أنواع الصخور التي تحتوي على الذهب

انواع الصخور التي تحتوي على الذهب من أكثر المشاهد العلمية التي تسيطر على أبحاث علماء التنقيب عن المعادن اليوم، فالذهب معدن ثمين وله عشاقه وجاذبيته الخاصة، لذا فإن الكثير من البشر اهتموا منذ قدم التاريخ بهذا المعدن النفيس واستخدموه في الحلى ونظم المقايضة في الحياة الاقتصادية البدائية القديمة، وعلى الرغم من تطور الكون وتغير التكنولوجية العالمية، لم يستغن البشر عن أهمية الذهب في حياتهم بل استمروا في اقتنائه، لذا نلاحظ استمرار عمليات البحث عن الذهب بهدف اكتنازه، وانطلاقاً من هذه المعطيات سوف يتيح لكم موقع المرجع، فرصة التعرف على أنواع الصخور التي تحتوي على الذهب، وعلى الطرق المستخدمة في استخلاصه منها.

انواع الصخور التي تحتوي على الذهب

استخراج الذهب كمادة خام من الصخور، هو الطريقة التقليدية للحصول على الذهب، والتي لا تزال مُعتمدة حتى يومنا هذا، فمنذ آلاف السنين استخدم الإنسان القديم الذهب كحلي كما استخدمه في سك النقود التي تعتبر الوسيلة الوحيدة والمعتمدة لتبادل البضائع والسلع، لذا كان لابد من العثور على الذهب الخام من مكامنه الحقيقية، واستخراجه والاستفادة من قيمته، أما عن أنواع الصخور التي تتضمن بين ثناياها كتل الذهب الخام، فهي محدودة بالأنواع التالية:

• صخور الكوارتز: هي الصخور المعدنية الأكثر توفراً في الطبيعة ضمن جميع درجات الحرارة، فمنه الصخور النارية والصخور المتحولة والصخور الرسوبية، ومعروفة بشدة مقاومتها لعوامل الطبيعة الجوية سواءً الميكانيكية أو الكيميائية، تتوفر في قمم الجبال وشواطئ الأنهار وحتى ضمن رمال الصحراء، كما أن الكوارتز الموجود في كل مكان، غني بالودائع القابلة للتعدين وعلى رأسها الذهب.[1]
• صخور اللوفيوم: ويقصد بها الصخور المتشكلة بعمليات الطمي نتيجة ترسبها في قيعان الأنهار، حيث تتركز هذه الصخور ضمن الجزء السفلي من سيالات الأنهار، وتنتشر ضمن مناطق السهول الفيضية أو الدلتا، وربما نلاحظ وجود الطمي ضمن النقاط التي يفيض النهر إليها والمنتشرة على ضفافه، ويمكن للطمي أن يكون رملاً أو طيناً أو حصى، وغالبا ما تحتوي الرواسب الغرينية في بعض قيعان الأنهار على المعادن الثمينة كالـ (الذهب – البلاتين – الأحجار الكريمة – بالإضافة لكونها المصدر الأكبر لخام مادة القصدير (حجر القصدير).[2]
• الصخور المتداخلة: وهي عبارة عن صخورٌ قاسيةٌ جداً تتشكل من تجمد الصخور المنصهرة في باطن الأرض أو قرب السطح بعدد تغلغل المادة المنصهرة في صخور أخرى، ومع مرور الزمن تتآكل الصخور المتداخلة نتيجة التأثر بعوامل الطبيعة، وتتجمع رواسب المواد المعدنية الثقيلة ومنها الذهب، بالقرب من الصخور المتداخلة بينما تتلاشى الرواسب المعدنية ذات الأوزان الخفيفة.[3]

وللتنويه فقد حصر علماء الجيولوجية الأنواع العامة للصخور، التي تحتوي في تركيبتها ذهباً بالأنواع التالية:

• الصخور النارية البركانية.
• الصخور الرسوبية.
• صخور الكوارتز النارية.
• صخور الفلوريت.
• الصخور الحجرية أو الصخور الرملية.
• الصخور ذات البنية البيروتية.
• الصخور ذات الطبيعة الجيرية.
• الصخور مونزونيتية.

علامات وجود الذهب في الصخور

توجد بعض الخصائص المشتركة بين الذهب والبيريت (الذهب الكاذب)، التي يجب على المنقبين عن الذهب في الصخور دراستها جيداً لتوخي الحذر أثناء العمل، كي لا تكون النتائج مخيبة للآمال، ومن أهم تلك الخصائص ما يلي:

• الذهب الخام لا يؤثر على ألواح الزجاج المصقولة أو يخدشها عند الاحتكاك المباشر بها، في حين أن البيريت يفعل ذلك.
• الذهب لا ينجذب للمجال المغناطيسي على عكس البيريت.
• الذهب الحقيقي له أثراً أصفر اللون عند خدشه للأسطح غير المصقولة، على عكس البيريت الذي يميل أثره للون الأخضر.

أما بالنسبة لدلائل وعلامات وجود الذهب في الصخور، فهي عديدة ومتنوعة ولكن الأدلة التي رجحها علماء الجيولوجية والصخور هي كما يلي:[4]

• تغيرات اللون: فتغير لون الصخور في كثير من المناطق، نتيجة التأثر بالمحاليل المعدنية أو المحاليل الحمضية، هو دليل قاطع على احتواء تلك الصخور على المعدن الثمين “الذهب”، حيث أن الصخور سوف تبيض وتصبح بلون أفتح، نتيجة تفاعل الأحماض مع ذرات الذهب.
• تلطيخ الحديد والجوسان: ليس بالضرورة أن تنتج جميع الأوردة المزيد من الكوارتز “الصخر المعدني” – فالأوردة الحاملة للذهب قد من تكون من صخور الكالسيت أو صخور الكبريتيدات – وهي غالباً ما تصبح ملطخة بالحديد عندما تتحول عناصر البيري تات إلى أكاسيد الحديد وتتفاعل معها، وربما ينتج عن تفاعل الكميات الكبيرة من أكاسيد الحديد كأنواع الـ (هيماتيت – مغنتيت – حجر الحديد) مؤشرات مواتية لوجود الذهب.
• تراكمات وريد الكوارتز: عادةً تتحول التراكمات الصغيرة من مادة وريد الكوارتز إلى مؤشرات وجود الذهب، نتيجة التمعدن في المنطقة.
• أنواع الصخور الإنتاجية: ربما تكون مؤشراً لوجود الذهب، نظراً لاختلاف المصادر بالرغم من أن الاستهلاك وطبيعة تشكلها واحد.
• مناطق وأعطال تلامس الصخور: حيث تتوفر عروق الكوارتز ورواسب الذهب في مناطق الصدوع الصخرية أو عند نقاط التقاء نوعين مختلفين من الصخور.
• التضاريس الصحيحة: فالذهب الخشن “الكتل الكبيرة من الذهب” تعلق في المناطق البعيدة عن المنبع، أما الأشكال الأخرى “الغرينيات المتبقية” تظهر في المناطق قليلة الانحدار والمناطق المسطحة.
• امتدادات المناطق المعدنية أو الغرينية المعروفة: على خلاف الأجسام ذات المظهر الأنبوبي، تنتشر معظم الرواسب الناعمة من الذهب على رسم خطي، فالذهب والصخور الذهبية متوفر دائماً على امتدادات خط الترسيب.
• المناطق الجيولوجية المماثلة القريبة: في حال وجود نوع صخري معين أو طبقات جيولوجية محددة، منتجة للذهب ضمن منطقة واحدة، يجب على المنقب فحص الصخور القريبة من الصخور المنتجة للذهب إذا كانت من نفس النوع وقريبة من المنطقة التي أنتجت الذهب.
• ويمكن تحسس احتواء الصخور على الذهب باستعمال الخل المنزلي الأبيض، بوضع قطعة من صخر الكوارتز ضمن وعاءٍ زجاجيٍّ وإغراقها بحمض الخل، الذي سوف يذيب قطعة الكوارتز تدريجياً ولا يبقى منها سوى قطع الذهب المتوفرة داخلها.
• الفحص المخبري لعينة من الصخر، كفيل بالتأكد من توفر الذهب في تلك العينة، ومن أن الكميات المتوفرة من الذهب كافية لتغطية تكاليف الاستخراج.

شاهد أيضًا: في الصدع العادي تتحرك الصخور التي فوق مستوى الصدع إلى أسفل

شكل الذهب في الصخور

لا يوجد الذهب بشكله المعدني الخام والطبيعي منفرداً، بل إننا سنلاحظ عليه وجود آثار من الفضة، وأحياناً أخرى يوجد النحاس والحديد، بحيث تتراوح نسبة الذهب عادةً بين الـ (70 – 95)% من كتلة الذهب الطبيعي، والباقي هو من الفضة والمعادن الأخرى سالفة الذكر، لون الذهب الحقيقي الخام لونه أصفر لامع، يميل إلى البياض مع ازدياد محتوى الفضة، ويمكن في الأحيان أن يكون الذهب الخام بني اللون، أو عبارة عن صخور ملطخة بالحديد أو صخور كوارتز أبيض ضخمة الحجم، وعادةً ما تحتوي الصخور آثار صغيرة فقط من الذهب، لابد معها من طحنها لاستخراج الذهب منها، كما يوجد شكل شائع للذهب، حيث تتسبب عوامل التعرية انفصال قطعة كبيرة من الذهب الصخري الخام عن صخرتها الأم، ليتم نقلها فيما بعد إلى مجرى مائي أو نهر، وهناك سيجعل حت الماء لها شكل دائري كروي، يستقر في قاع المسطح المائي بفعل ثقله، وعندها تعلق الرواسب الصغيرة الأخرى فوقه في نفس المنطقة، وتتشكل ما يسمى الرواسب الغرينية الطينية “طمي”.[5]

شاهد أيضًا: تتميز الصخور المتكونه في الاعماق وببطء شديد بانها

خصائص الذهب

للذهب خصائص عديدة تميزه عن بقية المعادن، حتى في حال اختلاف أنواع الصخور التي حصلنا منها على الذهب، ومن أهم تلك الخصائص ما يلي:[6]

• يستخدم الذهب كمادة تماس مباشر تدخل في صناعة الإلكترونيات الدقيقة، لكونه موصل جيد لكلاً من الكهرباء والحرارة.
• الذهب مادة قابلة للسحب والإطالة، فبإمكاننا الحصول على أنحف سلك منه، وللتوضيح يمكننا سحب أونصة واحدة من الذهب الخالص، على شكل سلك ذهبي نحيف بطول 80 كيلو متراً أو ما يعادل (50 ميلاً)، أي يمكن أن يصل قطر السلك خمسة ميكرونات فقط (خمسة ملايين جزء من المتر)، ويبلغ قطره بوحدات القياس الأخرى 0.20 ميليمتر أو (0.008 بوصة).
• يمتلك الذهب قدرة عالية على عكس الحرارة والأشعة والضوء، لذا فإن أقنعة وخوذ رواد الفضاء تطلى بقشرة رقيقة من الذهب، لا يتجاوز سمكها (0.00005 ملم، أو 0.000002 بوصة) كي تبقى شفافة جزئياً، بحيث تسمح لرائد الفضاء الرؤية من خلالها، مما يقلل الوهج والحرارة الواردة في أشعة الشمس.
• الذهب معدن مرن، قابل للتسوية إلى صفائح رقيقة بشكلٍ متناهي الدقة، فبالإمكان جعل سمك ورقة الذهب لا يتجاوز الـ 0.18 ميكرون أي ما يعادل الـ (7 ملايين من البوصة)، ويمكن نقشه أو طرقه كما يمكن أيضاً صبّه أو شدة أو لفه.
• ويعتبر الذهب من المعادن الثمينة البراقة اللون، والتي لا تتآكل وتحافظ على لونها الأصلي مع مرور الزمن.

شاهد أيضًا: هل جهاز كشف الذهب ممنوع في السعودية

كيفية إزالة الذهب من مخلفات الصخور

توجد العديد من الطرق سواءً التقليدية أو الحديثة لاستخلاص الذهب من مخلفات الصخور، ولكن لكل طريقة ميزاتها ومساؤها، ومن أبرز تلك الطرق ما يلي:

• وسيلة السيانيد: تعتمد هذه الطريقة على استخدام مادة السيانيد الكيميائية، القادرة على إذابة جزيئات الذهب الدقيقة، بعد إغراق مخلفات المناجم المنقبة على الذهب، أو الأكوام التي يتم جنيها غالباً من طمي المسطحات المائية، حيث أن السيانيد بعد إذابته للذهب سيجعله يسيل للتجمع نحو الأسفل، ومع الإزالة الحذرة لمخلفات العملية سنحصل على الذهب الراسي في الأسفل، ولكن يؤخذ على هذه الطريقة أنها وبالرغم من انخفاض تكلفتها، في حال تطلبت المخلفات الإغراق مرة أخرى بالسيانيد ستصبح باهظة الثمن، كما أن لها آثاراً جانبية عديدة في تلويث البيئة على الرغم من ادعاء العكس من مستخدميها في استخلاص الذهب، فقد سجلت عدة حالات تسمم بالسيانيد طيلة العقود الخمسة الماضية.[7]
• التبلل الملوكي: وهي عبارة عن طريقة خطيرة جداً قياساً بغيرها من أنواع تعدين الذهب، لكونها تعتمد على خليط من محلول حامض النيتريك ومحلول حمض الهيدروكلوريك، كما تنتج عنها غازات ضارة بالبيئة، لذا تحتاج إلى خبرة علمية ودقيقة في التعامل مع موادها.
• وسيلة الرصاص القيادي: تتميز هذه الطريقة المضمونة في استخلاص الذهب، التي من الممكن معها استخلاص الجزيئات الصغيرة بحجم الـ 50 ميكروناً، كما أنها بعيدة عن الاستخدامات الكيميائية المضرة بالبيئة، ولكن يؤخذ عليها أنها طريقة باهظة الثمن.
• استخراج الذهب بالنشا: اكتشف العالم الجيولوجي زيتشانغ ليو، طريقة جديدة وآمنة في التنقيب عن الذهب، تتمثل بخلط مركب بروميد الذهب مع المركبات النشوية cyclodextrins، ونتج عن تفاعل تلك الخلائط مع مخلفات المناجم إبر من الذهب، بالإضافة لمركب كيميائي من الملح القلوي ذو التكافؤ المُعتدل، الذي يسهل التخلّص منه على خلاف مخلّفات السيانيد الضارّة بالبيئة.

شاهد أيضًا: كم سعر الذهب اليوم في السعودية بيع وشراء تويتر

الوصول إلى الذهب

بعد تحديد المكان الذي تتوفر فيه الصخور التي تحتوي الذهب، نتبع الخطوات اللازمة وفق الترتيب التالي:

• جمع رواسب الذهب: فبعد تفتيت الحجارة، ونقلها إلى معدات الطحن.
• تنظيف القمامة والرواسب: باستخدام الآلات الهيدروليكية الضخمة.
• تكسير الذهب: عن طريق سحقه وتلميعه بعد الخلط بالماء والطين.
• فصل الذهب عن الخام: عن طريق إذابة الخام بالمواد الكيميائية.
• صهر الذهب: حيث يطفو الذهب الخالص على الوجه وترسو الشوائب في أسفل بوتقة الصهر.

هكذا؛ ومع هذا القدر من المعلومات العلمية، نكون قد وصلنا وإياكم إلى ختام موضوع بحثنا، الذي كان بعنوان انواع الصخور التي تحتوي على الذهب، فقد تعرفنا من خلال فقراته على الأسماء العلمية لأنواع الصخور التي تحتوي على الذهب، وعلى الطرق التقليدية والحديثة في البحث عنه واستخلاصه من تلك الصخور، كما تعرفنا على الشكل الحقيقي للذهب الخام، واطلعنا على أهم خصائصه الفيزيائية والكيميائية.