الفرق بين الصنم والتمثال

الفرق بين الصنم والتمثال من الأشياء التي لا بد من التعرف عليها، على اعتبار أن الوثنية من الأمور التي أخذت حيزًا كبيرًا من التفكير الإنساني سواء في الثقافات أو المعتقدات الدينية ضمن فترات زمنية ماضية لا يمكن أن نقول عنها انتهت، إذ لا يخلو عالمنا في زواياه الكثيرة من مظاهرها، لذلك ها نحن ذا عبر مقالنا التالي على موقع المرجع سنوضح الفرق بين الصنم المعبود والتمثال الفني إن صح التعبير. 

الفرق بين الصنم والتمثال 

عرفت معاجم اللغة العربية الصنم على أنه كل ما ينحت من حجر أو معدن بهدف التأليه والعبادة، في حين يكون التمثال ما ينحت مشابهًا للمخلوقات من إنسان وحيوانات وغيرها، فيكون بذلك نموذجًا مصورًا، يمثل أحد أنواع الفنون، حرم الإسلام وبرفقته مختلف الديانات السماوية صنع الصنم أو حتى امتلاكه، واعتبرت عبادته نوعًا من الوثنية التي تضم مختلف أنواع الشرك بالله، [1] وهذا لا ينطبق على التماثيل الفنية التي استخدمت لتجسيد فكرة ما أو حتى لإضفاء نوعًا من الجمال على مكان ما، وانطلاقًا مما سبق نجد الاختلاف القائم بين الصنم والتمثال على أساس الغاية والتمثيل الرمزي لكل منهما، أي باختصار يمكن القول إن الصنم وثنية والتمثال فن. [2]

شاهد أيضًا: الفرق بين المسجد والجامع

حكم عبادة الأصنام في الإسلام 

منذ العصور القديمة قبل الإسلام كان من المعروف أن قبائل شبه الجزيرة العربية كان لها آلهتها الخاصة التي تعود تمثيلاتها التصويرية إلى الألفية الأولى، فتنوعت الاله عندهم لتشمل الحجر والحيوان والقمر وغيرها الكثير، ولكن سنخص في مقالنا الأصنام الحجرية القريبة إلى التماثيل في صنعها، والتي رفضها الإسلام واعتبرها بكل تأكيد نوعًا من الوثنية التي تشرك بالله الأحد، فها هو ذا نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي خاطب أباه معاتبًا مستنكرًا كيف يعبد أصنامًا دون الله تعالى، موضحًا له أن ذلك ضلال مبين، إذ قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَإِذ قالَ إِبراهيمُ لِأَبيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنامًا آلِهَةً إِنّي أَراكَ وَقَومَكَ في ضَلالٍ مُبينٍ }. [3]

كما خاطب الله ملائكته في صورة الصافات موضحًا عذاب المشركين يوم الحشر، إذ أمرهم بجمع كل الظالمين ونظائرهم وما كونوا يعبدون من خلال قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} [4]، إذ سيتلقون من العذاب أشد الأنواع من لحظة حشرهم حتى وصولهم إلى مصيرهم الأليم في جهنم، وهذا مؤكد بقوله تعالى: {مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [5]، وما ذكرناه ما هو إلا القليل من الدلائل التي تبين رفض الدين الإسلامي لهذه الظاهرة، وليس أي رفض، بل إنها خطئة تستحق أشد أنواع العقاب. 

شاهد أيضًا: ما الفرق بين النبي والرسول باختصار

الفرق بين الصنم والتمثال في الديانة المسيحية 

تسمح الكنائس بوضع تماثيل يسوع وأمه مريم والقديسين في الكنائس والمنازل. وذلك تبجيلًا لهم من خلال تكريم صورتهم، ولكن لا يعبد المسيحيون التماثيل، إذ أنهم يعرفون تمام المعرفة بأنها مصنوعة فقط من الخشب أو الجص أو الرخام، ويمكن تشبيه هذه الحالة بذلك الشخص الذي يحتفظ بصورة لعزيز عليه متوفي في محفظته أو في أي مكان يسعه النظر إليه عندما يشتاقه، وهذا يختلف تمامًا عن الأصنام المصنوعة لغرض التعبد والتأليه.

وبأي حال من الأحوال تلك التماثيل المسيحية أو الرموز ما هي إلا أداة روحية وسروقراطية، تهدف بطريقة أو بأخرى إلى التفكير في رب السماء كتذكير مرئي عند الصلاة، وهذا ينطبق على رمز الصليب أيضًا، لذلك واصلت الكنيسة تعليم أن التماثيل مقبولة تمامًا في المنازل والكنائس، مما يذكر بأن المسيحية لا تعبد الفن بل تقدس القديس في السماء. [6]

لماذا تعد عبادة الأصنام خطيئة 

بغض النظر عن وجود مجموعات بشرية تتعبد إلى الأصنام بصفنها ألهتهم، يوجد مجموعة أخرى تعتبر عبادة الأصنام نوعًا من أنواع التبجيل لله ضمن معتقدات وطقوس معينة بحجة أن الله يفهم النوايا وراء هذه العبادة، وبالفعل من الممكن وجود هذا النوع من الناس الذين يعبدون الله باستخدام الأصنام مع أفضل النوايا، ولكن لا تزال عبادة الأصنام خطيئة بسبب ما يلي: [7]

• لم يسمح الله بعبادته من خلال الأصنام، إذ خلق الله الكون وكل ما فيه؛ لذلك لا يمكن وجود مقارنة بين أي شيء مخلوق مع الله، وإنه لظلم جسيم أن نقيم خالقنا ورب الكون بأي من هذه الأشياء. 
• إن الله جميل وخلق الجمال، لذلك لا يمكن تمثيله بأي صورة من صنع خيالنا البشري، فإن هذا ظلم وتعدي على جلالة وعظمة رب العالمين. 
• عند تصوير الله بأصنام من الخيال البشري، سيتم بالتأكيد تشويه المفهوم الصحيح لمعنى الله، إذ باللاشعور سيظن الناس بأن الله من طبيعة البشر ويشبههم، مما سيجعل الإنسان مهملًا بشأن مساءلة أفعاله. 

ما هي التماثيل  

يعد النحت شكلًا فنيًا يتم فيه استغلال المواد الصلبة أو البلاستيكية في صنع أشياء فنية ثلاثية الأبعاد. ويمكن تجسيد التصاميم في كائنات قائمة بذاتها، أو في نقوش على الأسطح، كما يمكن استخدام مجموعة متنوعة هائلة من المواد، بما في ذلك الطين والشمع والحجر والمعدن والنسيج والزجاج والخشب والجص والمطاط والأشياء العشوائية. ومن الجدير بالذكر أن أنواع المنحوتات في تطور مستمر، إذ ما يشمله فن النحت اليوم يختلف عما كان قبل عقدين أو ثلاثة عقود، ولا يمكن التنبؤ إلى أين سيصل هذا الفن البصري. [8]

شاهد أيضًا: قصة تمثال علي ونينو

أنواع التماثيل 

تعد المنحوتات الأشكال الأكثر إبداعًا من الفن، حيث يكتسب خيال الفنان نظرة ثلاثية الأبعاد، وكما مكننا إنشاء أنواع مختلفة من المنحوتات الصغيرة أو الكبيرة باستخدام مجموعة واسعة من المواد، مع العلم إن هذه الهياكل ثلاثية الأبعاد المصنوعة من خلال تقنيات النحت المختلفة لا تزال تقف كجسر يربط بين ماضينا وحاضرنا، ونظرًا لأهميتها توصل العالم المعاصر إلى أنواع مختلفة من النحت دون حصرها في الأشياء المنحوتة أو التماثيل. يمكننا تصنيف هذا الشكل من أشكال الفن البصري الأكثر جاذبية إلى عدة أنواع استنادًا إلى تقنيات النحت والمواد المستخدمة، والأشكال التي تتوفر فيها، وفيما يلي سنستعرض أهم أنواع المنحوتات: [9]

• منحوتات الإغاثة (منحوتات مع قاعدة). 
• منحوتة المنحوتات. 
• منحوتات النمذجة. 
• المنحوتات المجمعة. 
• تركيب المنحوتات. 
• منحوتات حركية. 
• منحوتات العمل الأرضي. 

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الفرق بين الصنم والتمثال والذي وضحنا فيها الفروق الأساسية بين هذين المصطلحين مع التأكيد على عقوبة كل مشرك بالله سواء باستخدام الأصنام أو غيرها، كما لا يمكن أن ننسى جمال التماثيل وقيمتها الحضارية بمختلف أنواعها، لذلك لا يجب الخلط أبدًا بين الصنم والتمثال.