ما معنى حد الحرابة

ما معنى حد الحرابة هو الموضوع الذي سوف يتم الحديث عنه في هذا المقال، حيث توجد في الإسلام العديد من العقوبات حسب الجريمة أو الخطأ الذي يرتكبه الشخص، ومن العقوبات الشهيرة في الإسلام ما يعرف باسم حد الحرابة، وسوف يقدم موقع المرجع للزوار الكرام تعريفًا حول حد الحرابة كما سوف نعرف ما هو حد الحرابة في الإسلام بمذاهبه الأربعة؟ وعلى حكم كيفية تطبيق حد الحرابة وأثر حد الحرابة في الإسلام وغير ذلك.

مفهوم الحدود في الإسلام

يشير الحد في اللغة إلى المنع، ومن ذلك قولهم: حدود الله أي محارمه والموانع التي نهى عن ارتكابها وتجاوزها، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا”،[1] وأما معنى الحدود في الشرع فهي العقوبات التي قدرها الشرع من أجل حق الله سبحانه وتعالى، وقيل أيضًا أن الحد عقوبة مقدرة في معصية شرعًا من أجل منع الوقوع في مثلها مرة أخرى، أو في مثل الذنب الذي شرع له ذلك الحد أو العقاب، وقد شرعت الحدود حتى تكون زجرًا للنفوس من ارتكاب المعاصي والذنوب والتعدي على حرمات الله سبحانه وتعالى، وحتى تتحقق الطمأنينة في المجتمع ويشيع بين أبنائه الأمن والسلام ويسود الاستقرار ويطيب العيش.[2]

شاهد أيضًا: ما هو حد الغيلة في الإسلام وكيف ينفذ

ما معنى حد الحرابة

إنَّ معنى حد الحرابة هو العقوبة المترتبة على الحرابة في الإسلام، ومعنى الحرابة في اللغة العربية مأخوذة من الحرب، وهي الكلمة المعروفة ضد السِّلْم، وفي الاصطلاح الشرعي الإسلام تعرف الحرابة بأنها الخروج من أجل أخذ أموال الناس أو قتلهم، أو من أجل إرعاب المسلمين على سبيل المُجاهرة والمكابَرة، وذلك اعتمادًا على القوّة مع بعد المعتدى عليه عن المساعدة أو المساندة، ويُطلقُ أيضًا عليها قطع الطّريق، ومن عَبَّرَ عن تلك التصرفات باسم الحرابة راعى ما وردَ في كتاب الله تعالى وتأدّب معه في آية الحرابة التي وردت في سورة المائدة، وذلك لأنّ الله تعالى قال في محكم التنزيل: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا”،[3] فتمَّ وصفهم على أنَّهم محاربين، وذلك لأنّ تلك الجريمة لا يمكن أن تكون إلا وفيها صفة المُحاربة لجماعة المسلمين وأفرادهم والخروج عليهم بما فيه من الخوف والضرر والأذى.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز القصاص بالحرق

شروط تطبيق حد الحرابة

توجد العديد من الشروط التي يجب تطبيقها في حد الحرابة، إذ لا يمكن تطبيق الحد طالما اختلَّ أحد الشروط، حيث يكون منها شروط يجب أن تتوفر في القاطع والشخص المعتدى عليه وغيرها، وفيما يأتي سوف يتم ذكر جميع تلك الشروط بالتفصيل:[5]

شروط قاطع الطريق

فيما يأتي الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص المعتدي:

  • أن يكون عاقلًا: إذ أنَّ المجنون لا يقع عليه الحد، لأنَّ الله تعالى رفع عنه الحرج.
  • أن يكون بالغًا: فإذا كان صبيًا أو مجنونًا فإنَّ العقوبة عليه، لأن العقوبة لا تكون إلا على شخص مُكَلّف.
  • أن يكون ذكرًا: وذلك حسب ظاهر الرِّواية عن الإمام أبي حنيفة، فإذا ما كان بين قطّاع الطريق امرأة فإنَّه لا يُقام عليها الحد في الرّواية المشهورة، وذهب بعض الفقهاء إلى أن المرأة والرجل سواء في العقوبة.

شروط المعتدَى عليه

فيما الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص المقطوع عليه الطريق في الحرابة:

  • أن يكون مُسلمًا أو ذِميًّا: حيثُ أن أهل الأديان الأُخرى في البلاد الإسلامية يعاملون مثل المسلم، أما إن كان المعتدَى عليه حربيًّا مُستَأمنًا فلا يقع الحد على القاطع، لأن عصمة مال المستأمن ليست عصمة مطلقة.
  • أن يكون المال المنهوب ملكه أو يحوزه بشكل صحيح: إذ يجب أن يكون المال المسروق ملكًا للشخص المقطوع عليه الطريق أو أمانة عنده مثلًا حتى تقع العقوبة على السارق، أما إن كان المعتدَى عليه قد سرق المال فلا تقع العقوبة.

كيفية تطبيق حد الحرابة

يجب على المسلمين تطبيق حدّ الحرابة على المُحارِب المعتدي عندما يتم القبض عليه قبل التوبة، وحد الحرابة هو القتل أو الصّلب أو قطع اليد والرّجل من خِلاف، أو النّفي والحبس، وهذا الحكم يرجع إلى اجتهاد الحاكم على ما يراه مناسبًا ورادعًا لذلك الشخص وأمثاله، وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أن العقوبة حسب الجرم على الترتيب، فقالا في ذلك: “عقوبة الحرابة على التّرتيب الوارد في أعلاه، ولا يُقتَل ما لم يَقتُل، ولا يُصلَب ولا يُقطَع، فإن قَتَل ولم يأخذ مالاً قُتِل فقط ولم يُقطَع ولم يُصلَب، فإن أخذ المال ولم يَقتُل قُطِع فقط، وإن قَتَل وأخذ المال؛ قال أبو حنيفة: الإمام مُخيَّر إن شاء جمع القتل والقطع، وإن شاء جمع القطع والصّلب، ثم قُتِل بعد الصّلب، وقال الشافعيّ: يقتلهم خنقًا ثم يصلب، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: ما هو حد الحرابة في الإسلام بمذاهبه الأربعة

متى يسقط حد الحرابة

يمكن أن يسقط حدّ الحَرابة عن المُحاربين والمعتدين من خلال التّوبة وذلك قبل القدرة عليهم أي قبل إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم حول ما يتوجب عليهم من العقاب بعد ثبوت عقوبة قُطّاع الطّريق عليهم من القتل والصّلب والقطع من خلاف والنّفي، ولا يُعفى عنهم في حقّ البشر من ذلك شيء لأنّ ذلك حقٌ لا يجوز أن يُسقِطه الحاكم من نفسه، بل يُسقِطه صاحبه إذا شاء، وتلك الأمور اختلف عليها أصحاب المذاهب الأربعة أيضًا.

العفو في حد الحرابة

اختلف العلماء من أهل الفقه في مسألة العفو في حد الحرابة بالنسبة للولي، وفيما يأتي التفصيل في كلا القولين:[6]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنه لا يجوز أن يعفو الولي في حد الحرابة، وقد ورد في الأثر في قتل الغيلة والحرابة أنه إذا بلغ الإمام ذلك فليس لولي المقتول أو المعتدى عليه أن يعفو، كما أنه لا يجوز للإمام أن يعفو ، لأنَّ ذلك حد من حدود الله تعالى، حتى إن بعضهم رأى في ذلك أنه يقتل المؤمن بالكافر في الحرابة، وذهب الإمام مالك إلى هذا القول.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول أنه لولي المقتول في الحرابة ما لولي غيره من القتل أو العفو أو الدية، فقد وردَ أنَّ عروة كتب إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله في رجل خنق صبيًّا على أوضاح له حتى قتله، فوجدوه والحبل في يده واعترف بذلك، فكتب إليه: أن ادفعوه إلى أولياء الصبي، فإن شاءوا قتلوه، وهذا دليل على جواز العفو من قبل الولي، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة والشافعي وأبو سليمان وغيرهم.

أثر حد الحرابة على المجتمع

لقد جاء الدين الإسلامي من أجل تأكيد المفاهيم الإنسانية ونشر مفاهيم الإخاء وروح التراحم والألفة والأمن والسلام على الأرض وفي المجتمع، وقد هدف من وضع حد الحرابة إلى تنظيم تعامل أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، ويرى الإسلام من خلال مفاهيمه أن وقوع أي انتهاك للحقوق الإنسانية يعني انتهاك لحقوق الشخص المسلم بصفة عامة، والمجتمع كله، لذلك أوجب بعض الأحكام وفرض بعض العقوبات والحدود من أجل حماية المجتمع من التخريب، والفوضى بأي شكل كان، وفيما يأتي إيجابيات حد الحرابة على المجتمع:

  • حماية المجتمع الإسلامي والمحافظة عليه.
  • حماية حقوق الإنسان في الإسلام من التعرض للانتهاك.
  • تنظيم علاقات وتعامل أبناء المجتمع مع بعضهم البعض.

في نهاية مقال ما معنى حد الحرابة تعرفنا على مفهوم الحد في الإسلام وعلى مفهوم حد الحرابة في الإسلام، وقد تم ذكر تعريف الحرابة لغة واصطلاحاً إضافة إلى معنى الحرابة في الإسلام، وتعرفنا على كيفية نطبيق حد الحرابة في الإسلام وعلى أقوال الإسلام في العفو في الحرابة وغير ذلك من الأحكام.

المراجع

  1. سورة البقرة , آية 187
  2. wikiwand.com , الحدود في الشريعة الإسلامية , 18/12/2021
  3. سورة المائدة , آية 33
  4. islamweb.net , شرح زاد المستقنع , 18/12/2021
  5. al-maktaba.org , الفقه الإسلامي وأدلته , 18/12/2021
  6. islamweb.net , مسألة هل للولي عفو في قتل الغيلة أو الحرابة , 18/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *