اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج
جدول المحتويات
اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج هو ما سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، حيث أنّ هذه الحادثة العظيمة الّتي وقت في العهد المكيّ هي تكريمٌ من الله جلّ وعلا لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت في مثابة المواساة والتّخفيف عنه بعد وفاة السّيّدة خديجة رضي الله تعالى عنها ووفاة عمّه أبو طالب، لذا سنتعرّف من خلال موقع المرجع على الصّحابيّ الجليل الّذي كان أوّل المصدّقين لهذه المعجزة العظيمة، والّتي زادت من كفر الكافرين وزادت أذاهم، بالإضافة إلى قصة الاسراء والمعراج مختصره.
معنى الإسراء والمعراج
تعدّ الإسراء والمعراج واحدةً من أعظم المعجزات الّتي كرّم الله تعالى بها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وواسه بها وخفّف عنه الآلام والمحن الّتي قد خاضها في تلك الفترة، فقد فقَدَ عمّه الّذي يحميه ويدافع عنه ويآزره، كما فقد زوجته وحبيبته السّيّدة خديجة رضي الله تعالى عنها، كذلك زاد عليه حزنه عندما عاداه أهل الطّائف وآذوه حين دعاهم للإسلام، فأمّا عن معنى الإسراء هو أنّ الله تعالى قد أسرى برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بجزءٍ من اللّيل من مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم أعاده في الليلة ذاتها إلى مكّة، والمعراج هو أنّ الله تعالى جعل النّبيّ يصعد إلى السّماوات السّبع فيراهنّ ويرى من بهنّ حتّى وصل إلى سدرة المنتهى ثمّ نزل إلى الأرض، وهذه الحادثة قد ثبتت في القرآن الكريم والسّنّة الّنبويّة المباركة، وذُكرت في كتب التاريخ وكتب الآثار وغيرها، والله أعلم.[1]
قصة رحلة الإسراء والمعراج
تروي الأحاديث النّبويّة المباركة قصة رحلة الإسراء والمعراج كاملة، وقد بدأت حين نزل جبريل عليه السّلام على رسول الله وهو نائمٌ في فراشه فشقّ بطنه وأخرج قلبه فغسله بماء زمزم وملأه حكمة ًوإيمانًا ثمّ أعاده لمكانه، ومن ثمّ أخرجه من بيته وجلب معه البراق وهو دابّةٌ من دوابّ الجنّة، فأسرى الله تعالى به من مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى، حيث رأى أنبياء الله تعالى ورسله مجتمعون كلّهم، فصلّى بهم ركعتين في المسجد، ثمّ أمر الله تعالى فعرج إلى السّماوات السّبع، وزار كلّ واحدةٍ منها، وتعرّف على الأنبياء ومن يسكن السّماوات السّبع، ومن ثمّ وصل بعد السّماء السّابعة إلى سدرة المنتهى وهي شجرةٌ طيّبة تنبع منها أربعة أنهارٍ منها النّيل والفرات، ولقد رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- البيت المعمور وجنّة المأوى، ومن ثمّ تجلّى له نور الله تبارك وتعالى، فأوحى إليه ما أوحى، ثمّ فرض عليه خمسين صلاةً في اليوم والليّلة، فظلّ رسول الله يسأل لأمّته التّخفيف حتّى صارت الصّلاة خمس فروضٍ في اليوم واللّيلة، وقد عاد من بعدها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى منزله وفراشه في ذات اللّيلة.[1]
اقرأ أيضًا: اعمال ليلة الاسراء والمعراج وما هو دعاء هذه الليلة العظيمة
اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج
إنّ اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج هو الصّحابيّ الجليل أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، فبعد حادثة الإسراء والمعراج راح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحكي للمسلمين والمؤمنين عن هذه المعجزة العظيمة الّتي كرّمه الله تعالى بها، ولكنّ بعض المسلمين لم يصدّقوه وارتدّوا عن إيمانهم وإسلامهم، وذلك لأنّ إيمانهم ضعيف بالله تعالى ورسوله، وحين وصل الخبر إلى أبو بكرٍ الصّدّيق علم بدق ما يقول رسول الله، فراح يحكي بين النّاس بأنه صادقٌ وبعيدٌ كلّ البد عن الاختلاق والكذب، وتروي السّيّدة عائشة رضي الله عنها ما حدث فتقول: “لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به، وصدقوه، وسَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ، فقالوا: هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ وجاء قبل أن يُصبِحَ؟ قال: نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو روحة، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ”.[2] فكان أبو بكرٍ رضي الله تعالى عنه خير الصحابة الكرام وأقربهم إلى رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين.[3]
اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج
الإسراء والمعراج في القرآن الكريم
قد تحدّث القرآن الكريم عن معجزة الإسراء والمعراج الّتي حدثت مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في العهد المكّي، وذكرت بعض الآيات هذه الواقعة، فقد قال الله تعالى في سورة الإسراء: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[4] حيث تدلّ هذه الآية الكريمة وتشير بصراحةٍ ووضوحٍ إلى أنّه قد أُسري برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة المكرّمة إلى المسجد الأقصى في قطعٍ من الليل، ولكنّ القرآن الكريم لم يذكر المعراج بوضوحٍ وصراحةٍ بل أشار إليه في بعض الآيات من سورة النّجم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}.[5]
هل عرج النبي بجسده أم بروحه؟
اتّفق أهل العلم المعاصرون والقدماء على أنّ الإسراء والمعراج قد وقعتا في ليلةٍ واحدةٍ وليس في ليالٍ مختلفة، وذلك ما صحّ في الأحاديث النّبويّة المباركة، كما اتّفق أهل العلم على أنّ الإسراء صار بالرّوح والجسد معًا، حيث أنّ جملة أسرى بعبده في القرآن الكريم والإسراء لا يكون بالرّوح فقط أو بالجسد فقط، بل يكون بالجسد والرّوح معًا، ولم تصحّ الأقوال الّتي تشير إلى أنّ الإسراء كان بالرّوح فقط، أو أنّه كان بالجسد فقط، فإن كان ذلك سقط الإعجاز من هذه الحادثة ولن تكون حينها من الدّلائل على النّبوّة وصدق الرّسالة ولا كان كذّب الكفرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لأنّه كثيرًا ما يحدث أن ترى الرّوح أشياء وتذهب إلى أماكن في المنام والأحلام دون الجسد.[1]
اقرأ أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج
ماذا رأى النبي في رحلة الإسراء والمعراج
إنّ رحلة الإسراء والمعراج من المعجزات العظيمة، والأحداث الكبيرة والمميّزة الّتي سطّرها التاريخ الإسلاميّ بكلّ تفصيلٍ أخبر عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وممّا رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراج نذكر:[1]
- رأى جميع الأنبياء والرّسل عليهم السّلام وصلّى بهم في المسجد الأقصى.
- رأى جبريل عليه السّلام في هيئته الحقيقيّة عند سدرة المنتهى.
- رأى سدرة المنتهى وهي شجرةُ طيّبة تنبع منها الأنهار وورقها كآذان الفيول.
- رأى نور الله تعالى متجلّيًا أمامه.
- رأى جنّة المأوى فوق السّماوات السّبع.
هنا نختتم مقالنا اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج حيث تعرّفنا على الصدّيق رضي الله عنه وعلى حادثة الإسراء والمعراج والّذي رآه في هذه الرحلة، كذلك تحدّثنا عن الإسراء والمعراج في القرآن الكريم.
المراجع
- islamweb.net , الإسراء والمعراج , 09/01/2024
- السلسلة الصحيحة , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 306، متواتر
- dorar.net , نماذج من صدق الصحابة رضي الله عنهم , 09/01/2024
- سورة الإسراء , الآية 1
- سورة النّجم , الآية 13-18
التعليقات