ما معنى الإسراء والمعراج

ما معنى الإسراء والمعراج ؟ هو ما يبحث عنه المسلمون في الآونة الأخيرة بكثرة، وذلك بالتزامن مع اقتراب الموعد المشهور لليلة الإسراء والمعراج، الذي يعرفه الناس أنه في السابع والعشرين من شهر رجب، وهي واحدة من أعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على صدق نبوّته ورسالته، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان ما هي ليلة الاسراء والمعراج وما المعنى الذي تحمله.

ما معنى الإسراء والمعراج

إنّ الإسراء والمعراج معجزةٌ عظيمة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم انتقل فيها من مكة إلى الأقصى ثمّ إلى ما فوق السماء السابعة وعاد لمكّة في ليلةٍ واحدة، والتي وقعت تخفيفًا عنه ومواساة له بعد أن عانى ما عانى من الهم والغمّ والعذاب والحزن، وقد اشتهر بين عامّة المسلمين أنّها وقعت في السابع والعشرين من شهر رجب من السنة الثانية عشرة من البعثة، والمعنى التفصيلي في اللغة والاصطلاح للإسراء والمعراج هو كما يأتي:[1]

• معنى الإسراء: يمكن تعريف الإسراء في اللغة أنّه السير في الليل، وقد بيّن أصحاب الاختصاص في اللغة أن، قول أسرى وسرى يحملان ذات المعنى، فيقال سرى في الليل أي سار فيه، أمّا الإسراء في الاصطلاح فهو أخذ النبي صلى الله عليه وسلم من فراشه في مكّة المكرمة من قِبل جبريل عليه السلام وعلى دابة تسمّى البراق إلى المسجد الأقصى في القدس، وذلك في جزءٍ من الليل وعودته بعدها إلى مكّة في ذات الليلة، وذلك بأمر الله.
• معنى المعراج: يعرف المعراج في اللغة أنّه العروج وهو الصعود، وهو مشتقٌّ من كلمة عرج، وهي تحمل معنى صعد، والمعراج هو اسمٌ يطلق على أداة الصعود كالسّلم، وفي الاصطلاح الشرعي يعرف المعراج أنّه إصعاد النبي صلى الله عليه وسلم على البراق مع جبريل عليه السلام، من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى وإرجاعه في جزءٍ يسيرٍ من الليل وذلك بأمر الله سبحانه.

ما هي ليلة الاسراء والمعراج

بعد بيان ما معنى الإسراء والمعراج سيتمّ التعريف بهذه الليلة المباركة، وهي الليلة التي وقعت فيها واحدة من أعظم المعجزات النبوية، والتي أيد الله سبحانه وتعالى نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم بها، وقد وقعت حادثة الإسراء والمعراج في العهد المكّي قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكّة إلى المدينة، ولم يتمّ تحديد سنة وقوعها بدقة ولا شهرها ولا يومها، فقيل أنّه وقعت في السنة العاشرة للبعثة وقيل غير ذلك، وقد تم فيها الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة لبيت المقدس والمعراج به إلى السماء عند سدرة المنتهى، حيث فرضت عليه الصلوات، وذلك على البراق مع جبريل عليه السلام، ثمّ إرجاعه في ذات الليلة إلى فراشه في مكّة، وقد حدثت هذه المعجزة تسليةً وتخفيفًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لحجم ما عاناه وكابده في سبيل الدعوة إلى الله.[2]

شاهد أيضًا: اول من صدق حادثة الاسراء والمعراج

أحداث رحلة الإسراء

من خلال البحث عن ما معنى الإسراء والمعراج، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم روى ما حصل معه في هذه الرحلة العظيمة في الكثير من الأحاديث الصحيحة والمروية عنه صلى الله عليه وسلم، وقد حصلت هذه المعجزة تخفيفًا عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد، وتحمّله الكثير من الهموم والمصائب والأذى من المشركين في صدّهم عن الدعوة، فمن رحمة الله أن سرى به وسرّيي عن فؤاده المكلوم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “فإذا دابَّةٌ أبيضُ فوقَ الحمارِ ودونَ البغلِ مضطربُ الأذنينِ فرَكبتُهُ وَكانَ يضعُ حافرَهُ مدَّ بصرِهِ إذا أخذَ بي في هبوطٍ طالت يداهُ وقصُرت رجلاهُ وإذا أخذَ بي في صعودٍ طالت رجلاهُ وقصُرت يديهُ وجبريلُ لا يفوتُني حتَّى انتَهينا إلى بيتِ المقدسِ فأوثقتُهُ بالحلْقةِ الَّتي كانتِ الأنبياءُ توثقُ بِها فنُشِرَ لي رَهطٌ منَ الأنبياءِ فيهم إبراهيمُ وموسى وعيسى فصلَّيتُ بِهم وَكلَّمتُهم وأتيتُ بإناءينِ أحمرَ وأبيضَ فشربتُ الأبيضَ فقالَ لي جبريلُ: شربتَ اللَّبنَ وترَكتَ الخمرَ لو شربتَ الخمرَ لارتدَّت أمَّتُكَ ثمَّ رَكبتُهُ إلى المسجدِ الحرامِ فصلَّيتُ بِهِ الغداة”.[3] وهو يسرد أحداث الإسراء.

شاهد أيضًا: ماذا رأى الرسول في رحلة الاسراء والمعراج

أحداث رحلة المعراج

بعد توضيح ما معنى الإسراء والمعراج، فإنّ من المهم ذكر أنّ أحداث المعراج كثيرة وعديدة، حيث حمله جبريل عليه السلام على البراق، وصعد به إلى السماء الدنيا فاستفتح ففتحت له، ولاقته الملائكة مسلّمين ومستبشرين، ثمّ علا به سماءً تلو سماء، وفي كلّ سماء يلاقي أحد الأنبياء، ويحصل له بعض المواقف، حتى وصل للسماء السابعة، وفوقها سدرة المنتهى حيث شاهد أربعة أنهرٍ منها نهران من الجنّة واثنان هما الفرات والنيل، وثمّ فُرضت الصلوات على المسلمين، وتمّ تخفيفها من خمسين صلاة إلى خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ثمّ عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة.

شاهد أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج و فضل احياءها

الآيات الكبرى التي رآها النبي في الإسراء والمعراج

صادف النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج الكثير من الآيات العظيمة، والتي منها:[4]

• رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في هيئته الحقيقية، وهو ملكٌ صاحب خلقةٍ عظيمة وآية من آيات الله.
• بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى وهي مكانةٌ لم يصلها أحدٌ قبله قط.
• شاهد في السماء السابعة البيت المعمور الذي يصلّي فيه سبعين ألف ملك في كلّ مرة.
• رأى أنهار الجنّة التي منها نهر الكوثر، ورأى نهري الفرات والنيل.
• كلم الله سبحانه وتعالى في سدرة المنتهى.
• رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنّة والنار وأحوالهما.
• رأى النبي العديد من الأنبياء في السموات السبع، وهم آدم ويحيى وعيسى ويوسف وإدريس وموسى وإبراهيم عليهم السلام.

الإسراء والمعراج في القرآن الكريم

كانت رحلة الإسراء والمعراج مواساةً لحزن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتخفيفًا لألمه ووجعه، وقد ذُكرت هذه الحادثة وثبتت بآيات القرآن الكريم الّتي بيّنت صحّة هذه القصّة ووقوعها الحتميّ في العهد النّبويّ المبارك، حيث أشارت الآيات بوضوحٍ إلى هذه المعجزة العظيمة، فالإسراء مذكورٌ في سورة الإسراء في قوله جلّ وعلا: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[5] وأمّا المعراج فقد ذُكر في سورة النّجم، حيث تصف الآيات رؤية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لجبريل على هيئته الحقيقيّة عند سدرة المنتهى، قال الله عزّ وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}.[6]

رحلة الإسراء والمعراج في السنة النبوية

قد روى حادثة الإسراء والمعراج العديد من الصّحابة الكرام الّذي قد بلغ عددهم حوالي العشرين، حتّى كادت أن تكون هذه الأحاديث المرويّة من الأحاديث المتواترة، واختلفت الأحاديث في متونها فكلٌّ تضمّن جزءًا ومشهدًا من مشاهد الإسراء والمعراج، وذلك أنّ كلّ صحابيٍّ قد حفظ شيئًا من هذه الحادثة حين قصّها عليهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأغلب الأحاديث المرويّة مطوّلة منها نذكر ما ورد في الصّحيح عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا….”.[7] والله أعلم.[8]

الحكمة من الإسراء والمعراج

إنّ في قصة الإسراء والمعراج الكثير من الحكم والعبر الّتي يستفيد منها المسلم، حيث جاءت هذه الحادثة لتسليّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتواسيه في حزنه ومحنته، كذلك لتريه أّن أنبياء الله تعالى كلّهم قد قاسوا وعانوا ما عاناه، كما أنّ هذه الرّحلة العظيمة جاءت لتبيّن للمسلمين قدرة الله تعالى وآياته الكبيرة والعظيمة، ولتزيد من إيمان المؤمنين، وتشعل نار الكفر في قلوب المشركين أكثر فيحترقوا بها في الآخرة، والله أعلم.[9]

هنا نصل لختام مقال ما معنى الإسراء والمعراج حيث تحدّثنا عن قصة الإسراء والمعراج والحكمة منها كما ذكرنا الأحداث الّتي جرت بها مفصّلة وذكرنا الآيات والأحاديث الّتي ذكرت هذه المعجزة العظيمة.