الاصل في جميع الاطعمه والاشربه

الاصل في جميع الاطعمه والاشربه هو ما سيتحدّث عنه هذا المقال، حيث أنّ الطعام والشّراب من أساسيّات الحياة الّتي لا يمكن للمرء الاستغناء عنها إطلاقًا، وإنّ الدّين الإسلاميّ اهتمّ بكلّ ما يخص الإنسان، حتّى طعامه وشرابه، فانتقى له من الطّعام ما ينفعه ويكون خيرًا له، بينما حرّم عليه كلّ طعامٍ أو شرابٍ يضرّه ولا ينفعه، لذا فإنّ موقع المرجع يساعدنا على معرفة أحكام الطّعام والشّراب الّتي وضعها الإسلام الحنيف وحدّدها للإنسان.

ما هي الاطعمة والاشربه

قبل معرفة الاصل في جميع الاطعمه والاشربه من الضروري معرفة ما هي الاطعمه والاشربه، الاطعمه في اللغة جمعٌ مفرده طعام، وهو كلّ ما يمكن أكله، ويُطلق على كلّ ما يستسيغه الإنسان حتّى الماء، لقوله تعالى في كتابه الحكيم في سورة البقرة: {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}. [1] فالطعم يدلّ على التذوّق، أما الأشربة فتختصّ بما يمكن شربه، واصطلاحًا فإنّ الأطعمة والأشربة هي كلّ ما يُحلّل وما يُحرّم من المأكل والمشرب. [2]

شاهد أيضًا: حكم الاسراف في الطعام والشراب

الاصل في جميع الاطعمه والاشربه

الاصل في جميع الاطعمه والاشربه الحلّ للمؤمنين دون الكفّار فكلّ طيّبٍ نافعٍ مباح وكلّ ضارٍّ خبيثٍ محرّم، وهذا ما اتّفق عليه أهل العلم من المذاهب الأربعة، فالله -سبحانه وتعالى- خلق الأرض وما عليها، وسخّرها للمكلّفين ينتفعون به من غذاءٍ وغيره، ولم يُحرّم الله من الطّعام على النّاس إلا ما استثني في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}. [3] فكلّ ما لم يُذكر في هذه الآية فهو حلال، فقد فضّل الله على عباده أن جعل لهم ما في الأرض رزقًا حلالًا لهم، وأذن لهم أن يأكلوا ممّا رزقهم دون اشتراط الحلّ إلا ما ذكره، وقد ورد عن ابن عبّاس -رضي الله عنه- قال: “كانَ أهْلُ الجاهليَّةِ يأكلونَ أشياءَ ، ويترُكونَ أشياءَ تقذُّرًا ، فبعثَ اللَّهُ تعالى نبيَّهُ ، وأنزلَ كتابَهُ وأحلَّ حلالَهُ وحرَّمَ حرامَهُ ، فما أحلَّ فَهوَ حلالٌ وما حرَّمَ ، فَهوَ حرامٌ وما سَكَتَ عنهُ فَهوَ عفوٌ وتلا : قُلْ لَا أجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا إلى آخرِ الآيةِ”. [4]  فما سُكت عنه فهو مُباحٌ ولا إثم عليه، لأنّ التّحليل هو الأصل والله أعلم. [5]

شاهد أيضًا: أحاديث متعلقة بآداب الطعام والشراب

حكم الاسراف في الاطعمه والاشربه المباحه

بعد معرفة الاصل في جميع الاطعمه والاشربه، من الضرورة بمكان أن يعرف المسلم حكم الاسراف في الطعام والشراب المباح، فالإسراف صورةٌ من صور التّبذير وهو مُحرّمٌ ومرفوضٌ ومنهيٌّ عنه في الإسلام، فقد أباح الله لعباده أن يأكلوا من طيّبات ما رزقهم، لكن من غير إسرافٍ ولا تبذير، ونُهي عنه في القرآن الكريم وفي السّنة النّبوية الشريفة، يقول الله في كتابه العزيز: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. [6] فلا يليق بالمسلم أن يكون مسرفًا، والله -سبحانه وتعالى- لا يحب المسرفين، وفي الإسراف تضييع لنعمة الله التي ينبغي للمسلم أن يحفظها ويشكر الله عليها. [7]

أسباب التحريم في بعض الأطعمة والأشربة

تحرم بعض الاطعمه والاشربه في الإسلام، وذلك باختلاف أسباب تحريمها ومنطقيّتها، حيث يختلف سبب التّحريم ولا يتشابه، وهناك أسبابٌ عامّة للتّحريم وأسبابٌ خاصّة تتعلّق وترتبط بعين الطعام والشّراب، ومن تلك الأسباب ما سيتمّ ذكره آتيًا.

أسباب تحريم الأطعمة الخاصة

وهي ما يكون سببًا موجودًا في عين الطّعام والشّراب، فيحرم أكل السباع من البر، وذو المخلب من الطير، والمسكر من الشّراب الذي يُذهب العقل، وما لم يُذكى بالطّريقة الشّرعية من بهيمة الأنعام. [8]

أسباب تحريم الأطعمة العامة

لا ترتبط أسباب تحريم الأطعمة العامّة بعين الطّعام، بل تكون متعلّقة بأمورٍ شاملة كالنّجس والضّرر العائد على الإنسان وغيرها، ومن الأسباب العامة لتحريم بعض الأطعمة ما يأتي: [8]

  • الضرر: فكلّ ما يسبب الضّرر للإنسان بتناوله يحرم أكله بكلّ أصنافه.
  • النجاسة: إذا كان الطّعام نجسًا بذاته، فيحرم أكله، كالميتة وما اختلط به النجس تمامًا.
  • الاستقذار والخباثة: فكلّ ما لا تتقبّله النفس السليمة من الخبائث يحرم أكله.
  • ارتضاع الحيوان من خنزيرة: وهذا المشهور قوله عند أهل العلم فكلّ حيوانٍ شبّ من لبن الخنزير حرّم أكله.
  • شرب الحيوان للمسكرات:  ويكون محلّلًا بعد غسل لحمه وقيل يُكره أكله عمومًا.

شاهد أيضًا: حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

أنواع الأطعمة والأشربة المباحة

إنّ الاصل في جميع الاطعمه والاشربه الإباحة، وقد قسّمها أهل العلم لثلاث أنواعٍ رئيسة ، وهي النّباتات والحيوانات والسّوائل، وفي تفصيلها: [9]

  • أمّا الحيوانات فهي كلّ الحيوانات البريّة والطّير وكائنات البحر وبهائم الأنعام إلّا ما استثني منها بتحريمه بسببِ خاصٍّ أو عام.
  • أمّا النّباتات فيقول أهل العلم أنّها مباحةٌ جميعها بكافّة أشكالها وألوانها، ولم يُذكر تحريمٌ بأيّ نوع إلّا ما يكون سامًّا منها.
  • السّوائل تتبع مصدرها بتحليلها وتحريمها، فالحليب والماء والعسل كلّها مباحة ومحلّلة ما لم تختلط بنجس أو غير ذلك ممّا يحرمها.

أنواع الأطعمة والأشربة المحرمة

على الرغم من أنّ الاصل في جميع الاطعمه والاشربه الإباحة إلّا أن الله استثنى منها بعض الأطعمة التي تكون محرّمة على عباده، وهي على أنواع منها: [10]

  • المحرّم من الحيوانات: وتكون على عدّة أصناف ما حرّم من الحيوانات البريّة من كلّ ذي نابٍ كالسّبع، وما هو سامٌّ كالأفاعي والحيّات، وكلّ ما هو نجس كالخنزير، والحمر الأهليّة بتحريمٍ خاص.
  • المحرّم من الطيور: فما كان له مخلب يصيد به فهو محرّم كالصّقر، وما كان مستخبثًا كالخفّاش، والفواسق من الطّير كالغراب، وكلّ ما نهى الشّرع عن قتله كالهدهد.
  • الحشرات: وهي كلّ ما يدبّ على الأرض أو يطير في السّماء من الحشرات فجميعها محرّمة، لأنّها مستخبثة وقذرة.

شاهد أيضًا: ما الواجب تجاه نعمة الطعام

سنن الطعام والشراب

وضعت الشّريعة الإسلاميّة على يد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- سننًا للطّعام والشّراب وآدابًا يلتزم بها المسلم في طعامه وشرابه، وذلك بعد بيان أنّ الاصل في جميع الاطعمه والاشربه الإباحة، ومن تلك السنن والآداب ما يأتي: [11]

  • التّسمية في بداية الطّعام: ويراد بها قول بسم الله في بداية الأكل ويجوز إذا نسي المسلم أن يسمّي الله في بدايته أن يقول بسم الله أوّله وآخره.
  • الأكل ممّا يلي المسلم وأن يأكل بيمينه: وهي من الأمور التي أمر بها النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وحثّ عليها.
  • تناول اللقمة التي تسقط: ويميط عنها الأذى ويأكلها فإنّ الشّيطان يشارك المسلم في طعامه لو تركها له، وذلك لينزع البركة من طعامه.
  • أن يلعق المسلم أصابعه: وهو أن يلحسها بطرف لسانه ولا يمسحها أو يغسلها حتّى يلعقها.
  • الأكل بثلاث أصابع: وهذا يختصّ فيما يمكن حمله بالأصابع.
  • التّنفس خارج الإناء: ولذلك من السّنة أن يشرب المسلم الماء على ثلاث دفعات حتى يتمكّن من التّنفّس خارج الإناء.
  • حمد الله وشكره على نعمه بعد الطعام: وهو من أسباب دوام النّعمة وزيادتها، وسبب لاصطفاء الله لعبده.

شاهد أيضًا: كل طعام، أو شراب نجس؛ فهو محرم، ومن أمثلته ما يلي

وهنا نكون قد وصلنا لنهاية المقال الذي يحمل عنوان الاصل في جميع الاطعمه والاشربه، والذي وضّح معنى الأطعمة والاشربة، كما بيّن أصل حكمها، وذكر حكم الإسراف في المُباح منها، وذكر أسباب التّحريم في بعضها، وعدّد بعض أنواع الأطعمة المباحة والمحرّمة، وختم المقال بآداب وسنن الطّعام والشّراب.

المراجع

  1. سورة البقرة , الآية 249.
  2. dorar.net , تعريف الأطعمة , 3/10/2021
  3. سورة الأنعام , الآية 145.
  4. صحيح أبي داود , الألباني، عبدالله بن عباس، 3800، إسناده صحيح.
  5. dorar.net , الأَصلُ في الأطْعِمةِ , 3/10/2021
  6. سورة الأعراف , الآية 31.
  7. aliftaa.jo , حكم الإسراف في الطعام , 3/10/2021
  8. aliftaa.jo , الأطعمة المحللة والمحرمة ومستجداتها الفقهية , 3/10/2021
  9. al-eman.com , الأصل في الأطعمة والأشربة , 3/10/2021
  10. al-eman.com , أقسام الأطعمة المحرمة , 3/10/2021
  11. alukah.net , سنن وآداب الطعام والشراب (آداب الأكل) , 3/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *