أول من أحدث بدعة المولد النبوي

أول من أحدث بدعة المولد النبوي ، من المعلومات التي تتعلّق بالمولد النبوي المبارك، وهي من الأمور التي يبحث عنها النّاس وخاصّةً مع اقتراب موعد ذكرى يوم ولادة النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- ويعدّ الاحتفال بالمولد بدعة فلم يحتفل النبي ولا الصحابة ولا التّابعين فيه، وهو من الأمور التي أحدثها الناس وليست من السنة، وفي هذا المقال يهتمّ موقع المرجع بتقديم معلوماتٍ حول بدعة المولد وبعض أحكامها.

بدعة الاحتفال بالمولد النبوي

قبل معرفة أول من أحدث بدعة المولد النبوي الشريف، لا بدّ من التّعريف بماهيتها، فيوم المولد النبوي الشريف، هو إحياءٌ لذكرى ولادة النبي -صلى الله عليه وسلّم- رسول الله وخاتم النّبيّين، ويحتفل الناس بذلك في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الثاني من كلّ عامٍ هجري، حيث تنتشر الاحتفالات والأفراح وتُقام الولائم وتكثر العبادات وتُحيا سنّة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بين المسلمين، وهذا الأمر لم يكن معروفًا في عهد النّبيّ ولا في عهد الصّحابة الكرام، فهو من البدع التي أحدذها المسلمون فيما بعد، ولتتّخذ بعض الدّول الإسلاميّة هذا اليوم عطلةً رسمية فيها.[1]

شاهد أيضًا: حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة

أول من أحدث بدعة المولد النبوي

إنّ أول من أحدث بدعة المولد النبوي الشريف هم الرّافضة العبيديّون والذين يُطلق عليهم اسم الفاطميّون، حيث ابتدعوا وأحدثوا بدعة المولد مع ما ابتدعوه في يوم عاشوراء، من ضربٍ للصّدور ولطمٍ للخدود، وشجٍّ للرّؤوس وغير ذلك من البدع التي أظهروها، لتمثيل حزنهم على مقتل الإمام الحسين بن عليّ -رضي الله عنهما، وهذه حيقيةٌ تاريخيّة ومُثبتة في كتب التّاريخ، وقد كتبها المقريزي في كتابه “الخطط” وقال أنّهم أحدثوا عديد الموالد والاحتفالات البدعيّة منها مولد النّبي -صلى الله عليه وسلم- ومولد علي وفاطمة والحسن والحسين وغيرها، حتّى بلغ عدد الموالد المبتدعة عندهم سبعةً وعشرين مولدًا، وكلّها لم ترد لا في عهد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ولا في عهد الصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- ولا من جاء بعدهم من التّابعين والأئمّة الأخيار احتفل بهذه الموالد ولا حتى المولد النبوي، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الموالد والبدع انقرضت جميعها بسقوط الدولة العبيدية عام 567 هـ، على يد صلاح الدّين الأيّوبي.[2]

شاهد أيضًا: بدعة المولد النبوي ما المقصود بها

أول من أحيا بدعة المولد النبوي

إنّ أوّل من أحدث بدعة المولد النبوي هم العبيديون الفاطميون، ولكنّ هذه البدعة انقرضت فترةً من الزّمن ليكون أول من يُحييها بعد انقراضها، هم أهل الصّوفيّة، حيث أنّهم قاموا بإعادة  الاحتفالات بيوم المولد النبوي الشريف، كما قام الشيعة بإحياء بدع يوم عاشوراء من جديد، وعندما ثقل على أهل الصوفيّة أن يكون أوّل من أحدث بدعة يوم المولد رافضي، زعموا أنّ أوّل من أحدثه ملك إربل الملك المظفّر أبو سعيد كوكبرى، ولا يزال المسلمون إلى يومنا هذا يحتفلون بهذه البدع ويحيونها.[3]

شاهد أيضًا: قصة المولد النبوي الشريف مكتوبة

هل الاحتفال بالمولد بدعة

بعد الإطلاع على أول من أحدث بدعة المولد النبوي الشريف، من الضروري معرفة هل الاحتفال فيه بدعة، وهو ممّا لا شكّ فيه عند أهل العلم أنّه بدعة، لأنّ البدعة تُطلق على كلّ محدثة توجد في الدين ولم تكن موجودة في عهد النّبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يذكرها ولم يأمر بها، فمولد النّبي بدعةٌ مُحدثة بعد ثلاث قرونٍ من وفاة النّبي -صلى الله عليه وسلم- واختلف حكم بدعة المولد عند أهل العلم منهم من اعتبرها بدعةٌ حسنة ومنهم من كرّهها ومنهم من حرّمها والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

للمولد النّبوي الشريف صورتين أساسيّتين لدى أهل العلم، واحدة محرّمة بإجماع المذاهب وجمهور العلماء، وواحدة اختلفوا فيها بين جوازها وكراهيّتها، ولم يتذفق أهل العلم في حكم الاحتفال بالمولد النبوي، لأنّ كلّ جهة اعتمدت على الأدلة والبراهين التي ملكتها، وفيما يأتي بيان الصّورتين:[5]

  • الصورة الأولى: وهي المحرّمة بالإجماع، وغير جائزة لأيّ مسلم وتحت أيّ ظرف، وفيها يكون الاحتفال بالمولد النبوي مرافقًا للمنكرات والمحرّمات، كأن يختلف فيه الرّجال بالنّساء، وأن يحتفل المسلمون بالمعازف والأغاني، وأن يغالوا في مدح النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وحبّه وإطلاق صفات الألوهيّة والرّبوبيّة عليه.
  • الصورة الثانية: وهي الصورة الأخرى التي يقوم النّاس بالاحتفال بها في يوم المولد، وفيها يجتمع النّاس بحلقاتٍ يقرأون القرآن ويذكرون الله ويسبّحونه ويكبّرونه ويصلّون على النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ويتدارسون السّيرة النبوية العطرة، ويتناولون الطّعام إن وُجد، وهذه الصّورة فيها قولان لأهل العلم، كرّهها بعضهم لأنّها من البدع ولو أنّها يمكن أن تكون من البدع المحرّمة، وأباحها بعضهم لأنّها لا إثم فيها ولا عدوان.

شاهد أيضًا: متى عيد المولد النبوي الشريف

من أقوال العلماء الذين أجازوا المولد النبوي

إنّ أول من أحدث بدعة المولد النبوي هم الفاطميين، ولكنّ بعض أهل العلم من السّنّة جاءت لهم نصوص وأقوال تُبيح الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، ومن أقوالهم:

  • الإمام ابن حجر العسقلاني: “أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة”.
  • الإمام النووي: “ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين”.
  • محمد متولى الشعراوي: “وإكراما لهذا المولد الكريم فإنه يحق لنا أن نظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام وذلك بالاحتفال بها من وقتها”.
  • يوسف القرضاوي: “إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة”.
  • محمد راتب النابلسي: “الاحتفال بعيد المولد ليس عبادة ولكنه يندرج تحت الدعوة إلى الله، ولك أن تحتفل بذكرى المولد على مدى العام في ربيع الأول وفي أي شهر آخر، في المساجد وفي البيوت”.

شاهد أيضًا: خطبة جمعة عن بدعة المولد النبوي مكتوبة

من أقوال العلماء الذين منعوا المولد

لأنّ المولد النبوي الشريف بدعة وأول من أحدث بدعة المولد النبوي هم العبيديون فإنّ أكثر أهل العلم قالوا بمنع الاحتفال فيه، ومن أقوال أهل العلم الذين منعوا المولد:

  • الإمام ابن تيمية: “إنّ إحداث المسلمين ما يشابه فعل النّصارى من البدع، ولكنّ الله قد يُثيبهم على المحبّة والاجتهاد، لكنّ الأسلم أن يبتعدوا عنه فلو كان فيه خير لاحتفل به السّلف الصّالح”.
  • الامام ابن الحج المالكي: “من جملة ما أحدثه النّاس احتفالهم في الثاني عشر من ربيع الأول، وقد احتوى على بدعٍ ومحرّماتٍ بالجملة، كالأغاني واستعمال آلات الطّرب، وكان يجب أن يُزاد في العبادة والخير وشكر الله ولو كان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- لم يزد فيه”.
  • الشيخ ابن عثيمين: “إنّ ليلة مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- غير معروفةٍ على وجه القطعي، فلا أصل للاحتفال بها من ناحية التّاريخ، ولا أصل للاحتفال بالمطلق في الشّرع ولوكان له أصل لاحتفل به رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولا يجوز للمسلم أن يزيد على ما جاء به رسول الله في الدّين، فالدّين قد اكتمل قبل وفاة النّبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز للمسلم أن يتعبّد ببدعة مُحدثة ولا أن يُحدث ويبتدع في العبادة”.
  • ابن باز: “غير مشروع بل هو بدعة، ولم يفعله النّبي -صلى الله عليه وسلّم- ولا أصحابه، فالاحتفال بالموالد بدعةٌ غير مشروعة، والنبّي هو الدّاعي إلى كلّ خير وهو المرشد للأمّة، وقد بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا، ولم يُرشد أمّته للاحتفال بيوم مولده لا في حياته ولا بعد مماته، ولم يفعله أحدٌ من الصّحابة”.

شاهد أيضًا: هل المولد النبوي بدعة

أدلة شرعية على جواز المولد النبوي

اعتمد أهل العلم الذين أباحوا المولد النبوي الشريف، بالرّغم من أنّه بدعة وأول من أحدث بدعة المولد النبوي هم العبيديون، على عدّة أدلّة شرعية وهي:

  • صام النّبي -صلى الله عليه وسلّم- يوم الاثنين، وعندما سُئل عن السبب أجاب بأنّه يوم مولده، فقد روى أبو قتادة الحارث بن ربعي قال: “أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سئل عن يومِ الاثنينِ فقال ذلك يومٌ ولدتُ فيه ويومٌ بعثتُ فيه وأنزل عليّ فيه”.[6] وعدّ أهل العلم هذا الحديث أنّه إشارةٌ لجواز إحياء يوم المولد بالعبادة.
  • من أوامر الله تعاللى لعباده أن أمرهم بتعظيم شعائر الله، والذي يعدّ تعظيم النّبي -صلى الله عليه وسلّم- من تعظيم شعائره.
  • إنّ المسلمين مأمورين بالفرح لرحمة الله -سبحانه وتعالى- والنّبي -صلى الله عليه وسلّم- أُرسل رحمةً للعالمين، ومن الحريّ بالنّاس أن يفرحوا بولادته.

أدلة شرعية على عدم جواز المولد النبي

إنّ غالبيّة القول لدى أهل العلم في حكم المولد النبوي الشريف أنّه مكروهٌ وغير جائز، وذلك استنادًا على الكثير من الأدلّة والبراهين ومنها:[7]

  • اقتناعهم أنّ المولد النبوي الشريف لو كان فيه خير، لأخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو خير من قام بتبليغ الرّسالة والنّفع للأمّة.
  • إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لم يحتفل لا هو ولا من معه من الصّحابة الكرام بعيد المولد النبوي الشريف، ولا حتّى الأئمّة والتّابعين.
  • الأهمّ من ذلك أنّ أول من أحدث بدعة المولد النبوي الشريف هم الرّافضة العبيديّون، والذين يعدّون من أهل الضّلال، والبعيدين كلّ البعد عن منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- برأي العلماء والنّبي صلى الله عليه وسلّم يقول: “فعليكم بسنتِي وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ من بعدِي تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.[8]
  • إنّ من يحتفل بالمولد فإنّه يقول أنّ الله -سبحانه وتعالى- لم يُكمل الدّين، وهذا خطرٌ عظيم فإنّ الله قد أتمّ نعمته وأكمل دينه، وما جاء بعد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- فهو باطل.

شاهد أيضًا: عبارات عن المولد النبوي الشريف ، أجمل كلمات عن مولد الرس

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقال أول من أحدث بدعة المولد النبوي الذي تحدث عن بدعة المولد النبوي، وذكر أوّل من أحدثها وأوّل من أحياها، وبيّن المقال حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وعرض أقوال العملماء من المانعين ومن المجيزين، كما عرض الأدلّة التي اعتمد عليها أهل العلم في حكم المولد النبوي .

المراجع

  1. marefa.org , المولد النبوي , 06/10/2022
  2. dorar.net , الاحتِفالُ بالمَولِد النَّبويِّ - شُبهاتٌ ورُدودٌ , 06/10/2022
  3. dorar.net , الاحتِفالُ بالمَولِد النَّبويِّ - شُبهاتٌ ورُدودٌ , 06/10/2022
  4. binbaz.org.sa , في حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها , 06/10/2022
  5. docs.google.com , حكم الاحتفال بالمولد النبوي , 06/10/2022
  6. تاريخ الطبري , ابن جرير الطبري/ أبو قتادة الحارث بن ربعي/ 293 /2/ صحيح
  7. binbaz.org.sa , في حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها , 06/10/2022
  8. مجموع فتاوى ابن باز , ابن باز/العرباض بن سارية/6/317/إسناده صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *