ما هي عناصر القصة القصيرة

ما هي عناصر القصة القصيرة التي تعد من أهم أنواع الفن الأدبي الذي يستخدم أسلوب السرد في روايته للأحداث، وقد تكون أحداث القصة واقعية أو نابعة عن إلهام الكاتب ومهاراته السابقة، وللقصة خصائص وأنواع وآلية كتابة كلها سوف نتعرف عليها من خلال سطورنا التالية في موقع المرجع وعلى عناصرها بالتفصيل، إضافة إلى تعريف مفصل لها. 

ما هي القصة القصيرة

الأقصوصة أو القصة القصيرة هو نوع من الفنون الأدبية القائم على السرد الحكائي والروائي النثري، لكنها تكون أقصر من الرواية، وقد تكون تلخيص لها، والقصة تقوم على سرد حدث محدد ضمن وحدة زمنية قصيرة ومكان محدد، لتعبر عن موقف معين أو عن إحدى جوانب الحياة، وقد تكون الأحداث حقيقية أو من وحي الخيال ومن تأليف الكاتب، وعند سرد الأحداث في القصة لا بد من أن يراعي الكاتب الانسجام بين الأحداث من دون تشتيت، ويشترط وجود مغزى للقصة إما أن يذكره الكاتب في نهاية القصة أو يترك للقارئ استنتاجها.

وقد تكون القصة وحيدة الشخصية أو تتألف من عدة شخصيات مجتمعة ضمن مكان وزمان محدد على خلفية الحدث المراد الحديث عنه، وغالباً ما تتمحور القصص حول موضوع درامي، ومنها ما يكون غرضه كوميدي ساخر، ومنها ما يكون ناقد لموضوع ما، ومنها ما يحمل مشاعر قوية نحو حب الوطن والقيم السامية الأخرى، وعنصر التأثير فيها بمثابة تعويض عن الحبكة في الرواية، والسرد القصصي قديم جداً ربما يعود أصله إلى أزمنة الأنبياء كما يزعم البعض، أو نتاج لتحرر الكُتاب من العادات والتقاليد والقوانين والنمطية التي كانت متبعة سابقاً بالسرد القصصي للروايات؛ كما يرى بعض الناقدين.[1][2]

شاهد أيضًا: قصة قصيرة تحتوي على عناصر القصة

ما هي عناصر القصة القصيرة

تتألف أي قصة من عدة عناصر مرتبطة مع بعضها البعض، فكل عناصرها مجتمعاً تشكل القصة، إليك عناصر القصة القصيرة:[1] [2]

عناصر القصة القصيرة

الحدث

كل قصة تتكون من سلسلة من الأحداث المتتابعة المؤطرة بإطار الزمن، والتي تجذب القارئ إليها ليتابع تتالي الأحداث ومعرفة نهاية القصة، والحدث يؤدي دور كل شخصية من الشخصيات، ويميز بين الشخصية الرئيسية والشخصيات الثانوية في القصة، كما يبين نزعة كل شخصية وأفكارها وقيم كل منها، وهو الدافع الرئيسي لقيام القصة، والحدث في البداية تمهيد لشخصيات القصة، وفي العرض تتالى الأحداث ويشتد الصراع، وفي نهاية القصة تكون عقدة الأحداث والمغزى والمقصد منها.

الشخصيات

الشخصيات في القصة أهم عنصر، فكل أحداث القصة تتمحور حول شخصياتها، فمن أهم خصائص القصة التركيز على الشخصية الرئيسية والشخصيات الثانوية، والشخصية الرئيسية هي بطل القصة، وكل الأحداث الرئيسية في القصة تدور حوله، وغالباً ما تعيش الشخصية الرئيسية حالة صراع مع الشخصيات المضادة، وتنتصر في نهاية القصة، ويختلف نوع الشخصية في القصة بحسب التغييرات التي تطرأ عليها، إليك أنواع الشخصيات في القصة القصيرة:

  • الشخصية الجامدة: وهي شخصية روتينية نمطية لا يطرأ عليها أي تغيير في المبادئ والأفكار والقيم، فإذا كانت شخصية طيبة أو شريرة تستمر على هذا النحو، وهذا النوع من الشخصيات كثير الاستخدام في القصص البوليسية وقصص المغامرات.
  • الشخصية النامية: وهي شخصية متطورة تتطور مع تطور أحداث القصة ويطرأ عليها تغيير، وتتفاعل مع الأحداث أي أنها شخصية غير نمطية، تغير من أفكارها ومبادئها وقيمها، وتنتهي حال هذه الشخصية بالإخفاق، وهذا النوع من الشخصيات يستخدم في قصص التراجيديا.

الزمان

الزمان شرط أساسي لقيام أي حدث قصصي، وعلى الكاتب الالتزام بهذا العنصر لتحافظ القصة على المسار الصحيح، ولا يحدث أي خلل في العناصر الأخرى، ويبان إبداع الكاتب من خلال الرجوع إلى الزمن ومراعاة تسلسل الأحداث، فالومن هو الزمن الماضي الذي يشعر فيه في القصة، أما مجريات القصة وأحداث العرض فتكون في الزمن الحاضر.

المكان

على الرغم من أن العنصر الرئيسي المهم في نسج القصة هو الزمان إلا أن المكان لا يقل أهمية عن الزمان أيضًا، والمكان عامل قوة كبيرة في الحدث القصصي وخاصة في الأماكن المضادة، حيث تكون الأحداث كلها ضمن مكان محدد وزمان محدد، ويكون الصراع على الأرض نابع عن النزوع إلى السلطة وبسط النفوذ على الأرض، ووصف جغرافية المكان في القصة إحدى الأجواء التي يجب أن تحيط بالقارئ، حيث تلتزم الشخصيات في ظروف البيئة والعادات والتقاليد السائدة فيه.

الحبكة

الحبكة وهي نقطة تشابك أحداث القصة ببعضها البعض، وفيها تتأزم الأحداث وتتعقد ببعضها، والحبكة هي العنصر الأساسي الذي تستند إليه عنصر التشويق في القصة، فكلما زاد تعقيد الأحداث زاد التشويق فيها، وللحبكة عدة أنواع، وأنواع الحبكة هي:

  • الحبكة المتوازنة: فيبدأ الكاتب في عرض الأحداث، وتتأزم الأحداث في العرض، وتحل بالتدريج وصولاً إلى نهاية القصة.
  • الحبكة المقلوبة: وتكون الأحداث فيها مقلوبة فيبدأ بالانتصارات المأزرة، وينتهي في الذرة أن يهوي في الحضيض.
  • الحبكة النازلة: وفي هذه الحبكة تتالى على البطل سلسلة من الإخفاقات إلى أن تنتهي القصة.
  • الحبكة الصاعدة: وفي هذه الحبكة تتالى انتصارات ونجاحات البطل واحدة تلو الأخرى وصولاً إلى نهاية القصة.
  • الحبكة الناجحة في النهاية: في هذه الحبكة يلقى البطل الأمرين من الإخفاقات والمصاعب إلى أن تحلُّ جميعها في نهاية القصة.

الحل

الحل هو نهاية القصة حيث يبرز فيها تحلل عقدة القصة، ويبين تفكك الحبكة، ويبشر بنهاية القصة، وفي بعض أنواع القصص يتم حذف هذا العنصر، وتترك نهاية القصة مفتوحة، ليتنبأ القارئ فيها، أو لينهيها بحسب قراءته للقصة وتتابع الأحداث، والحل يلعب دور كبير في تكامل عناصر القصة، فيجب أن يكون ناتج عن تتابع الأحداث ومشاكل الشخصيات ومناسبة لزمان ومكان القصة، فالحل يمهد النهاية لأن النهاية لا يجب أن تكون مفاجئة، بل يجب أن تتسم بالإقناع، لتكون القصة قريبة للواقع.

الفكرة 

الفكرة أو المغزى ذات صلة وثيقة في بقية عناصر القصة مجتمعةً، وهنا يظهر إبداع الكاتب، فالكاتب المبدع هو الذي يسخر اللغة لتوصيل المغزى والمقصد من قصته للقارئ، وقد يكون أسلوب الكاتب مباشر كأن يترك جملة في نهاية القصة تعبر عن الفكرة، أو أن يكون أسلوبه غير مباشر فيترك للقارئ فهم ما يقصد، وهذا ما يتعين على الكاتب فعله، جعل القارئ يقرأ فكرة الكاتب من تتالي الأحداث في القصة، ومدى تفاعله معها.

أنواع القصة القصيرة

تختلف أنواع القصص تبعاً للغرض الذي تكتب لأجله، وتشمل أنواع القصص ما يلي:[1]

  • الحكاية: والحكاية تقدم في نهايتها درسًا أخلاقيًا وقيمة من القيم الإنسانية، وقد تكون محض أسطورة تمزج بين الواقع والخيال للقوى الطبيعة أو الأشياء غير الحية.
  • الخيال العلمي: وعدد كلمات قصة الخيال العلمي لا يجب أن يتجاوز 2000 كلمة، وتفتقر إلى بنية الحبكة التقليدية أو تطور الشخصية، وغالبًا ما تتميز بمفاجأة أو تطور في القدر.
  • الملحمة: نوع من القصص المصغرة وتكون تلخيص لراوية تاريخية حقيقية أو مبتدعة، وعدد كلماتها لا يتجاوز 50 كلمة.
  • السيرة الذاتية: مشهد وصفي أو للحظة فاصلة، فلا تحتوي على حبكة كاملة أو سرد، لكنها تكشف عن تفاصيل مهمة حول شخصية معينة.
  • الدراما: تجربة الشكل السردي والأسلوب والتسلسل الزمني (المونولوجات الداخلية وتيار الوعي) لالتقاط تجربة الفرد.
  • الفانتازيا: استخدام التجزئة أو التناقض أو الرواة غير الموثوق بهم لاستكشاف العلاقة بين المؤلف والقارئ والنص.
  • الأسطورة: الجمع بين السرد الواقعي أو الإعداد مع عناصر من السريالية أو الأحلام أو الخيال.
  • الرواية: الكتابة في هذا النوع تتميز بالإيجاز، واللغة المباشرة، ونقص دقة الحبكة.

خصائص القصة القصيرة

تشمل خصائص القصة القصيرة طولها، وعدد الشخصيات فيها، ومكان القصة، وأحداثها، والموضوع الذي يحدد نوعها، ويمكن تلخيص خصائصها بما ما يلي:[2]

  • الطول: يتراوح عدد كلمات القصة القصيرة بحسب نوعها بين 1600 إلى 20000 كلمة، وطول القصة القصيرة يجعل لها مساهمته الخاصة في المناظرة، وقد اقترح الأديب إدغار آلن بو أن القصة القصيرة يجب أن تستغرق من 30 دقيقة إلى ساعتين لقراءتها ليس أكثر.
  • الموضوع: تدور أحداث القصة كلها حول موضوع واحد، وتتراوح مواضيع القصص القصيرة بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن وقصص المغامرات والأساطير وغيرها، والحبكة تكون فردية يسهل احتواؤها، وهي إحدى السمات المميزة للقصة القصيرة.
  • مكان القصة: وصف مكان القصة يضع القارئ في مجرياتها، ويشده إلى القراءة ومتابعة مجريات القصة أيضًا.
  • الأحداث: وهنا يبرز عنصر الأحداث المفاجئة التي تجذب القارئ، ويجب عدم وجود ثغرات كبيرة في الوقت المناسب عند مراعاة تسلسل أحداث القصة، وتكون الأحداث موجزة فلا يوجد مجال أو حاجة كبيرة للتطورات الممتدة التي توجد في الروايات.
  • عدد محدود من الشخصيات: فالقصص القصيرة تركز معظم الأحداث على شخصية واحدة يطلق عليها اسم البطل، وحتى الأحداث الأخرى التي تحدث مع الشخصيات الثانوية تتعلق بالبطل. 

أهمية القصة القصيرة

تعتبر القصص ذات أهمية كبيرة وخاصة للأطفال، فهي تعود عليهم بالفوائد التالية:[3]

  • تزيد من الثقة بالنفس: تزيد القراءة من الوعي والثقة بالنفس لدى الأطفال، ومن قدرتهم على التفاعل مع الأنشطة.
  • توفر لهم رصيد لغوي: يتعلم الطفل من القصص كلمات وأفكار جديدة، وطريقة سرد الأحداث، فيستطيع الطفل فهم المعلومات عن طريق السرد القصصي أكثر من أي طريقة أخرى.
  • تساعد في تحسين الحالة النفسية للطفل: فتسمح قصص الأطفال بنسيان ضغوط وتوترات اليوم والانغماس في الخيال والهدوء والاسترخاء.
  • تسهم في تنمية خيال الطفل: وهذا بما تحويه من عوالم وأفكار ونقاط زمنية مختلفة وشخصيات مخترعة سواء أكانت القصة واقعية أو من وحي الخيال.
  • تنمية مشاعر الطفل: عندما يقرأ الأطفال القصص التي تحتوي على مشاعر وقيم إنسانية تساعدهم على تنمية قيمهم ومبادئهم ومشاعرهم. 

شاهد أيضًا: قصة قصيرة للاطفال مشكلة بالحركات

كتابة القصة القصيرة

لكتابة القصة القصيرة آلية، إليك بعض النصائح لكتابة قصة قصيرة ناجحة:[4]

  • مراعاة عدد الكلمات: يجب التقيد بعدد كلمات القصة للتفريق بينها وبين الرواية.
  • التقيد بعناصر القصة: يجب ذكر كل عناصر القصة التي تحدثنا عنها سابقاً بشكل موجز.
  • التركيز على الحبكة: يجب أن يركز الكاتب على تعقيد الأحداث في الحبكة لجذب انتباه القارئ.
  • قراءة القصص والابتداع: لتكون القصة ناجحة يجب أن يمتلك الكاتب خلفية كاملة عن القصص، ويبتكر فكرة جديدة ويغوص بها.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لهذا اليوم الذي كان يحمل عنوان ما هي عناصر القصة القصيرة، وقد ذكرنا من خلاله ما هي القصة القصيرة، وعناصرها، وأنواعها، وخصائصها، وآلية كتابتها. 

المراجع

  1. blurb.com , What is a Short Story? , 28/01/2022
  2. study.com , Short Stories: Definition, Characteristics & Examples , 28/01/2022
  3. writersbureau.com , Why are Stories Important for Children? , 28/01/2022
  4. soyouwanttowrite.org , The Top 10 Tips For Writing Great Short Stories , 28/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *