كان النبي يصلي من الليل كم ركعه

كان النبي يصلي من الليل كم ركعه في الليلة الواحدة؟ من الأسئلة المهمة التي سيتمّ الإجابة عنها في هذا المقال، حيث إنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- هو قدوة المسلمين ومثلهم الأعلى في العبادة، والصّلاة من أعظم العبادات والطّاعات، وقد جعلها الله -سبحانه وتعالى- عمود الإسلام والرّكن الثاني من أركانه، وجعل لها نوافل وسنن تسدّ النّقص الحاصل في الفريضة وتجبره، ومن أهمّ وأعظم نوافل الصلاة هي صلاة قيام الليل، والتي سيقوم موقع المرجع في هذا المقال بتعريفنا بصلاة الليل وسنّة النبي في قيام الليل وكيف كان الرسول يقوم الليل، وسيطلعنا على بعض الأحكام المرتبطة بهذه العبادة.

أهمية التمسك بسنة النبي

إنّ السّنة النبوية الشريفة تُعرف في اللغة أنّها الطريقة المتّبعة وهي العادة والشريعة، وتُعرف في الاصطلاح أنّها كلّ ما أُضيف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قول وعمل وتقرير وصفة، وهي ما يُقابل الواجب أو الفرض كالمستحبّ والمندوب، وتتمثّل أهمية التمسك بسنة النبي فيما يأتي:[1]

  • إنّ السّنة النبوية المطهرة هي مصدر رئيس من مصادر التّشريع الإسلاميّة، فالنّبي لا ينطق عن الهوى، ولا بجوز الجحود بها.
  • إنّ السّنة تشرح كلام الله وتبيّن معاني القرآن الكريم، وهي تدل عليه وتعبّر عنه.
  • والسنّة النبوية الشريفة هي ما أوصى وحثّ النّبي -صلى الله عليه وسلم المسلمين باتّباعه والتّمسك به.
  • إنّ تمسّك المسلم بسنة النبي -صلى الله علي وسلم- حقيقةً تدلّ على كمال حبّ النبي.
  • وهي سببٌ للنّجاة والعصمة من الوقوع في الضّلال والهلاك.
  • العمل بسنة النبي سبب لنيل محبّة الله ومغفرة الذّنوب.

شاهد أيضًا: متى يبدا الثلث الاخير من الليل

حكم قيام الليل وفضلها

قبل الإطّلاع على بيان مسألة كان النبي يصلي من الليل كم ركعة، من الضّروري معرفة حكم صلاة قيام الليل في الإسلام، حيث إنّ قيام الليل من أفضل العبادات التي ترفع الدرجات وتزيد الحسنات، وتكفّر الذّنوب وتحطّ الخطايا، وتزيد العبد قربًا من الله -سبحانه وتعالى- وهي سنّةٌ مؤكّدةٌ عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- ومن فضائل قيام الليل ما يأتي:[2]

  • صلاة قيام الليل قمّة العبودية والتذلل والشّكر لله عزّ وجل.
  • قيام الليل من الأسباب التي يدخل بها العبد الجنّة ويرفع الله بها درجات عباده.
  • قيام الليل من أعظم أسباب تكفير الخطايا والذنوب.
  • صلاة الليل أعظم صلاةٍ يصليّها العبد بعد الصلوات المكتوبة.

كان النبي يصلي من الليل كم ركعه

اختلف أهل العلم في تحديد كم كان النبي يصلي من الليل كم ركعه فقد قيل:

  • إحدى عشرة ركعة وقيل ثلاثة عشر ركعة.

وقد كانت أقوال أهل العلم محصورةٌ بعددي الرّكعات التي تمّ ذكرهما، وقد استدلّ أهل العلم في ذلك على حديث السّيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- حينما سألها أبو سلمة رضي الله عنه: “أنَّه سَأَلَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها: كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ فَقالَتْ: ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”.[3] أمّا أصحاب القول أنّ النّبي كان يصلي ثلاثة عشرة ركعة في قيام الليل استدلّوا بحديث الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حين قال: “كَانَتْ صَلَاةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي باللَّيْلِ”.[4] وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: طريقة صلاة الوتر الصحيحة

كيفية قيام النبي في الليل

كان النبي يصلي من الليل كم ركعه هو ما تمّ بيانه فيما سبق، ولذلك سيتمّ بيان كيفية قيام النبي في اللي، حيث أنّ الوارد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يؤدي صلاة الليل إحدى عشرة ركعة وهذا الغالب في القول، فكان يصلّي أربع ركعاتٍ يُطيل فيهنّ ثمّ أربعًا أخرى مثلها، ثمّ يوتر صلاة بثلاثة، وقد ورد عن أهل العلم أنّه كان يُسلّم من كلّ أربع ركعات، ويفصل بينها بزمنٍ بسيط، وكان يُطيل في صلاته حتّى تتورّم قدماه الشريفتين، فيطيل القراءة والركوع والسجود، وورد عند جمهور أهل العلم فيما كان يقرأ النّبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل أنّه كان يقرأ البقرة والنساء وآل عمران في ركعة وقيل في ركعتين، وكذلك قرأ البقرة في ركعة وآل عمران في ركعةٍ ثانية، وكثرت الأحاديث فيما كان يقرأه صلى الله عليه وسلم في قيامه، فالأمر فيه سعة والله أعلم.[2]

في أي وقت كان النبي يقوم الليل

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- لا يترك سنّة قيام اللّيل أبدًا، لما فيها من الأجر العظيم والخير الوفير، وكانت الطّريقة والوقت الّذي كان يقوم فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو أفضل الأوقات، والّذي إذا ما طبّقه المسلم لاقى الرّاحة والنّفع في بدنه وأعضائه، وكان يصلّي رسول الله صلاة داود، فكان ينام أوّل اللّيل بعد أن يصلّي العشاء، ينام إلى نصفه ثمّ يقوم فيتوضّأ ويصلّي ما يكتب الله تعالى له من الرّكعات، ثمّ يوتر وينام السّدس الأخير من اللّيل، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وأحب الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينام نصفَ الليلِ، ويقوم ثُلُثَه، وينام سُدَسَه”.[5]  أي أنّ رسول الله كان يقوم ثلث اللّيل، ومن واجب المسلم التّأسّي برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأن يداوم على هذه العبادة العظيمة، فيرى منافعها وفضائلها في الدّنيا والآخرة.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة أي سورة في الشفع والوتر

نصائح للمحافظة على قيام الليل

توجد العديد من الوصايا والنّصائح الّتي من شأنها أن تعين المسلم على المحافظة والمداومة على قيام اللّيل، لذا سيتمّ فيما يأتي تقديم بعضٍ منها، وهي:[7]

  • أن يخلص المسلم النّيّة لله تبارك وتعالى.
  • أن يحسّ المسلم ويستشعر أنّ الله تبارك وتعالى يدعوه إلى العبادة.
  • أن يعرف المسلم فضل قيام الليل وفوائده.
  • أن يتفقّد المسلم حال السّلف الصّالح وكيف كانوا يداومون على قيام اللّيل.
  • أن ينام المسلم وهو متطهّرٌ وأن ينام على جانبه الأيمن.
  • أن يبكّر المسلم في النّوم فلا يسهر اللّيل بطوله باللّهو واللّعب.
  • أن يقرأ المسلم قبل نومه أذكار النّوم وأذكار المساء.
  • أن يأخذ قيلولةً في منتصف النّهار أو بعد الظّهر.
  • أن يتعلّم المسلم مجاهدة النّفس ومكافحتها للقيام للعبادة بنشاطٍ وهمّة.
  • أن يجتنب المسلم الإكثار من الطّعام والشّراب.
  • أن يجتنب المسلم الذّنوب والمعاصي.
  • أن يحاسب المسلم نفسه عند التّقصير في قيام الليل.

هل الشفع والوتر من قيام الليل

إنّ قيام اللّيل مفهومٌ يعم الشّفع والوتر معًا فهما منه، فالشّفع هو المصطلح الّذي يعني صلاة الرّكعتين أو الأربع ركعات، أو الستّ ركعات، وهو العدد الزّوجيّ من الرّكعات الّتي يؤدّيها المسلم في قيام اللّيل، فمن المعلوم أن صلاة اللّيل مثنى مثنى، أي أنّ المسلم يؤدّي كلّ ركعتين على حدة، وأمّا الوتر فهو العدد الفرديّ من الصّلاة، والوتر هو الصّلاة الّتي يؤدّيها المسلم ختامًا لما صلّاه من شفع، وقد حقّ على المسلم أن يوتر بعد الشّفع، فقد قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: “الوِترُ حقٌّ فمن شاءَ أوترَ بسبعٍ ومن شاءَ أوترَ بخمسٍ ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ”.[8]  فيجب على المسلم أن يلتزم بأمر رسول الله وأن يوتر بما شاء الله تعالى له من عدد الرّكعات، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا:ما صحة حديث الله اكبر كبيرا عدد الشفع والوتر

هنا نختتم مقالنا كان النبي يصلي من الليل كم ركعه، والّذي قد ورد أهمية المحافظة على السنة وفضل قيام الليل وحكمه، كذلك تحدّثنا عن إجابة السّؤال المطروح، وتحدّثنا عن الوقت الّذي كان يقوم به رسول الله فيصلي من الليل، كما ذكرنا بعض النصائح الّتي تعين على القيام للصّلاة ليلًا، وأخيرًا ذكرنا الفرق بين الشّفع والوتر.

المراجع

  1. islamweb.net , أهمية التمسك بالسنة , 23/11/2021
  2. dorar.net , قيامُ اللَّيلِ , 23/11/2021
  3. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 1147، صحيح.
  4. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس،1138، صحيح.
  5. صحيح الجامع , الألباني، عبد الله بن عمر ، 170،صحيح.
  6. islamweb.net , هدي النبي في النوم الاستيقاظ ليلا ونهارا، وأردأ أوقات النوم , 23/11/2021
  7. islamqa.info , الأسباب المعينة على قيام الليل , 23/11/2021
  8. صحيح النسائي , الألباني، أبو أيوب الأنصاري، 1709، صحيح.
  9. islamweb.net , المراد بالشفع والوتر والفرق وقيام الليل والفرق بينهم , 23/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *