ما هو الشيء الذي يجوز إهدائه ويحرم بيعه

ما هو الشيء الذي يجوز إهدائه ويحرم بيعه هو السّؤال الّذي ستتمّ الإجابة عنه من خلال هذا المقال، وهذا السّؤال يعدّ من الألغاز الشّرعيّة الّتي تنطوي على حكمٍ شرعيّ يجب على المسلم أن يدركه ويتعلّمه، ويعلّمه لغيره أيضًا، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على ما هو الشيء الذي يجوز اهداؤه ولا يجوز بيعه في الشّريعة الإسلاميّة.

الهدايا في الإسلام

إنّ الهدية في الإسلام من الأمور الشّرعيّة الّتي أوصانا بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: “تَهادَوا تحابُّوا”.[1] والتّهادي وقبول الهدايا من جميع النّاس سنّةٌ نبويّةٌ مباركة، حيث كان رسول الله يتهادى مع المسلمين والكفّار، ويقبل الهدايا من المسلمين والكفّار أيضًا، وللهديّة آثارها العظيمة والنّافعة الّتي تعود بكلّ خير، فالهديّة تُهب البغضاء والعداوة وتزرع مكانها المحبّة والودّ والرّحمة، وكانت الهدايا سببًا في إسلام العديد من الصّحابة الكرام، وإنّ الهدية تعكس الألفة والمحبّة في قلوب الناس وتزيل آثار الكره والحزن، ويكسب المسلم فيها الأجر العظيم والكبير بإذن الله تعالى.[2]

ما هو الشيء الذي يجوز إهدائه ويحرم بيعه

إنّ الإجابة الصّحيحة للسّؤال ما هو الشيء الذي يجز إهدائه ويحرم بيعه، سيتمّ ذكرها فيما يأتي، وهي:

  • لحوم الأضاحي.

حيث حرّمت الشّريعة الإسلاميّة على الذي ضحّى بالبهائم من الأنعام بيع شيءٍ منها سواءً لأقاربه أو جيرانه أو للجزّار وغيره، ووردت العديد من الأحاديث النّبويّة المباركة الّتي تثبت ذلك، منها ما ورد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ أَقُومَ علَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لا أُعْطِيَ الجَزَّارَ منها، قالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِن عِندِنَا. [وفي رواية]: عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. وَليسَ في حَديثِهِما أَجْرُ الجَازِرِ”.[3] كذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “مَنْ باع جلْدَ أُضْحِيَتِهِ ، فلَا أضْحِيَةَ لَهُ”.[4] فلا يجوز لمسلم باتّفاق أهل العلم أن يبيع شيئًا من الأضحية إطلاقًا، وإلا تبطل أضحيته، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: كيفية توزيع الاضحية لمستحقيها

مشروعية البيع في الإسلام

إنّ الله تعالى قد أحلّ لعباده المسلمين البيع والشّراء، وقد أجمع على ذلك أهل العلم لمجيء العديد من الدّلائل على مشروعيّته في القرآن السّنّة، قال الله تعالى في الذّكر الحكيم: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}.[6] كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أفضلُ الكسْبِ بيعٌ مبرورٌ ، وعملُ الرجلِ بيدِه”.[7] فيجوز للمسلم أن يبيع ويشتري بما أباح له الله تعالى من الأشياء كبيع المنتجات الغذائية غير المحرّمة، وبيع البهائم أو القماش والكثير، مع التزام الطّريق المستقيم في البيع دون غشٍّ ودون ربا.[8]

هنا نصل وإياكم إلى ختام مقالنا ما هو الشيء الذي يجوز إهدائه ويحرم بيعه، حيث ذكرنا الإجابة الصحيحة للسؤال، وتحدّثنا عن حكم البيع ومشروعيته والهدية في الإسلام.

المراجع

  1. بلوغ المرام , ابن حجر العسقلاني/أبو هريرة/277/إسناده حسن
  2. alukah.net , آداب الهدية في الإسلام .. تهادوا تحابوا , 06/06/2024
  3. صحيح مسلم , مسلم/علي بن أبي طالب/1317/صحيح
  4. الجامع الصغير , السيوطي/أبو هريرة/8535/صحيح
  5. aliftaa.jo , حكم بيع جزء من الأضحية كالجلد وغيره , 06/06/2024
  6. سورة البقرة , الآية 275.
  7. صحيح الجامع , الألباني/هانئ بن نيار أبو بردة/1126/صحيح
  8. alukah.net , تعريف البيع ومشروعيته وأركانه , 06/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *