ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان حيثُ أنّها من الصّلوات النّافلة التي يُستحبّ القيام بها في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك فضلًا عن بقيّة ليالي العام، لما في هذه الأيّام من الفضل والجزاء العظيم، ويتوجّب على المسلم أن يغتنم الشّهر الفضيل في الإكثار من الأعمال الصّالحة ليزيد من حسناته، لذا وعبر موقع المرجع سوف نجيب على سؤالكم كم عدد ركعات صلاة التّهجد في العشر الأواخر من رمضان وماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان.

ما هي صلاة التهجد في رمضان

إنّ صلاة التّهجّد في رمضان كغيرها من ليالي العام، وهي عبارة عن إحدى الصّلوات النّافلة التي يقوم بتأديتها المسلم في ليالي رمضان بعد الانتهاء من صلاة العشاء، وأفضل وقت لأدائها في الثّلث الأخير من اللّيل، حيثُ إنّها تُعتبر من ضمن أعمال قيام اللّيل إلّا أنّه يشترط في أدائها القيام بعد النّوم، ولو أضجع المسلم لبضع دقائق فقط وأراد أداء صلاة التّهجّد جاز له ذلك، وهي من أفضل الصّلوات بعد الصّلاة المفروضة.

كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

اتفق أهل العلماء لما ورد عن السّلف الصّالح بأنّه لا عدد محدد لركعات صلاة التّهجّد في العشر الأواخر من رمضان أو غيرها من اللّيالي، وإنّما يُمكن للمسلم أن يؤدّيها بركعتين فقط ويجوز له أن يزيد على ذلك ما يشاء، فقد جاء في الحديث الشّريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا قام أحدكم من اللّيل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين”[1]، ولكنّهم اختلفوا في عددها ولم يُذكر لها عددًا محددًا في الكتاب أو السّنة الشّريفة.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

كم عدد ركعات صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

إنّ صلاة القيام في رمضان هي ما يُعرف لدى المسلمين بالتّراويح، وهي كما اتفق عليها معظم العلماء بأنّها عبارة عن ثمان ركعات تُصلّى مثنى مثنى ومن ثمّ تتبع بثلاث ركعات من الوتر، معتمدين بذلك بما جاء عن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها عندما سُئلت عن صلاة رسول الله في شهر رمضان أنّها قالت: “ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا”[2]، والأفضل للمسلم أن يُصلّيها كما صلّاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويُمكن له أن يزيد في الوتر فيصلّيه خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا.

كيف تصلى صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

إنّ صلاة التّهجّد تتشابه مع صلاة القيام إلى حدٍّ كبير في الأداء، وتكون تأديتها بركعتين ومن ثمّ تسليمه، ومن ثمّ ركعتين، حتّى يفرغ من عدد الرّكعات التي يريد أداؤها، كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه قال: عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى”[3]، أي يسلّم المسلم بعد كل ركعتين، ويُمكن له أن يصلّيها ركعتين فقط، ويمكن له أن يزيد عليها ما يشاء من الرّكعات.

ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

يجوز للمسلم أن يقرأ ما تيسّر له من القرآن الكريم بعد قراءة سورة الفاتحة، حيثُ يمكن له أن يقرأ من أوّل الكتاب أو وسطه أو آخره، فلا مانع مما قرأ من القرآن الكريم، ولكن المُراد من قراءة القرآن الكريم أثناء الصّلاة قراءته بتدبّرٍ وخشوع، لكي يتفكّر المسلم والسّامعون بما يقول المسلم ليطمئنّ قلبهم بذكر الله ويخشعون في تأدية صلاتهم، قال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[4]، والأفضل له أن يزيد من تلاوة الآيات في الصّلاة ليتضاعف له الأجر والثّواب.

شاهد أيضًا: دعاء العشر الاواخر من رمضان مكتوب

ما الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل في رمضان

لا فرق بين صلاة التّهجد وقيام اللّيل من حيثُ الأداء، وإنّما يختلفان في التّوقيت والعمل، والفرق بينهما موضّح ضمن الجدول الآتي:

فضل صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

إنّ لصلاة التّهجّد في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك الفضل الكبير والجزاء الكثير، لأنّ في العشر الأواخر تكون ليلة القدر التي توافق إحدى اللّيالي الوتريّة والتي تتنزّل فيها الملائكة مع الرّحمة والبركة، وصلاة التّهجّد تكون في الثّلث الأخير من اللّيل، أي الوقت الّذي ينزل به الله تعالى إلى السّماء الدّنيا ليسأل عباده القائمون المتهجّدون ليقضي لهم حاجاتهم، كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أوْ ثُلُثاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن سائِلٍ يُعْطَى؟ هلْ مِن داعٍ يُسْتَجابُ له؟ هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ”[5]، وهذا أعظم فضلٍ لصلاة التّهجّد في العشر الأواخر من رمضان فضلًا عن غيرها الكثير.

ما هو عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

اختلفت الأقوال الفقهية لدى المذاهب الأربعة في عدد ركعات صلاة التّهجد في العشر الأواخر من رمضان وهي كما يلي:[6]

• قول المذهب الشّافعي: ليس هُناك عدد محدد لعدد ركعات صلاة التّهجّد، كما قال العلماء من الحنابلة: “الصلاة خير فمن شاء أكثر ومن شاء أقل”.
• ما جاء في الموسوعة الفقهية: اعتمدوا بذلك ما جاء في الحديث الشّريف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورواه أبو هريرة في صحيح مسلم أنّه قال: “إذا قام أحدكم من اللّيل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين”.
• قول المذهب الحنفي: إنّ عدد ركعات صلاة التّهجد ثمانية لا زيادة عليها.
• قول المذهب المالكي: أفضلها إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر مع ركعة الوتر، كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ.[7]

شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان

أدعية صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

من المُستحبّ للمسلم أن يدعو الله بما شاء من الدّعوات الطّيبة، وخاصّة في وقت نزوله عزّ وجل إلى السّماء الدّنيا، ومن تلك الأدعية فيما يلي:

• اللّهمّ إنّي أسألك في هذه اللّيالي المُباركة من العشر الأخير من شهرك الفضيل، أن تُرح قلبي بما أنت به أعلم، ولا تجعلني أشكي همّي لأحدٍ سواك، اللّهمّ إنّي أفوّض أمري كلّه إليك.
• اللّهمّ إنّي أدعوك أن تثبّت قلبي على دينك، وأن تغفر لي ذنوبي وخطاياي، وأن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور دربي، وأن تجعلني من عُتقاء شهرك الفضيل يا أكرم الأكرمين.
• اللّهمّ في هذه اللّيلة المُباركة، اللّهمّ استجب لي كلّ ما عجز لساني عن قوله، واجعل كلّ ما يتمنّاه قلبي تراه عيني، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عبر تلك السّطور عن كيف تصلّى صلاة التّهجّد، وماذا يُقرأ في ركعاتها، لنختتم ببعض الأدعية بعد صلاة التّهجد في العشر الأواخر من رمضان 1445.