ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة

ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة فالعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة، وعن معنى العبادة، وعن العبادة في الإسلام، وعن أنواع العبادة، وشروط قبولها، وعن أفضل العبادة.

ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة

إن الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة هو:

  • أن العبادات الباطنة محلها القلب، كمحبة الله تعالى والخوف منه، أما العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا، بأن نراها أو نسمعها، كالصلاة وقراءة القرآن.

والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله.[1]

اقرأ أيضًا: لماذا يتعلق المشركون بغير الله تعالى

معنى العبادة

العبادة لغةً: هي الخضوع والتذلل للغير بقصد التعظيم، وهو غير جائز إلا لله تعالى، كما تستعمل العبادة بمعنى الطاعة، وقال الراغب الأصفهاني إن العبودية تطلق على إظهار التذلل والخضوع، أما العبادة فهي أبلغ منها، فالعبادة هي الغاية في التذلل، والعبادة اصطلاحاً: هي الانقياد والخضوع لله تعالى، مع التقرب إليه وما شرع من محبته، وعرف شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- العبادة بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال، سواء كان القول أو الفعل ظاهرا أم باطنا، ومثال العبادة الظاهرة: الصلاة، والزكاة، والحج، والدعاء، والذكر، إضافة إلى بر الوالدين، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الخلق، وغير ذلك من الأعمال والأقوال، ومثال العبادة الباطنة: حب الله ورسوله، والخوف من عذابه ، والرجاء لرحمته، والتوكل عليه، وشكره، والصبر على أحكامه، والرضا بقضائه.[1]

شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

العبادة في الإسلام

العبادة هي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، فهي ليست طقسا يمارسه الإنسان متى شاء، وهي حق واجب لله تعالى على العبد، وهي التي تشكل حياة الإنسان بجوانبها جميعا؛ بالأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، والعبادة أشرف المقامات وأكرمها، شرفت بها الملائكة والنبيين والمرسلين، وبها تسمو المراتب، ويترقى العبد في مدارج السالكين، ويطهر قلبه، ويوجه سلوكه، ويهذب أخلاقه، ويزكي نفسه، ويحليها بالفضائل كلها، ويخليها من الرذائل؛ من البخل والشح والحقد والغل، وتزرع العبادة في النفس المودة والرحمة والمحبة، والصبر والعفو والتسامح، وتغرس التقوى في النفوس، وتغفر الذنوب وترفع الدرجات.[1]

أنواع العبادة

تشتمل عبادة الله تعالى على العديد من الأنواع، والصور التي لا تحصى، ومنها:[2]

  • العبادات الاعتقادية أو القلبية: وهي تتصل بكل ما يعتقده الإنسان بالله؛ من أنه الأحد، وهو القادر على الضر، والنفع، وهي تفيد توجه القلب إلى الله بالحب، والرغبة، والرجاء، والخوف، والتوكل عليه، وغيرها.
  • العبادات اللسانية: وعلى رأسها تلفظ المسلم بالشهادتين، وتشمل كذلك تلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، والنصيحة للناس، وغيرها.
  • العبادات البدنية: وأشكالها كثيرة جدا، وأهمها: الصلاة، والصوم، والحج، والجهاد في سبيل الله، وغيرها.
  • العبادات المالية: وذلك من خلال إنفاق المال في وجهه المشروع، وأداء حق الله فيه، كالزكاة مثلا، وغيرها.
  • العبادات المركبة: وهي التي تتكون من أكثر من نوع من أنواع العبادات، كالحج مثلا، وغيرها.

شروط قبول العبادة

قبول الله لعبادة معينة تعني أن يرضى بها، ويثيب صاحبها عليها، وأن يحبها الله من العبد، ويرضى عليه بسببها، ولقبول العبادة شروط وأركان أساسية، وهي:[3]

  • الإخلاص: يعد الإخلاص جوهر العبادة، وروحها، ومعناه: التوجه إلى الله تبارك وتعالى بالعبادة، وابتغاء وجهه الكريم بها، والإخلاص في النية محله القلب؛ إذ يشترط مع أي عبادة أن يقصد بها صاحبها وجه الله، لا أن يبتغي بها مدح الناس، أو الخوف من ذمهم، أو ابتغاء التقرب منهم والحصول على حبهم؛ أي أن لا يؤدي العبادة بهدف الرياء،
  • عبادة الله كما شرع: وهذا شرط لصلاح العبادة، وقبولها، فيلتزم الإنسان بالعبادة كما وردت في القدر، والسبب، والكيفية، وفي زمنها، ومكانها، وغير ذلك؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز لمسلم أن يضحي بفرس؛ لأن الخيل ليست من أصناف الأضاحي، ولا يجوز لمسلم أن يصلي الظهر ست ركعات.
    الصدق: ويقصد بذلك الصدق بالعزيمة؛ حيث يجتهد الإنسان بامتثال أوامر الله سبحانه، والابتعاد عما نهى وحرم، فيترك الكسل والعجز عن طاعة الله عز وجل.
    كمال المحبة والخضوع: يقول ابن تيمية رحمه الله: “والعبادة تجمع كمال المحبة وكمال الذل”، ويقول: “وكل ما أمر الله أن يحب ويعظم فإنما محبته وتعظيمه لله”.

أفضل العبادة

تشتمل العبادات على أنواع كثيرة يستحيل إحصاؤها، أو الإلمام بها، وعلى الرغم من أن الأفضلية في العبادة يصعب تحديدها، إلا أنه من الممكن ذكر بعض أفضل هذه العبادات، وذلك على النحو الآتي:[2]

  • إتيان الفرائض، وترك المحرمات: فقد فرض الله -تعالى- هذه الفرائض؛ ليقرب عباده منه.
  • قراءة القرآن الكريم: فقد نص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن تلاوة القرآن هي أفضل عبادة، والاشتغال بالقرآن من أفضل الأعمال والأذكار إلا ما كان واجب الوقت يفرضه، كالترديد مع المؤذن، أو التلبية في الحج، وقد أوصى أهل العلم كل طالب علم أن يبدأ بحفظ كتاب الله، ثم الاشتغال بتفسيره، فإذا انتقل إلى غيره من العلوم فعليه أن يتنبه إلى ألا يشغله ذلك عن تعاهد دراسة القرآن.
  • الدعاء: فالدعاء يجمع مفاهيم العبادة، والعبد عندما يدعو الله، فهو يظهر لربه التذلل، والافتقار، والخضوع، وهذا هو معنى العبادة، وجوهرها.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن ما الفرق بين العبادات الباطنة والعبادات الظاهرة، وعن معنى العبادة، وعن العبادة في الإسلام، وعن أنواع العبادة، وشروط قبولها، وعن أفضل العبادة.

المراجع

  1. dorar.net , تعريف العبادة , 09/09/2021
  2. dorar.net , إطلاقات العبادة , 09/09/2021
  3. dorar.net , أركان العبادة , 09/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *