موضوع عن ابن بطوطة
جدول المحتويات
موضوع عن ابن بطوطة، ابنُ بطوطة أحدُ أشهرَ الرّحالة المُسلمين وأذيعَهُم صيتًا، حيثُ بدأ الترحالَ في الدولِ والأمصار وهوَ ابنُ الاتنين والعشرين عامًا، فقدْ كانت وجهتهُ الأولى لحجِ بيت الله الحرام، والتي جالَ خلالِها الكثيرُ من المناطِق، وثمّ قطع المَسافات الشاسعة، وتعرفَ على عاداتِ وتقاليدِ الشعوب المُختلفة، وقدْ عُرف باسمَ ابنُ بطوطة، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على المزيد من المعلومات عن أشهر وأعظم الرحالة المسلمين.
مقدمة عن ابن بطوطة
ابن بطوطة رحالة مُسلم، عُرف في كافةِ المُدن والبلدان، لكثرةِ تجواله فيِها، ولحبّه للمغامرةِ والاستطلاع، وقدْ كانت أولى رحلاتِه لأداءِ فريضة الحج، ثم توالت رحلاته لتستمر ثمانيّة وعشرين عامًا، وقدْ اشتهر بلقبِ ابن بطوطة، حيثُ أنّ عائلة ابن بطوطة نُسبت لسيّدة كانت تحملُ اسم فاطمةُ، وقدْ تحول اسمُها لبطّة، وهو اسمُ دلع، ومنْ ثمّ أصبحُ اسم بطوطة، وهيْ عائلة ذاتُ أصولٍ بربريّة، عملَ معظم أفرادِها في الحكمِ والقضاء، وقدْ قطع ابنُ بطوطة في سفره مسافات شاسعّة، ثمَ عاد إلى طنجة بعد انتهاءِ رحلاتِه، وقدْ استقر فيّها حتى مات.
شاهد أيضًا: معلومات عن ابن بطوطة مختصرة
موضوع عن ابن بطوطة
نشأَ ابنُ بطوطة في طنجة مدينتهُ الأُم، في كنفِ عائلتّه ذات الأُصول البربريّة، وقدْ عزمَ على السفر، لأداءِ فريضة الحج، ثمّ توالت رحلاتّه ثمانية وعشرينَ عامًا، زارَ فيها ما يُعادلُ 44 دولةً، واجتازَ خلالِها العديدُ من التحديّاتِ والمَخاطِر، وقدْ التقى في رحلاتِه ما يُقاربُ 60 شخصيّة من الحكام، وعددٌ كبير من الوزراء، بالإضافةِ إلى 2000 شخصيّة عرفَها ابنُ بطوطة، وذكرها في كتابّه تحفةَ النُظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ويأتي مُلخص حياةِ ابن بطوطة على الوتيرةِ الآتية:
ابن بطوطة
ابنُ بطوطة رحّالة مُسلم اسمه الحقيقيّ هوَ محمّد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن يوسف اللوائيّ الطنجيّ، ويُكنى بأبي عبدالله، وقدْ لُقب بشيخِ الرحالين، لكثرةِ تجواله في البلاد والأمصار، فقدْ أمضى ثمانيّة وعشرين عامًا منْ عمره في ترحالهِ، واشتهرَ بلقبِ ابن بطوطة، وولدَ ابن بطوطة في الخامس والعشرين من شهر شباط عام 1304م، وعاشَ في مدينة طنجة الواقعة في المغرب 64 عامًا أو ما يزيدُ، وقدْ غطّت رَحَلاته خلالها مسافة شاسعة قُدّرت بنحو 120000كم، ليحققَ بذلكَ أطول رحلّة بريّة قد تحققت قبل اختراعِ المحرك البخاري، وينتمي إلى قبيلة لواتة البربريّة المُنتشرة على السواحل الأفريقيّة وصولاً إلى مصر، وهو من أسرة عريقة احتلّ أفرادها مناصب في الحكمِ والقضاء، وهي من العوائِل التي تتبعُ المذهب المالكي الذي كان سائدًا في شمالِ أفريقيا، وقدْ اتجه إلى دراسة العلوم الشرعيّة في المغرب، إلا أنّه لمْ يُكملَ دراستّه بسببِ رغبتهُ في الترحال، فقدْ كانتَ أولى رحلاتهِ وهو ابنُ 22 عامًا، وكانَ أهمُّ سببًا لسفرهِ وترحالهِ، هو أدائِه لفريضةِ الحج، ورغبته في رؤية أحوال الناس، وحبِّه للمعرفة والمغامرة، وجمع ما رأى في أسفاره، ورتّبها، وصنّفها في كتاب أسماه (تحفة النُظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، والذي انتهى من كتابته في شهر ذي الحجة من عام 756هـ، وتُوفي ابن بطوطة عام 1377هـ، ويُذكر أنّه قبل وفاته أنهى تعاونه مع ابن جزي، وتقاعد إلى منصب قضائيّ في إحدى البلدات المغربيّة الإقليميّة الصغيرة. [1]
اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين
رحلات ابن بطوطة
حيثُ بدأ ابن بطوطة أولى رحلاتِه في شهرِ رجب منْ عامِ 725هـ، وانتهتَ في شهرِ شعبانْ منْ عامِ 750هــ، إذْ انطلقَ من موطنهِ الأصلي إلى مكّة المُكرمة، لأداءِ فريضة الحج، فانتقلَ من طنجة ثمّ تنقلَ في جميعِ بلدان المغرب العربي، ثمّ توجه إلى الشرق، حيثُ زار تونس، ومصر، والجزائر، وليبيا، حتى وصلَ مصر، ومنْ مصرَ انتقل إلى مكة المكرمة عبرَ مرورهِ ببلاد الشام، وقد اتجه ابن بطوطة بعد أنْ أدّى فريضة الحجِ إلى العراق، وإيران، وبلاد الأناضول، ثمّ قررَ العودة لأداءِ فريضة الحجَ مرّة أُخرى، فعادَ إلى الحجاز مرّة أُخرى، وأقام بعد ذلكَ في مكة المُكرمة لمدّة عامَينْ، ثمّ انتقلَ منّها إلى بلادِ اليمن والخليج العربي، وانطلقَ من هُنالِك إلى البحرينِ والأحساء، ثمّ اتجهَ إلى الدولةِ البيزنطيّة، أو ما كانتَ تُعرفُ وقتّها ببلاد الروم، وبعد إنهاءِ جولتّه فيها عادَ إلى مكّة، ليؤدي فريضةَ الحجِ للمرة الثالثة، ثمّ انطلق ابن بطوطة من مكّة انطلق عبر البحر الأحمر إلى سوريا، ومن اللاذقية إلى آسيا الصغرى، وبلاد روسيا الشرقية، ومنها إلى بُخارى، وبلاد الأفغان، وانتهى به المطاف ليستقرَّ في دِلهي مُدّة عامَين، حيث عمل فيها قاضيًا للمذهب المالكيّ، وتابعَ ابنُ بطوطة رحلاتّه حتى إلى أنْ وصلَ بلاد الهند الشرقيّة وأندونيسيا، ثمّ اتجه إلى الخليج العربي، فبلاد فارس، ثم العراق وبلاد الشام ومنها إلى مصر، ثم إلى مكة للمرة الرابعة لأداء فريضة الحج، وبعد ذلك قرَّر العودة إلى المغرب الأقصى عام 750هـ، وقدْ مكثَ فيّها لمدة سنة كاملة، إلّا أنّه ما لبث أن عاود الترحال، ليقوم برحلته إلى غرناطة في الأندلس عام 751هـ، وعاد إلى فاس، وفي عام 754هـ ذهب ابن بطوطة برحلة إلى أفريقيا الغربية، فزارَ هكار وتمبوكتو، ثم عاد إلى المغرب مرة أخرى، واستقر فيها حتى مات -رحمه الله- .
المخطط الزمني لرحلات ابن بطوطة
استمرت رحلات ابنُ بطوطة ما يُقاربُ الثلاثين عامًا شملت العالم الإسلاميّ بأكمله وما وراءه، فقد كانت من شمال أفريقيا وغربها، إلى أوروبّا الجنوبيّة والشرقيّة، وشبه القارّة الهنديّة، وجنوب شرق آسيا، وشرق الصين، فقدْ خرجَ ابنُ بطوطة في أولى رحلاتِه وهو يبلغُ من العمرِ 21 عامًا، ويأتي المُخطط الزمنى لرحلاتِ ابن بطوطّة على الوتيرةِ الآتية:
- 1325م: عبرَ من شمال إفريقيا متوجهًا بذلكَ إلى القاهرة.
- 1326م: انتقلَ من القاهرة إلى مدينة القُدس، ودِمشق، والمدينة المنوّرة، حتى وصل إلى مكة المكرمة.
- 1326-1327م: توجه إلى العراق وبلاد فارس.
- 1328-1330م: عبر البحر الأحمر إلى شرق إفريقيا وصولاً إلى بحرِ العرب.
- 1330-1331م: توجه إلى الأناضول.
- 1332-1333l: تابعَ رحلتّه إلى ما يُعرف بأراضي الحشد الذهبي (الجزء الغربي للإمبراطورية المغولية).
- 1334-1341م: توجه نحو دلهي.
- 1341-1344م: انتقل من دلهي إلى جزر المالديف وسريلانكا.
- 1345-1346م: توجه عبرَ مضيق ملقا إلى الصين.
- 1346-1349م: عودة إلى مدينة طنجة المغربية.
- 1349-1350م: بعد أن مكث عامًا في طنجة فقد توجه برحلتهِ الجديدة إلى الأندلس والشمال الإفريقي.
- 1350-1351م: توجه إلى مالي.
مؤلفات ابن بطوطة
لم يتركَ ابن بطوطة أيُّ مؤلفاتٍ باستثناء كتابِ تحفة النظارِ في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، والذي يُعدُّ الكتاب الأشهر والأعظم لابن بطوطة، حيثُ وصفَ فيّه الرحالة تجارب أسفارّه بأسلوب إنسانّي نادر في الروايّة التأريخيّة، وقد ساعده في ذلك كتاب يُدعى ابن جزي الكلبي الذي عيّنه سلطان فاس أبو عنان المريني ليُساعده في الإعداد والكتابة، وتُشكل رواية ابن بطوطة في كتابّه عن أسفاره في آسيا الصغرى، وشرق وغرب أفريقيا، والمالديف، والهند مصدراً تاريخياً مهماً لهذه المناطق، بينما تشكل الأجزاء التي تم التحدث فيها عن الشرق الأوسط مصدرً قيمًا، لما تضمنّت من تفاصيل حولَ العادات والتقاليد والثقافّة والحياة الاجتماعية، وما إلى ذلكَ، كما وكشف كتابّه عن شخصيتّه، حيث كشفت كتاباته عن طبيعة آراء وردود أفعال مسلم من الطبقة المتوسطة في القرن الرابع عشر، وقدْ تُرجم الكتاب بالكامل إلى الإنجليزية من قبل هاملتون جب في عام 1929م.
أبرز ما اشتهر به ابن بطوطة
بدأ ابنُ بطوطة رحلاتِه في القرنِ الرابع عشر، حيثُ قطع مسافةً شاسعة تُقدرُ بحوالي 121.000 كيلومترًا، وقد بدأ رحلتّه من طنجة متوجِهًا إلى مكّة، وقد تنقلَ عبر رحلاتِه إلى أفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، والهند، وقد تجول عبر مساحات كبيرة في الكرّة الأرضية، وتنقل عبر البحار، وقوافلِ الجمال، والسيرَ على الأقدام، وسُميّ بشيخِ الرحالين، لكثرةِ تجواله بين الدولِ والأمصار، وفي أولى رحلاتِه إلى مكّة كانَ قد استغرق بها ستة عشر شهرًا، فاستكشف مناطق الشرق الأوسط، وتوجّه إلى العراق وإيران عبر الصحراء العربيّة الكبرى، ثم إلى عدن، وبعدها إلى تنزانيا، ثمّ إلى الهند، ومن ثمّ اتجه نحو الصين، وقام بمغامراتٍ عديدةٍ في تلك المناطق، ثمّ سافر بعد ذلك إلى مالي في أفريقيا، وفي النهاية عاد إلى موطنه عام 1355م، ويشارُ إلى أنّ معظمَ رحلاتّه كانت بريّة، وقدْ دونَ جميعَ رحلاته في كتاب أسمّاه رحلة ابن بطوطة، والمعروف أيضًا باسمِ تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.
صفات ابن بطوطة
لقدْ تمتعَ ابنُ بطوطة أو شيخُ الرحالين كما يُقالُ عنّه بعدّة من الصفات، ومنّها:
- يتمتعُ الرّحالة ابنُ بطوطة بقدرتهِ الكبيرة على تذكرِ كُلّ ما رآهُ في رحلاتِه المُختلفة بين الأمصارِ والأسفار.
- يتميزُ بأنّه سريع التأقلم مع الإقليم الذي يستقر فيّه، وسريع الإنخراط في عادات الناسِ وتقاليدهم، ومُجاراةِ حياتّهم.
- يتميزُ بحبّه الشديد للسفر، وحبّه للناس، وحبّه لمعرفة أخبار العالم، وثقافاتِهم المُختلفة.
- يتميزُ برغبته الكبيرة بمعرفةِ أحوال الناس، واختلافاتِهم، وكيفية حياتّهم، وعاداتِهم، وتقاليدهم.
- يتميزُ بأنّه أكثرُ الرحاليّن نشاطًا، وأنّه أكثرهم استيعابًا للأخبار.
- يتميزُ بالدمجِ في مغامراتِه ما بين الروحانيّة والمُغامرة، فقد بدأ رحلاتِه بالحج، وقد كان يعودُ إليّها مرارًا وتكرارًا.
مما قيل عن ابن بطوطة
لقي ابنُ بطوطة الكثيرَ من المدحِ والثناء، للعملِ الثمين الذي قامَ به، منْ وصفِ رحلاتّه، والتعرفِ على أحوال الناس، وتدوين الثقافاتِ والمِختلفّة، ومما قيلَ في وصفِ ابن بطوطة:
- قال الباحث الياباني ياموتو في وصفِ ابن بطوطة: “إنه من العسير القول بأن جميع حكايات ابن بطوطة عن الصين هي من نسج الخيال وحده، حقًّا إن وصفه لتلك البلاد يشمل عددًا من النقاط الغامضة، ولكنه لا يخلو أحيانًا من فقرات معينة تعتمد على ملاحظة مباشرة عن الصين”.
- قال المستشرق ريجيش بلاشير في وصفهِ لكتابِ ابن بطوطة: “لهذا الكتاب أهمية فائقة في التعرف على العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الميلادي”.
- قال المستشرق الروسي كراتشكوفسكي في وصفهِ ابن بطوطة بأنه: “آخر جغرافي عالمي من الناحية العلمية، أي أنه لم يكن نقَّالة اعتمد على كتب الغير؛ بل كان رحالة انتظم محيط أسفاره عددًا كبيرًا من الأقطار”.
وفاة ابن بطوطة
تُوفي الرّحالة ابن بطوطة في عامِ 779هـ المُوافقِ 1377م، حيثُ تُوفي في مسقطِ رأسه مدينة طنجة في المغرب، والتي عادَ إليّها بعد الانتهاءِ من رحلاتِه عامِ 1355م، ، وبناءً على طلب من سلطان المغرب له بتوثيق ذكرياته، قام الكاتب ابن جزي بكتابتها وتزيينها بالزخارف والشعر، وقدْ أجمع الجميعُ بأنّه عاش جوادًا محسنًا لجميع مَن حوله.
خاتمة عن ابن بطوطة
ابن بطوطة أحدُ أشهرَ الرحالة المُسلمين، عُرف بحبّه للترحالِ والمُغامرة، والاختلاط بالناس، والتعرفُ على ثقافاتِهم المُختلفة، ويعتبرُ بأنّ لهُ الفضل الأكبر في خروج هذا الزاد المعرفيّ الذي يحمل ثقافات الشعوب ومختلف الأنظمة الاجتماعية، إذ أنّه أسهم في إثراءِ المكتبّة العربيّة في كلِ ما يتعلقُ بكتب التاريخ والجغرافيا، والذي اقتبست من رواياتِه المُفصلّة في كتابِه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.
إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا موضوع عن ابن بطوطة، حيثُ سلطنا الضوء على كلِ ما يتعلقُ برحلاتِ ابن بطوطة، وكلُ ما يتعلقُ بتفاصيلِ حياتِه من مولده، وأقواله، وكتابه، ووفاتِه.
المراجع
- britannica.com , Ibn Battuta , 13/12/2021
التعليقات