ما المقصود بليال عشر

ما المقصود بليال عشر التي أقسم الله بها في كتابه الكريم، ولا يقسم العظيم إلا بعظيم، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن ما المقصود بليال عشر، وعن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، وعن فضل العشر الأواخر من رمضان، وعن أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان.

ما المقصود بليال عشر

هناك خلاف بين المفسرين حول ما المقصود بليال عشر في قوله تعالى: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}،[1] على قولين وهما:[2]

العشر الأوائل من ذي الحجة

ذهب جمهور أهل العلم إلى أنها عشر ذي الحجة، بل نقل ابن جرير رحمه الله الإجماع على ذلك فقال: “هي ليالي عشر ذي الحجة، لإجماع الحُجة من أهل التأويل عليه”، وقال ابن كثير: “والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف”، والحكمة من التعبير بالليالي عن الأيام؛ لأن اللغة العربية واسعة، قد تطلق الليالي ويراد بها الأيام، والأيام يراد بها الليالي، والغالب في ألسنة الصحابة والتابعين غلبة الليالي للأيام، حتى إن من كلامهم: “صمنا خمسًا” يعبرون به عن الليالي، وإن كان الصوم في النهار، ونص على ذلك جمع من العلماء منهم ابن العربي في “أحكام القرآن”، وابن رجب في “لطائف المعارف”.

العشر الأواخر من رمضان

ذهب بعض العلماء وهو مروي أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما، إلى أن المراد بالليال العشر: هي ليالي عشر رمضان الأخيرة، فقالوا:‏ لأن ليال العشر الأخيرة من رمضان فيها ليلة القدر التي قال الله عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،[3] وقال‏:‏ {‏‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ *  فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}،[4] وقد اختار هذا القول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لأنه الموافق لظاهر الآية.

شاهد أيضًا: افضل العبادات في شهر ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

بعد أن تعرفنا على ما المقصود بليال عشر، سنتعرف على فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة، ومن فضائلها:[5]

  • أن الله تعالى أقسم بها: وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}،[1] والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
  • أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}،[6] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
  • أنها افضل أيام الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ”.[7]
  • أن فيها يوم عرفة: ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلًا.
  • أن فيها يوم النحر: وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أعظَمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”.[8]
  • اجتماع أمهات العبادة فيها: قال الحافظ ابن حجر في الفتح: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره”.

شاهد أيضًا: فضل التكبير في عشر ذي الحجة

فضل العشر الأواخر من رمضان

خص الله العشر الأواخر من رمضان بخصائص، منها:[9]

  • اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيها: وإيقاظ أهله، واعتزال نسائه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَجتَهِدُ في الْعَشْرِ الأواخِرِ ما لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ”،[10] وعنها رضي الله عنها قالت: “كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دَخَلَ العشرُ أحْيَا الليلَ، وأيقَظَ أهلَهُ، وجَدَّ، وشَدَّ الْمِئْزَرَ”.[11]
  • ومن خصائص هذه العشر أن جعل الله فيها ليلة القدر: التي هي أفضل ليلة في سائر العام بنص القرآن والسنة، قال الشيخ السعدي: “وسميت ليلة القدر: لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية”.

شاهد أيضًا: افضل الذكر في العشر الاوائل من ذي الحجة

أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان

قبل أن ختام الحديث عن ما المقصود بليال عشر، جاء في مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله: “أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة”، قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب، وجده شافيًا كافيًا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيها: يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر.[12]

شاهد أيضًا: أيهما أفضل في عشر ذي الحجة التكبير أم قراءة القرآن

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن ما المقصود بليال عشر، وعن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، وعن فضل العشر الأواخر من رمضان، وعن أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان.

المراجع

  1. سورة الفجر , الآيتين 1-2
  2. islamqa.info , الحكمة من ذكر (ليال عشر) بدل من أيام عشر , 11/07/2021
  3. سورة القدر , الآية 3
  4. سورة الدخان , الآيتين 3-4
  5. saaid.net , عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها , 11/07/2021
  6. سورة الحج , الآية 28
  7. صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عباس، 969، صحيح.
  8. صحيح أبي داود , الألباني، عبد الله بن قرط، 1765، صحيح.
  9. alukah.net , من خصائص العشر الأواخر من رمضان , 11/07/2021
  10. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1175، صحيح.
  11. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1174، صحيح.
  12. islamweb.net , مسألة أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان , 11/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *