حذر صديقك من الغيبه

حذر صديقك من الغيبه حيثُ أنّ الإسلام نهى المسلمين عن الغيبة والنّميمة، لما فيها من ارتكاب للمعاصي والذّنوب، فليس هُناك إنسان يرغب بأن يذكره الآخرين بصفات يكرهها، والصّديق الحقيقي لا بدّ له من أن يدلّ صديقه ويوجّهه إلى طريق الهداية والخير، وينصحه بالابتعاد عن الغيبة لأنّها من المحرّمات، لذا وعبر موقع المرجع سنستعرض لكم عدّة طرق يمكن اتباعها في تحذير الصّديق من الوقوع في الغيبة.

ما هي الغيبه في الإسلام

الغيبة هي ذكرُ المسلم لأخيه المسلم بأحد عيوبه التي يكرهها، فقد جاء في الحديث الشّريف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّه قال: “أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ”.[1]، وجاء ذكر تحريم الغيبة أيضًا في القرآن الكريم بقوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضًا أيُحبُّ أحدُكم أنْ يأكُل لَحم أخيه ميْتاً فكرهتموه}[2] وهذا أكبر دليل على تعظيم ذلك الذّنب الّذي قد يقع فيه أحدٌ منّا إن لم ينبّهه الآخر على ذلك وينهاه عنه.[3]

حذر صديقك من الغيبه

يتوجّب على الصّديق الحقيقي تحذير صديقه من الوقوع في ذنب الغيبة وعدم الانجرار ورائه في الحديث فيكون ذنبهما أعظم، ومن النّصائح التي يمكن توجيهها إلى الصّديق لكي لا يغتاب شخص ما كما يلي:[4]

• أولًا يجب عدم مشاركته في الحديث وإنهائه بنصيحة طيّبة لطيفة تجعله يتوقّف عن هذا الأمر مخافةً عليه من الوقوع في الإثم، وإن لم ينته عن ذلك فيتوجّب عليك مغادرة المكان لكي لا تنال الإثم نفسه.
• دعوته في الرّجوع إلى الله سبحانه وتعالى والتّوبة عن ذلك الذّنب.
• أدعوه إلى مُعاهدة نفسه بالابتعاد عن الغيبة ومعاقبة نفسه بأمرٍ ما كلّما وقع في ذلك حتّى يبتعد عنها.
• أطلب منه أن يضع نفسه بدلًا عن الشّخص المُغتاب، هل سيقبل ذلك على نفسه؟

شاهد أيضًا: الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وترك الصلاة وأذية الجار والخيانة الغدر أمثلة على

الأسباب التي أباح الإسلام فيها الغيبه

هُناك بعض الأسباب التي أباح الإسلام فيها الغيبة وذلك للتخفيف من ذنبٍ أعظم وأكبر، ومن تلك الأسباب كما يلي:[5]

• في حالة الظّلم، فيجوز للشّخص المظلوم الشّكوى على من ظلمه إلى من يمتلك القدرة على استعادة حقّه له.
• تنبيه الآخرين من أمرٍ ليس فيه خيرًا، كمعرفة أحدهم بأنّ البضاعة التي تُباع فيها عيبًا، أو رؤيتك إنسان مهذّب يتودّد له إنسان سارق أو يتعاطى المخدّرات فمن باب المخافة عليه من الانجرار خلفه يجب عليك تنبيهه.
• في حالة الفتوى الشّرعيّة، عندما يريد أحدهم إيجاد فتوى لأمرٍ ما فيجوز له الحديث عمّن ظلمه في غيابه.
• أن يكون الشّخص مجاهرًا بمعصيته للخالق، كمن يشرب الخمر علنًا، فيجوز قول ذلك فيه لأنّه مجاهر بمعصيته، ولكن لا يجوز بغير ذلك.
• عندما نريد هِداية أحدهم عن المعصية ونعجز عن ذلك فيمكن الاستعانة بشخص آخر، فيجوز ذكر عيبه أمامه.
• إذا كان الشّخص معروفًا بلقب ما “كالأعور، أو الأعرج، أو الأعمى” فيجوز قول ذلك فيه إن لم يكن المقصود من ذلك تنقيصًا من قدره، ويحبّذ أن يكون هُناك بديل عن ذلك.

طرق تحذير صديقك من الغيبه

يمكن أن يتّبع الصّديق عدّة طرق لطيفة ومختلفة مع صديقه من أجل نهيه عن الوقوع في الغيبة، ومن تلك الطّرق على النّحو الآتي:

• اتباع أسلوب مهذّب في نُصحه بالقول الحَسن واللّطيف.
• عدم مشاركته في الغيبة.
• ذكر بعض الأحاديث الشّريفة والآيات القرآنيّة التي تنهى عن ذلك على مسامعه.
• اصطحابه إلى مجالس الذّكر ودروس الدّين ليتّعظ من ذلك.
• دعوته إلى التّقرّب من الله سبحانه وتعالى أكثر، والتّوبة من ذلك الذّنب.

إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نِهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن حذر صديقك من الغيبه، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن ما هي الغيبة في الإسلام، والأسباب التي أباح الإسلام فيها الغيبة، إضافةً إلى طرق تحذير صديقك من الغيبة والابتعاد عنها.