فضل صيام الأيام البيض

فضل صيام الأيام البيض وفوائد الصيام في هذه الأيام هي عظيمة وكبيرة، فقد أحيى صيامها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة، ويهتم موقع المرجع في بيان ماهية هذه الأيام وبيان حكم صومها بالإضافة إلى الحكمة من صومها والفوائد التي تعود بالنفع على المسلم منها.

الأيام البيض

قبل كل شيء وقبل الخوض في ذكر فضل صيام الأيام البيض لا بدّ من التعريف بماهيّة هذه الأيام المباركة، وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر وكذلك الخامس من كلّ شهرٍ من شهور السنة الهجرية، وقد سميت بالأيام البيض لأن لون ليلها يميل إلى البياض بفعل ضوء القمر، وكذلك نهارها يميل إلى اللون الأبيض بفعل سطوع الشمس، وقد أوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بصيامها لمن أحب أن يزداد من فعل الخيرات وعمل الصالحات في حياته الدنيا، لينعم بجنات الآخرة بإذن الله تعالى.[1]

شاهد أيضًا: مواعيد الايام البيض لعام 2021

فضل صيام الأيام البيض

إنّ صيام الأيام البيض من صوم التطوع أو الصوم المندوب، وقد روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “يا أبا ذَرٍّ إذا صُمتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ فصمْ ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرةَ“.[2] وقد روي في فضل صيام الأيام البيض الكثير من الأحاديث النبوية عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومن هذه الأحاديث:

• روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: “أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرٍو، قَالَ: أُخْبِرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنِّي أقُولُ: واللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، ولَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ ما عِشْتُ، فَقُلتُ له: قدْ قُلتُهُ بأَبِي أنْتَ وأُمِّي قَالَ: فإنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذلكَ، فَصُمْ وأَفْطِرْ، وقُمْ ونَمْ، وصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ الحَسَنَةَ بعَشْرِ أمْثَالِهَا، وذلكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ، قُلتُ: إنِّي أُطِيقُ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وأَفْطِرْ يَومَيْنِ، قُلتُ: إنِّي أُطِيقُ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذلكَ صِيَامُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وهو أفْضَلُ الصِّيَامِ، فَقُلتُ: إنِّي أُطِيقُ أفْضَلَ مِن ذلكَ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ لا أفْضَلَ مِن ذلكَ“.[3]
• كما روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “كان يصومُ من غرَّةِ كل شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ وقلَّما كان يفطرُ يومَ الجمُعةِ“.[4]
• كذلك روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- لا يُفطرُ أيَّامَ البيضِ ، في حضَرٍ ولا سفَرٍ“.[5]
• وقد روى يزيد بن الحوتكية قال: “قالَ أبي : جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ومعَهُ أرنبٌ قَد شواها وخُبزٌ، فوضعَها بينَ يَديِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ قالَ: إنِّي وجدتُها تَدمى، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: لا يَضرُّ، كُلوا، وقالَ للأعرابيِّ: كُل، قالَ: إنِّي صائمٌ، قالَ: صَومُ ماذا ؟ قالَ: صَومُ ثلاثةِ أيَّامٍ منَ الشَّهرِ، قالَ: إن كنتَ صائمًا فعَليكَ بالغُرِّ البيضِ: ثَلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ“.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال مع الايام البيض

عدد الأيام البيض

كذلك الخوض في بيان فضل صيام الأيام البيض يدفع البعض إلى البحث عن عدد هذه الأيام المباركة، وقد بينت السنة النبوية الشريفة في الأحاديث المذكورة فيما سلف من المقال أنّ عدد هذه الأيام هو ثلاثة أيام وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم صيام رأس السنة الهجرية

حكم صوم الأيام البيض

أمّا عن حكم صوم الأيام البيض فهو سنة مستحبة عن الرسول صلّى الله عليه وسلم، يؤجر صائمها ولا يأثم فاطرها، وقد بينت الشريعة الإسلامية أنّ صيام ثلاثة أيام من كل شهر هو ما ورد في سنة الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلم- حيث يجوز أن تصام هذه الأيام الثلاثة متوالية، وكذلك يجوز أن تصام متفرقة خلال الشهر وفي ذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: [7]

هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة، ويجوز أن تكون من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والأمر واسع ولله الحمد، حيث لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سئلت عائشة – رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم ، فقيل : من أي الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم. رواه مسلم. لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل، لأنها الأيام البيض.

شاهد أيضًا: فضل صيام الاثنين والخميس

الحكمة من صيام الأيام البيض

كذلك الخوض في ذكر فضل صيام الأيام البيض يقتضي الخوض في ذكر الحكمة من صيامها، ومن الفوائد التي تعود على المسلم من صوم هذه الأيام الثلاثة:[8]

• تذهب الأدران من القلوب: وهو ما بينته الشريعة الإسلامية أنّ صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب الوحر من الصدور الحقد والغل.
• تعدل صيام الدهر: حيث أنّ الحسنة بعشر أمثالها.
• كسر الشهوات ودحرها: وقد بيّن ذلك النبي في حديث من لم يستطع الباءة فليصم.
• الفائدة الطبية: حيث ذكر أهل العلم والاختصاص أن صيام هذه الأيام يدفع إلى خروج الفضلات التي تكون عالقة في جسم الإنسان.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام لأول مرة

صيام التطوع

إنّ صيام الأيام البيض يندرج تحت ما يعرف بصوم التطوع، والتطوع باللغة هو التبرع، وأمّا في الاصطلاح يعني القصد من صومه التقرب إلى الخالق سبحانه وتعالى بما لا يكون من الواجبات والفرائض، وله عديد الأنواع المستحبة ومنها:[9]

• صوم التطوع المطلق.
• صوم ستة أيام من شوال.
• صوم الأيام الثمانية الأول من ذي الحجة.
• صوم يوم عرفة لغير الحاج.
• صوم شهر الله المحرم.
• صوم يوم عاشوراء.
• صوم يوم قبل عاشوراء والمعروف بتاسوعاء.
• صوم أكثر شهر شعبان.
• صوم الاثنين والخميس.
• صوم ثلاثة أيام من كل شهر.
• صيام الأيام البيض.
• صوم يوم وإفطار يوم.
• التطوع بصيام يوم واحد.

شاهد أيضًا: هل يجوز الافطار في صيام التطوع

فضل صيام الأيام البيض مقالٌ فيه تمّ التعريف بماهية الأيام البيض، وكذلك ذكر فضل وفوائد الصوم في هذه الأيام المباركة، وبيان حكم صوم الأيام البيض في الشريعة الإسلامية.