اعمال ليلة الاسراء والمعراج وما هو دعاء هذه الليلة العظيمة

اعمال ليلة الاسراء والمعراج وما هو دعاء هذه الليلة العظيمة والدروس والعبر المستفادة من هذه المعجزة العظيمة هو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، فمع اقتراب السابع والعشرين من شهر رجب الذي يعتقد بعض الناس أنّه موعد ليلة الإسراء والمعراج وهو قولٌ ضعيف، فإنّ الكثير من المسلمين يبحثون عن ما شُرّع من الأعمال في هذه الليلة المباركة، ويهتمّ موقع المرجع ببيان هل صحّ شيءٌ في عمل ليلة الإسراء والمعراج.

حادثة الإسراء والمعراج

تمهيدًا للمرور على أفضل اعمال ليلة الاسراء والمعراج من المهم التعريف بهذه الحادثة العظيمة، فالإسراء هو إذهاب الله سبحانه وتعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكّة إلى المسجد الأقصى في القدس، وذلك في جزءٍ من الليل ورجوعه لمكّة من ليلته، أمّا المعراج كما عرفه أهل العلم فهو إصعاد النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السموات السبع وما فوقها في جزءٍ من الليل وإرجاعه إليه، وهي حادثة تعدّ رحمةً بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما عاناه من المحن والهموم والأحزان ووفاة عمّه وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج

اعمال ليلة الاسراء والمعراج

لم يرد في القرآن الكريم أو السنّة النبوية الشريفة أيّة أعمالٍ مخصوصة من عبادة أو احتفال في ليلة الإسراء والمعراج، وإنّ البعض من المؤرخين في السيرة النبوية الشريفة يرون أنّ الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب هي ليلة الإسراء، ولكنّ الحقيقة أنّ ليلة الإسراء لم يتمّ حفظها، ولم يخبر عن موعدها لا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة رضوان الله عليهم، وقد ذكر أهل العلم أنّ الحكمة من نسيها الناس حتّى لا يتمّ الغلوّ فيها، ولو كان ما توقّعه بعض المؤرخين في موعدها صحيحًا، لم يجز للمسلمين تخصيصها بعبادة أو إحيائها أو الاحتفال بها، ففعل ذلك يعدّ من البدع التي لا تجوز، والتي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها، ولو كانت مشروعةً أو فيها نفعٌ للمسلمين لقام بها النبي صلى الله عليه وسلم بذاته، فعلى المسلمين أن لا يتعبّدوا بالأهواء بل بالدليل وبحسب ما أمر به الشرع، إلا إذا وافقت ليلة الإسراء والمعراج عادة عبادة لدى المسلم كأن توافق صومه للاثنين والخميس أو قيامه لليل المعتاد فلا حرج عليه والله أعلم، وما دون ذلك فلا يصحّ والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام ليلة الإسراء والمعراج

حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج

ببيان اعمال ليلة الاسراء والمعراج قد يبحث المسلمون عن حكم الصيام فيها، ولا بدّ من التنويه أنّ الصيام يكون واجبًا في رمضان فقط، وقد يكون مستحبًّا في المواطن التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم كصوم الاثنين والخميس، وصوم تاسوعاء وعاشوراء ويوم عرفة لغير الحاج، أمّا الصيام في يوم الإسراء والمعراج فهو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا هو فعله ولا هو أمر به ودل عليه، فلا يجب صيامه ولا يستحب ولا يسن، ومن يفعل ذلك تعبدًا مخصوصًا بهذا اليوم فقد أحدث وابتدع، وذلك أنّه لم يصحّ تعيين هذا اليوم مطلقًا وما ورد فيه لم يثبت وكلّه ضعيفٌ ومغلوط، ويمكن الصيام فيه لو وافق هذا اليوم صيام العادة كأن يكون في يوم الاثنين والخميس، أو وقع في يوم من يصوم يومًا ويفطر يومًا، فلا حرج في صيامه بهذه الحال والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج و فضل احياءها

حكم قيام ليلة الإسراء والمعراج

ممّا اشتهر بين الناس من اعمال ليلة الاسراء والمعراج أن يقوم بعض المسلمين بقيام هذه الليلة، والتي حددها البعض بأنّها في السابع والعشرين من شهر رجب، ولكنّ النبي صلى الله عليه وسلم لمّ يخصّ أي ليالٍ بصلاةٍ أو اجتهاد في العبادة، إلا الليال العشر الأواخر من رمضان، فتخصيص الليالي بعباداتٍ كالصلاة والذكر فيها دون غيرها من الليالي كليلة الإسراء والمعراج فهذا لا يصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غير مشروعٍ أبدًا، بل أخبر أهل العلم أنّه من البدع المحدثة، وذلك لأنّها لم ترد عن النبي ولم تشرّع في الإسلام، وحتّى أنّ ليلة الإسراء والمعراج لم تُعرف عينها، وكلّ ما ورد في تحديدها غير صحيح والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: قصيدة عن الاسراء والمعراج مكتوبة

دعاء ليلة الإسراء والمعراج

كذلك مما شاع بين الناس من اعمال ليلة الاسراء والمعراج هو الإكثار فيها من الدعاء، ولكنّ أهل العلم بيّنوا أنّه لم يشرّع فيها ما يفيد أنّ الدعاء فيها له بركة مخصوصة، ولا أنّ له مظنّة إجابة، ولا يجوز أن تُخصص الليلة بعينها بدعاءٍ مخصوص، لكن على المسلم أن يُكثر من الدعاء في كلّ أيّامه ولياليه ويحرص أن يردد من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة، ومنها:[5]

  • “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت”.
  • “اللهم لك أسلَمتُ، وبك آمَنت، وعليك توكَّلت، وإليك أنَبت، وبك خاصَمت، وإليك حاكَمت، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسرَرتُ وما أعلَنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت”.
  • “اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك”.

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

الإسراء والمعراج في القرآن والسنة

إنّ حادثة الإسراء والمعراج من الأمور التي لا شكّ فيها، وهي ثابتة في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذكرها في الكثير من المواضع ومنها:

  • ذُكرت حادثة الإسراء صراحةً في قوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [6]
  • أُشير لحادثة المعراج في القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}. [7]
  • ورد في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا….”. [8]

دروس وعبر في رحلة الإسراء والمعراج

من الضروري للمسلمين استخلاص الدروس والعبر من الإسراء والمعراج بعد عرض اعمال ليلة الاسراء والمعراج، فهي من الأحداث والمعجزات العظيمة، ومن دروسها:[9]

  • أهمية الثبات على الحق: فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر المسلمين ما حصل معه بالرغم من أنّ هذا الأمر مُعجز ويصعب تصديقه.
  • إنّ الرسالات السماوية كلها من عند الله: فقد صلّى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل مجتمعين دون تفريقٍ بينهم.
  • للمسجد الأقصى مكانة كبيرة في الإسلام: فهو القبلة الأولى للمسلمين، وهو من المساجد المحرّمة، وثالث المساجد التي تشدّ إليها الرحال، وهو ومحطّ الإسراء والمعراج.
  • للصلاة مكانة عظيمة بين العبادات: فقد تمّ تشريع الصلاة فوق السموات السبع بدون واسطة.
  • إنّ الصداقة الحقيقية أفعالٌ ومواقف وليست أقوال: وذلك مثلما فعل أبو بكر رضي الله عنه الذي صدّق النبي بمجرّد سماعه الخبر.

بهذا القدر من المعلومات نختتم مقال اعمال ليلة الاسراء والمعراج وما هو دعاء هذه الليلة العظيمة، الذي عرّف بمعنى وحادثة الإسراء والمعراج، وقدّم توضيحًا للحكم الشرعي للأعمال فيها، وختم بذكر الدروس والعبر المستفادة من هذه الحادثة الكبيرة.

المراجع

  1. islamweb.net , الإسراء والمعراج , 28/01/2024
  2. binbaz.org.sa , هل صح شيء في ليلة الإسراء والاحتفال بها؟ , 28/01/2024
  3. islamweb.net , حكم صيام يوم الإسراء والمعراج. , 28/01/2024
  4. islamqa.info , تخصيص بعض الليالي بصلاة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم , 28/01/2024
  5. islamweb.net , الدعاء ليلة الإسراء في ميزان الشرع , 28/01/2024
  6. سورة الإسراء , الآية 1
  7. سورة النجم , الآية 13-18
  8. صحيح النسائي , الألباني/ مالك بن صعصعة الأنصاري/ 447/ صحيح
  9. saaid.net , دروس من الاسراء والمعراج , 28/01/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *