ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج

ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج هو ما سيتمّ الإجابة عنه من خلال هذا المقال، حيث إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد مدّه الله سبحانه وتعالى بالكثير من المعجزات والأمور التي تؤيد صدقه وصدق رسالته، وكانت الإسراء والمعراج من الاختبارات العظيمة للناس وتعظيمًا وتكريمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سيطلعنا موقع المرجع على الأمور التي اقرأها النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج.

ما هي رحلة الإسراء والمعراج؟

قبل معرفة ماذا رأي الرسول في رحلة الاسراء والمعراج من المهم التعرف على هذه الحادثة العظيمة، فقد عانى النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المصاعب والأمور التي لاقاها، وخاصةً بعد وفاة عمّه أبو طالب وزوجته خديجة، وأذى المشركين له، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أن سرّي عن فؤاده المكلوم، فكانت رحلة الإسراء والمعراج، والإسراء هو ما كان من أخذ النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المسجد الأقصى في جزءٍ من الليل، والمعراج هو حمل النبي والصعود به إلى ما فوق السموات السبع في جزءٍ من الليل والعودة به إلى مكة، وهي معجزةٌ من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة في القرآن الكريم والسنة الشريفة.[1]

اقرأ أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج

ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج

قد جمع أهل العلم الأمور التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج وهنّ ثمانية أمور وهي رؤية جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية، ورؤية البراق ورؤية الأنبياء، ورؤية مالك خازن النار، ورؤية البيت المعمور، ورؤية سدرة المنتهى، ورؤية نهر الكوثر ورؤية المعذّبين، وهذه الرحلة هي واحدة من أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبتت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز في سورة الإسراء: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[2] وفيما يأتي تفصيل الأمور التي شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة العظيمة.

جبريل على هيئته الحقيقية

حيث إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقة مرّتين في رحلة الإسراء والمعراج، وجبريل عليه السلام ملك ضخم الخلقة عظيم الهيئة، وهو آية من آيات الله وخلقه، ومن وصفه أنّ له ستّمائة جناح وكلّ جناحٍ له مدّ البصر، وقد يظن المسلمون أنّ النبي قد رأى الله عند سدرة المنتهى لكنّ الصواب أنّه رأى جبريل ولم ير ربّ العالمين، والله ورسوله أعلم.

رؤيته للبراق

إنّ البراق هو الدابة التي ركبها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وقال أهل اللغة أنّ البراق هو اسم الدّابة التي ركبها رسول الله ليلة الإسراء، وسمّي البراق من البرق لسرعته الفائقة، وقيل سمي بذلك لشدة صفائه وبريق لونه، ومما يدل على رؤية النبي له هي كثرة الأحاديث الواردة فيه منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أنَّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم أُتِيَ بالبراقِ ليلةَ أسري بِهِ ملجمًا مسرجًا فاستصعبَ عليْهِ فقالَ لَهُ جبريلُ أبمحمَّدٍ تفعلُ هذا فما رَكبَكَ أحدٌ أَكرمُ على اللَّهِ منْهُ قالَ: فارفضَّ عرقًا”.[3]

رؤية الأنبياء والمرسلين

ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل مالك بن صعصعة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، قد صادف الأنبياء في السموات السبع ففي كلّ سماءٍ نبيٍ أو مرسل، وقبل أن يعرج إلى السماء كان قد أسري به إلى بيت المقدس وهنا صلّى بالأنبياء والمرسلين جميعًا إمامًا، ومن الأنبياء الذين اقرأهم في السموات السبع:

  • آدم عليه السلام في السماء الدنيا.
  • نبي الله عيسى ونبي الله يحيى عليهما السلام في السماء الثانية.
  • نبي الله يوسف عليه السلام في السماء الثالثة.
  • نبي الله إدريس عليه السلام في السماء الرابعة.
  • نبي الله هارون عليه السلام في السماء الخامسة.
  • نبي الله موسى عليه السلام في السماء السادسة.
  • نبي الله إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة.

مالك خازن النار

ورد في الكثير من الأحاديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل السماء الدنيا تلقته الملائكة ضاحكين مستبشرين إلا واحدٌ منهم لقيه وهو يدعو بالخير ولكنه لم يضح، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن هذا الملك، فأخبره أنّه مالك خازن النار وهو لا يضحك منذ خُلقت النار لأنّه يخشى أن يغضب الله سبحانه وتعالى عليه فيعذّبه فيها.[4]

النار وأحوال المعذبين

لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مالك خازن النار وسأل جبريل عليه السلام عنه، طلب من جبريل أن يأمر مالك فيريه النار، فكشف مالك غطاء النار ففارت وارتفعت، ثمّ طلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمره فيردها فأمره، فعادت مكانها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعض أحوال المعذّبين في النار، كمن رآهم وهم لهم أظفارٌ من نحاس ويخمشون فيها وجوههم وصدورهم وهم الذين يقعون في أعراض الناس، ورأى الأقوام الذين تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار وهم الذين كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.

البيت المعمور

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم في معراجه إلى السماء السابعة اقرأ فيها خليل الرحمن نبي الله إبراهيم عليه السلام جالسًا ومسندًا ظهره إلى البيت المعمور وهو البيت الذي يعدّ كعبة أهل السماء، يصلّي فيه كلّ يوم سبعون ألف ملك من الملائكة لا يرجعون إليه أبدًا، وفيه استقبل نبي الله إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سدرة المنتهى

بعد صعود النبي صلى الله عليه وسلم فوق السماء السابعة وصل إلى سدرة المنتهى، وهي شجرة عظيمة مباركة في السماء السابعة، وهي الحد الذي لا يتجاوزه أحدٌ من الخلق، فهي النهاية لكلّ رحلة إلا رحلة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بما يعرفه الناس من الأمور، فذكر أنّ نبقها مثل قلال هجر، وهجر هي بلدة مشهورة بإنتاج القلال، ووصف أوراقها فقال أنّها كآذان الفيلة، ويغشاها فراشٌ من الذهب، وهذا الوصف تقريبي لفهم البشر.

الجنة ونهر الكوثر

وهو النهر الذي أكرم الله سبحانه وتعالى نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم به، وقد روى أنس بن مالك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ، الذي أعْطاكَ رَبُّكَ، فإذا طِينُهُ – أوْ طِيبُهُ – مِسْكٌ أذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ”.[5]

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

كيف عرج النبي إلى السماء

بعد بيان ماذا رأي الرسول في رحلة الاسراء والمعراج سيتمّ الحديث عن كيفية عرج النبي إلى السموات، فهذه المعجزة العظيمة كانت لمّا جاء جبريل عليه السلام ومعه البراق إلى النبي في مكة، وهو مخلوقٌ ينتهي خطوه عند منتهى بصره، فحمله عليه إلى بيت المقدس حيث صلّى الجماعة بالأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ثمّ عرج به إلى السماء على البراق، وفي كلّ سماء يستأذن فيؤذن له حتّى كان فوق السماء السابعة في سدرة المنتهى، وعندها فرضت عليه الصلاة وكانت خمسين صلاة في اليوم والليلة، حتّى خففها ربّ العالمين جلّ جلاله لخمس صلوات في اليوم والليلة، والله أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج

متى ليلة الإسراء والمعراج

إنّ ما شاع بين الناس أنّ ليلة الإسراء والمعراج كان في الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب، هو قولٌ لا دليل عليه ولا إثبات، وقد اختلف أهل العلم في تحديد سنة وشهر وليلة الإسراء والمعراج، وقد كثرت أقوالهم جدًا، ولكنّ لا صحيح في ذلك ولا تحديد لها، ومما قيل أنّها كانت قبل الهجرة بعام، وآخرون قالوا أنّها قبل الهجرة بخمس سنوات، وفي الأشهر قيل أنّها كانت في ربيع الأول وقيل في رمضان، وقيل شوال وقيل غير ذلك، فلم يثبت فيه أيّ دليلٍ لموعد حدوثها والله أعلم.[7]

ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج عنوان هذا المقال، الذي وصلنا لنهايته بعد التعريف بالإسراء والمعراج، وبيان كيفية معراج النبي إلى السماء، وموعد حادثة الإسراء والمعراج والمرور على الأشياء التي اقرأها النبي فيها.

المراجع

  1. islamweb.net , الإسراء والمعراج , 09/01/2024
  2. سورة الإسراء ,  الآية 1
  3. صحيح الترمذي , الألباني/ أنس بن مالك/ 3131/ إسناده صحيح
  4. islamweb.net , قصة المعراج , 09/01/2024
  5. صحيح البخاري , البخاري/ أنس بن مالك/ 6581/ صحيح
  6. binbaz.org.sa , ما حقيقة الإسراء والمعراج وكيفيته؟ , 09/01/2024
  7. islamweb.net , ليس في تحديد ليلة الإسراء نقل يحتج به , 09/01/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *