الأنظمة وأجزائها (الأنطولوجيات) ودمجها، أما علم اللغة النفسي فإنه يبني نظريات معالجة وإنتاج كل هذه الظواهر، يمكن دراسة هذه الظواهر بشكل متزامن أو غير متزامن (عبر التاريخ)، بلغات أحادية اللغة أو متعددة اللغات، عند الأطفال أو البالغين، كما يتم اكتسابها أو بشكل ثابت، كأشياء مجردة أو كهياكل معرفية مجسدة، باستخدام النصوص (الجسم) أو من خلال الاستنباط التجريبي، أو عن طريق جمع البيانات آليًا، ومن خلال العمل الميداني، أو من خلال مهام الحكم الاستبطاني.

تعريف فقه اللغة

فقه اللغة (باللغة الإنجليزية: Philology) هو دراسة اللغة في المصادر التاريخية، سواء أكانت الشفوية أم مكتوبة، إذ إنه تقاطع النقد النصي والنقد الأدبي والتاريخ وعلم اللغة، أيضًا يتم تعريف فقه اللغة بشكل أكثر شيوعًا على أنه دراسة النصوص الأدبية وكذلك السجلات الشفوية والمكتوبة، وإثبات صحتها وشكلها الأصلي، وتحديد معناها، يُعرف الشخص الذي يتابع هذا النوع من الدراسة بأنه عالم فقه اللغة، في الاستخدام الأقدم، وخاصة البريطانية، يكون فقه اللغة أكثر عمومية ، ويغطي علم اللغة المقارن والتاريخي، أما علم فقه اللغة الكلاسيكي فإنه يدرس اللغات الكلاسيكية، حيث نشأت فقه اللغة الكلاسيكية بشكل أساسي من مكتبة برغاموم ومكتبة الإسكندرية حوالي القرن الرابع قبل الميلاد، واستمر بها الإغريق والرومان في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية / البيزنطية.

تم استئنافه في النهاية من قبل العلماء الأوروبيين في عصر النهضة، حيث سرعان ما انضم إليهم فقه اللغة الأوروبية الأخرى (الجرمانية، والسلتية)، والأوراسية (السلافية، وما إلى ذلك)، والآسيوية (العربية، والفارسية، والسنسكريتية، والصينية، وما إلى ذلك)، واللغات الأفريقية (المصرية، النوبية، إلخ)، كما تشمل الدراسات الهندية الأوروبية فقه اللغة المقارن لجميع اللغات الهندية الأوروبية، يتناقض فقه اللغة بتركيزه على التطور التاريخي (التحليل التاريخي)، مع علم اللغة بسبب إصرار فرديناند دي سوسور على أهمية التحليل المتزامن، استمر التناقض مع ظهور البنيوية ولغويات تشومسكيان جنبًا إلى جنب مع تركيزها على بناء الجملة، على الرغم من أن البحث في علم اللغة التاريخي غالبًا ما يتميز بالاعتماد على المواد والنتائج اللغوية.

ما هي أهداف علم اللغة

الهدف الرئيسي لعلم اللغة، مثل جميع التخصصات الفكرية الأخرى، هو زيادة المعرفة والفهم للعالم؛ نظرًا لأن اللغة عالمية وأساسية لجميع التفاعلات البشرية، فإن المعرفة المكتسبة في علم اللغة لها العديد من التطبيقات العملية، وبالتالي فإن اللغويين، مع بعض التدريب في تخصصات أخرى مناسبة، مستعدون للبحث عن إجابات لأسئلة مثل:[2]

  • كيف يمكن تحليل وكتابة لغة غير مدروسة من قبل؟
  • كيف يمكن تعليم وتعلم اللغات الأجنبية بشكل أفضل؟
  • كيف يمكن تصنيع الكلام على الكمبيوتر أو كيف يمكن برمجة الكمبيوتر لفهم الكلام البشري؟
  • كيف يمكن تحليل المشكلات اللغوية لدى الأشخاص الذين يعانون من تشوهات في النطق وتصحيحها؟
  • كيف يتم التعامل مع القضايا اللغوية في المسائل القانونية؟

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين التعليم والتعلم

ما هي أهداف فقه اللغة

يركز فقه اللغة بشكل عام على التطور التاريخي، حيث يساعد في إثبات أصالة النصوص الأدبية وشكلها الأصلي وبالتالي تحديد معناها بشكلٍ جوهري، إنه فرع من المعرفة يتعامل مع البنية والتطور التاريخي وعلاقات اللغة أو اللغات، أما فروعه يهدُف كل منها إلى هدف معين، وهي:[3]

  • فقه اللغة المقارن: هو فرع من فقه اللغة الذي يحلل العلاقة بين اللغات، على سبيل المثال؛ القواسم المشتركة بين اللاتينية والإترورية أو المزيد من اللغات المتدفقة في المقاطعات الآسيوية أو الإفريقية.
  • تحرير فقه اللغة النصية: هو فرعًا آخر من فقه اللغة حيث يتضمن دراسة النصوص وتاريخها بمعنى بما في ذلك النقد النصي، تم إنشاء هذا الفرع فيما يتعلق بالتقاليد الطويلة للدراسات الكتابية، على وجه الخصوص مع اختلافات المخطوطات، يبحث في تأليف النص وتاريخه ومصدره لوضعه في سياقه التاريخي وإنتاج “طبعات نقدية” للنصوص.
  • فقه اللغة المعرفي: يدرس النصوص المكتوبة والشفوية مع مراعاة العمليات العقلية البشرية، يستخدم العلم لمقارنة نتائج البحث باستخدام النظم النفسية والاصطناعية.
  • فك التشفير: هو فرع آخر من فقه اللغة الذي يبحث في إحياء اللغات الميتة مثل التي حققها جان فرانسوا شامبليون في فك رموز الهيروغليفية باستخدام حجر رشيد ومؤخراً بواسطة مايكل فنتريس في فك رموز الخطي ب، كما أن فك تكون المفتاح لفهم اللغات لا تزال غير مفهومة قليلا مثل الخطي A.

إن علم اللغة وفقه اللغة يختلفان بشكلٍ جوهري عن بعضهما البعض، كما تم توضيح ذلك من خلال بيان الفرق بين علم اللغة وفقه اللغة، وأخيرًا يُمكن القول إنّ علم اللغة هو علم وصفي تقريري، أما فقه اللغة فهو تاريخي مقارن.

المراجع

  1. uobabylon.edu.iq , الفرق بين علم اللغة وفقه اللغة , 16/11/2021
  2. linguistics.ucla.edu , What is Linguistics? , 16/11/2021
  3. worldhistory.org , Philology , 16/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *