اشهر ملوك مملكة سبأ

اشهر ملوك مملكة سبأ التّي تُعدّ إحدى الممالك العريقة في المنطقة العربيّة، حيث تعود نشأتها إلى آلاف السّنين. وحكمها الكثير من الملوك والأمراء على مرّ العصور، واستطاعت المملكة تكوين نظام سياسي فيدرالي. ويرجع تسميتها بهذا الاسم إلى اسم جد قبيلة من القبائل العربيّة، ومعناه القاتل. سنسلط الضوء في موقع المرجع إلى اشهر ملوك مملكة سبأ، بالإضافة إلى نشأتها وطبيعة الحياة فيها وأسباب انهيارها.

نبذة عن مملكة سبأ

تعتبر سبأ مملكة عربية يمنيّة قديمة، حيث تأسّست في العام ألف قبل الميلاد، امتدت من شواطئ البحر الأحمر والحبشة والكثير من المناطق العربيّة أهمها دولة اليمن التّي احتفظت بنفس الاسم حتى يومنا هذا. وكانت عاصمتها مدينة صراوح التّي تحمل اسم صنعاء حاليًا.كما واشتهرت سبأ بتجارة العطور والبخور واللبان والدّرر، فكانت تُصنّف من ضمن الدّول الغنيّة. كما وذكرت سبأ في القرآن الكريم فتحمل إحدى سور القرآن الكريم اسم المملكة. ولعلّ أشهر القصص عنها هي قصة بلقيس بسليمان عليه السّلام، وقصّة السّد العظيم، بالإضافة إلى قصة سيل العرم.

اقرأ أيضًا: اين يوجد عرش بلقيس

تاريخ ونشأة مملكة سبأ

يحيط الغموض حول نشأة مملكة سبأ، فهي موجودة منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد، إلّا أنّها ظهرت في القرن التّاسع أو العاشر قبل الميلاد، وكانت من أقوى الاتحادات القبليّة في اليمن القديم. وتمكّن ملوكها في منتصف القرن الثّامن قبل الميلاد من بناء السّدّ المعروف بسدّ مأرب. كما وأنشئوا علاقات تجاريّة مع بعض الشواطئ الإفريقيّة ومع بلدان بعيدة عنها كالهند واليونان، كما واستوطن السبأيون في مناطق من افريقيا وأسسوا فيها مملكة خاضعة لسيطرتهم أسموها “مملكة الأكسوم”.

اشهر ملوك مملكة سبأ

يبلغ عدد الملوك الذّين حكموا مملكة سبأ حوالي 120 ملكاً، منهم من كان له شهرة كبيرة نتيجة أعمال، ومنهم من مرّ مرور الكرام فلم يذكر التّاريخ حتّى عمل واحد له، ولعلّ أشهر ملوم مملكة سبأ:

  • يتع أمر بين الأول.
  • يدع إيل ذريع الأول.
  • سمه على ينوف الأوّل.
  • يكرب إيل بين الأوّل.
  • نمار علي وتر.
  • إيل شرح يحضب.
  • أبو كرب إسعد.
  • شرحبيل يعفر.
  • سيف بن ذي يزن.

نظام الحكم في سبأ

كان نظام الحكم فيها عشائريًا فاستلم الحكم في البداية الكهنة أو المكاربة ومن ثم الملوك، ويعدُّ كربئيل وتر المؤسس الحقيقي للمملكة، حيث ادّعى أنّ الآلهة هي التّي أمرته بشنِّ الغزوات. فسيطر من خلالها على مصادر اللُّبان والبخور ووصل إلى ظفار حيث ثبّتَ نفوذه في الضّفة المقابلة في إثيوبيا أيضا، الأمر الذّي جعل مملكة سبأ تزداد ثراءً. وكان يعتمد على النّظام الفيدرالي فوضع رؤساء على الأراضي التّي استولى عليها في مملكة أوسان. وتجدر الإشارة إلى أنّ هؤلاء الرؤساء لم يكونوا سبئيين بل من الممالك والإقطاعيات التّي دمرها. كمّا أنّه أرجع أراضي حضرموت وقتبان إلى ملوكها.

الجيش في سبأ

كان الملك هو من يعين الأشخاص لإدارة الجيش، وأطلق عليهم اسم “مقتوى ملكن” أي الضّابط أو قائد الملك، وقائد المنطقة كان يُسمى “آمر”، أمّا قائد الجيش فيدعى “مقدم”، كما وأطلق على الجنود التّابعين للدولة اسم “أسدم ملكن”. وكان لدى زعماء القبائل قوات خاصة من المرتزقة. كما وأُطلق اسم “قاسد” على المقاتلين غير المُدربين وهم من يعودون إلى مزاولة أعمالهم بعد انتهاء القتال.[1]

الفن والعمارة في سبأ

كانت المدن في مملكة سبأ كبيرة مقارنةً بغيرها من المستوطنات، وكانت تبنى على شكل مستطيل ومحاطة بسور وعليها أربعة أبراج وبابان متقابلان يُفتحان في الفجر ويغلقان مع مغيب الشمس. أمّا العواصم فكان لديها ستة أبواب، وبجانب كل باب برجان حراسة يسهر الجنود على مراقبتها ليلًا ونهارًا.

استخدم السبئيون الرّخام لبناء أعمدة القصور، كما عملوا على نقر الرّخام بالرّصاص والحديد لتربيط القطع بعضها ببعض بشكل أمتن مما يجعل البناء يصمد مدةً أطول. نصبت الأعمدة على قواعد أكبر منها ووضع فيها الرّصاص لتقوية الدّعائم. وتخفى هذه القواعد برسومات لحيوانات كان لها دلائل دينيّة لديهم. كما وحرص المعماريون على جعل الجدران الخارجيّة أشبه بواجهة الجدران الدّاخليّة، فتكون المسافة بين الجدارين أقرب وأقصر عن السّقف منها عند القاعدة، وذلك بهدف التّقليل من استهلاك مواد البناء.

كما وعمد السبئيون إلى استخدام حجارة منحوتة بأشكال مربعة في تبليط الطّرق التّي تصل بين المدن. أمّا بالنّسبة للطّرق داخل المدن مرصوفة بحجارة منحوتة موضوعة فوق بعضها، ومثبتة بالجبس، واستخدم الإسفلت أيضًا. وتشبه الأبنية في العمار القديم في اليمن إلى حدٍ كبيرٍ الأبنية الموجودة حاليًا.

وأغلبية البيوت كانت تتألف من ثلاثة إلى خمسة طوابق، وتوجد باحة خلفيّة لكل بيت كانوا يزرعونها، والجدران الدّاخليّة للمنازل كانت تغطى بأخشاب عليها رسومات بدلالات دينيّة. وكان الملوك والأثرياء يكسون أعمدة بيوتهم وأبوابهم بالذّهب أو الفضة.

وبقي عددًا من الأبنية والقصور حاضرًا حتى يؤمن هذا مثل قصر غمدان والذّي يعرف اليوم بالجامع الكبير، وجامع الجند في تعز.

المنحوتات في مملكة سبأ

تختلف التّماثيل والمنحوتات في مملكة سبأ عنها في باقي الممالك كالحميرية والقتبانيّة، ففنونهم تأثرت بالفنون اليونانيّة كثيرًا، وقد كان الفن يخدم أغراضًا متعددة، فبعضها كان للملوك مصنوعة من البرونز وحجر الجير وبعضها استخدم في الفضة والذّهب. بالإضافة إلى صور للكهنة والفلاحين والمقاتلين التّي تدلّ على واقع الحياة المعاش آنذاك. واختلفت دقة صنع الأعمال باختلاف الشخصية المنحوتة، فالأعمال المصوّرة للطبقات الثّرية تظهر عليها دقة متناهية بعكس الأعمال المصنوعة للفلاحين والعمال التّي تميزت بالبساطة.

شاهد أيضًا: هل اليمن أقدم دولة في العالم

الدّين في مملكة سبأ

من الصّعب تأكيد نظرية ما بشأن معتقدات وديانة المملكة السبئية، ولكن من وجهة نظر الإسلام فإن الممالك السّبئية اعتنقوا دين الملك سليمان بعد زيارته الشّهيرة التّي قام بها إلى مملكة سبأ. وكان الإله إيل أكبر آلهة السبئيين وهو إله قدّسه العبرانيون فظهر في أسمائهم. ويشير الباحثون أنّ السّبئيين بقوا على دين سليمان ومن ثمّ عادوا إلى الوثنيّة.

وكان المجتمع السبئي متديّنًا للغاية، ومفهوم الدّولة بحدّ ذاتها متمحورًا حول الإله قومي وأبنائه وبني لهذا الإله معبدًا أطلق عليه اسم “حُرُم”.

أمّا بالنسبة لإله سبأ القومي فهو “إل مقه” ويسود الاعتقاد أنّه زوج الآلهة “شمس”. وكان “إلمقه” سيّد الأرض فهو المسؤول عن الزّراعة وجذب الأمطار أيضا. كما وبني له معابد في صرواح ومأرب.

الاقتصاد في مملكة سبأ

الزّراعة والتّجارة كانا أساس الاقتصاد في سبأ، وسنتحدث باختصار عن كلٍ منهما:

الزّراعة في مملكة سبأ

بنوا السّدود لتجميع السيول ضمن أحواض ومن ثمّ توجيهها إلى الجهة التّي يريدونها عن طريق الأبواب تفتح وتغلق حسب الحاجة، وسدّ مأرب يعتبر أحد أقدم السّدود في العالم، وأهم المحاصيل الزّراعيّة آنذاك كان العنب فكان ينتج مرتين في السنة، وكانت الحكومة تمنع المزارعين من قطف المحاصيل. بالإضافة إلى شهرتها بالعنب اشتهرت سبأ بصناعة بالعسل أيضًا.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ إيصال المياه إلى الجبال لم يكن بالأمر السّهل مما اضطرهم إلى تمهيدها بشكل مدرجات، التّي ما زالت إلى يومنا هذا في اليمن فتبدو كأنّها سلام. إلّا أنّ أغلب هذه المدرجات تصحّر نتيجة الإهمال عبر السّنين. كما لجأ السبئيون إلى بناء الصّهاريج لحفظ الماء وتزويدها بمجاري تحت الأرض تصل لعدّة كيلومترات للإيصال المياه للمزارع، ولا زالت هذه الصّهاريج تستخدم في القرى اليمنية وبنفس الطّريقة القديمة. كما وفرضت الحكومة آنذاك عقوبات على المزارعين الذين تركوا أراضيهم ليعيشوا في المدن.

التّجارة في مملكة سبأ

كان التجار في مملكة سبأ أدنى طبقة في السّلم الاجتماعي اليمني، وكانوا يتاجرون بما تنتجه الأرض من بخور ولبان ومُر، كما أنّهم احتكروا تجارتهم. وحاول الرومان إخضاع السبئيين لهم إلّا أنّ حلمهم لم يتحقق. وبالإضافة إلى ذلك فقد تاجروا بالذّهب والأحجار الكريمة أيضا. وتشير بعض النّصوص أنّ السبئيين تاجروا بالعبيد والرّقيق، أمّا المسك والعود فقد كانوا السبئيين يستوردونه من الهند. وقد اعتمد السبئيون على سياسة التوسع التجارية، فسيطروا على غرب الجزيرة العربيّة من خلال المستعمرات. كما مهدوا الطّريق للقوافل ووضعوا حراسات لحماية الأعراب من قطاع الطّرق.[2]

شاهد أيضًا: أسباب ندرة المياه في شبه الجزيرة العربية

اللغة والخط في مملكة سبأ

تحدث السبئيون باللغة السّبئية وهي لهجة من العربية الجنوبيّة القديمة، والمميز فيها هو تقديمها لأداة التّعريف “نون” في آخر كل كلمة. واستخدموا حرف الهاء كأفعال سببية مثل “هحدث” بمعنى “سأفعل”.

أمّا بالنسبة للتدوين فقد كان السبئيون يكتبون تاريخهم بخط المسند، أمّا بالنسبة للمعاملات اليوميّة فاستخدموا الزبور.

أسباب انهيار مملكة سبأ

يوجد العديد من الأسباب التّي أدت إلى انهيار مملكة سبأ، ولعلّ أبرزها ما يلي:

  • وفاة الملك أسعد الكامل.
  • قيام الأمير ذو نواس بحرق النصارى.
  • انهيار سد مأرب الذّي كان خط الدّفاع الأول عن المملكة.
  • كما أن الانهيار الاقتصادي الذي أصاب المملكة كان له دور كبير في انهيارها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذّي تحدثنا فيه عن مملكة سبأ واشهر ملوك مملكة سبأ، كما تحدثنا عن اقتصاد مملكة سبأ، وجيشها وأبرز أسباب انهيارها.

المراجع

  1. wikiwand.com , مملكة سبأ , 2/11/2021
  2. wikiwand.com , نقاش:مملكة سبأ , 2/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *