ماذا يعني خصخصة التعليم

ماذا يعني خصخصة التعليم، يأتي هذا السؤالِ بالتزامنِ مع انتشارِ مُصطلحَ الخصخصة، والذي طالَ قطاعاتٍ عدّة في أغلب الدول، حتى وصلَ إلى قطاع التعليم ليطلقَ عليّه خصخصة التعليم، حيثُ يكونُ لعمليّة الخصخصة أهدافًا خاصة ومُعينة، منّها تقليلُ التكلفة وتقديم الأسعار الأقل، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على ما معنى الخصخصة في التعليم، وما هي أنواعه، وأهدافه، وفوائده، والسلبياتِ العائدّة منّه مُستقبلاً.

تعريف الخصخصة

تُعرّفُ الخصخصة على أنّها نوعٌ من أنواعِ الاستراتيجيّات الاقتصاديّة التي تُساهم في دعم وتعزيزِ قطاع الاقتصاد، من خلالِ نقل المُمتلكات أو الخدمات الحكوميّة إلى القطاعِ الخاص، حيثُ يمكنُ أن تُباع الأصول المملوكة للدولة لمالكِي القطاع الخاص، كما يمكنُ أن ترفعُ القيود القانونيّة على المُنافسة بين شركاتِ القطاع العام والخاص، ممّا يؤدّي إلى توفيرِ العديدِ من المصادر التي تدعمُ التنمية الاقتصاديّة المحلية، كما تُعرفُ الخصخصة أنّها إحدى الوسائل التي تُساهم في تطبيقِ الإصلاح الاقتصادي، خاصةً في حالِ مُعاناة الدولة من خسائر ماليّة مُتكررة، وضعف عام في اقتصادِها المحلي، فتساهمُ الخصخصة في حمايةِ الشركاتِ والمؤسسات العامة التابعة للحكومة منْ التعرض للإفلاس، وعلى النقيضِ تمامًا قد تلجأ الحكومة إلى عملية مُعاكسّة لعملية الخصخصة وهي التأميم، وهي سياسة تلجئ لها الحكوماتِ، من أجلِ الاحتفاظِ بإيراداتِ الصناعاتِ الرئيسيّة، خاصة التي يمكنُ أن تخضعَ للسيطرةِ الأجنبيّة. [1]

شاهد أيضًا: هل سيتم خصخصة القطاع العسكري في السعودية

ماذا يعني خصخصة التعليم

يشيرُ مفهوم خصخصة التعليم إلى عمليةِ نقل ملكيّة كافة الوظائف والمهام والحقوق ذات الصلة المُباشرة في قطاع التعليمِ المملوك من قبلِ الحكومة أو الدولة إلى بعضِ جهات القطاع الخاص، والذي لا يكونُ ملكًا للدولة، وبالتالي تصبحُ مؤسسة خاصة وليست عامّة، وتشملُ هذه الجهاتِ كل من المؤسسات والمُنظمات غير الحكوميّة، أو المؤسسات الدينية، وقدْ أنشئ مصطلحُ الخصخصة بشكل عام للتعاونِ بين القطاعين العامِ والخاص في العمليّة التعليمية، لكن يمكن أن تتطور الأمورِ أحيانًا لتصل إلى انفراد للقطاع الخاص والتحكم بالتعليم والمستوى التعليمي بما في ذلك الأمور المالية.[2]

أنواع خصخصة التعليم

يوجدُ عدّة أنواع لخصخصة التعليم، وفيما يأتي بعضًا من أنواعِ خصخصة التعليم:

  • الخصخصة الكاملة للتعليم: أحدُ أنواع خصخصة التعليم، والذي يعني انتقال ملكيّة التعليم بشكل عام من القطاع الحكومي إلى القطاعِ الخاص، أيْ انتقالُ ملكيّة كافة مسؤوليات التعليم ومؤسساتِه إلى ملكيّة القطاع الخاص، وبشكل عام يعرفُّ على أنّه تحويلُ كافة الأسهم التي يمتلكها القطاع العام إلى القطاع الخاص، مثل: نقل المؤسسات الحكوميّة من خلالِ طرح أسهمها للبيعِ في مزاد علني.
  • الخصخصة الجزئيّة للتعليم: أحدُ أنواع خصخصة التعليم الغيرَ كاملة، والذي يعني انتقال جزءًا من ملكيّة التعليم من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، أي انتقال عددًا من مسؤوليات التعليم إلى القطاعِ الخاص، ومُشاركتِها مع القطاع الحكومي، من أجل تحقيقُ الأهدافِ المرجوّة من عمليةِ الخصخصة، وبشكل عام فإنّه يعتمدُ على نقلِ إدارة المؤسسة من القطاعِ العام إلى القطاع الخاص، مع احتفاظ الحكومة بجزء من حصتها في أسهم المؤسسة.
  • الخصخصة المشروطة للتعليم: أحدُ أنواع خصخصة التعليم، والذي يهدفُ إلى انتقال جزءًا من ملكيّة التعليم من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص وفقًا لشروط مُحددة، أي انتقال بعض مسؤوليات التعليم من القطاع العام أو الحكومي إلى القطاع الخاص وفقًا لشروط مُحددة يتمُّ الاتفاق عليّها بينَ الطرفين.

شاهد أيضًا: الشركات التي استحوذت على خصخصة التعليم

أسباب خصخصة التعليم

يوجدُ هنالكَ العديدَ من الأسبابِ التي تدفعُ الحكوماتِ إلى خصخصةِ مؤسساتِها، فقد يتمّ ذلك بسبب وجود رغبة حقيقة من الحكومة بإنهاء مهامها في أماكن معينة، أو الرغبة في نقل المخاطر المحتملة من القطاع العام إلى القطاع الخاص مقابل مبلغ مالي معين، والرغبة في تقليل التكلفة كذلك، حيثُ أنّ مُقدمي خدمات القطاع الخاص بإمكانّهم تقديم نفس الخدمات التي يُقدمها القطاع العام، غيّر أنّها بسعرٍ أقل، كما يمكنُ أنْ يكونُ غياب الخبرة داخل المؤسسات الحكوميّة أحد الأسباب التي تدفعُها إلى خّصخّصة وحداتِها إلى القطاع الخاص، ومنْ أحد أهمُّ الأسباب التي دفعت إلى خّصخّصة التعليم هو الأزمة الاقتصاديّة، حيثُ أنّ التعليم في عصرنا الحديث بدأ يستهلك قدرًا كبيرًا من إجمالي ميزانيّة الدولة، وأنّ الإنفاقُ على التعليم قد تضاعف مع تضاعف عدد الطلاب المُلتحقين بالمسيرةِ التعليّميّة، وأيضًا تدهور أوضاع التعليم وارتفاع كُلفتهُ وانحدارِ مستواه وتدني إنتاجيته وعدم كفايته وفعاليتّه هي من أحدِ أسباب خّصخّصة التعليم، والتوجهُ نحو عالم ما بعد الصناعة، أي التحولُ منْ الصناعة إلى العلم، حيثُ أصبحَ العلمُ قادرًا على أنْ يستقطبَ القوّة الاقتصاديّة، كما أصبحَ المُجتمع المعاصر اليوم هوَ مجتمع المعلوماتيّة والذي يضعُ تركيزهُ على رأسِ المال الفكري والعلمي، ونتيجةً لهذا فإنّ التعليم يبرزُ بوصفهِ أمرًا أساسيًا في مجتمع العلم، ويحتاج إلى درجات عاليّة منْ المعرفةِ والتدريب.

أشكال خصخصة التعليم

يوجدُ عدّة أشكالٍ للخصخصة في التعليم، ومنّها:

  • التعاقدُ: وفيهِ تقومُ المدارس الحكوميّة بتوقيع عقود مع جهات خاصة، بحيثُ تقوم بإمداد المدرسة بخدماتٍ مُعينّة مثلَ: النقل، وتقديم الواجبات، وطباعة الكتب، وتدريب المعلمين، وصيانة المباني، وما شابه.
  • نظام القسائم: وفيهِ تقوم الحكومة بتزويدِ الأهل بقسائم ذات قيمة ماليّة مُحددة لكل طفل في سن المدرسة، وهذه القسائمُ تخولُ الأهل لإلحاقِ أولادهم بأي مدرسة يختارونها من مدارس التعليم الأهلي، بحيثُ تكون رسومها التعليمية في حدود القسيمة المُعطاة لهم، وبإمكانهم اختيار مدارس رسومها أغلى لكن في هذه الحالة يدفعون هم الفرق.
  • الإحلال: ويعني إسناد إدارة المدارس وتنظيمها إلى مؤسسات أهليّة خاصة إذ تتعاقدُ الحكومة مع تلك المؤسسات لتتولى إدارة المدرسة الحكومية مُقابل رسوم تدفعها الحكومة.
  • المُعاهدة: إذ يتمُّ الاتفاق بين الحكومة والمدرسة على قيامِ المدرسة مهام مُحددة، ويُعطي للمدرسة على إثرِها الاستقلال في الأنظمة والميزانيّة والتحرر من قيود الدولة.
  • رصيد الضرائب: وفيه يقتطع حساب الضرائب من العائلات التي لديها طلاب في سن المدرسة، للاستفادةِ منّها في دفع رسوم التعليم.
  • امتلاك القطاع الخاص للمدارس: وهي أحدُ أكثر أشكال الخصخصة انتشارًا، حيثُ تكونُ المدرسة تحت إدارة أهليّة سواء أكانت ربحيّة أم غيرُ ربحية.

اقرأ أيضًا: هل الخصخصة تشمل العسكريين

فوائد خصخصة التعليم

يوجدُ عدّة فوائد لخصخصة التعليم، ومنْ هذه الفوائد:

  • تؤدي خصخصة التعليم إلى زيادة مستويات المنافسة بين مؤسسات القطاع الخاصّ، وهذا سيؤدي إلى تطوير المنظومة التعليمية.
  • زيادة الأجور والمرتبات وذلك بسبب أنَّ المعلمين والموظفين هم العامل المؤثر الأول على سير العملية التعليمية بشكل عام.
  • يؤدي خصخصة التعليم إلى انخفاض قيمة الضرائب التي تفرضها الدولة على المواطنين من أجل تغطيّة الميزانيّة.
  •  تؤدّي خصخصة قطاع التّعليم إلى توفير المزيد من فرص العمل للمعلّمين والموظّفين ذوي الكفاءة الأكبر، كما أنّها تؤدي إلى إتاحة العديد من فرص العمل للمعّلمين والمعّلمات على حد سواء.
  • تؤدي خصخصة التعليم إلى توزيع الأدوار بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص.

سلبيات خصخصة التعليم

يوجدُ عدّة سلبيات لخصخصة التعليم، ومنْ هذه السلبيات، ما يأتي:

  • قد تؤدي خّصخصة التعليم إلى ارتفاع تكاليف التعليم، من أجل الربح.
  • قد تؤدي خّصخصة التعليم إلى الإضرار بالمصلحة العامة، بحيثُ يتحول الربح والخسارة إلى القطاع الخاص بشكل كلي، وذلكَ بعد استحواذ واحدة من مؤسسات القطاع الخاص على مؤسسة التعليم ككُل.
  • قد تؤدي خّصخصة التعليم إلى احتكارِ التعليم، واقتصارهُ على الفئة القادرة على دفع التكلفة العاليّة فقط.
  • قد تؤدّي خّصخصة التّعليم إلى انتشار الرّشاوي والفساد في المؤسّسات الحكوميّة التي تسعى إلى جني الأموال بأيّ طريق ممكنة.

المشاكل الناتجة من خصخصة التعليم

يوجدُ عدّة سلبيات لخصّخصة التعّليم، ومن هذه السلبيات:

  • إهمال الجانب العلمي والتركيز على جوانب الربح.
  • خفض جودة التعليم من أجلِ خفض تكلفتهُ الماديّة.
  • تسرب المعلمون المواطنين من المهنة، ودعم توظيف معلمين غير مواطنين.
  • تحول التعليم إلى تجارة، وخفض أجور المعلمين.
  • تفاوت المستويات الأكاديمية للمؤسسات التعليمية.
  • زيادة رسوم تعليم ذوي الاحتياجاتِ الخاصة.
  • احتكار الخدمات التعليمية، وحرمان محدودي الدخل من التعليم.
  • التركيز على جاذبية المظهر وإغفال المضمون.
  • التساهل في منح الشهادات والدرجات العلميّة.
  • إبعاد القطاع العام عن الإشراف والرقابة.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا ماذا يعني خصخصة التعليم، حيثُ سلطنا الضوء على كلُ ما يتعلق بتحويلِ قطاع التعليم من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، من فوائد وسلبيات ومشاكل وأنواع بشكل تفصيلي وبسيط.

المراجع

  1. britannica.com , privatization , 14/12/2021
  2. right-to-education.org , Privatisation of education , 14/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *