علام يدل فرض الصلاة فى السماء السابعة

علام يدل فرض الصلاة فى السماء السابعة من الأسئلة الهامّة الّتي ينبغي لكلّ مسلم أن يعرف إجابتها، فالصّلاة هي الرّكن الثّاني بعد شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله، وهي العمود الّذي يقوم عليه الدّين الإسلاميّ الحنيف، كما أنّها أهمّ وأعظم الفروض والتّكاليف الشّرعيّة، وإنّ موقع المرجع يهتمّ بتعريفنا على الحكمة والمقصد من فرض الصّلاة في السّماء السّابعة.

رحلة الإسراء والمعراج

هي من أعظم المعجزات الّتي أنعم الله تعالى بها على نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- وهي من عجائب قدرة الله تعالى الّتي أحبّ أن يريها لرسوله الكريم، فبعد أن اُبتلي رسول الله بالعديد من المصائب والامتحانات، كوت زوجته خديجة رضي الله عنها، وفقد عمّه أبو طالب، كذلك إعراض أهل الطّائف عن الدّعوة الإسلاميّة، جاء جبريل عليه السّلام واصطحب نبيّ الله على دابّةٍ تسمّى البراق، وأخذه إلى بيت المقدس، وصلّى في المسجد الأقصى مع جميع الأنبياء والرّسل الّذين بعثهم الله تعالى إلى البشر، وبعد ذلك عرج به جبريل إلى السّماء، وكانوا يعبرون السّماء تلو الأخرى، ويقابلون الأنبياء في كلّ سماء ويسلّمون عليهم، وبعد أن عبروا السّماء السّابعة، وصل الرّسول إلى سدرة المنتهى، وهي شجرةٌ طيّبةٌ عظيمة، وهنا رأى جبريل على صورته الملائكيّة، فإذا هو ملكٌ له ستّمائة جناحٍ عظيم، وهنا تجلّى نور الله تعالى لنبيّه الكريم، وأوحى له ما أوحى من الأوامر والفروض والأحكام الشّرعيّة، ومن بعدها عاد رسول الله مع جبريل إلى مكّة المكرّمة، وكلن ذلك كلّه خلال ليلةٍ واحدةٍ فقط، فقد عاد رسول الله إلى مكّة قبل أن يطلع عليه الصّباح، والله أعلم.[1]

مكان فرض الصلاة

عندما وصل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السّماء السّابعة، وصار عند سدرة المنتهى، وتجلّى له نور الله العظيم، هنا أوحى الله -تبارك وتعالى-  بالعديد من الأحكام الشّرعيّة، وكان من أهمّها فرض الصّلاة على المسلمين، فقد فرض الله تعالى على المسلمين خمسين صلاةً في اليوم واللّيلة، فسأله الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- التّخفيف عن أمّته، فخفّف عنهم بعض الصّلوات وأسقطها سبحانه، فسأله التّخفيف ثانيّةً، فخفّف عنهم بعضها، ثمّ سأله التّخفيف، ولم يزل يسأله التّخفيف حتّى بقيت خمس فروضٍ في اليوم واللّيلة، وأكرم الله تعالى المسلمين بأنّ جعل هذه الفروض الخمسة بأجر خمسين، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: سنن الصلوات الخمس

علام يدل فرض الصلاة فى السماء السابعة

يدلّ فرض الصّلاة على المسلمين في السّماء السّابعة على:

  • عِظم شأنها، وعلى أهمّيّتها بين العبادات.

فهي أهمّ الفروض والتّكاليف الشّرعيّة في الدّين الإسلاميّ الحنيف، وللصّلاة فوائد وفضائل عظيمةٌ، ولقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد حزنٍ ومصائب عاشها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأثّرت فيه، فرفعه الله تعالى إليه إلى السّماء السّابعة وكلّمه دون واسطةٍ أو وحي، وفرض عليه الصّلاة وهي أعظم الفروض، ومن الحكم البالغة الّذي دلّ عليها فرض الصّلاة في السّماء ما يأتي:[2]

  • إعلاءً لشأن الصّلاة ومكانتها في الإسلام.
  • بيانٌ إلى أنّ الصّلاة هي صلة العبد بربّه.
  • فيه تكريمٌ بالغٌ للمسلمين والمصلّين.
  • الفضل الكبير والأجر العظيم المكتوب للصّلاة.
  • في الصّلاة سببٌ في زوال الهموم والأحزان عن القلب وفيها راحةٌ وسعادة.
  • إشارةٌ إلى أنّ في الصّلاة رفعة شأنٍ ومنزلةٌ عظيمةٌ وعاليةٌ لمن يحافظ عليها.
  • تنويهٌ على أنّ العبد إن أراد أن يناجي الله تعالى ويكلّمه ويبثّه شكواه فعليه بالصّلاة.
  • بيان اختلافها وتميّزها ورفعتها عن باقي التّكاليف الشّرعيّة الأخرى.

شاهد أيضًا: الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب

مكانة الصلاة في الإسلام

إنّ للصلاة في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ وكبيرة، ولقد كرّم الإسلام هذه العبادة الخاصّة وجعلها فوق جميع العبادات والأعمال الصّالحة الأخرى، فهي ثاني أركان الإسلام تأتي بعد شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وهي العمود الّذي يقوم عليه الدّين الحنيف، وإنّ الصّلاة هي الخيط الفاصل بين الإسلام والكفر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ”.[3] وترك الصّلاة يعدّ من الكفر بالله تعالى والعياذ بالله، وذلك كبيرةٌ من الكبائر ولا يغفرها سوى التّوبة والرّجوع إلى الله تبارك وتعالى، كما أنّ الصّلاة هي مطهّرةٌ للمرء من آثامه وذنوبه وخطاياه، فقد جعلها الله تعالى مكفّرةً للذّنب، وجعل فيها الأجر العظيم والخير الكثير، وتعدّ الصّلاة من أحب الأعمال إلى الله تعالى وأعظمها أجرًا ومكانةً عنده تبارك وتعالى، والله أعلم.[4]

كيفية أداء الصلاة

بعد الحديث عن علام يدل فرض الصلاة فى السماء السابعة لا بدّ من ذكر قول الله تعالى في محكم تنزيله: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}.[5] فالصّلاة واجبٌ وفرضٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة منذ سنّ البلوغ، وهي أعظم الفرائض والعبادات عند الله تعالى، ويجب على كلّ مصلّي أن يعرف كيفيّة أداء الصّلاة بشكلٍ صحيحٍ كما كان يفعل النّبي عليه الصّلاة والسّلام، والطّريقة هي:[6]

  • يجب على المصلي أو المصليّة الطّهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، والقيام بوضوء الصّلاة.
  • ستر العورة برداءٍ لا يصف ولا يشفّ واستقبال القبلة بجميع البدن والنّيّة في القلب دون نطقها.
  • رفع اليدين إلى الأذنين وتكبير تكبيرة الإحرام وقراءة دعاء الاستفتاح ومن بعد سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن.
  • الرّكوع مع قول سبحان ربّي العظيم ثلاثًا ثمّ القيام من الرّكوع مع قول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد.
  • السّجود مع قول سبحان ربّي الأعلى ثلاثًا، ثمّ الاعتدال من السّجود والتّسبيح، ثم ّالسّجود مرّةً أخرى مع التّسبيح ثلاثًا، ثمّ يقف للركعة الثّانية.
  • ثمّ يكرّر في الرّكعة الثّانية ما فعله في الأولى، وعند القيام من السّجدة الثّانية يقرأ التّشهد الأول.
  • ثمّ يؤدّي الرّكعة الثّالثة والرّابعة إن وجد كما الأولى ويجلس بعد السّجود للتّشهّد الأخير، فيقوله ثمّ يسلّم عن يمينه ومن ثمّ عن يساره.

شاهد أيضًا: صلاة من الصلوات الخمس المفروضة تقرأ سرا

كيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج

قيل أنّ الصّلاة كانت معروفةً قبل أن يفرضها الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين في السّماء السّابعة، وقيل أنّ المسلمين كانوا يصلّون في الصّباح ركعتين، وفي المساء ركعتين، وبعد ليلة الإسراء والمعراج صار المسلمون يُصلّون خمسة فروضٍ في اليوم واللّيلة، وقال بعض أهل العلم أنّه لم يكن هنالك صلاةٌ قبل رحلة الإسراء والمعراج، والأصحّ في هذه المسألة هو القول الأوّل، ودليل ذلك أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما أُسري به من مكّة إلى بيت المقدس صلّى ركعتين فيه وكان إمامًا لجميع الرّسل والأنبياء، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: تجوز الصلاة على المركوب في السفر دون عذر في أداء

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا علام يدل فرض الصلاة فى السماء السابعة الّذي تحدّثنا به عن رحلة الإسراء والمعراج، وأجبنا عن السّؤال المطروح، كذلك تحدّثنا عن مكانة الصّلاة في الدّين الإسلاميّ وكيفيّة أدائها، وكيف كانت الصلاة قبل الإسراء والمعراج.

المراجع

  1. islamweb.net , قبسات من رحلة الإسراء والمعراج , 03/11/2021
  2. aliftaa.jo , وقفات مع فرض الصلاة , 03/11/2021
  3. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبدالله، 82، صحيح.
  4. islamqa.info , مكانة الصلاة في الإسلام , 03/11/2021
  5. سورة النساء , الآية 103
  6. saaid.net , فقط ( 28 ) خطوة لكيفية الصلاة الصحيحة , 03/11/2021
  7. islamweb.net , الصلاة كانت معروفة قبل الإسراء , 03/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *