ما معنى سبحان الله وبحمده

ما معنى سبحان الله وبحمده وهو من الأذكار التي خصها الله تعالى بالشأن العظيم، والأجر والثواب الكبيرين قياساً بوزنها، ومصطلح سبحان الله وبحمد يربط بين جملتين تحملان معاني مختلفة، ولكن جمعهما فيه توكيد على معاني كلاهما، فما هو المقصود بهذا الذكر وما هو الرجاء منه، هو ما سوف تعلمه في موقع المرجع، الذي سيطلعنا في السطور التالية على فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ويتيح دعاء سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم للاستفادة والأجر.

معنى سبحان الله

مصطلح سبحان الله فيه شقين شق التسبيح وشق خص الله تعالى به، والتسبيح يقصد منه تنزيه المخصوص به من كل عيب أو نقص، فالله تعالى له وحده صفات الكمال والعزة والجلالة، أما سبحان الله كمصطلح ففيها أمر إلهي بتسبيح الله تعالي “أن سبّحوا الله”، وهو ما يؤكده قول ابن عبّاس: أنّ كل تسبيحة بالقرآن الكريم تحمل معنى الصَّلَاة، والإمام علي كرّم الله وجهه أكد أن سبحان الله اسْم ممتنع لا ينتحله مخلوق، وقد سئل الرسول الكريم عن أفضل الأذكار فقال سبحان الله وبحمده.[1]

شاهد أيضًا: فضل قول سبحان الله وبحمده

معنى الحمد لله

الحمد لغةً يحمل معنى الثناء على الله بأهم صفاته، والحمد لله فيها معنى زيادة التنزيه والتعظيم والثناء للخالق، والحمد اصطلاحاً يعني خص المحمود بصفات تحمل معنى الكمال إضافةً للتعظيم والمحبة، على ألا يكون في تلك المحبة رياءً أو تزلقاً، فيقول شيخ الإسلام الحمد فيه إخبار بخصال المحمود مع مع مشاعر المحبة لها، فإن جاء في ذلك الإخبار عن محاسن الغير دون محبه فهذا ليس حمداً، وابن ابن القيم قال: “الحمد لله أي الإخبار  عن الله بصفاته بصفاته وكماله، مع محبة الله والرضا به، أما المحبُّ الساكت لا يعتبر حامدًا، فلا بد أن تجتمع لله المحبة والثناء مهاً”، أما كثرة تكرار فتصبح تمجيداً.[2]

شاهد أيضًا: ما معنى الله الصمد

ما معنى سبحان الله وبحمده

سبحان الله وبحمده فيها جمع بين التسبيح والحمد بوجه العطف أو بوجه الحال؛ وتقديرها في اللغة أني أسبّح الله تـعالى حـال كَوني حامِـدا له في الوقت نفسه، الواو التي جمعتهما هي واو عطف، تحمل معنى أنني أسبّح الله تـعالى وأحَـمده على نعمه، وهي واو حالية تجعل الحامد متلبساً بحمده الله، مستمسكاً ومُحافظًا للحصول على توفيقه، فضلاً عن كون “سبحان الله وبحمده” بها زيادة في الشكر والثناء على الله المُنزّه من أي نقص، الأمر الذي يقذف الثقة في نفس العبد لكمال المعبود.[3]

شاهد أيضًا: ما معنى الصمد في القران الكريم

معنى سبحان الله وبحمده إسلام ويب

بحسب تفسير الشيخ المناوي في مؤلفه التيسير، فإن سبحان الله وبحمده تعني أني أسبّحه حَامداََ له، وقد فسرها القرطبي في مؤلفه “المفهم” على أنهما جملتان، الأولى فيها التسبيح بأكثر حده، الثانية فيها الثناء على الخالق بتوكيد صفات كماله، كما فسرها الشيخ عطيّة سالم بمؤلفه “شرح بلوغ المرام” بأنها تنزيه الخالق مما لا يليق به، وثناء عليه من كمال صفاته وذاته، ولا يمكن لمخلوق إطلاقاً الجمع بين التسبيح والحمد إلا للخالق، فهو كامل الذات وتكتمل فيه الصفات، فبقولك سبحان الله تكون قد نزهته مما يليق بعظمته، وقولك الحمد لله فيه التوكيد على صفات الكمال الحمد، وهو أعلى درجات التوحيد. [4]

شاهد أيضًا: ما معنى يوم التروية في الإسلام

تدبر سبحان الله وبحمده

يعتبر جمع التّسّبيح مع الحَمد أعظم الطاعات وأحب الأذكار والكلام المقربة من الله -سبحانه وتعالى-، وتعتبر غرسة من غراس الجنة، وفيها تجمع الكلمتين الخفيفتان على اللّسان والّثقيلتان في المـيزان يوم القيامة، اللتين حدثنا رسول الله تعالى عنهما، فالتسبيح فيه إقصاء الأفئدة والفكر عن الظن بنقص صفات اله تعالى، أو أن ينسب إليه سوءً، مع تنزيهه من العيوب التي ادعاها المشركون بحقه، فمصطلح سبحان الله وبحمده  رضيه الخالق لنفسه، آمراََ به ملائكته ومفزعاً عليه خلقه وعبادة الأخيار.[5]

شاهد أيضًا: ما معنى غثاء احوى في القرآن الكريم

فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

هي من الأذكار التي تجمع أكثر من لفظ وقد حثنا عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام ففيها مغفرة من الذنوب والخطايا، قال نبي الإسلام وسيد الخلق: {من قالَ سبحانَ اللهِ وبحمدهِ في يومٍ مائةُ مرَّةٍ حطتْ خطاياهُ وإن كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ}[6] وفيها الشأن العظيم والرفعة يوم الحساب،  قال رسول الله: {مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه}[7]، وهي من الطاعات التي خص الله بها عباده من الملائكة وكافة الأحياء، فقيل: {أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قالَ: ما اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ}، كما أنّ ثوابه يعادل ثواب الصلاة النافلة، وهو ما أكدته جويرية ابنة الحارث أم المؤمنين بقولها: {أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ}.[8]

هكذا؛ ومع اطلاعنا على فضل سبحان الله وبحمده، نختتم مقالنا وهو بعنوان ما معنى سبحان الله وبحمده، الذي قدمنا خلاله شرحاً وافياً عن معنى سبحان الله وتفاصيل جمع المصطلح لأكثر من معنى في كلمات خفيفة على السان لكن أجرها عظيم عند الله كما علما النبي.