سبب تأخير النصر عن المؤمنين قد يكون زيادة في التمحيص والابتلاء

سبب تأخير النصر عن المؤمنين قد يكون زيادة في التمحيص والابتلاء وقد يكون لأسباب أخرى، فعلى العبد المسلم أن يتحرى هذه الأسباب؛ ليعلم كيف يأتي نصر الله -عز وجل- ولهذا سيتم التعرف في موقع مرجع على أنه هل سبب تأخير النصر عن المؤمنين قد يكون زيادة في التمحيص والابتلاء، ونتعرف على الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين، ومتى سيكون نصر الله وكل ذلك في هذا المقال.

سبب تأخير النصر عن المؤمنين قد يكون زيادة في التمحيص والابتلاء

تتعدد أسباب تأخير النصر عن المؤمنين، ومنها ما جاء على أن التأخير لا يكون إلا لزيادة التمحيص والابتلاء، فالله سبحانه وتعالى يريد أن يصطفي من المؤمنين من هم أحق بالنصر العزيز؛ ولذلك يكون التأخير ابتلاءً يحتاج إلى صبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[1] ومن أسباب تأخير النصر أيضًا:

  • أن يكون الأمر في إخلاص النية؛ أي هل يكون حال العبد في طلب النصر ليقال مجاهد أم لإعلاء كلمة الله -عز وجل- في سبيله.
  • بسبب استمرار التنازع بين المؤمنين حيث قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا}،[2].
  • الاعتماد على العدد والعدة لا على الله سبحانه وتعالى، فيقصد بهذا عدم الثقة بنصره والعياذ بالله.
  • الشك والريبة والخوف والتردد.

جميع هذه الأسباب وغيرها؛ قد تكون سببًا في تأخير نصر المؤمنين إلى وقتنا الحالي.[3]

شاهد أيضًا: المعركة التي سميت بفتح الفتوح هي معركة،

الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين

هنالك الكثير من الأمور والغيبيات التي يضعها الله لعباده ولا يعلم حكمتها إلا هو سبحانه وتعالى، لكن العبد المسلم يبحث أحيانًا عن الحكمة الكامنة في مثل هكذا أمور؛ فنقول أن الحكمة من تأخير النصر عن المؤمنين فيما يأتي:[4]

  • أن الحكمة من تأخير النصر ما هو إلا سرٌ من أسرار الله -عز وجل- ليكون الابتلاء مخفيًّا والمحنة مستورة.
  • أن الحكمة من تأخير النصر تأتي ليميز الله -عز وجل- الخبيث من الطيب والكاذب والمنافق من الصادق.
  • أن الحكمة من تأخير النصر ما هو إلا امتحان للمؤمنين بالثبات على دين الله سبحانه وتعالى، والاستمرار على طاعته والتضرع إليه بالدعاء والذكر وطلب النصر.
  • أن تأخير النصر يكون لزيادة منزلة المؤمنين في دار الكرامة؛ حيث إنه بعد هذا الصبر لا بد من الفوز بجنة عرضها السماء والأرض.
  • أن الحكمة من تأخير النصر تكون للإنسان حتى يجدد همته وطاقته ولا يشعر أن النصر حليفه فيغتر بحاله وبقوته.

شاهد أيضًا: وقعت قصة الإيثار التي قرأها فواز في معركة

متى سيكون نصر الله

إنَّ نصر الله سبحانه وتعالى في القريب العاجل، ولكن هذا لا يكون إلا لمن آمن وحقق الإيمان بقلبه وجوارحه، وأقام الإسلام الصحيح على أتم وجه، حيث قال تعالى في محكم آياته: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}،[5] حيث قال ابن كثير في ذلك:[6]

هذا وعدٌ من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض ، أي : أئمةَ الناس ، والولاةَ عليهم ، وبهم تصلح البلاد ، وتخضع لهم العباد ، ولَيُبدلَنّ بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم ، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك ، وله الحمد والمنَّة ، فإنه لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة ، وخيبر ، والبحرين ، وسائر جزيرة العرب ، وأرض اليمن بكمالها ، وأخذ الجزية من مَجُوس هَجَر ، ومن بعض أطراف الشام ، وهاداه هرقل ملك الروم ، وصاحب مصر والإسكندرية – وهو المقوقس – ، وملوك عُمان ، والنجاشي ملك الحبشة ، الذي تَملَّك بعد أصْحَمة ، رحمه الله وأكرمه.

شاهد أيضًا: القائد الذي تولى قيادة جيوش المسلمين في خراسان واتخذ مدينة مرو قاعدة لفتوحاته ونشر الإسلام في الشرق

أسباب تحقيق النصر

تعرفنا فيما سبق على أسباب تأخير النصر عن المؤمنين، ولكن لا بد من التعرف على الأسباب التي يجب أن يقوم بها العبد حتى ينال النصر القريب، وهذه الأسباب فيما يأتي:[7]

  •  القيام بالعمل الصالح مع الإيمان؛ حيث قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.[8]
  • القيام على إعلاء دين الله ونصره؛ ويكون عملًا وقولًا وفعلًا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}.[9]
  •  الأخذ بالأسباب على الدوام مع التوكل على الله -عز وجل- حيث قال سبحانه: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.[10]
  • القيام على أخذ المشورة بين القائدين لتقوية الجيش الإسلامي، فكان رسول الله يشاور أصحابه في معظم المعارك.
  •  الثبات عند ملاقاة الأعداء؛ وعدم الفرار والزحف، قال رسول الله : “يا أيها الناس ، لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف”.[11]
  • القوة والبطولة والتضحية فداء للإسلام والمسلمين، من أهم أسباب تحقيق النصر.
  •  كثرة الدعاء والذكر؛ وطلب النصر من الله بالاستغاثة والاستعانة، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.[12]
  • القيام على طاعة الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم؛ حيث قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.[13]
  •  عدم التنازع والاختلاف، بل القيام على الاجتماع والتكاتف لتحقيق النصر؛ قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.[14]
  • الصير على طلب النصر، ومن ثم الصبر عند القتال، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[15]
  • الإخلاص إلى الله سبحانه وتعالى في طلب النصر وتحقيقه؛ حيث قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ}.[16]
  • الطمع في نيل مرضاة الله -عز وجل- في الفوز بالدنيا والآخرة؛ فهذا مما يعين على تحقيق النصر على أعداء الله ورسوله.
  •  جعل قيادة الجيوش لأهل الإيمان والصلاح؛ فهذا مما يعين على النصر؛ أن يكون صاحب السرية كامل الإيمان لا ينوي إلا إعلاء كلمة الله -عز جل- ودليل ذلك في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.[17]

وهنا نصل إلى ختام مقال سبب تأخير النصر عن المؤمنين قد يكون زيادة في التمحيص والابتلاء، وقلنا أن هذا سبب واضح وصحيح وعددنا أسباب أخرى، ثم تطرقنا للحديث عن الحكمة من تأخير النصر وما أسباب تحقيق النصر، ومن ثم تعرفنا متى سيكون نصر الله سبحانه وتعالى.

المراجع

  1. سورة آل عمران , الآية 200
  2. سورة الأنفال , الآية 46
  3. alukah.net , لماذا تأخر النصر , 22/09/2021
  4. saaid.net , تأخير نصر الدين لطف بالمؤمنين , 22/09/2021
  5. سورة النور , الآيات 55-56
  6. islamqa.info , متى نصر الله , 22/09/2021
  7. سورة النور , الآيات 55-56
  8. سورة محمد , الآيات 7-8
  9. سورة آل عمران , الآية 159
  10. صحيح الجامع , الألباني، عبدالله بن أبي أوفى، 2750، صحيح
  11. سورة البقرة , الآية 186
  12. سورة النور , الآية 52
  13. سورة الأنفال , الآية 46
  14. سورة آل عمران , الآية 200
  15. سورة الأنفال , الآية 47
  16. سورة الحجرات , الآية 13

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *